إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   صديقة 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: طفل متذمر ولا مبالي 
تصنيف المشكلة: اضطرابات الأطفال النفسية Child Psychiatric Disorde 
تاريخ النشر: 21/05/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
اللا مبالاة.. والاستهتار عند الطفل..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه مشكلة إحدى الأمهات اللواتي يحضرن معي دروس التربية..

سألتني عن هذه المشكلة فلم أجد جوابا لدي, ولهذا قررت الكتابة إليكم فأنتم ملاذي في المعضلات.. مشكلتها مع طفلها البالغ من العمر تسع سنوات ونصف, هو في الصف الرابع الابتدائي..

مشكلته أنه كثير التذمر من عيشته, وكل ما يقدمه له أهله لا قيمة له, أهله أناس بسطاء ولكن الحمد لله مستوري الحال, أما هو فيتطلع دائما إلى ما ليس عنده, والسبب في ذلك هو مستوى أصدقائه -في المدرسة- المادي والذي هو أعلى من مستوى أهله:

بيوتهم أوسع من بيته, ولديهم كمبيوترات يلعبون بها أما هو فليس باستطاعة أهله أن يحضروا له كمبيوتر.. وهكذا..

أمه تحاول جاهدة أن تغير من تعاملها مع أولادها فقد كانت دائما تصرخ في وجوههم, ولكن وبعد أن التزمت بالدورة التدريبية والتثقيفية التي أعقدها لهن غيرت كثيرا من تصرفاتها, وخصوصا بعد أن قرأت استشارة: !!اضربني ولا تصرخ بوجهي, على معا نربي أبناءنا ..

المهم.. الأم والأب أيضا تعاملهم معقول مع أولادهم, وهم يحاولان جاهدين توفير ما يستطيعان لأولادهما من احتياجاتهم, ولكن ليس كما يتمنى الطفل.. ما العمل؟؟

وكيف تزرع هذه الأم الرضا في نفس طفلها؟ طفلها متذمر دائما من أوضاعهم المعيشية ولا يعجبه شيء.. وهناك أمر آخر وهو أنه يأخذ كل شيء بلا مبالاة وسخرية: سواء على صعيد الدراسة أو على صعيد الصلاة والعبادة.. أو على صعيد احترام الكبار.. مثلا.. كما روت لي أمه, مرة كذب كذبة, فعنفه أبوه عليها وقال له فيما قاله: إذا اسمك ليس شمس بل اسمك الكذاب..

فذهب الطفل ومسح اسمه من على كتابه المدرسي وكتب بدلا منه: الكذاب!! وهلم جرا.. أحس من هذه التصرفات أننا أمام مراهق في الرابعة عشرة لا طفل في التاسعة من عمره!!

يتكلم الأم والأب مع طفلهما ويعظانه بشأن تصرفاته وبشأن أوضاعهم المادية ويحاولان أن يريانه نعم الله عليهم وكيف أن غيرهم أفقر منهم بكثير جدا..يتأثر جدا بكلامهما, ولكن هذا التأثر قصير الأمد جدا.. ما العمل مع هذا الطفل؟؟ كيف تزرع أمه في نفسه الرضا بمعيشتهم؟؟

كيف تجعله يأخذ الأمور بجدية, فالأم تكاد تجن من لامبالاة هذا الصغير.. هناك أمر آخر وهو, كيف تقضي على السخرية التي عند هذا الطفل وتحولها إلى قدرة على ابتكار النكت والمواقف الطريفة.

أنا برأيي أن هذه المسخرة التي تعاني أمه منها هي بذور جيدة جدا لشخص يمكن أن يعمل في مجال الكوميديا.. أعتقد أن هذا جانب إبداعي لدى هذا الطفل.. ولكن اللامبالاة عنده تجعل هذه السخرية مرّة, نريد أن نحولها إلى مرح وقدرة على ابتكار النكت والطرائف.. فهل هذا ممكن؟؟

وجزاكم الله كل خير.. وأعانكم وثبتكم.. ورزقنا حسن الفهم والتطبيق لنصائحكم..
آمين
23/04/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
صديقة الصفحة أهلا وسهلا بك دائماً، وجزاك الله خيراً على ما تقومين به لخدمة المسلمين من خلال دروس تربية الأبناء.

أرى أن المشكلة بقدر كبير هى مشكلة الأم وليس الطفل وأقصد بذلك أن الأم هنا هي التي تشكو من ابنها وهي التي تشعر بالضيق من سلوك طفلها لذا سيكون خطابي موجهاً للأمهات من حيث كيف تساعد نفسها وتساعد ابنها/ابنتها أيضاً.

كل أم تعرف أن مرحلة المراهقة بها قدر من العقبات التي يواجهها الابن وأسرته غالباً، ولكن هل تعرف الأمهات أن الطفل الذي في سن التاسعة والنصف هو على أعتاب مرحلة المراهقة؟

هلى تدرك الأمهات وعلى الآباء أيضاً أن ما لدى هذا الطفل أمر طبيعي وشائع الحدوث؟

تعالوا نفهم معاً ما يجري.

يمكن القول أن جزءاً من شخصية الطفل هنا بدأ يرفض دور الطفل ويرغب فى أن يصبح رجلا!!

ومرحلة المراهقة تنقسم إلى ثلاث مراحل وهي:

مرحلة بداية المراهقة، ومرحلة المراهقة، ومرحلة نهاية المراهقة وسأقصر حديثي على المرحلة الأولى.

تختلف طبيعة هذه المرحلة من مجتمع إلى آخر فنجد مثلاً:

أن الأبناء في هذه الأيام ينضجون في سن أقل من التي نضجت فيها الأجيال الأسبق.
كما تختلف هذه المرحلة أيضاً وبقدر كبير تبعاُ لطبيعة الجو الأسري الذي يعيش فيه المراهق وطبيعة علاقات بوالديه أثناء الطفولة وخلال مرحلة المراهقة.

تتميز بداية المراهقة بالعناد والتمرد على الأهل وتصبح جماعة الأصدقاء أكثر أهمية من الأسرة فكل ما يقوله الأصدقاء مرغوب ومقبول بعكس ما تطلبه الأسرة. ويرجع ذلك إلى رغبة الطفل في أن يدخل مجتمع الكبار وأن يستقل نوعاً ما عن أسرته. وهذا ما يفسر أن الطفل في جوابك يرى أن ما لدى الأصدقاء هو الصح، فالواجب أن يمتلك كمبيوتر كأصدقائه ولا يرى أن رأي الوالدين هنا صحيحاً. حينما تفهم الأم ذلك عليها أن تقلل من قلقها مادام ما لدى طفلها أمر وارد الحدوث وأن تعمل على حل المشكلة بدون صراخ!

على الأم أن توجه إلى نفسها سؤالاً: لماذا يتصرف ابني هكذا؟
ما هو أصل المشكلة؟

هل ما يفعله به قدر من العدائية نحوي؟.... اتركي الأم تفكر قليلاً قبل أن تكملي حديثك معها.

أرى مما ذكرتيه أن الطفل يوجه عدواناً نحو والديه ولكن ليس عدوانا إيجابيا بالضرب مثلاً- بل هو عدوان سلبي! عدوان يجعله يشعر بالقدرة على التحكم في انفعالاتهما من حيث إثارة الغضب والحنق والعصبية لديهما، ومن ثم يكون هو الطرف الأقوى في العلاقة. ولكن ما هدفه من ذلك؟

ربما يريد أن يشعر بأهميته وأن يفرغ ما لديه من عدوان نحو والديه؟ ومم تكون هذا العدوان؟

لا بد أن نشير إلى عاملين:

الأول: أن لكل فعل رد فعل بمعنى أن عدوانه قد ينتج من إحساسه بأن الوالدين غير متفهمين لما يمر به من تغيرات وبأهمية أصدقائه..........

والثانى هو عدوان موجه نحو الكبار عموماً حيث إن مجتمعاتنا المدنية- وأسرنا أيضاً لا تهتم بالمراهقين بل تولي اهتماماً كبيراً بالكبار وتهتم بعض الشيء بالأطفال ويقل اهتمامها وتفهمها للمراهقين.

وبعد أن فهمنا الأسباب ما الحل؟

الحل بدأ حينما قللت الأم من الصراخ في وجه الأطفال، وهذ نقلة إيجابية هامة ومفيدة. والخطوة التالية أن يعمل كلا الوالدان أو أحدهما ويفضل أن يكون الوالد المقرب للطفل- على محاولة الاقتراب من الابن ومصادقته وذلك بأن يبدأ الوالد بنفسه فيحكي عن نفسه ويتحدث مع ابنه ويشركه في بعض قراراته ويشعره بأهمية رأيه داخل الأسرة،

ومتى شعر أن الابن بدأ يستجيب هنا يسأله عن مشكلاته ويساعده على حلها بدون نقد، ولكن لا ينتظر أن الابن سيخبره من أول مرة لذا يحاول عدة مرات وفي الغالب سيبدأ الابن بمشكلات بسيطة تواجهه، وتعتبر هذه خطوة إيجابية تعلن أن عليه الاستمرار في هذا الخط.

من جانب آخر من المفيد تغيير طريقة معاملة الطفل، فإذا كان الأب يقول لابنه أنت "كذاب" فذلك يشير إلى طبيعة العلاقة بينهما والتي تحتاج إلى شيء من التعديل.

وعادة ما لا ينفع هذا الأسلوب، والأفضل هو اتباع القاعدة العامة التي مؤداها تشجيع السلوك الإيجابي وإهمال السلوك الخاطىء تماماً لأن الاستمرار فيه يشعر الطفل بالاهتمام به حتى لو كان الاهتمام من خلال "السب" فالاهتمام هو ما يرغب فيه الطفل.

فعلى الوالد أن يشجع الصدق ويكافؤه بالأشياء التى يحبها الطفل ويرغب فيها. أما تجاهل السلوك السييء فمن المتوقع أن يزيد من السلوك السييء في البداية! في محاولة من الابن لجذب الانتباه ولكن الإصرار والصبر على تجاهله سيؤدي إلى توقف السلوك نهائياً.

والله الموفق

ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، ليست لدي إضافة بعد الإجابة المستفيضة للدكتورة د. داليا مؤمن غير إحالتك إلى عددٍ من المشكلات السابقة على صفحتنا استشارات مجانين لأن فيها ما يفيدك فانقري العناوين التالية:
التهديد هل يحسن من سلوك الطفل؟
الظرف السمج .. ماذا نفعل به ؟؟
الطفلة المُرْهِـقَـةُ ، وأمها الحائرة !
الطفلة المُرْهِـقَـةُ ، وأمها الحائرة ! متابعة
طفل بين أربع نساء
نقص الانتباه المفرط الحركة !

وأهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك

 
   
المستشار: د.داليا مؤمن