إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   حزينة في الدنيا 
السن:  
36
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: الاكتئاب والإجراءات الخاصة 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 19/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة

 
أنا امرأة في ال 35 متزوجة ولدي طفلان.

أعاني من اكتئاب وعدم القدرة على التكيف مع نفسي الداخلية,

أعتقد أنني بحاجة لاستشارة نفسية.

هل هناك أدوية ممكن تساعدني على تخفيف الاكتئاب
؟؟؟

أيضا أود أن أعرف ما هي الإجراءات لزيارة طبيب نفسي وهل هذا العلاج مكلف.

وشكرا،

16/8/2003 
 


 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
الأخت العزيزة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بالطبع هناك أدوية تستطيع القضاء على الاكتئاب، ولكن ليس كل ما يحس الشخص بأنه اكتئاب يكون في حقيقة الأمر اكتئابًا! فالطبيب النفسي يستطيع أولاً تقرير وجود الاكتئاب من عدمه وثانيا يضع الخطة العلاجية حسب شدة الاكتئاب، فهناك اكتئاب خفيف الشدة واكتئاب متوسط الشدة وكلاهما يمكن علاجهما من خلال جلسات العلاج النفسي المعرفي دون حاجةٍ للدواء، أو باستخدام الدواء لفترة قصيرة إذا أراد المريض التحسن بسرعة، إلى جانب العلاج المعرفي وهناك الاكتئاب الشديد، والذي يحتاج إلى العلاج بكل من الأدوية والعلاج المعرفي.

والطبيب النفسي يفرق بين ثلاث درجات من الاكتئاب حسب شدة الأعراض وقدرتها على إعاقة حياة الشخص:
 
أولى هذه الدرجات هي الاكتئاب الخفيف أو النوبة الاكتئابية الخفيفة، حيث يكون لدى المريض مزاج كئيب، أي شعور عام بالحزن والكآبة، إضافة إلى فقدان الاهتمام أو فقدان للقدرة على الاستمتاع أو التلذذ بما يحب أو فقدان نكهة الحياة، وأيضًا سرعة الإحساس بالتعب أو زيادة الإحساس بالتعب ربما دون مجهود أو بعد مجهود بسيط. ووجود عرضين على الأقل من هذه الأعراض الثلاثة ضروري لتشخيص الاكتئاب، وعادة ما يكون الشخص ضائقًا بأعراضه تلك، لكنه يظل قادرًا على الاستمرار في أداء وظائفه ومسئولياته في الحياة، وإن كان بدرجة أكبر من المعاناة وبكفاءة أقل مما هو في حدود قدراته.

وثاني هذه الدرجات هي الاكتئاب المتوسط الشدة، والذي توجد فيه (بالإضافة إلى اثنين على الأقل من الأعراض الثلاثة الضرورية المذكورة في النوبة الخفيفة)، ثلاثة على الأقل من الأعراض التالية:
 
* ضعف التركيز، واللامبالاة.
* انخفاض احترام الذات والثقة بالنفس، فعندما يقيم المكتئب ذاته فإنه دائمًا ما يبخسها حقها، ودائمًا ما يشك في قدرته على فعل ما يفعله الآخرون ممن لهم نفس قدراته وربما أقل.
* أفكار عن الشعور بالذنب أو فقدان القيمة.
*نظرة تشاؤمية فيما يتعلق بالمستقبل وانعدام الأمل في تحسن الأحوال.
* الرغبة في إيذاء النفس أو الانتحار.
* اضطراب النوم، بحيث لا يستطيع الدخول في النوم أو لا يستطيع الحفاظ عليه، أو يقوم في موعد مبكر عن موعده المعتاد بساعتين أو أكثر، أو ربما يأخذ الاضطراب في وتيرة النوم اتجاهًا عكسيا هو النوم بإفراط ولساعات طويلة مع فقد الشعور بمتعة النوم أو قدرته على إعادة الحيوية والنشاط كما في الشخص الطبيعي.
* اضطراب الشهية للأكل والشكل قد يكون انعدامًا للشهية، وقد يكون في الحالات غير النموذجية زيادة للشهية خاصة للسكريات.

وإضافة إلى الأعراض النفسية المعرفية السالفة الذكر فإن العديد من حالات الاكتئاب توجد معها أعراض جسدية somatic symptoms، مثل الصداع، والشعور بالحرقان في الجلد، وسقوط الشعر، والشعور بالاختناق وضيق النفس، إضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة، وعادة ما نجد هذه الأعراض في الحالات المتوسطة الشدة، وإن كان وجودها ممكنًا حتى في الحالات الخفيفة الشدة، وكثيرًا ما تطغى الأعراض النفسية والمعرفية الشديدة في حالات الاكتئاب الشديد على الصورة السريرية (الإكلينيكية) للمريض فلا يشتكي منها، ليس لأنها غير موجودة، وإنما لأنه يائس من أن يطلب الراحة.

وثالث هذه الدرجات هي الاكتئاب الشديد، والذي تكون الأعراض فيه شديدة الوطأة بشكل عام، وإضافة بالطبع إلى وجود الأعراض الضرورية، فإن المريض تظهر عليه الأعراض الأخرى للاكتئاب كاملة أو خمسة منها على الأقل، كما أن الشعور بالضيق والنزق وربما التهيج يكون موجودًا كما تزيد شدة الأعراض الخاصة بالشعور بالذنب وفقد القيمة والرغبة في التخلص من الذات بالانتحار، ويمثل الانتحار في مثل هذه الحالات خطرًا حقيقيًّا على المريض، كما يفقد المريض شعوره بحميمية علاقته بالآخرين تماما، ولعل أخطر شيء هو الشعور بفقد العلاقة الإيمانية مع الله سبحانهُ وتعالى، فهو ما يجعل فتح آخر باب للنجاة صعبًا على المريض.

ويجبُ أن يكونَ لديك الاستعداد للمداومة على جلسات علاج معرفي مع طبيب نفسي متخصص لمدة لن تقل عن عدة شهور وقد تطول حسبما يتبين للمعالج النفسي، فهذه وحدها هي الطريقة التي قد تفيدك في القدرة على مساعدة نفسك والرجوع إلى سيرتك الأولى، فإن لم يكن العلاج المعرفي متاحًا فإن استخدام عقاقير الاكتئاب يصبح ضرورة، علمًا بأن معظم بل كل هذه العقاقير لا تسبب لا الإدمان ولا التعود، ولا توجد لها تأثيرات سلبية مثلما تتصورين،

أما فيما يتعلق بالتكلفة فإن العلاج النفسي المعرفي قد يكونُ مكلفًا بعض الشيء ولكن فائدته على المدى الطويل تجعله أقل تكلفةً من الأدوية، وأما الأدوية فمنها الرخيص جدا ومنها المتوسط الكلفة ومنها الباهظ الثمن، والتأثير العلاجي على الاكتئاب واحد فيها جميعا والفرق يكون فقط في بعض الآثار الجانبية، فالرخيص له بعض الآثار الجانبية مقارنة بالدواء الغالي وأما سؤالك عن ما هي الإجراءات اللازمة لزيارة طبيب نفسي ، فليست هناك إجراءات معينة ، إنه كأي طبيب تذهبين إلى مكانه وتدفعين ثمن الكشف أو الجلسة، ثم تقابلينه فتحكين له كل شيء! والله معك، وأرجو أن تبلغيني بما فعلت، وفقك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي