إغلاق
 

Bookmark and Share

العلاج بالقرآن.. شبهات وردود(2) ::

الكاتب: د.محمد شريف سالم
نشرت على الموقع بتاريخ: 10/11/2008


همسـة عتــاب.. للمشاركين في مؤتمر العلاج بالقرآن بين الطب والدين

العلاج بالقرآن.. شبهات وردود(2)

تلبس الجن والأرواح موجود في 90% من العالم
بينت دراسة أن مشكلة "تلبس الجن أو الأرواح" -والتي يصاحبها تغير في حالات الوعي ويتغير فيها الصوت ويبدي الوجه حركات غير طبيعية- موجودة في حوالي 90 % من العالم وأن الجن أو الروح تدخل في الشخص وتتحكم في كلامه وأفكاره وسلوكه، وكثير من الثقافات تنظر لهذه العملية على أنها عملية مقبولة!! كيف..؟ فهي تقوم بوظائف مهمة ثقافية واجتماعية تمكن الإنسان المضطهد من التعبير عن رأيه واحتجاجه والتنفيس عن الرغبات المكبوتة.

طالع:
العلاج بالقرآن.. شبهات وردود (1)
ففي إثيوبيا حيث وضع النساء المتدني والثانوي.. تحدث حالات التلبس والمس وأثناء التلبس والمس تطلب النساء النقود والهدايا، ولأن الرجال يعتقدون في ذلك فإنهم يعطون بكرم زائد وسخاء.. خوفًا من الجن أو احترامًا له.

تعريفات غامضة
وقد وضع كثير من العلماء والأطباء والشيوخ والقساوسة والأحبار والكهنة -على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم وتوجهاتهم- تعريفات كثيرة لصورة المس أو التلبس أو السيطرة ولكنها للأسف تعريفات غامضة وغير دقيقة سببت حالة من الإرباك للجميع؛ المعالج أو المتعالج، أو أسرة المتعالج؛ لأن التشخيصات وقعت أحيانًا على مرضى وأحيانًا على مدعي المرض وأحيانًا على أنواع من الانحرافات السلوكية وعلى الرغم من شدة الأعراض ومدى الإرباك الذي تسببه تلك الأعراض وضخامة وهول عدد الناس التي تعاني كمرضى أو كذابين أو منحرفين فإن عدد الدراسات المتخصصة الأمينة المتجردة قليلة جدًا.

أما إذا أردنا أن نقدم بعض التفسيرات لموضوع التلبس أو المس والتي وضحت في هذه الدراسة فنقول:
1- نظرية التفكك: وتقوم عملية التفكك على تسهيل التفكير الخرافي واللجوء إليه وتفسر المس أو التلبس هنا على أنه صورة من الصراعات أو الرغبات المكبوتة ويعتبر تشخيص مس أو لبس بدلا من القول أنها تصرفات عصابية أو تحولات هيستيرية نتيجة ضغوط وصراعات وإحباطات نفسية شديدة حدثت لأناس ليس عندهم القدرة لاحتمالها أو مواجهتها لضعف أو مرض في نفوسهم؛ فهي تفاعلات هروبية لتقيهم شر مواجهة تلك الصراعات والضغوط ولكنها حلول مريضة مقصود منها الهروب وليس الحل والمواجهة.

مثل الرجل الذي توبخه زوجته لتقصيره المادي الشديد وتهدده بأنها سوف تترك البيت هي وأولادها ولن ترجع أبدًا إلا إذا ذهب إلى عمله وتكفل بمصاريف بيته وأولاده وعندما همت بالقيام بذلك فعلا وجدت زوجها قد انهار أرضًا صريعًا يتكلم كلامًا غير مفهوم ويتمرغ في الأرض وعض على لسانه متعمدًا وجعل الدم يسيل على وجهه وعندما يجيء المعالج الروحاني ويبدأ في القراءة تهدأ نفسه رويدًا رويدًا ويصحو قائلا: "أنا فين إيه اللي جابني هنا هو أنا دايمًا كل ما يحصل مشكلة ألاقي نفسي في الأرض ولساني يتكلم كلام مش فاهمه".

ويحصل الفرد هنا على مكسب مبدئي وهو الارتياح وذهاب القلق والتوتر ومكسب ثانوي في شكل انتباه الناس له وتعاطفهم معه وبذا يقوم الفرد وخصوصًا النساء بعمل أشياء يحظر عليه القيام بها وهو في الأحوال العادية مثل توبيخ الحماة أو الزوج أو التصريح بزيارة الأهل أو برفض رغبات الزوج الجنسية أو إقناع الزوج للذهاب لزيارة من يكره من أقارب الزوجة أو الهروب من الأعمال والواجبات في العمل أو المنزل، أو إجبار الزوج على عدم السفر إلى عمله والبقاء بجانب هذه الزوجة الأنانية، أو الرغبة في ترك الدراسة، أو عدم دخول الامتحان لعدم القدرة على التحصيل، أو بسبب الغباء والبلادة.

2- نظرية الاتصال: وفيه يشير المصاب باللبس أو المس للآخرين بأني مصاب في محنة أغيثوني ارحموني فيقوم بطلب الشفقة والرحمة والتي لن تصل إليه إلا بالتواصل معه ومساعدته وسماع كلامه وحل مشاكله ولا يخفى عليك ما فيها من انتباه الناس له ومدى ما يحصل له من مكاسب وفوائد.

3- نظرية التوقع: حيث إن اللبس أو المس شيء مقبول ومتوقع حدوثه فالطفل في هاييتي يتعرض مبكرًا جدًا إلى هذه الطقوس ويراها بل ويتم لفت انتباهه إلى وقار وهيبة الشخص الملبوس وأحيانًا ضعفه وانكساره ويكبر الطفل وغالبًا البنت على أمل أن يمر بتجربة المس أو اللبس وهو ما يحدث بالفعل.. ولا نبالغ إذا قلنا أن مسببات اللبس أو المس هي أشياء ثانوية والحقيقة أن سلوك الملبوس أو الممسوس هو سلوك متوقع ولأنه متوقع فلا بد من وقوعه.. لأنه سلوك مسموح به في ثقافة المكان وهذا السلوك له وظيفة تأقلمية بوجه عام.

نتائج الدراسات
في دراسة استقصائية:
( أ ) في بلاد: (مصر - المغرب - السعودية - الإمارات - إسرائيل - إيطاليا - الفلبين - إندونسيا - إثيوبيا - السودان - الهند - سريلانكا - فرنسا – الصين) وجد:
- نفس الأعراض والمعالم المشتركة
- نفس الأسباب
- الصفات السلوكية للمصاب بها
- كيفية العلاج....

مثال (1) في مصر: في دراسة.. أعدها مركز البحوث الجنائية وجد أن 65 % من المصريين يعتقدون في الخرافة وأن في مصر 200 ألف مشعوذ (في رأيي الشخصي أنهم أكثر من ذلك) وأن المصريين ينفقون ما يزيد على مليار جنيه (في رأيي الشخصي أكثر من ذلك بكثير) على السحر والشعوذة.

العرب ينفقون خمسة مليارات دولار على الدجالين للشفاء من الأمراض وتحقيق الثروة.

مثال (2) في إيطاليا: 20% من الشعب يذهب إلى المعالج الروحاني بانتظام ويحصل على الأعمال المكتوبة والأحجبة وطلب عودة الزوج والحبيب وشفاء الأمراض المستعصية وطلب المكسب في التجارة.

وهناك نصف مليون دجال يمارسون نشاطهم علانية.. وفي إحصاء رسمي أن المترددين على السحرة من بينهم حوالي 34% من الحاصلين على تعليم عالٍ، وأن نسبة النساء تتجاوز 68% وأن مشاكل العلاقات بين الجنسين أو الأزواج تمثل نسبة كبيرة من المترددين..

مثال (3) في فرنسا: يتم صرف 10 مليارات فرنك على الدجالين ومنهم 30 ألف دجال بصفة رسمية بتصريح من الدولة.

والرئيس السابق ميتيران كان يستعين بالسحرة والدجالين خصوصًا العرافة الفرنسية إليزانا تيسيه واقرأ إن شئت كتابها والذي تصرح فيه أنها كانت المستشارة الروحية للرئيس طوال 6 سنوات.

(ب) أديان:
إسلام - مسيحية - يهودية - بوذية - سيخ - هندوس - عباد بقر - عباد شجر
- نفس الأعراض والمعالم المشتركة
- نفس الأسباب
- الصفات السلوكية للمصاب بها
- طريقة العلاج....
ومن العجيب أن أتباع الأديان في العالم هذه الأيام بالرغم من أن الكل يكفر الآخر ويهاجمه، ومع ذلك فالكل يعالج بالنصوص المقدسة لديه والماء المقدس المقروء عليه..

(جـ) نفس المشاكل بالملايين..

في إيطاليا:
تقدم زوج ببلاغ للنيابة لأن معالجا روحانيا اغتصب زوجته لأن الجني عليها لن يخرج إلا إذا مارس الجنس معها مرة واحدة ولم تمانع المرأة وفعل بها ما شاء.

في مصر - الإسكندرية:
ذهبت فتاة تعاني من مشاكل عديدة إلى معالج لكي يعالجها من أعراض العصبية الشديدة وآلام أسفل البطن والوسوسة في الصلاة وكثرة تكرار الوضوء بسبب نزول المذي المتكرر وفي نفس مكان علاجها بالقرآن تم ممارسة الجنس معها مرات عديدة.

وقد أخبرتني أن أعراض التعب تذهب تمامًا بعد كل مقابلة.. وطبعًا باقي القصة أنتم في غنى عن سماعها.

في السعودية - جدة:
ذهبت امرأة بابنتها لمعالج شهير في جدة وكان التشخيص سحر وجلسات متتابعة بالقرآن كانت البنت تخرج أحيانًا من الغرفة مخلوعة الحجاب منكوشة الشعر تصرخ وتقول أنت كذاب مخادع ما تخاف الله.. يقول المعالج للجميع هذا صوت الجن ولا حول ولا قوة إلا بالله كانت تقول أنا كفرت بالله رايحة أتعالج بالقرآن هل هذا علاج بالقرآن.. وانتهت الجلسات بممارسة الجنس وكانت ترجع البنت إلى بيتها مطمئنة هادئة وبعد عدة أيام تعاودها الأعراض فتذهب للمعالج مرة أخرى وهكذا.... وقد علمت أن أهل البنت اشتكوا إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى وقال سنراقبه.. وعندما تزوجت انتهت كل أعراض التعب تمامًا، كيف لا..؟ وقد حصلت على ما تريد.

- نفس الأعراض والمعالم المشتركة
- نفس الأسباب
- الصفات السلوكية للمصاب بها
- كيفية العلاج ...

فكيف بالله عليكم يتحسن الناس بإتباع أي منهج من مناهج العلاج في كل هذه الأديان، وكل هذه البلاد ومع كل هذه المشاكل.. إلا إذا كانت المشكلة مشكلة اجتماعية طبية أكثر منها مشكلة دينية.

تنبيه هام
أود توجيه الأنظار إلى أن بعض من يقع في المخالفات معالجون مشهورون...
وهناك من يفتي بوجود الجن والسحر والعين والحسد بدون دليل وبناءً على خبرة شخصية، وهم معالجون أفاضل.
وهناك من يضرب ويلسع بالكهرباء ويدفع بالإبر في أجساد البنات، أو خلع الأظفار.. فهل هؤلاء هم من سيتولى العلاج بالقرآن أم هم الذين سوف يعطون التصاريح للعلاج بالقرآن.

الخلاصة:
من يبدأ بمخالفة الشرع لابد أن ينتهي بالبدعة ثم المعصية ثم المصيبة ثم الفتنة.

حل المشكلة:
أما الحل الأمثل الذي أقترحه فهو التأكيد على أهمية إلمام الطبيب المعالج بطبيعة مجتمعه وبيئته ودينه وأهمية وجود تدريب للطبيب على عمل دعم روحي نابع من معرفة حقيقة ودور الدين في حياتنا بما فيها العلاج النفسي.

اقرأ أيضاً:
القرآن يتحدى  
توصيات مؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب  
مؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب  
على باب الله: القرآن يتحدى 8/4/2007
القرآن والعلوم العصرية ومنهجي الإعجاز والإيقاظ  
العلاج بالقرآن من راحة سلبية إلى طمأنينة وجودية   

نشرت على موقع إسلام اون لاين بتاريخ 19 أبريل 2008



الكاتب: د.محمد شريف سالم
نشرت على الموقع بتاريخ: 10/11/2008