إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:  
السن:  
26
الجنس:   C?E? 
الديانة:  
البلد:   الخليج 
عنوان المشكلة: هم الخليج... رياح التحرر والإنقاذ :مشاركة في مجازة 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات الخليج Gulf Problems 
تاريخ النشر: 22/01/2004 
 
تفاصيل المشكلة


وصلتنا هذه المشاركة من أستاذة جامعية معنونة بـ :

تعقيب على رد (أستاذ مجاز): على مشكلة حكاية الأستاذة مجازة

هم الخليج الخفي!! الله المستعان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

سيدي الفاضل أكتب لك وقلبي وعيني تدمعان على حال هذه الفتاة، أنا أستاذة جامعية خليجية وأقول لك بكل ما أملك من صوت وقوة نعم هذا موجود في دول الخليج وأكثر هناك كارثة ووباء في دول الخليج لا أعرف له مقابل في الأسماء لكني أعرف اسمه في بلدي أماكن تسمى بالكنائس (مع الاعتذار لأصحاب الديانة المسيحية فهي دور عبادة لكن هذا ما يسميه بها الشباب عندنا!!).

كم يدمى قلبي على هذه الفتاة ومثلها وهم للأسف موجودات وبكثرة وحالهن وحال الأولاد الذين يجتمعون في هذه البيوت نتيجة لإهمال الأهل ولنبذ المجتمع لهن فمجتمعاتنا قاسية لا تسامح، وللأسف قد يعرف الأهل عن البنات هذه الأمور فتطردن من بيوتهن!! ويعشن وحيدات أو في تلك البيوت والعجيب في الأمر أنك أن اقتربت منهن (وأستطيع أن أجزم أن الأولاد أيضا) تجدهم ضحايا أطاحت بهم قلة الخبرة وقساوة المجتمع وتحفظه وعدم قدرته على السماح والتقبل.

فعندما يجتمعن ويتقابلوا في هذه البيوت يجدون في بعضهم البعض المواساة!! هل تتخيل أن نفس هذه البيوت التي يتوفر فيها الخمر (وبكثرة!!) وأحيانا المخدرات (لم تنتشر بعد في شبابنا و لكن من يدري) وممارسة الرذيلة والشذوذ هي كل ما يملكونه من أسرة وعزاء!!

يا سيدي سامحني على تدفق الكلمات الطويلة فهذا هم أحمله في صدري وأتألم به كل يوم منذ أن عرفته فأنا يا أستاذي الكريم نشأت في أسرة مثقفة رائعة وجدت فيهم الحضن الدافئ فنشأت على أن هذا هو الخليج!!! لم أر أبدا هذا الجانب المظلم من بلدي وقد تعرفت عليه من ثلاث سنوات وقهرت على شباب وبنات بلدي فأين السبيل لمساعدتهم؟

لا يمكن أن تتخيل إن وجدت إحداهن في محاضراتي كيف تكون متخفية خجلة من نفسها ولا تتوقع حسن المعاملة من أحد... كيف لي أن أساعد أخواتي... نعم هن أخواتي!! وإن كنت أسعد منهن حظا في النشوء في أسرة متعلمة منفتحة كانت لي العون بحفظ الله ورعايته.... أنا والقادر في مجتمعي مسئولون عنهم شباب وبنات!!

أعتذر كثيرا على الإطالة ولكن لك أن تتخيل أن الجميع يعلم بهذه الكارثة بهذا الابتلاء بهذا الطاعون ولا حتى يقبل بالتحدث عنه... أشكر لكم جديتكم وأرجو (وأنا متأكدة أن هذا يحدث بالفعل لكنه إحساسي بوطني!) إيلاء هذه النوعية من المشاكل التي تصلكم من الخليج عناية خاصة فليسامح الله أولياء الأمور وليعِـنَّا على الفهم الخاطئ للإسلام والسلام.
 
7/1/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت الفاضلة:

الخليج بخير إن شاء الله مادام فيه أمثالك ممن يعرفون الحق، ويحملون قلبا مهموما لحال أمتنا، ويدفعون في وجه الباطل بكل ما تملكه أيديهم، وينتظرون يوما تفتح فيه الآفاق، والمنابر للقول والعمل والبناء، والنشاط المدني، والمصارحة والمكاشفة ولو كانت موجعة وأحسب أن هذا اليوم لم يعد بعيدا، ولكن الأخطر أن نكون جاهزين له، مستعدين للفرص والتحديات التي سيطرحها علينا، والتي نحن في غفلة أو انشغال عنها بسبب الجدران السميكة، والتعتيم الثقيل على الحقائق، والجهود الرامية للإصلاح.

الانفتاح قادم إذن لا ريب فيه، فماذا أعددنا له؟!
وأرى أن أغلب دعاة الإصلاح يتحركون ويطالبون، ويضغطون بذكاء للحصول على الحرية، ولكن ماذا بعد ذلك؟! وبعضهم يدرك مخاطر الانفتاح، ولذلك فإنهم يتحفظون، وقد ينحازون إلى تأجيله، وليس ذلك حلا، ولكن الحل الاستعداد الفوري والكثيف بإجابات وخطط لأهوال ورياح عاتية يمكن أن تقتلع الأبواب والنوافذ إذا لم تخطط وتحتشد لنعرف ماذا نفتح وكيف، وماذا نغلق ولماذا!!!

ما يحدث لأهلنا في الخليج هو أمر متوقع، وحصاد طبيعي للتحولات والتشوهات التي بدأت مع ظهور النفط، وأذكر أن ندوة فكرية قد انعقدت في السبعينات من القرن الماضي تحاور فيها الحاضرون للإجابة على السؤال: هل النفط نعمة أم نقمة؟!!!

ومرت السنون ليصبح خليجنا مثل كل الجسد العربي والإسلامي ملئ بالجراح، وأيضا بالإمكانيات الاقتصادية والبشرية فالخليج ليس نفطا فقط، وليس الخليج كله مثل أسرتك المثقفة الرائعة، ولكنه أيضا ليس كله"كنائس"، أو بؤر فساد، ففي خليجنا ملايين من المتعلمين المتنورين المتحضرين، وفيه المرضى والمتخلفين مثل أي مجتمع، وإن كانت تحديات الخليج أكثر والضغوط التي تتزايد عليه أعظم بسبب النفط وغيره من ضعف التكوين الاجتماعي، وهشاشة التقاليد في مواجهة التحديث غير المتوازن على خلفية اقتصاد يعتمد على ريع النفط أكثر مما يعتمد على الإنتاج، وفي أحسن الأحوال فهو يقوم على الأنشطة الخدمية مثل التجارة والسياحة بأكثر مما يقوم على التصنيع أو الزراعة أو صناعة الثقافة أو على استثمار البحث العلمي، ولكنه يبقى جوهرة مدفونة في رمال الصحراء، ولؤلؤة في الأصداف يريدها الأعداء، ويصارعون عليها بالسياسة والسلاح، ولا خير فينا إذا ضاعت منا، وهي توشك أن تضيع!!!

- وقلوبنا وعقولنا مع أهلنا وخليجنا لسنا نمد لهم أيماننا صلة، لكنما هو دين العروبة والإسلام كما قال شاعرنا "محمود غنيم" في قصيدته الرائعة، ولعلني أجدها وأنشرها كاملة ليعرف المصريون دورهم ومسئوليتهم فيكفوا عن الهزل والعبث، وينهضوا فتفيق أمتهم، اللهم نصرك وتأييدك.

وأقول قلوبنا وعقولنا وكل طاقاتنا معكم في الخليج كما في المغرب، وفي فلسطين كما في العراق نبذل الجهد، ونحاول الاجتهاد بالرأي عسي أن يرى الله ذلك فينظر إلينا نظرة رحمة، ومن ينظر إليه نظرة رحمة لا يعذبه في الدنيا بالتخلف والتشتت والضياع، ولا يعذبه في الآخرة بالنار، وساءت مصيرا.

- ومبدئيا فإن الحل هو أن تنشط الجهود الأهلية عبر الجمعيات الاجتماعية والدينية، وغيرها من النوادي الطلابية والجامعية وأقسام الإرشاد النفسي، وكل دوائر التوجيه والعون، ولينفض الجميع عنه غبار البيروقراطية والكسل، وينهض بمسئولياته التي أقامه الله فيها دون كثير دعاية أو صخب الحل أن يكون كل قادر وواع بهذه الجراح طبيبا مواسيا، وأبا بديلا، أو أختا كبرى تسمع وتستوعب، وتتصل بالجمعيات والأنشطة الثقافية والتطوعية فتكون جسرا بين الجاد منها، وجموع الشباب والفتيات، ونحن لا نفتعل المعارك، ولكننا سنقابلها في دروب حركتنا تارة مع قبضة الاستبداد الحديدية، وتارة مع مجاذيب التشدد وحراس التخلف باسم الدين، وكلاهما عنيف مدجج بالأسلحة الأيدلوجية والسلطوية، ولكننا ينبغي أن نتسلل لنصل إلى المساكين والبائسات المكروبات من شبابنا وفتياتنا لننقذ هؤلاء وأولئك، وننجو جميعا لعل الصبح يدركنا ناجين، والصبح قريب.... قريب، فلنستعد لضوء النهار حتى لا يبهر أعيننا، ولنستعد جميعا لصدمات الحقيقة والحرية.

ومبدئيا ينبغي أن نكون أفرادا وجماعات، هيئات ومؤسسات، رسمية أو شعبية، متاحين أمام الشباب والفتيات، يمكن الوصول إلينا بسهولة، كما هو هذا الموقع أو غيره، وينبغي أن نتشابك ونتكاتف، وننسق الجهود، ونوزع الأدوار، فالعبء أبر من أن يحمله فرد أو حتى مؤسسة وحدها، اللهم إلا العبء ثقيل، والليل طويل، وجسد الأمة عليل، فتجلي علينا بأنوارك ونفحاتك، فلا نخيب وأنت رجاؤنا، ولا حول ولا قوة إلا بك.

* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت العزيزة صاحبة المشاركة القيمة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، أود فقط أن أوضح لك أنني لا أملك بعد رد أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، والذي أنعم الله علي بلقائه في أواخر الثمانينات بعد أن أنهينا سنوات الطب السبع وكنا طبيبين مقيمين في الجامعة في قسم الطب النفسي، وكان قد عاش في الخليج فترةً من حياته تزامنت مع الفترة التي عشتها فيه من حياتي، إلا أنه عاش في واحدة من كبريات المدن بين الحضر بينما قضيت أنا جزءًا كبيرا من سنوات مراهقتي في واحدة من القرى التي يسكنها البدو، ولم يكن بها (في السبعينات) حتى مجرد الإرسال التليفزيوني،

أود أن أوضح أن خبرتنا جاءت متشابهة في أمور ومفاهيم ومختلفةً في أخرى، وأذكر أنني في إحدى مناقشاتي مع أخي وزميلي أحمد عبد الله، عندما أشار إلى قوة التوجه الإسلامي الصادق بين أهل الخليج فأنكرت عليه ذلك لأنني ما رأيت إلا نفاقا وتظاهرا بالدين، وانغلاقا وقسوةً وتحجرا في الفكر وفي المشاعر، وكلها أشياء لا أراها تصح من أصحاب التوجه الإسلامي الصادق، إلا أن د.أحمد عبد الله نبهني إلى وجود شريحة كبيرة من الصادقين الأقوياء في الحق ولكنهم مقهورون ومضطرون إلى الإحجام عن العمل والمشاركة والدعوة للإصلاح.

وما زلت أذكر بعد كلماته تلك أنني التقيت في حياتي بعد ذلك بنماذج مشرفة إلى حد الدهشة لم أكن أتخيل أنها موجودة، وأنت واحدة من هذه النماذج بالمناسبة، إلا أن هناك في نفس الوقت شرائح كبيرة من الناس لا تفقه شيئا لا في الدين ولا في غيره، وما تدينهم الظاهر إلا تمسكا بالتقاليد، إلى آخر ما هو معروف ومشتهر، المهم أن الخليج يحتضن تناقضا لا مثيل له منذ زمن بعيد وقد أفاض الدكتور أحمد عبد الله في توضيح ذلك الأمر.

ولكنني رغم كل ذلك لا أستطيع أن أنزع من ذاكرتي منظر طالب الثانوي الذي يشرب ماء الكولونيا في الفصل الدراسي، لأن الخمر غير متاح!، فكيف يصل الأمر إلى ما كانت تصفه الأستاذة مجازة في حكايتها، وما زلت والله أعلم بي لا أستطيع تخيل ما تصفين رغم موافقة الدكتور أحمد عبد الله، لك في ما ذهبت إليه، وأجدني بعد ذلك مستفزا لأنشر سطوري الشعرية التالية، والتي كتبتها إبان حرب تدمير العراق الأولى، ولم أنشرها من قبل، لأذكر بها، وكنا أنا وأخي أحمد عبد الله نتغني بتلك القصيدة في ذلك الوقت، فتحت عنوان "تقوى" كتبت:
(1)
آنَ أنْ أتقي
أسمِّي الحروفَ بأسمائها أنتقِي
لكلِّ ذُبابٍ …. ذُبابْ !!
لكلِّ اتجاهٍ سرابْ !!
لكلِّ انتصارٍ .. أحُدْ !
"فأما الزَّبَدْ " فنحنُ الزبدْ !
فما الناسَ لا ناسَ فينا يَجِدْ! ما ينفَعُ
(2)
آنَ أنْ أتقِي!
أحدِّدُ أينَ الركامُ وأينَ الزكامُ؟
فأنى الْتفتَّ وأنى احْتقنتَ /
وأنى انْتفضْتَ المُنكَّسُ أنتَ !
لأنَّكَ أنتَ لأنكَ لستَ 000ولستَ ولستَ!
أعَرِّفُ حتى التعاريفَ حتى!!
سُمُوُّكَ تدْعُوهُ نفْطا!
وأدْعوهُ قحْطَا!!
ولن تتَّقي لذلكَ لنْ نلتقي !
آنَ أنْ أتقي!!

الأربعاء 20/3/1991

وأخيرا وليس آخرا، أتمنى أن تستمري في دعمنا بمشاركاتك القيمة وبدعواتك لنا أن يهدينا الله ويوفقنا إلى ما فيه انفراج الهم عنا جميعا من المحيط إلى الخليج والله المستعان.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله