إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   محمد 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:    
عنوان المشكلة: السادية والمازوخية وخلل الهوية الجنسية 
تصنيف المشكلة: اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorder 
تاريخ النشر: 07/04/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

أستاذي الكريم لقد قرأت جزءاً كبيراً من كتابك الوسواس القهري من منظور إسلامي فوجدت فيه مشكلتي أو مصيبتي التي حولت حياتي على جحيم وقررت أن أكتب لك لعلك تستطيع بعون الله مساعدتي، سأحاول الاختصار قدر المستطاع ولكن بشكل يجعلك تفهم المشكلة فليس من السهل أن تختصر عذاب 25سنة في سطور.

ولدت في أسرة مفككة لا تعرف معنى الهدوء والمحبة، والدي يكره والدتي ووالدتي تكره والدي وقد كان والدي قد قتل خالتي أخت أمي قبل الزواج من أمي ولا أعرف كيف تم هذا الزواج ولكنها طبعاً مشيئة الله. لم تكن هذه المشكلة فقط بل الأمور أشد تعقيداً من ذلك فوالدي مدمن خمر ويسهر ويشرب حتى الصباح كل يوم ويقول لأمي دائماً بأنه يكرهها ويكره أولادها يعني نحن وبأن هؤلاء الأولاد المساكين قد أتوا منه بالحرام تخيل ذلك؟

ولقد كان ينام في غرفة بمفرده أما والدتي المسكينة فتنام معي ومع أختي المطلقة وعندما كان يرغب بالمعاشرة كان يأتي ليلاً ليأخذ أمي إلى غرفته وعندها يبدأ خوفي حيث أبدأ بسماع صوت أمي المسكينة تستغيث وتطلب النجدة حتى تخرج شبه عارية تصرخ من الألم والدم يلطخ وجهها وتهرب لتختبئ في مكان ما من المنزل.

بل وهناك مشكلة أكبر حيث أني ووالدتي نعرف أن والدي غفر الله له ورحمه كان يخون والدتي مع نساء أخريات وليس ذلك فحسب بل كانت له علاقات شاذة مع الأطفال وأنا على علم بهذه المسائل منذ كنت في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي على الأكثر أي كنت في التاسعة أو العاشرة من عمري وكنت لا أجد أحداً يحاول أن يواجه أبي عندما نعلم تماماً بأنه في ذلك الوقت يمارس تلك الفاحشة إلا ما كنت أقوم به أنا من الضرب على الباب أو إحداث بعض الضجة حتى أنه لم يضربني طوال عمره إلا مرة واحدة لأني كنت قد كشفته وهو يمارس تلك الفاحشة.

لقد كنت حقاً أكره أبي بكل ما تحوي كلمة كره من معاني ولكنه في آخر سنوات عمره كان قد تاب وقد بقي على فراش الموت خمس سنوات لا يخرج إلى أي مكان ولا يرى أحد سوانا وعندما مرض بهذا الشكل بدأت أشعر بالعطف عليه لسوء حاله ثم بدا يزول شعور الكره تجاهه حتى أني حزنت كثيراً وبكيت طويلاً عندما مات وأنا الآن قد سامحته من قلبي غفر الله له وسامحه.

إلا أن المشاكل التي خلفها في نفسي لا نهاية لها حيث أن طفولتي كانت تعيسة جداً لأني كنت أكره البيت واكره والدي جداً أما والدتي سامحها الله قد كانت مفرطة في دلالي حيث أنها قد فقدت شاباً في ال 16من العمر وتكره أبي وأخي الكبير أكبر مني بعشرين سنة فلم تجد أحداً أمامها تدلله إلا أنا وخاصةً أني قد أصبت بمرض الروماتيزم في التاسعة من عمري فهذا ما جعلها تخاف علي من نسمة الهواء لا تريدني أن ألعب بالكرة حتى لا أتعب ولا أن أركب الدراجة لأن أخي مات بحادث على الدراجة وكانت دائماً تزجني للعب مع بنات أخواتي وبنات أعمامي حتى صرت أشعر بأنني بنت كواحدة منهن.

وصارت تصرفاتي كتصرفاتهن وحركاتي كحركاتهن وهواياتي كهواياتهن وكنت أتمنى لو أن الله خلقني بنتاً وكنت أخيل ذلك لساعات طويلة في صحوي وفي نومي محاولاً الهروب من الواقع التعيس ولكن ذلك خلق لي مشكلة مع أقراني فقد بدأوا يكرهونني وينعتونني بأنني بنت وخاصةً أني كنت متميزاً في دراستي ومحبوب جداً من قبل المعلمين والمعلمات ومن قبل جميع من هم حولي ومن هم أكبر مني سناً ولكن ذلك زاد كره أقراني لي حتى أصبحت أخشى الخروج إلى الشارع لكثرة الحب ثم لي. يا إلهي أين أذهب؟

في المنزل جحيم لا يطاق وفي الشارع جحيم لا يطاق وفي المدرسة جحيم لا يطاق فكيف أعيش وأستمر في حياتي لم أجد سوى التخيل ورسم القصص والحكايات التي أقوم فيها بدور البطولة طبعاً ولكن بشخصية بنت وهكذا كبرت وبدأت تكبر معي المشكلة عندما انتقلت إلى المرحلة الإعدادية والمدرسة لا تحوي إلا الشباب فماذا أفعل؟؟

وقتها تماماً أعتبر مشكلتي بدأت حيث تعلقت بشاب أكبر مني سناً كان ذلك تماماً في الصف الثاني الإعدادي تعلقت به لدرجة الجنون حتى أصبح كل شيء في حياتي حتى أني أقف على باب المنزل طوال النهار لكي أراه عندما يمر وعندما أراه يا إلهي أنسى العذاب وأنسى الآلام وأشعر بأني أكاد أطير من السعادة وبأني لا أريد شيئاً من هذه الحياة إلا البقاء إلى جواره أنا وهو فقط وعندما كان يبدي لي بعض الاهتمام كنت أشعر بنشوة تنسيني كل شيء وبين العذاب الذي كنت أعيشه في المنزل وبين النشوة التي أشعر بها مع هذا الشخص كنت أتنقل وهذا ما كان يجعلني أبحث عن هذا الشاب بكل الطرق وأحاول الوصول إليه بأي ثمن حتى لو بقيت لساعات طويلة خارج المنزل وحتى لو نمت خارج المنزل فلا مشكلة فأبي لا يسأل عني وأمي المسكينة أجد لها المبررات لنومي خارج المنزل أو لغيابي الطويل.

أما ما كان يدور في نفسي فهو أدهى وأمر فالطفلة التي كانت تسكن بداخلي وأصبحت تفكر بالحب والزواج وأدركت معاني الحب والغرام، فرحت أنسج بداخلي القصص المليئة بالحب والسعادة مع هذا الشخص الذي أتعلق به وكنت أتخيل أدق التفاصيل حيث كنت أتخيل كيف تبدأ قصة الحب ثم كيف يأتي لخطبتي وكنت أفكر حتى بالثوب الذي أرتديه وقتها ثم أفكر بفترة الخطبة وماذا يدور فيها كنت أتخيل حتى لون بدلة الزفاف وشكل تسريحة الشعر والأغاني التي نرقص عليها ثم أتخيل أنه يتزوجني وأتخيل تفاصيل ليلة الزواج معه (طبعاً أنا العروس) ثم أخيل كيف تسير حياتنا الزوجية وكنت أخيل دائماً في هذه القصص أني أقدم التضحية وألعب دور الضحية فأتخيل أن هذا الشاب يتعرض لحادث يعرضه للشلل وأتخيل كيف أمضي عمري في خدمته والتفاني لجله وأحياناً في النهاية كنت أتخيل أنه يخونني.

هكذا كانت معظم التخيلات هذا ما كان في الخيال أما الوقع  فشيء آخر فهو كما أسلفت حيث أبحث عنه في كل مكان وأحاول أن نجلس معاً و لوحدنا وأتمنى لو أنه يضمني على صدره وإذا فعلها أحدهم عندما يرى من بكائي وحزني كنت أشعر بنشوة حقيقية يا دكتور نشوة ومتعة لا أشعر بها ولا بأي شكل مهما كان وهكذا ثم تنتهي قصة التعلق بهذا الشاب لتنتقل إلى آخر وتتكرر نفس الأسطوانة

وإذا تجاهلني أحدهم أو لم يهتم بي وبمشاعري فكنت أعيش جحيماً ثالثاً جحيم المنزل، جحيم أقراني الذين يسمونني بنتاً وجحيم قصة الحب الجارفة ولم يكن لعذابي نهاية هكذا حتى بدأ أهلي والناس حولي يحسون بأن هناك مشكلة ما وظنوا باني أريد الزواج وقتها اعتقدت بأن ذلك سيكون حلاً وستكون هناك نقطة انعطاف في حياتي وبأني سأبدأ حياة جديدة.

اتجهت باتجاه الدين ووجدت بأن الدين يوجهني نحو الزواج فاستشرت البعض وصليت استخارة ثم قررت الزواج ولكن كيف لفتاة أن تتزوج فتاة مثلها يا إلهي ما هذا التناقض الفظيع وبالفعل تزوجت منذ خمس سنوات وأصبح عندي طفلين الكبير في الثالثة من العمر والصغير لم يتجاوز السنة حتى الآن ولكن المشكلة بأني لا أشعر بأدنى أدنى متعة جنسية مع زوجتي واكره هذا الموضوع جداً وأشعر بأنه عبء ثقيل على نفسي وبدأت مع مرور الأيام أفقد المقدرة على ممارسة هذا الموضوع فبدأت مشاكل جديدة في حياتي أضيفت إلى مشاكلي السابقة فقد استمر تعلقي بالشباب ونسج قصص الحب والغرام معهم وأنا متزوج من امرأة أمارس معها الحياة الزوجية فتخيل بأني أعيش بشخصيتين وأنا أعيش هذا العذاب ولا أحد يشعر بي فأهلي قد اعتقدوا أن مشكلتي قد انتهت وزوجتي لا تعلم بشيء فكيف أعيش واستمر بهذه الحياة وهذا التناقض في حياتي حتى تحدثت لبعض الأصدقاء عن مشاكلي، وأصدقائي والحمد لله من ذوي التوجه الديني فمعظمهم يدرس في كلية الشريعة الإسلامية ويساعدوني في تحمل هذا العذاب.

سيدي الكريم: أنا الآن في الخامسة والعشرين من العمر تخرجت من كلية الهندسة وأنا أعمل الآن في الجامعة وربما أتقدم لمسابقة من أجل إكمال تعليمي حتى الحصول على شهادة الدكتوراه، المهم أني الآن ومشاكلي الجديدة فقد صارحت زوجتي مؤخراً بأني أعاني من مشكلة نفسية واني أحاول أن أتعالج ولكن لم أدخل معها في تفاصيل المشكلة فقلت لها بأني أعاني من اكتئاب شديد واقتنعت زوجتي والحمد لله بذلك فهي بسيطة وتحبني والحمد لله.

بالعكس لقد تفهمت وأصبحت تساعدني قليلاً وبدأت أشعر بالذنب والمسؤولية اتجاهها واتجاه هذين الطفلين المسكينين حتى الوضع الجنسي قد تفهمته وأنا أشعر بأني احترم وأقدر هذه الإنسانة جداً فهي إحدى النعم التي أنعمها الله علي والحمد لله بالإضافة إلى أصدقائي وإلى كوني والحمد لله محبوب من قبل الآخرين ولكن أين المصيبة... عندما أتعلق بأحد هؤلاء فأحول حياته وحياتي إلى جحيم لأنه ينبغي عليه أن يهتم بي وحدي ويحبني وحدي ويمضي كل الوقت معي وإلا سأشعر بتعاسة تطبق على صدري فأتحول إلى رجل معتوه وكيف ذلك؟؟ وأنا رجل متزوج ولدي ولدين.. مهندس في الجامعة...

تصور مسؤوليات وارتباطات وأنا وحتى ساعة كتابة هذه الرسالة أعاني من قصة تعلق مؤلمة بأحد طلابي.. تصور... أصغر مني بخمس سنوات وهو حتى الآن لا يفهم حقيقة اهتمامي به وبدأت المأساة فإنه لا يهتم بي وأشعر بالاختناق وعدم القدرة على ممارسة الحياة حتى أني أشعر بقلق شديد عندما أراه وأتعرق بشدة وأشعر بأن أعصابي ترتجف...

بالله عليك يا دكتور تخيل موقفي المحرج أما الدكاترة والموظفين بالجامعة لو علموا كيف أني أطارد هذه الضحية... وأنا بالفعل أسمية ضحية لأني فعلاً أجعل حياته مليئة بالمآسي والأحزان وأتمنى أن لا تستمر هذه القصة وتنتهي

ولكن ليس كما انتهت القصص الماضية فغالباً ما كان الطرف الآخر يتعلق بي فتتحول حياته وحياتي إلى جحيم عندها أحاول التخلص منه بأي شكل ثم أهدأ فترة لأتعلق بآخر.

يا سيدي الكريم: لقد استمرت هذه المشكلة بالرغم من زواجي واستشارة الأطباء النفسيين وعلماء الدين وتوجهي إلى الدين ودعائي وتوسلي وبكائي من الله لا أقول بأن الله لا يستجيب الدعاء.. معاذ الله... ولكن أحدثك عما يجري معي.

نسيت شيئاً مهماً بأن أبي كان مريضاً نفسياً وكان يتناول عدد لا حصر له من المهدئات. كان يتعرض لطورين في حياته: طور اكتئاب نصف العام ثم طور هوس النصف الآخر من العام. لا أدري تحديداً ما اسم مرضه ولكن كنت أعلم بأن أخي يأخذ أبي إلى طبيب نفسي وقد ذهبت إليه أنا وذهبت إلى أطباء نفسيين غيره فأعطوني بعض الأدوية والمهدئات ولكنها لم تفد شيئاً فتركتها. أما حالياً وتحت وطأة قصة العذاب الجديدة فقد ذهبت إلى الطبيب مرة أخرى فأعطاني الأدوية التالية:

• أنافرانيل 25: ستة حبات يومياً (بالتدريج).

• زانكس: حبة واحدة صباحاً.

• ستلاسيل 1 ملغ : حبة واحدة مساءً .

• ريفوتريل: حبة مساءً (أجنبي التصنيع).

والآن ما رأيك أيها السيد الكريم بهذه المشكلة وهل لديك من حل وإن كان لديك أي نوع من أنواع الحلول أرجوك أرسله لي وجزاك الله عني وعن أختي (التي أرسلت لك الرسالة الثانية) كل خير.

أود أخيراً أن أخبرك بأن لي أخت أخرى عانت في فترة من حياتها من مرض الاكتئاب الشديد ثم عوفيت والحمد لله وأخي الكبير أيضاً الذي يسكن معي كذلك مريض نفسياً ويتناول كميات كبيرة من المهدئات النفسية ولكن للأسف بدون إشراف طبيب وهو مسكين وقع ضحية للظروف التي شرحتها. أما أختي الرابعة وهي المعذبة رقم أربعة من العائلة فهي عانت خلال فترة من حياتها من موضوع الوسواس القهري في النظافة وبعقدة الشعور بالذنب خلال فترة حملها وبعد أن وضعت المولود ومات تعرضت لكآبة مرعبة استمرت بتناول الأدوية بعدها سنتين ثم شفيت تماماً وحملت مرة أخرى ووضعت ولد هو الآن في الرابعة من العمر وبدون مشاكل ولكن المشكلة الآن أنها حامل مرة أخرى وهي تهاني من اكتئاب شديد جداً جداً يجعلها في بكاء دائم بشكل مستمر وهي الآن في الشهر الخامس من الحمل وبالطبع لا يمكن أن تتناول الأدوية لأن ذلك يؤثر على الجنين وهي تعيش في كآبة وتعاسة لا يعلمها إلا الله.

أرجوك. لديك حلاً لهذه العائلة المسكينة فأرجوك...أرجوك... أرجوك... أن تسرع بإرسال الحل وحاول أن تخلصنا من هذا العذاب ولا نستطيع إلا أن نقول لك إلا جزاك الله عنا كل خير وسندعو لك إنشاء الله... نرجو أن تستطيع أن تأتي إلى سوريا حتى نستطيع رؤيتك. 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
صديقي المعذب
أولا أود أن أشرح انطباعي عن حالتك إن والدك المريض ووالدتك التي استمرت معه وأنجبت منه الأطفال وعانت وشاركت في معاناتكم بتضحيتها، كل هذا لابد وأن يتسبب في الكثير من البلبلة والتخبط في محاولة لمعرفة الهوية... أنت وإخوتك ووالداك عشتم معاناة طويلة.

لقد أردت حب أبيك وحماية أمك ولكنك لم تحصل على أي منهما.... حب أبيك حاولت أن تعوضه من خلال انجذابك للرجال والممارسة معهم. فهذه الممارسة تصفها أنت بما يفسر أنك تحاول من خلالها الحصول على حب الرجل وحنانه...

ليس في هذا عيب أو خطأ أو مرض في حد ذاته ولكنك أمرضت نفسك بالاستسلام والاسترسال في خيالات فيها مبالغة شديدة حيث أنك لم تسائل نفسك في قيمة قصة الحب والزواج وشلل الزوج أو خيانته والمعاناة المصاحبة لكل هذا...

لقد أردت أن تقول رمزيا أن أمك قد فشلت في إصلاح زوجها والمساهمة في علاجه أو في حمل الأعباء بدلا منه (حلمت أنك الزوجة التي ترعى زوجها المشلول أو زوجها الذي يخونها وتضحى من أجله وهى الضحية دائما).. وأردت أيضا أن تلعب دورها في علاقة زوجية وكأنك تريد أن تعيد قصتها في حياتك... لماذا؟..... كيف لم تسأل نفسك أو تتساءل عن سبب تعلقك بهذه القصة ومحاولة الزج بنفسك فيها؟؟

ما الذي سوف تجنيه؟؟؟ ما هي المتعة في كل هذا؟؟ لماذا تلعب دور الرجل الذي كرهته وأملت في حبه، لماذا تقلد أباك؟؟?؟ لقد حلمت بأن تلعب دور أمك وعندما فشلت، مارست دور أبيك في حياتك... لماذا لا تحدد لنفسك دورا جديدا يشبعك حقيقة... دور من صنعك واختراعك وبدون محاولة تقليد نماذج مريضة... في الحياة نماذج كثيرة، منها الصحي ومنها المريض... لم لا تجرب دورا صحيا على سبيل التغيير إن لم يكن على سبيل الاتجاه إلى الصحة النفسية والبدنية؟؟

عندما أحلم وأكون قصص خيالية عن ما أريد وأشتهى فإنني أتجه إلى التركيز على ما يمكن تحقيقه وعلى نتائجه وعلى الذي سوف أجنيه منه حقيقة وليس رمزا... إن الأحلام، أحلام اليقظة، هي بداية تنفيذ وتحقيق أي هدف ووسيلة جيدة لرسم خطط النجاح... المشكلة هنا هي أنك حلمت وحققت شيئا من أحلامك ولو بطريقة رمزية عن طريق العلاقات الجنسية المثلية التي قمت بها ولكنك لم تصل إلى ما كنت تريد: حنان الأب وحبه وحنانك وحبك لنفسك.

صديقي.. أرجو أن تعي بأن هناك أحاسيس كثيرة متاحة لك وبشتى الطرق.. إحساس الضحية أو إحساس الذنب اللذان تتأرجح بينهما هما فقط اثنان من أحاسيس كثيرة متاحة للبشر.

لقد أسهبت في شرح مشكلتك... فلماذا لا تتجه إلى الكتابة؟؟؟ قد تجد في ذلك متنفسا صحيا لذهنك المبدع... أكتب قصص درامية تشرح فيها مشاكل حقيقية.. ولتكن مشكلتك أحدها.

إنك يا صديقي بحاجة إلى التحدث مع معالج نفسي... يجب عليك أن تناقش معه كيفية تعويض أو الحصول على ما تفتقد (حنان الرجل وحبه وليس الجنس معه كبديل رخيص للحب، إلى جانب تكوين علاقة صداقة وحب مع نفسك أو أن ترعى نفسك).. ناقش معه كيفية التخلص من رغبتك في أن تلعب دور الضحية... ما هي الأدوار الأخرى المتاحة التي تريد أن تلعبها؟؟؟....

الأدوية وحدها لن تحل المشكلة.. إن الأزمة في المشاعر وتوجيهها وليس فقط في كيماويات المخ وإن كانت تتدخل وتساهم في وجود واستمرار المشكلة.

سيكون مفيدا جدا لك ولإخوتك أن تتوجهوا جميعا إلى العلاج النفسي الأسرى إن أمكنكم هذا.. كلكم عانيتم في صمت ويجب أن تعبروا عن آلامكم حتى يمكنكم الاستبصار بها وبكيفية تخطيها.... مشكلة أختك قد يكون لها أبعاد في هذا إلى جانب احتمال اضطراب علاقتها بزوجها.

وتذكر قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :" لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ" صدق الله العظيم (الرعد:11) يجب علينا جميعا أن نأخذ بزمام أمرنا وأن نفعل ما نحتاج أن نفعل لكي نعيش حياة واعية وصحية.

وفقنا الله وإياك لما فيه الخير والصواب

 
   
المستشار: أ. علاء مرسي