إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   محتاجة المساعدة 
السن:  
15-20
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   بلد خليجي 
عنوان المشكلة: شخصية موسوسة في حاجة إلى علاج نفسي 
تصنيف المشكلة: نطاق الوسواس OCDSD شخصية قسرية وسواسية 
تاريخ النشر: 05/03/2004 
 
تفاصيل المشكلة


هذه مشكلتي وأتمنى أن أكون قد وفقت في الطرح والإيضاح:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
أنا متابعة قديمة للمواقع النفسية بشكل عام لم أتوقع يوما أن أكون أنا صاحبة المشكلة... ولكن ها أنا ذا اكتب مشكلتي اليوم يا دكتور سبق لي أن راسلت أخصائي نفسي عبر الانترنت.. ولكنه لم يتابع حالتي كما كنت آمل، مع أني كنت متجاوبة.. وعندي استعداد للمواصلة... أما الآن فهو لا يرد على رسائلي.. ربما لديه أعذاره.

ولكني آمل يا دكتور أن تكون أنت آخر من أكتب إليه مشكلتي.. لأني أصبت بالملل من كتابة نفس المشاكل في كل مرة... وإن لم يكن عندك مانع سوف أستعين ببعض الرسائل التي كنت أرسلها للأخصائي الذي طلبت منه المساعدة.

بسم الله مجراها ومرساها أنا فتاة عربية مقيمة في بلد خليجي أبلغ من العمر 16 سنة، وأنا أصغر أخوتي والوحيدة التي لا تزال في طور المدرسة وكلهم انتهوا من المرحلة الجامعية والحمد لله، لذلك فقد تعودت على الوحدة.

عانيت من وسواس الطهارة منذ سنوات (سنتين ربما)، والحمد لله تخطيت تلك المرحلة بالاطلاع على هذا المرض والمعرفة الفقهية، أما الآن فقد عادوتني الحالة(من ناحية دينية أيضا) مع ملاحظة أنني منذ أن تدينت بدأت الوسوسه الخاصة بالطهارة، ولكني عانيت قبلا من شكل آخر من أشكال الوسوسة (قبل التدين) وهو الخوف من المرض عندما كنت طفله.. كنت أوقظ أبي في ساعة متأخرة من الليل، وأطلب منه أن يأخذني إلى المستشفى... كان لدي وهم في عقلي الصغير أني مصابة بالأزمة القلبية!!

ولكن الأخصائي الذي ذكرته في بداية رسالتي قال لي إن هذا ليس وسواس بل هو وسواس قهري، نعم أنا كنت أعرف منذ البداية أني أقوم بأعمال قهرية، كنت أزور المواقع النفسية وأقرأ  قرأت عن صفات أصحابها وأذهلني للحظة خيل إلي أنه يتحدث عني.. فأنا فعلا بخيلة.. وأحب النظافة والترتيب، ونوع آخر أصابني حديثا في رمضان الماضي لقد حول هذا الشهر الفضيل بالنسبة لي إلى شيء....لا أدري ماذا أقول، بدأت الهلوسة عندما عرفت أن بلع الريق قد يبطل الصوم... هل تستطيع الآن تخيل ما حدث معي بعد ذلك بعد أن عرفت تاريخي القهري؟؟

عانيت كذلك مع بداية مشواري مع الحجاب من مشاكل الحمد لله تخطيتها كذلك منذ أكثر من عامين وهي عدم تقبل من حولي لفكره حجابي.. إنهم يرون أني صغيرة على الحجاب مع أنه كان قد فرض على... التعليقات تتعبني نفسيا وعصبيا... مثلا أنا لا أحب أن أبس نص كم أمام الأجانب..... أنا لا أحب الاختلاط..... يقولون عني أني معقدة ومتخلفة و(متشددة)= متزمتة دينيا.. وما العيب في أني كلما رأيت خطأ حاولت أن أصلحه ولو بالكلمة... لأني سوف اسأل أمام الله عن كل صغيرة وكبيرة وكل خطأ عرفته وتغافلت.. لا أقول أني لا أخطئ لأني أنا أخطئ وأخطئ وأخطئ... ولكني أرجو رحمة ربي.
 
ولكني أعترف أني قد أكون متشددة في بعض المواقف.. ولكني أصبحت موضع سخرية البعض للأسف... شيء آخر أنا كنت معتادة على ختم القرآن في رمضان ولكني لم أفعل في رمضان الماضي لأني كنت غير قادرة.. ومصابه بهلوسة بلع الريق وغيره، شي آخر عند بداية تديني كنت شديدة الإقبال على سماع المواعظ والدروس الدينية، أما الآن فأنا لا أحبها أبدا ولا أحب أن يدعوني أحد ما إلى سماع خطبة أو محاضرة، لا أدري ما بي.. ولكن جاءتني (عقدة) من الشيوخ المتشددين.. فهو عابس الوجه.. مقطب الجبين لا يبتسم إلا في القليل النادر.. ويقول هذا حرام وهذا حلال، لا أحب هذا النوع إطلاقا.. ولا أحب الاستماع إليه... أصاب بالحزن عندما أرى الناس وهم يصلون ووو وأنا....حتى أصبحت لا أحب النظر إليهم في بعض الأحيان.. فهذا يؤلمني، وأصبحت لا أحب الاستماع لأمور الدين بشكل عام بغض النظر عن قائلها، الحجاب بالنسبة لي حماية ولا أريد أن أخلعه في يوم من الأيام، شيء آخر أنا انفعاليه للغاية أقل شيء كافي لإثارة غضبي... لدرجة عندما أنفعل بشدة أشعر بأطرافي ترتجف من الغضب وأتوتر ولكني أحاول أن أكتم غضبي..لكي لا أفلت زمام الأمور.

أحب أبي وأمي ولكني أكثر تعلقا بأبي أنا متأكدة أنه يحبني أكثر مما أحبه أنا... فهو طيب.. الله يعطيه العافية ويشفيه، شيء آخر أحب أن أكون دائما متفوقة في دراستي وأهلي أملهم فيَّ كبير... ولكني أعرف أني لست عبقرية دراسيا فأنا أحتاج إلى الوقت لكي أفهم وأحفظ، وهذا في حد ذاته ضغط على ولابد أنك تعرف أن المنافسة بين الطالبات أشد منها من المنافسة بين الطلبة.. حتى أن هذا يؤثر على صحتي ويزيد من نحافتي.

شيء آخر أنا لا أحب أن يقارن أحد بيني وبين أختي خصوصا في الناحية الدراسية فهي تكبرني بأكثر من 10 سنوات.. وأنا اعترف لها بالتفوق علي دراسيا ولكن أصابع اليد الواحدة غير متشابهة وإن كان الله قد وهبها شي فقد يكون حرمها من شيء آخر.. وأنا بالمثل, ولكني فعلا لا أريد المقارنة التي قد يجريها البعض بيننا فهذا ليس عدلا هل وصلت الفكرة التي أريد إيصالها يا دكتور؟؟

ومن بوسطي الدراسي يلاحظون علي شيئا ((التسرع)) كنت أسمع هذه الملاحظة منذ زمن.. فهم ينصحونني بالتروي وعدم الاستعجال في الإجابة.. فهذا خطير للغاية ويضيع علي الكثير نتيجة التسرع، نقطة أخرى أود ذكرها أنا أعاني من اضطرابات في عادتي الشهرية سببها ليس عضوي لأني أجريت الفحوصات ولكن سببها اضطرابات في الهرمونات راجعت الطبيب أكثر من مرة، وفي كل مرة يصف لي نفس الدواء تقريبا (على شكل كورسات من الحبوب أتناولها بانتظام معين لتنظيم الدورة ) وما أن أنهي الحبوب حتى يعود عدم الانتظام جاءت أختي للإقامة معنا منذ فترة ليست كبيرة للدراسة، خلالها طلقت من زوجها ولها طفلان لا تتجاوز أعمارهم 3 سنوات، أنا كنت غير مرتاحة لوجودهم فالبيت كان أكثر هدوء، هذا طبعي فقد تعودت على الوحدة منذ أن كنت صغيرة أهلي يذهبون لأعمالهم ويتركونني وحيدة...حتى أني أتضايق من الزحام وكثرة الناس، فكيف بعد 16 سنة يأتي أحدهم ويقول لي أنت انطوائية ولا تحبين الناس؟؟ بل ويلومني أهلي على هذا الطبع.
 
ولكني إذا عزلت نفسي لفترة طويلة فإني قد أبدأ بملاحظة آثار هذه الوحدة علي.. كأن أشعر بالضيق الشديد وعدم الثقة بالنفس.. وعدم القدرة على أن أكون اجتماعيه.. سمعت إحداهن قبل سنوات تتكلم عن مشاكل المراهقة.. فهل هذه هي يا ترى؟؟ اسأل نفسي.

هذا مقطع من رسالة كتبتها مسبقا للأخصائي الذي كنت أراسله:
كم العالم ملئ بالكذب والنفاق، عالم ملئ بالخبث وسوء الظن.......... على كل المستويات...... فلا تعود تميز بين صديق وعدو..... فقد يؤذيك من لا تتوقع الإساءة منه أبدا هل تذكر يا دكتور عندما قلت لك أني حقودة؟
إذن اسمع ما الجديد أنا حقودة وشريرة وووووو....حدث ولا حرج، لا زلت أذكر عندما كنت أحضر ذلك الكرسي وأصعد فوقه لكي أصل إلى قفل الباب.. أما الآن فلا أحتاج إلى الكرسي، لا اصدق أحيانا أن تلك هي أنا وأنا هي تلك... كأنني أنظر إلى واحدة أخرى في كل مرة أنظر فيها لصورتي، أنا لا أريدها فهي تؤذيني.. أنا أفضل حالا من غيرها أما هذه فهي فاقده لهدفها، لا زالت تبحث عن شخصيتها......... هي لا تعرف من هي فكيف أعرفها أنا؟؟ أنا فعلا أفهم نفسي بصعوبة لماذا أنا بهذه الصورة.. بي قسوة يا دكتور وصرامة وجفاء غير طبيعيين قد أتعمده وقد لا أتعمده ولكنه موجود على أية حال.
 
دعني الآن ألخص لك نقطتين مهمتين في مشاكلي ككل الغيرة المفرطة..... والخوف مما سوف يترتب على أقل تغير..... وبالتالي حبي (لبعض الأشياء التي أنا معتادة عليها) أضرب لك مثلا حتى توضح الصورة أكثر:
(1) إذا كنت معتادة على صورة معينة في الحائط وجاء أحدهم وغيرها هكذا فهذا كفيل بإزعاجي.. وحبي لتملك من أهتم لأمره وبالتالي أكون في أول سلم الأولويات بالنسبة له.
(2) أنا حساسة للغاية اعترفت بهذا أم لم أعترف فأنا لست ممن ينسون بسهولة أنا أؤمن بعبارة الاحتكاك يولد الحرارة ليس في الكيمياء أو الفيزياء فقط ولكن حتى في تعاملي مع الناس.. فكلما قل الاحتكاك قلت المشاكل، فأنا هذه الأيام أقفل علي باب غرفتي وأجبر نفسي على النوم لساعات خلال النهار... نشاطي يبدأ بعد أن ينام من في البيت (أحيانا) لا اقصد السهر على الأفلام إلى الصباح.. ولكن قد أفعل أي شي مثل الانترنت أو أي شيء آخر... ولا أحب الاحتكاك بأحد خصوصا إذا كنت متضايقة وزعلانه...

أمي تطلب مني أن أكون أكثر لطفا وحنانا مع أبناء أختي... وأن أتوقف عن عزل نفسي حتى إذا كنت خارج البيت في حفل مع صديقاتي مثلا... فأنا اكتفي بأخذ مقعد وتبادل الحديث مع صديقة لي بينما هم يلعبون ويرقصون...... أنا أعوض ما أقتقده في أحلام يقظتي ففيها يحصل ما أريده أنا وأكون شبه سعيدة لذلك، عندما أعود لأرض الواقع لا يعود عندي الكثير لكي أقدمه.... فأكون باردة في تعاملي مع من حولي.

المشكلة أني لا أحس بالسعادة هذه الأيام، لا أدري هل هو اكتئاب ما بعد الامتحانات أم ماذا بالضبط؟ هذه مجموعه من الافكار دار في راسي وكتبتها وللعلم فأنا أحب كتابة أجنده لأهم الأشياء التي أود القيام بها ولي مقدره غريبة على الضحك حتى وأنا في عز البكاء، شيء آخر قد أشعر بالندم الشديد بعد أن أفعل شيء خاطيء وأنا أعرف ذلك.. وفي بعض الأحيان ألجأ إلى ضرب نفسي وأحيانا أشتم نفسي مع أني لا أحب أن أشتم الناس، وهذا نابع من إحساسي بالذنب إن أنا أخطأت، وأصبح قابله للإصابة باليأس بشكل غير عادي وكأن الذي جرى يعني نهاية العالم بالنسبة لي.. وهذا يحدث خصوصا عندما يكون الخطأ دينيا.. مع أني أعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا لكني لا أغفر لنفسي ولهذا عندها فإني أحاول إيذاء نفسي كأن أضرب نفسي وأصفع وجهي وأؤذي نفسي بأظافري أحيانا..

هذه هي اهم النقاط التي قد تتلخص فيها مشكلتي واتمنى ان تولوها الاهتمام الكافي، ولا تخيبوا ظني، أتمنى أن أكون قد وفقت في الطرح.. وأن تكون رسالتي مفهومة.
 
ابنتك: المحتاجة للمساعدة

30/01/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


أهلا وسهلا بك على صفحة الاستشارات النفسية بموقعنا استشارات مجانين.

أولا وقبل كل شيء علينا أن نتفق على أن نجاح العلاج النفسي يعتمد على الدافع والرغبة في التحسن وعلى بذل الجهد من أجل الوصول إلى هذا التحسن...... كما أن الفكرة ليست في كتابة مشكلتك أكثر من مرة!! ولكن المحاولات التي قمت بها والجهد الذي عليك القيام به للوصول إلى حالة نفسية أفضل. وسأحاول أن أساعدك بقدر الإمكان في ردى التالي.

وفى رأيى فإنك لست بحاجة إلى مجرد استشارة بالمراسلة ولكنك بحاجة إلى العلاج النفسي والدوائي لفترة من الزمن!! اعرضي الأمر على والديك واطلبي منهم المساعدة في الوصول إلى معالج نفسي، ويمكن مثلاً أن تذكري لوالدتك أن عدم انتظام الدورة الشهرية يرجع إلى مشكلات نفسية وأنه الطبيب أوصى بأن تحصلي على هذا العلاج، سأعرض فيما يلي تعليقات وحلول مقترحة لمشكلتك بنفس ترتيب عرضك لها:

بالنسبة لمشكلة الوسواس: لقد عرضت لهذه المشكلة ولكني لم أستطع أن أفرق بدقة بين الوساوس التي انتهت معاناتك منها، وتلك التي عاودتك مرة أخرى فلم أفهم ما تعنينه عندما ذكرت أن الوساوس عاودتك من ناحية دينية (وسواس الطهارة) فهل ارتبطت بتكرار مرات الوضوء؟ أم بأشياء أخرى؟ لذلك سأقدم لك فيما يلي مجموعة من الروابط التي ستساعدك بهذا الشأن سواء من على موقعنا مجانين نقطة كوم، أو صفحتنا استشارات مجانين، أو صفحة مشاكل وحلول للشباب بموقع إسلام أون لاين، فانقري العناوين التالية:
الوسواس القهري في الأفكار، علاج معرفي! / في نطاق الوسواس القهري: رحلة العذاب  / آنسة لبنانية تسأل عن الوسواس القهري:  / رمضان والوسوسة : هل تزيد الوسوسة في رمضان؟  / وسواس القولون عند المسلمين  / وسواس القولون عند المسلمين متابعة  / وسواس القولون عند المسلمين نموذج أوضح،  / وسواس مجانين ! متابعة لمشكلة ما !  / وسواس الوضوء والصلاة والصيام : هل هو قهري؟

وندعوك أيضًا إلى قراءة مقال في باب الوسواس القهري تحت عنوان: علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا، وضمن نفس الباب أيضًا على موقعنا مجانين نقطة كوم اقرئي:
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الأول / برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الثاني / برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الثالث /
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الرابع .

وتذكري أنك نجحت في التخلص من هذه المشكلة من قبل، وبإذن الله ستستطيعين التخلص من هذه المشكلة مرة أخرى.

موضوع الحجاب: هناك بعض الأسر لا تتقبل فكرة حجاب الفتاة عندما تبلغ الفتاة بالرغم أن هذا ما أمر الله تعالى به- وقد يرجع ذلك إلى أسباب منه أنهم لا يتصورون أن البنت الصغيرة قد كبرت وأصبحت آنسة خاصة وأنك آخر العنقود فربما تصوروا أنك لازلت صغيرة.

وهناك سبب آخر وهو اختلاف الأفراد في درجة التزامهم بأحكام الله، والجميل فيك أنك تدركين أمر الله لنا بالحجاب وبذلت الجهد للسير على الطريق الصحيح، وبما أنه كانت لديك الجرأة على اتخاذ قرار الحجاب وتنفيذه رغم تلك التعليقات فأنا أحييك على صبرك وإصرارك على طاعة الله فيما يتعلق بموضوع الحجاب، ولأن الموضوع مر بحمد الله حاولي استبعاد تلك الذكريات من تفكيرك واستبدليها بأفكار أخرى مثل (أنا ملتزمة، أنا صبورة .............)، وهذا الموضوع ينقلنا إلى موضوع آخر مرتبط به وهو دعوة الآخرين إلى طاعة الله.

فكما أمرنا الله بتغيير ما هو خطأ أيضاً أمرنا بحسن التعامل مع الناس فقال تعالى لرسوله الكريم (ص)بسم الله الرحمن الرحيم:(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) صدق الله العظيم (آل عمران:159)، ورسولنا (ص) هو قدوتنا.

وعن معاملة الوالدين قال: بسم الله الرحمن الرحيم (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) صدق الله العظيم (الاسراء:23)، وحتى عند معاملة الفقراء والمساكين فقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) صدق الله العظيم (الضحى:10)، وأمرنا صلى الله عليه وسلم بالتحكم في انفعالاتنا وأهمها الغضب وسرعة الاستثارة فقال"لا تغضب"، وحتى إذا لم يحسن الناس معاملتنا علينا أن نحاول كسب ودهم ونحسن إليهم فقد قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) صدق الله العظيم (فصلت:34)، وغير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تجعلنا نوازن ما بين إصلاح الخطأ والنهى عن المنكر وبين دعوة الناس بالحسنى وفى الوقت المناسب وبالطرق التي تتناسب مع كل فرد، فأنت لا تحبين الشيخ العابس وأصبحت لا تتقبلين كلامه، فكرى كيف تتمنين أن يكون الداعية المسلم؟ من حيث تفكيره وطرقة دعوته وكلامه.............. إذن طبقي ذلك على نفسك خطوة خطوة.

فعلى سبيل المثال إذا وجدت أن الداعية يجب أن يكون مبتسماً -أو غير عابس على الأقل- أثناء محاضراته واعتبري أن هذا "واجب" عليك التدرب عليه، حددي وقتا كافيا للتدريب على ذلك لمدة أسبوعين على سبيل المثال- وكلما نجحت في الابتسام وأنت تنهين عن شيء خطأ كافئي نفسك. وهناك طرق أخرى للدعوة لا تتطلب منك أن تتحدثي كثيراً مثل إعطاء الآخرين شرائط تسجيل تتناسب مع "الخطأ " الذي يقومون به فهذه دعوة تكتب لك في ميزان حسناتك إن شاء الله.

من ناحية أخرى ظهر في الفترة الأخيرة عدد كبير من الدعاة والشيوخ أمثال الأستاذ "جاسم المطوع" وغيره الذين يتسمون بالبشاشة، فمن رحمة الله أنه أعطى الفرصة لدعاة مختلفين في طرق دعوتهم وشخصياتهم، وكل منا يختار ما يناسبه.

الانفعال: لا أعرف مدى توافر ما يطلق عليه "العلاج النفسي الجماعي" في دول الخليج، ولكن أعتقد أنه سيفيدك بقدر كبير، اقرئي صديقتي ما كتب في الرابط التالي فقد آثرت ألا أكرر ما كتبته فيه صعوبة التعامل مع الآخرين: النموذج والعلاج، سيفيدك كثيراً اتباع الخطوات المكتوبة فأنا أوجهها إليك. كما يمكن أن يساعدك قراءة بعض الكتب مثل كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" للكاتب دانيل كارينجى، وكتاب مماثل للشيخ الغزالي"جدد حياتك" بنفس المعنى. وكذلك سيفيدك سماع شرائط " الرحمة والذوق "للأستاذ عمرو خالد.

الدراسة: اقترح أن تتحدثي مع والدك بصراحة في الأفكار التي طرحتها علينا واشرحي له أن هناك اختلافات بين الأفراد وأنك تشعرين بالضغط والضيق من تلك التعليقات، واطلبي منه أن يتوقف ويجعل أفراد أسرتك يتوقفون عن أو يقللون من تلك التعليقات، ومن الممكن (أن ترمى الكرة في ملعبهم) وذلك بأن تطلبي من أختك أن تساعدك في الدراسة أو تشرح لك كيف تفوقت.

الدورة الشهرية: لابد أن هناك ارتباطا وثيقا بين حالتك النفسية واضطراب دورتك الشهرية، ومن المتوقع أن تنتظم تلقائياً عندما تواظبين على العلاج النفسي وتتحسن حالتك النفسية.

أخيراً: ابحثي عن مميزاتك فقد ذكرت منها على سبيل المثال: أحب أبى وأمي، والدي طيب، والدي يحبني أكثر مما أحبه أنا، عندي صديقة، لا أحب أن أسب الناس، أحب السباحة والرسم، أنا ملتزمة..........

أما فيما يتعلق بالخطابات التي وجهتها إلى الأخصائي النفسي فلم أفهم منها هل مازالت تلك الأفكار لديك؟ هل هذه هي رؤيتك الحالية للعالم؟ أم تحسنت حيث ذكرت انك "كنت متجاوبة معه!! لقد كنت أتمنى أن تحكى لي عن الخبرات السابقة الصعبة التي مررت بها في حياتك وما هي الصفات الشخصية لوالدتك حتى تتضح لي الصورة عن بعض أسباب ما تعانين منه. إضافة إلى أن ما تعانين منه قد يرتبط بمشكلات المراهقة وبوجود فارق زمني بينك وبين أخوتك، وبرجوع أختك مرة أخرى إلى المنزل- خاصة وأنك تحبين النظام وأن يسير كل شيؤ بنظام شديد للغاية وتبعاً للأجندة التي تعدينها لنفسك ومرتبط بحساسيتك الشديدة وغير ذلك من أسباب!! وتابعينا بأخبارك.

 
   
المستشار: د.داليا مؤمن