إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   معذب 
السن:  
15-20
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   موريتانيا 
عنوان المشكلة: الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا ! 
تصنيف المشكلة: نطاق الوسواس OCDSD وسواس قهري؟ شذوذ؟ 
تاريخ النشر: 22/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة

أنا في مشكلة عويصة جدا,

بلا مقدمات أنا لست كباقي الناس أنا طالب عمري 20 ولكن الهم جعلني كمن عمره مئات السنين أنا لا أميل إلى الفتيات كباقي الشباب ولكن إلى نفس الجنس استيقظت على هذه الكارثة المفجعة عند بلوغي وكان ما يتحدث عنه أصدقائي غريبا جدا علي وأدركت فداحة الموقف الذي وقعت فيه ولكن والله لم يكن لي دخل فيه.

وقررت أن العق جراحي وأطوي آلامي وأكتمها عن كل الناس وأخذت ابتهل إلى الله أن يشفيني ولا يفضحني وحافظت على صورتي أمام الناس باني المرح والذي لا تفارق الابتسامة وجهه البريء وحينما أخلو إلى نفسي ينزف قلبي دما وأبكي على حالي وآلامي وأنظر بخوف إلى المستقبل بمنظار أسود انتظر الفرج ولكني والله لم ولن أرتكب هذه الفعلة القذرة ولو كان في ذلك موتي.

ولابد أن اعترف أنى ضعفت أمام رغبتي وزرت مواقع إباحية عدة مرات في العام الماضي ثم أقلعت عن ذلك هذا العام وقررت الابتعاد عن هذا السقوط المريع مهما تحملت بالمناسبة أنا متدين وأحافظ على الصلاة منذ صغري وأخلاقي يشهد الجميع بها وأنا محبوب وطيب جدا ولك أن تتصور ما أعاني من جراء ذلك التناقض وأنا بالطبع لا أريد هذا الانحلال الذي أنا فيه ولكن ماذا افعل؟

وكأني ليس بي ما يكفيني ما أنا فيه حتى أصابني الوسواس في العقيدة بأشياء بشعة أكاد من هولها أن اقتل نفسي وأصابتني حالة من الضلال أحس فيها باني تائه ولا اعرف الصواب من الخطأ وحتى أصبحت حياتي جحيما وأصبحت أموت في اليوم الواحد مئات المرات.

يا سيدي ماذا افعل؟ لو استمر الحال هكذا إما سأجن وإما سأموت.لا اعرف إلى متى سأحتمل.لقد قررت استشارة طبيب نفسي ولكن في المشكلة الثانية فقط لأن الأولى لن أجرؤ على عرضها على أحد والله يعلم كيف ضغطت على نفسي حتى اكتب هذه الرسالة وأنا أذوب خجلا ولكن لو لم افعل سأنفجر.
عذرا للإطالة وأتمنى أن تفيدني أفادك الله ربما أنقذت كلماتك روحا من الضلال والهلاك.
 
 
 

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخ السائل العزيز أهلا بك، وأسأل الله أن يعينك على آلامك، كما وفقك إلى التعبير عنها بشكلٍ جيدٍ مكنك من توصيلها إلينا، ونستطيع تلخيص مشكلتك في جوانب ثلاثة كلها إن شاء الله قابلةٌ للعلاج وهيَ كما يلي :

أولاً:الميول الجنسية المثلية، وهذه الميول كما قلت في إفادتك(ولكن والله لم يكن لي دخل فيه) لأن الميول والتخيلات والتصورات الجنسية المثيرة التي يتعرضُ لها كل بني آدم ليست من صنعه ولا يد له فيها في كثيرٍ من الأحيان، وأما فيما يتعلقُ بمحتوى الميول والتخيلات التي تعذبك لكونها متناقضة مع عقيدتك وأخلاقك ومجتمعك الذي تعيش فيه، هذا المحتوى أيضًا لا ذنب لك فيه خاصةً في بداية الأمر، وأما زيارة المواقع الإباحية المختصة بالجنسية المثلية بين الرجال فهذا سلوكٌ أنت سلكته ونحمد الله أنك أقلعت عنه ونسأله سبحانه أن يغفره لك،

فلابد إذن من التفريق بين الميول والتخيلات(والتي لا يتحكم فيها الإنسان تحكمًا كاملاً)، وبين السلوك الذي يمكنُ أن يعززَ من تلك التخيلات والميول كما يمكنُ أن يضعفها، إذن فأن تحسَّ في داخلك بأنك تميل إلى الذكور وأنك لا تميل إلى الإناث فهذا هو التوجه الجنسي والذي ما يزال العلم حائرًا في الوصول إلى حقائق مؤكدة بشأنه(وعليك شرعًا عندما يكونُ محتواه مثليا أن تقاومه، وأن تطلب العلاج منه لا أن تستسلمَ له أبدًا)، وأما سلوكك الجنسي فأمرٌ مختلف وأنت والحمد لله لم تقع في المعصية الكبيرة وهي اللواط، وكل ما فعلته هو أنك زرت المواقع التي ربما زادتك عذابا على عذابك، وها أنت أقلعت عن ذلك كما قلت وهذا هو السلوك المحمود.

ثانيا:اضطراب الاكتئاب: وهذا ما يستشف من بعض كلمات إفادتك ومن بين سطورها أيضًا، كما أنهُ يمكنُ أن يكونَ نتيجةً منطقية لمعاناتك من ميلٍ جنسي مثلي لا يد لك فيه ورفضك في نفس الوقت للانسياق وراء ذلك الميل، إضافةً إلى اضطرارك للظهور بموقف مختلف أمام الناس، بحيث تبقى معاناتك سرًّا، بالطبع اكتئابك قد يكونُ متوسطَ الشدة وقد يكونَ خفيفًا، لأنك كما قلت في إفادتك(وحافظت على صورتي أمام الناس باني المرح والذي لا تفارق الابتسامة وجهه البريء) فهذا ما لا تستطيع القيام به بنجاح لو أن اكتئابك لا قدر الله كان شديدًا أو متوسط الشدة،

وقد يكونُ الأمر أخفَّ من الاكتئاب الخفيف الشدة لكنه طويل العمر وهو ما نسميه باضطراب عسر المزاج وهو اكتئاب خفيفٌ يعيش مع الشخص دونَ أن يعيقه عن ممارسة حياته ولكنه يجعل الشخص يعمل في مستوى أقل من مستوى قدراته، كما يصبغ معظم تصرفاته وأفكاره عن نفسه بصبغةٍ اكتئابية، كما أنه كثيرًا ما يختلط مع القلق الذي يبدو واضحًا أيضًا في إفادتك فأنت تخاف من المستقبل، ويبدو أنك تخاف من فقدان التحكم في نفسك والانسياق وراء ميولك المرفوضة، وهذا ما لن يكونَ بإذن الله.

ويمكنك أن تعرف المزيد عن الاكتئاب وعسر المزاج من خلال قراءة المشكلات التالية على
صفحة مشاكل وحلول للشباب على موقع إسلام أون لاين:
الاكتئاب المتلصص والفشل المظلوم
الطموح المكبوت.. وعسر المزاج

ثالثًا:الوسواس القهري: حيث بدأت تنتابك أفكارٌ اقتحامية تحمل معنى التشكيك في العقيدة وربما أفكار كفرية وغير ذلك مما لم تصرح به، وأنا هنا أذكرُ لك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد روي أن أحد الصحابة قال للرسول -صلى الله عليه وسلم-:"إني لأجد في صدري ما تكاد أن تنشق له الأرض، وتخر له الجبال هدًّا"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أوجدتموه في قلوبكم.. ذلك صريح الإيمان"، ثم قال:"الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم و أبو داود و أحمد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وفي حديث آخر: "إن الشيطان ليأتي أحدكم فيقول له: مَنْ خلق الشمس؟ فيقول: الله. فَمَنْ خلق القمر؟ فيقول: الله. فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله".صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواهُ مسلمٌ ‏عَنْ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏رضي الله عنه، وذلك حتى يقطع الإنسان هذه الوساوس.

فهذا يدل على أنك بدأت تعاني من الوسوسة وعليك أن تنشد العلاج وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لكي تسلك كل طريقٍ ممكن للخلاص من هذه الوساوس، ومن الممكن أن تكونَ الوساوس هنا أحد أعراض اكتئابك كما يمكن أن تمثل اضطراباً نفسيا قائمًا بذاته، لكنك لن تجنَّ ولن تموتَ قبل أن يحينَ أجلك بالطبع، والعلاج بفضل الله ميسور عند الطبيب النفسي المتخصص.

بقيت نقطةٌ أخيرةٌ في منتهى الأهمية وسأقولها لك ولك مطلق الحرية في التعامل معها والتصرف بشأنها، هذه النقطة هيَ: أنني لا أوافقك على ما ذكرته في إفادتك (لقد قررت استشارة طبيب نفسي ولكن في المشكلة الثانية فقط لأن الأولى لن أجرؤ على عرضها على أحد) لأنك إن أخبرت الطبيب النفسي بجزءٍ من المشكلة ولم تخبره بأصلها، فإنك ستكونُ مخطئًا في حق نفسك لأنك تضع سقفًا قريبًا لمستوى التحسن الذي يمكنُ أن ينعمَ به الله عليك، وأما أخشى ما أخشاه إن لم تستمع لنصيحتي فهو ما يلي:

*إن علاج الوسواس القهري الذي سيصفه لك الطبيب النفسي أيا كان ذلك العلاج فهو لن يخرج عن إما مثبط استرجاع السيروتونين(ماس) أو مثبط استرجاع السيروتونين الانتقائي(ماسا)، ويمكنك أن تعرف كل شيء عن هذه العقاقير في إجابتنا السابقة على
صفحة مشاكل وحلول للشباب في موقع إسلام أون لاين:
الماس والماسا واحتمال الخطأ
(ماس) و(ماسا) .. هل "يخربطوا" الدماغ

وفي الحالتين هذا العقار أو ذاك سيعالجُ الوسواس في نفس الوقت الذي سيعالج فيه اكتئابك لأن عقاقير علاج الوسواس القهري هيَ في الأصل عقاقير علاج الاكتئاب التي تعمل على الناقل العصبي المسمى بالسيروتونين، وهنا نقطةٌ تعلمتها أثناء ممارستي للطب النفسي تعتبرُ نقطةً لابد من التنويه لها والتنبيه عليها، وهيَ:

علاج اكتئابك الذي سيحدثُ بالضرورة أثناء علاج الوسواس القهري سوف يؤدي إلى إزالة أو على الأقل التخفيف من شعورك بالذنب(لأن الشعور المتضخمَ بالذنب جزءٌ من الاكتئاب) ولكن إلى أي مدى ستزول مشاعرُ الذنب لديك؟ هنا المشكلة فقد تجدُ بعد فترةٍ من علاج الوسواس القهري ما يلي :

ذهبت الأفكار التسلطية(أي الوساوس)أو قلت حدتها، وتلاشى كثيرٌ من شعورك بالحزن والاكتئاب وفقدان الأمل، وكل هذا جميل ومرغوبٌ فيه، ولكن أخشى ما أخشاه هو أن تزول مشاعرُ الذنب لديك، ومشاعر الذنب في حالتك أصلاً لها ما يبررها وأستطيعُ كطبيبٍ نفسي مسلم أن أقول أنها تحميك من الوقوع في المعصية وتمنعك من الاستسلام التام إلى ميولك الجنسية المثلية، ولعلها جوهرُ اكتئابك، فماذا يمكنُ أن يحدثَ لو أننا أزلنا هذا الشعور بالذنب؟

*عليك إذن أن تكونَ صادقًا مع طبيبك النفسي وأن تحكي له كل شيءٍ من البداية لكي يعالج الميول الجنسية المثلية بالعلاج السلوكي، في نفس الوقت الذي يعالج فيه الوساوس والاكتئاب، هذه نصيحتي لك، وأسأل الله أن تنفعك، وتابعني بأخبارك.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي