إغلاق
 

Bookmark and Share

جراحات التنحيف فقه المشهد: ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/07/2005

جراحات التنحيف مقدمة وعرض
جراحات التنحيف الآثار الجسدية والنفسية

جراحات التنحيف فقه المشهد
:

فما رأيكم بعد كل ذلك أن نتكلم عن المكسب الذي يجنيه من يتحملون كل ما سبق من أجل الوصول إلى الجسد الذي على المقاس!، أي أن نتكلم عن فقد الوزن الحادث بعد عمليات تعدية المعدة بشكل أو بآخر (تصغيرًا أو تدبيسًا أو تحزيمًا أو إلغاءً)، فبعد أن عرفنا أنه غير مفهوم الآلية (ولا ندري إن كان آمنًا أم لا؟ بالتالي)، سنكتشف بعد ذلك أنه كالتالي:
يصل فقد الوزن بعد عمليات تعدية المعدة إلى أفضل معدلاته والبالغة ما بين 65% و80% من الوزن المفرط (وليس الوزن الكلي للجسد) في الفترة بين عامٍ وعامٍ ونصف بعد الجراحة الناجحة، إلا أن درجةً ما من الانتكاسية Recidivism تحدثُ بين العام الثالث والخامس بعد العملية، وربما يستقر الوزن المفقود الأخير بعد ذلك، وعادةً ما يكونُ (في ذوي الجراحات الناجحة والوعي الدائم بالوزن طبعًا) ذلك الوزن المفقود أخيرًا، مساويًا بين 50% و60% من الوزن المفرط (Maclean et al.,2000)، أي مما يزيد عن منسب كتلة الجسد التي تسمح بالبدانة، أي أن النتيجة باختصار شديد هي أن المسافة بين الجسد الأصلي للبدين وبين الجسد الذي على المقاس فقط ربما تضيق، وفي نسبة بين 40% و50% يحدثُ رجوعٌ إلى الوزن القديم وربما أكثر منه!.

ولعل الشكل البياني التالي يبين ما حدث مع قطاعات كبيرةٍ من الأمريكيين الذين أجريت لها عمليات تعدية المعدة فهو رسم بياني يمثل نتاج دراسة استمرت على مدى أربعة عشر عامًا حيث بدأت بمتابعة عشرة مرضى وانتهت بمتابعة أكثر من ستمائة حالة في السنة وهي دراسة لقسم جراحة في
 مستشفى جامعي (Pories et al., 1995)

وأذكر بما أشرت إليه بمن بعض ما استطعت الوصول إليه من مرضاي ومن مرضى الإنترنت كما في إجابة: من قال إنها إرادة؟.. إنه الجسد صنع الله، وأعلم أن ما خفي عني أعظم وأدعو قراء مجانين لذكر ما يعرفون، عن حقائق جراحات التنحيف كما تتفاعل في المجتمعات العربية، وأتساءل أيضًا بل أدعو لإعادة عرض الأمر على الهيئات المسئولة عن الفتوى.

إذ كيف يكونُ رأي الفقه الإسلامي هنا، وخاصة وأن مؤسسات وعيادات إجراء عمليات التجميل بكافة أشكالها، أصبحت في معظم شوارع مدننا الكبرى على مستوى عالمنا الإسلامي، ويمارسها جراحون ومرضى مسلمون، أتساءل بكل صدقٍ أنا حين تكون النتائج الحقيقية مختلفة عن ما يحسبه الناس ومنهم الفقهاء ويتخذون قراراتهم بناء عليه، هل في ذلك صيانة لحق الجسد؟

هل والحال كما تبين الدراسات السابقة يكونُ المفتي بجواز العمليات الجراحية ففي حالة البدانة للتجمل، وهم كثيرون جدًا تكلموا من الناحية الشرعية والعلمية كما وصلت لهم، فهل كان إفتاؤهم صحيحًا؟ وكانوا على علم بما عرفه الغرب وخبأه لأنه صاحب مصلحة وزرع عندنا أصحاب مصالح، فهل فقهاؤنا أحسنوا الفتوى وهم أخذوا ما قدم لهم من روايات علمية وغير علمية ولم يتدبروا، سؤال واحد يطرح نفسه هل يجوز أن أضر جسدًا أنا مؤتمن عليه ما عشت حيًا مكلفًا لأنني أريد أن أكونَ كما في الصورة النموذج المثال ولو لبضع سنين حتى -وليحدث للجسد ما يحدث بعدها- هل هذا تعارض صريح مع حق الجسد أم لا؟


المراجع العلمية:
1- MacLean L.D., Rhode B., and Norhr, CW., (2000) : Late outcome of Isolated Gastric Bypass. Ann. Surgery 231:524-528
2- Pories WB., Swanson MS., MacDonald KG. et al.,(1995) : who would have thoghut it ? An operation proves to be the most effective therapy for adukt onset diabetes mellitus. Ann Surg. 222:339-352

 



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/07/2005