إغلاق
 

Bookmark and Share

التربية الجنسية (4) قبل ليلة الزفاف (اللقاء الأول) ::

الكاتب: د.هالة مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/02/2005

تلك الليلة الجميلة التي ينتظرها في شوق كل زوجين ويحلم بها كل فتى وفتاة، ولكن يشوبها بعض القلق والخوف وذلك أمر طبيعي إن لم يكن مبالغاً فيه فالإقبال على أي جديد لابد من أن يحاط بالقلق، وإذا كنت يا فتاتي العزيزة قد ترسخت بداخلك مفاهيم واضحة وحقائق عن علاقة الرجل بالمرأة وعن بعض تفاصيل جسدك وجسد زوجك سيكون اللقاء الأول بينكما جميلاً ويحمل ذكريات ممتعة، أما إذا نشأت الفتاة أو الفتى على المعتقدات الخاطئة والمعلومات الناقصة عن الطرف الأخر كان اللقاء بينهما متوتراً جافاً وربما يجرح طرف الآخر فتظل ذكرى ذلك اليوم مؤلمة وبغيضة.

وأذكر أن إحدى الصديقات ذكرت لي كيف كان ذلك اللقاء مؤلماً وصعباً وزاد نهر الزوج لها ووصفها بالجهل لأنها لا تعلم شيئاً عن تفاصيل جسدها رغم أن عمرها تجاوز السابعة والعشرين وقد تخرجت من إحدى الكليات المرموقة، وكما ذكرت في أول البحث أنه لا عذر لأحد بأن يجهل أمراً من الأمور التي تقوم بها الحياة في تلك الأيام الذي أصبح العلم سهلاً ويسيراً ويأتيك وأنت في غرفتك، فاستشيري واسألي دون حرجٍ أهل العلم والثقة لتبدئي حياة جميلة بإذن الله.

وقبل أن نتحدث عن تفاصيل ذلك اللقاء لابد من أن نشير إلى أن الزواج الناجح يجمع بين قلبين وعقلين وروحين وجسدين متفاهمين لانسجام القلب والروح والفكر، لذلك لا تقدمي على خطوة إتمام الزواج ومازالت هناك فوارق فكرية وروحية كثيرة بينكما وربما تجدين في مصادر أخرى الكثير عن اختيار الزوج وضرورة التوافق والانسجام ولكنني أريد أن أنبه لأهمية ذلك قبل بداية الزواج حتى تنعما بحياة هانئة ولا تكون العلاقة بينكما هي علاقة أجساد فقط فيكون اللقاء بارداً ثقيلاً على النفس، واقرئي من على مجانين:
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
"والدي يصر على اختيار زوجتي"
على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة.
عصفور النور: جناح المتعة وجناح المسئولية.

من الضروري أيضا قبل الزفاف مناقشة بعض الأمور التي تتعلق بالحياة الزوجية مثل بعض الأمراض الوراثية إن وجدت أو وجود مرض عارق عند أحد الأطراف، التوقيت الذي سيكون فيه الزفاف، فرصة الإنجاب وهل هناك احتمال تأجيل الحمل في الفترة الأولى، ثم الصحة العامة لكل طرف وذلك يحدث من خلال ما يسمى بالفحص لراغبى الزواج وكما أوضحنا سالفاً أن أموراً بسيطة وبعض التحاليل الطبية والتاريخ المرضى لكل طرف يكفيان للاطمئنان قبل الزواج ولا داعي للمبالغة في التحاليل الطبية حتى لا يكون ذلك مكلفاً لاثنين في بداية حياتهما فيرغبان عنه.

توقيت ليلة الزفاف:
يعتبر اختيار اليوم الذي سيتم فيه الزفاف أمراً هاماً لابد أن يتفق عليه الطرفان حتى لا يفاجأ الزوج بأن عروسة حائض بعد أيام قليلة من الزواج فيتوقف اللقاء بينهما، وتخجل بعض الفتيات من ذكر تاريخ دورتها الشهرية قبل تحديد ميعاد الزفاف، فلا بأس عندئذ من أن تذكر لوالدتها ذلك عند الاتفاق على تحديد الميعاد وتخبر الأم الزوج بأن هذا الميعاد غير مناسب، وإذا كان ميعاد الفرح قد تحدد ولا سبيل من التأجيل لأي ظرف من الظروف فلا مانع من استشارة الطبيب بإعطاء أدوية لتوقيف الحيض وتأجيل ميعاده بعد الكشف الطبي والاطمئنان عليها تلك الأمور البسيطة تزيد من رباط الألفة والمحبة في تلك الأيام الأولى التي يكون كل طرف فيها في شوق ولهفة للآخر.

تأجيل الحمل في الفترة الأولى للزواج:
وذلك الأمر يتعلق بظروف الطرفين وليس من حق أحد التدخل فيه وفرض وصايته عليه طالما كان الزوجان عاقلين راشدين يتقي كل منهما الله، فإن كانت هناك الرغبة في تأجيل الحمل ونظراً لظروف تتعلق بأحد الطرفين مثل أن تكون الزوجة تدرس وهناك مشقة في ذلك أو الزوج يريد أن يستمتع بزوجته أطول فترة ممكنة قبل حدوث الحمل، وأي ظروف أخرى تتعلق بحياة الزوجين، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا جعلت الكثير من الأزواج مثقلين بالأعباء والضغوط، ولكن تأجيل الحمل يتوقف على عوامل كثيرة لابد أن يناقشها الطرفان معاً مع الطبيب المختص مثل: سن الزوجة، طبيعة الدورة الشهرية وانتظامها، الفترة التي يتم من خلالها تأجيل الحمل، وأفضل الوسائل التي تستخدم في الفترة الأولى من الزواج هي الحبوب الفمية وذلك بعد توقيع الكشف الطبي على الزوجة ومن خلال الطبيب، وتأثير الحبوب الفمية على الإنجاب ينتهي بتوقف تناول الحبوب وتعود الزوجة لخصوبتها بعد فترة قصيرة من توقفها.

أمور هامة حاولي الحفاظ عليها:
هناك أمور ينبغي أن تحافظ عليها كل فتاة تقبل على الزواج، وتجد حلاً إن كان هناك خلل في أحدها، فتلك الأمور تزيد من روابط الألفة وتجعل اللقاء بين الزوجين ممتعاً ومحبباً للنفس والعناية بتلك الأشياء هي نتيجة للتعود والمداومة لذلك ذكرنا في بداية البحث أهمية نشأة الفتاة الصغيرة على حب جسدها والعناية به وإظهاره في أجمل صورة تزيد من بهجة اللقاء ودوام المحبة وتلك الأمور هي:
1– رائحة الفم
لابد وان تكون رائحة الفم طيبة وجميلة وذلك من خلال العناية بصحة الأسنان واللثة وعلاج ما بها إن كان هناك تسوس أو غيره، أو علاج التهابات واحتقانات الزور والجيوب الأنفية عن طريق طبيب الأنف والأذن فوجود التهابات بها يؤثر على رائحة الفم، أيضا إجراء تحليل للبراز لمعرفة هل هناك أميبا أو ديدان فكلها تؤثر على الصحة العامة وتجعل رائحة الفم كريهة منفرة، ثم احرصي بعد ذلك على تنظيم الفم والأسنان وخاصة قبل اللقاء وتمسكي بسنة رسولنا الكريم الذي علمنا استخدام السواك عند كل صلاة أي غسل وتنظيف الأسنان خمس مرات يومياً وذلك يكفي لجعل رائحة الفم طيبة.

2 – رائحة الجسد
النظافة العامة وكثرة الاستحمام تجعل رائحة الجسد طيبة وهذا له أهمية كبيرة في العلاقة الزوجية لذلك حرصت الأعرابية أمامة بنت الحارس أن توصى ابنتها عند الزواج بذلك فأكدت عليها إلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح.. وكانت الصحابيات رضوان الله عليهن يضعن الكافور والمسك وهن يغتسلن حتى تنبعث منهن أطيب الروائح، وقد لاحظت أن كثيرات من الفتيات يلجأن إلى استعمال مزيلات العرق دون الاستحمام وهذا وحده لا يكفى لأن تراكم البكتريا مع الأتربة مع العرق لا يزيله إلا استحمام جيد بماء وصابون وإن كنت يا صديقتي تعانين من غزارة في إفراز العرق فاحرصي على كثرة الاستحمام مع استعمال البدرة أو الكريمات التي تقلل من إفراز العرق قبل مزيل العرق وكوني حريصة على استخدام عطر خاص بك يكون هادئاً وجميلاً وخاصة في الأوقات الخاصة حتى تعتاد أنف زوجك على عطرك ورائحتك فيذكرك دائماً.
 
3 – علاج الافرازات المهبلية إن وجدت:
أسلفنا سابقاً أن الإفرازات العادية التي ليس لها رائحة وغير مصحوبة يحرقان أو هرش هي طبيعية وضرورية لتليين المكان فإن وجد أي تغير في تلك الافرازات التي اعتدت عليها فاستشيري طبيبتك لأخذ العلاج المناسب وتذكري دائماً أن الروائح المنفرة تنفر زوجك منك وتبغضه في اللقاء فاحرصي على تنظيف المكان جيداً ولا بأس من استعمال بعض المعطرات مع الماء أثناء التشطيف مثل ماء الورد أو القرنفل دائماً قبل اللقاء.
 
ونؤكد على ضرورة الاهتمام بالرائحة كثيراً لما فيه من زيادة لروابط الألفة وأقصد بالرائحة كل ما يمكن شمه من المرأة مثل رائحة الجسد، رائحة الفم، رائحة الشعر، رائحة الفرج.. كل هذه الأماكن عليك إزالة أي رائحة منفرة منها ثم إضافة رائحة زكية جميلة تعبر عن الأنوثة الحالمة الرقيقة.

تلك الأمور السابقة البسيطة لا تحتاج منك سوى تطبيق ومداومة وهناك أمور أخرى تحتاج منك لبعض التدريب والتعليم وتأثيرها في إسعاد زوجك وإمتاعه كبير كما أنها توقظ فيك أنوثتك الرقيقة العذبة والتي تخفينها بالطبع عن عيون الآخرين في عملك ودراستك فتظهرين بمظهر الجدية والوقار والاحترام ولكن عليك أن تفصلي بين هاتين الشخصيتين فأنت داخل منزل الزوجية غير خارجه لذلك عليك بالتدريب على تلك الأمور وسوف أشرح لك أهمية كل منها في إيقاظ مشاعر زوجك وفي امتلاك قلبه.

1 – النظر

لا يخفى على أحد أهمية النظر وأثرة في إثارة الأحاسيس لذلك أكدت الأعرابية في وصيتها على أهمية أن يقع نظر الزوج دائماً على كل جميل ولا ترى عيناه قبيحاً قدر المستطاع بل جعل رسول الله(ص) من مواصفات الزوجة الصالحة أنه إذا نظر إليها سرته، وليس معنى سرور النظر أن تهتمي بمظهرك وجمالك فقط بل بسلوكك وتصرفاتك أيضا فلا يبدو منك سلوك منفر، أو حركة شاذة تبعث الغضب في النفس وقد لا تلتفت بعض النساء إلى تلك الحركات التي تثير غضب الرجل واشمئزازه كأن تهرش في أنحاء جسدها أو في رأسها بطريقة مستفزة أو تتنخم بصوت قبيح أمامه أو تأتي بأي حركة فيها من القبح ما ينفر زوجها منها وصدقت الإعرابية الفصيحة حين استخدمت كلمة تفقدي موضع عينيه وأنفه وكأنك تبحثين وراء نظرات عينه دائماً حتى لا تقع عيناه على قبيح.

ومن أهم فوائد النظر هي لغة العيون وهى التي تنقل النظرات الساحرة التي تعبر عن معاني الحب والمشاعر الجميلة وهذا يحتاج منك إلى تدريب على تلك النظرة الساحرة التي تأسر قلب زوجك وما أكثر ما نشاهده في شاشات التلفاز من نظارات تستخدمها البطلات لإثارة الرجال فكوني أنت صاحبة تلك النظرات لزوجك وشريك عمرك حتى لا تثير عينه إلا نظرتك أنت.

2 – الصوت
لا شك أن الصوت الجميل ذو النغمة الهادئة الرقيقة يدخل إلى قلب الرجل سريعاً ويثير مشاعره لذلك نهى القرآن الكريم النساء عن الخضوع بالقول عند التحدث مع الرجل" فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا" فإن كان الخضوع بالقول منهيّا عنه مع الرجال الأجانب فلا شك أنه واجب عند زوجك، والمرأة الذكية تستطيع أن تنعم صوتها وتدربه حتى تفتن به قلب زوجها وخاصة في تلك الأوقات الخاصة بينهم واستخدام الألفاظ الرنانة وكلمات الحب الجميلة وتلك الأغاني التي تعبر عن الشوق والحب في رقة وعذوبة يأسر قلب زوجك سريعاً في تلك السنوات الأولى من الزواج التي يبذل كل طرف ما في وسعة لتجميل صورته وملك قلب الطرف الآخر حتى ينجح الزواج ويكون سعيداً فاحرصي على تعلم ذلك وتدربي على كيفية التعبير عن المشاعر ووصفها.
 
3 - الملابس
للملابس أثرها الهام في إثارة المشاعر والأحاسيس وقد تظن بعض الفتيات أن الملابس العارية فقط هي التي تثير الزوج وتلهب مشاعره وذلك خطأ لأن تغطية الجسم أحيانا تكون ادعى للفتنة فلا تبالغي في الإسراف في شراء الكثير من قمصان النوم واللانجيرى وتهملي بقية ملابسك مثل البنطلونات الضيقة والفساتين التي تلتصق بالجسد فتحدد معالمه واجعلي لكل وقت الزي المناسب له حتى تظهري بمظهر متجدد دائماً مثل البنطلون والبلوزة أو الجيب والبلوزة للصباح، فستان شفاف للمساء، زي عملي وبسيط للقيام بأعمال المنزل وتناسق الألوان وانسجامها مع خطوط جسدك أمر ضروري لا مانع من أن تبذلي بعض الجهد لاكتشاف المناسب لك.

4 – الخطوات المتدللة
الخطوة النسائية والمشية الأنثوية المتدللة لا شك أنها تجذب الانتباه وتخطف القلب لا سيما إذا كانت متناسقة مع جسد جميل وملابس فاتنة وقد تتفنن العارضات وبائعات الهوى في تلك المشية التي تخطف قلب الرجل والحركات التي تعبر عن الدلال دون مبالغة لها أثرها الإيجابي في إثارة الرجل وأنت بداخلك أنثى جميلة تستطيع أن تتمايل وترقص وتضحك في خفة ودلال فقط إذا تدربت على ذلك وجعلت نيتك هي أحضان زوجك ذلك الشاب الذي يغض بصره عن محارم الله لينعم بزوجة من الحوريات في الدنيا وسيدة الحوريات في الآخرة إنشاء الله.

5 – المشاعر النفسية
كل ما تحدثنا عنه سابقاً يدخل ضمن المشاعر الحسية وقد بدأنا به قبل المشاعر النفسية لأنه الأسهل والأيسر ولا عذر لامرأة في التقاعس عن عمله، أما مشاعر النفس والسلوك الذوقي الطيب يحتاج منك إلى تأمل ووقفة وقد تتضجر بعض النساء وتصرخ عندما نطالبها بمراعاة المشاعر النفسية والذوق الحسي وتقول لماذا لا تطالبون الزوج هو أيضا بذلك وهن محقات في هذا فالزواج السعيد لا يقوم إلا بشريكين متفاهمين يعرف كل منهما حق الآخر ويؤديه وليس معنى أننا نتكلم هنا عن دور الزوجة،

أن الزوج ليس له دور بل هو يلعب دوراً هاماً وأساسيا في نجاح ذلك البيت السعيد وربما تحدثنا عن دوره في مواضع أخرى إنما أخاطب بكلامي هذا المرأة العاقلة التي تفهم دورها في الحياة جيداً وتعرف أن التزاماتها الزوجية هي جزء من أدوار كثيرة تؤديها داخل وخارج المنزل ولكنه جزء هام، وأساس يقوم عليه بناء بيت سعيد وربما تفشل الحياة الزوجية بإهمال أحد الزوجين (الرجل أو المرأة) لدوره وانشغاله عنه لذلك لا أريدك أن تكوني أنت سبباً في ذلك الفشل ما عليك سوى أداء واجبك بالنحو الذي يرضي عنك الله ورسوله ويغرز الفضيلة والأخلاق الطيبة والحب في أولادك ويترك أثره في المجتمع كله من حولك فإن شاركك زوجك وعاونك وبذل هو الآخر ما يستطيع لسعادة البيت فتلك الحياة الطيبة التي وعد بها الله من يعمل صالحاً (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)

وإن كنت أخلصت وبذلت ما في وسعك ولا تجنين ثماراً طيبة فكوني على يقين أن عملك لن يذهب سدى بل ستجدينه في الدنيا في عيون من حولك التي ستشهد لك بالصلاح وفى نفوس أطفالك اللذين يستحقون منك أن يكونوا أشخاصا أسوياء أصحاء النفس قبل البدن، وفي الآخرة لن يضيع الله أجرك وستجدين بإذن الله ما يقر عينك لذلك أرجو منك ألا تملي وتهملي أو تقصري ولا تتأثري بتلك الدعاوى الزائفة التي يرفعها كل طرف ضد الآخر مطالباً بحقه عليه فما جنينا من ورائها إلا ضياع الحقوق جميعاً، وأسرا ضعيفة وأجيالا واهنة وطرفان يعيش كل منهما منعزلا عن الآخر وإن كان يجمعهما بيت واحد..

أنا على ثقة بأنه إذا قام كل من الزوجين بأداء ما عليه بأكمل صورة سيزول التوتر الذي تعانى منه الكثير من الأسر ولا مانع في أن تكوني أنت صاحبة البداية هكذا تكون دائماً الزوجة الصالحة ومراعاة المشاعر النفسية هامة جداً لإثارة الأحاسيس وزيادة اللقاء وداً وألفة وقد تخطأ بعض الزوجات في إثارة مواضيع أو مشكلات أو تعرضها بشكل غير جيد مما يغير الحالة المزاجية للزوج ويؤثر على أدائه بشكل طبيعي

وسأروي لك مثالاً رائعاً لمراعاة المشاعر والأحاسيس ضربته لنا الصحابية الجليلة أم سليم زوجة الصحابي الجليل أبا طلحة حينما توفى طفلها بعد فترة مرضه وكان الزوج مسافراً وهو يعلم أن الطفل مريض فلما عاد من سفره تزينت واستعدت للقاء الحبيب رغم أن قلبها يدمى لوفاة طفلها لأنها أدركت بذكاء المرأة العاقلة أن هذا الزوج القادم من السفر في اشتياق لزوجته ويريدها فإذا أخبرته عن وفاة ولديهم سيتغير مزاجه وربما يصيبه الإحباط الشديد بعد تلك المشاعر والأحاسيس التي هاجت في نفسه كلما اقترب من بيته وهو عائد من سفره فكتمت أمر الغلام واستقبلته أحسن استقبال حتى إذا هدأت نار الشوق واستعاد زوجها هدوءه وراحته أخبرته في سهولة ويسر وجمال عن وفاة الغلام بأن ضربت له مثالاً من وحى الخيال لأحد الجيران يرفض أن يعيد أمانة ائتمنه صاحبه عليها فلا يقبل الزوج هذا الأسلوب من ذلك الجار ويرفضه لما فيه من سوء خلق وعندها تخبره بأن الله استرد أمانته وأخذ طفلهم فيالذكاء المرأة التي لم تنل شهادات عليا ودراسات كبرى بل ذكاء الفطرة الأنثوية السليمة، وإيمانا يملأ قلبها بفهم دورها جيداً وبحرص على أدائه بكل دقة لذلك كان لابد أن تنال من الله ذلك الشرف عندما دعا رسول الله (ص) لهما بالذرية الصالحة فتنجب من البنين عشرة كلهم يحفظ كتاب الله ..
 
فتعلمي صديقتي المقبلة على الزواج من سيرة أجدادك وكوني على نهجهم واعرفي متى تعرض المشاكل وكيف تعرضينها وتجنبي إثارة الهموم والمشاكل وزوجك مقبل عليك حتى لا تعكرى صفو لقاء جميل يجمعكما …..

الملامسة الأولى (اللقاء الأول)
مهما تحدثنا عن إعداد الفتاة نفسياً قبل تلك الليلة سيظل الخوف والمقاومة النفسية للبنت العذراء والتي لم تدخل في تجارب سابقة مهما بلغ حبها الشديد وثقتها في عريسها وقد تحاول الفتاة العاقلة الهادئة إخفاء تلك المقاومة النفسية ولكنها تظل بداخلها والمخاوف تلك ليست لمجرد الآلام التي تحدث من إزالة البكارة بل هو خوف غير شعوري من بدء حياة جديدة تنتقل فيها الفتاة من العذرية إلى الحياة الحسية الجديدة، لذلك يجب على الزوج إدراك ذلك الخوف وتقديره في زوجته بإظهار العطف والحنان والمعاملة الرقيقة دون إفراط أو تفريط فالغلظة والجفاء قد تحيل الليلة إلى ذكرى لا تنسى من ذاكرة العروس والعطف المنوط قد يجعل العروس تتمنع على عريسها ولا يستطيع العريس أن يؤدى دوره.

وإزالة الغشاء ليس من الضروري أن تكون في تلك الليلة بل يمكن تأجيلها إلى الأيام القادمة وان كانت العروس شديدة الخوف أو الزوج في حالة إجهاد شديد من الإعداد للفرح، فإن كانت الأمور تسير بشكل طبيعي في جو من الحب فلا يجب أن يلقى الزوج من عروسه معارك دفاعية أو نفورا أو فخذين ملتصقتين فكل ذلك يجعل اللقاء وكأنه حادث اغتصاب ولا يبدأ الزوج بإدخال عضوه إلا بعد أن يجد استعدادا كاملا من الزوجة بعد الملاطفة والملاعبة التي تزيل كثيرا من التوتر الذي يملأ قلب العروس، واللقاء الأول ليس من الضروري أن تصل فيه الفتاة إلى ذروة اللذة أو الارتواء بل يكتفي من خلاله بإزالة غشاء البكارة لأن القلق النفسي والإحساس بالألم من شأنهما أن يقللا الشهوة واللذة كما أن الزوج في تلك الليلة يكون في أشد حالات الإثارة فيتم القذف بعد حركات قليلة من الاحتكاك لا تكفى لإبلاغ المرأة ذروة اللذة كما أن محاولات الاحتكاك الطويلة بعد إزالة الغشاء تؤذي الجروح الصغيرة الحديثة والتي يجب إلا تمس كثيراً حتى يكون التئامها سريعاً ويعوض الزوج زوجته في تلك الليلة بالحنان والحب أو الإثارة الحسية أن حدث تهيج من الزوجة عن طريق إثارة البظر دون مس مدخل الفرج أما اللقاءان القادمة بعد إزالة البكارة فلابد من أن يصل الزوج مع زوجته إلى أقصى درجات الإمتاع وسوف نتحدث عنها بالتفصيل بعد ذلك.

ولكي يزول الغشاء سريعاً دون الكثير من الألم تنام العروس على ظهرها وتفرج بين الوركين حتى يظهر مكان الفرج وتستطيع أن تدل عريسها على مكان الفتحة التي بداخل الشفرين الصغيرين بعد أن تباعد بينهما بطرفي إصبعها ويمكن استخدام الملينات التي تسهل من عملية الإيلاج رغم أن الإفراز الطبيعي من الرجل والمرأة نتيجة الإثارة يكفيان كملين لعملية الإيلاج ولكن في اللقاء الأول قد يكون ذلك الإفراز غير كافي فلا بأس إذن من استخدام الملينات الأخرى وأيسر الملينات وأسهلها هو اللعاب الذي يسيل من الفم فهو قريب الشبه في تركيبه من سوائل المهبل كما أنه سهل وميسر في أي وقت..

وبعد دخول رأس العضو يقوم الزوج بضغط خفيف للأمام بينما تقابله الزوجة بنفس الدفعة للأمام هي الأخرى عندها ينفرج الغشاء على الجانبين ويتم الإيلاج بالكامل وقد يصحب إزالة البكارة قليل من الدماء وبعض الآلام رغم أنها قد تتفاوت بين امرأة وأخرى وبعد فض البكارة يفضل إلا تلمس أماكن الجروح باليد بل يكفى التشطيف بماء دافئ مع مطهر وضم الفخذين لتقليل نزول الدم أما إذا تعذر فض الغشاء والإيلاج رغم انتصاب عضو الذكر بشكل جيد ومع أكثر من محاولة فيمكن عندئذ اللجوء إلى الطبيب لفض الغشاء ولكن كما أشرنا لابد من أن يكون الزوج يتمتع بقدرة طبيعية للانتصاب ولا يلجأ إلى فض البكارة بالإصبع بعد عدة محاولات منه والعضو غير منتصب وذلك لما قد يحدث في بعض الحالات من لجوء الزوج لفض البكارة بالإصبع في الوقت الذي يعانى فيه من ضعف في القدرة الجنسية تحتاج للعلاج لفترة، وقد يسبب ذلك مشاكل ربما تضيع فيها الحقوق.

وبعد إزالة البكارة يكون الجماع طبيعياً ولكنه مصحوب بقليل من الألم في بدايته وتحاول الزوجة الاستجابة والاستمتاع قدر ما تستطيع وخاصة بعد التأم الجروح الناتجة من فض البكارة ويحاول الزوج اكتشاف أكثر الأماكن إثارة في زوجته ويعطيها الكثير أثناء فترة الملاعبة وفى الجزء القادم سنناقش فن الإمتاع والاستمتاع خلال المراحل المختلفة من الحياة الزوجية.. فإلى أن نلتقي أرجو لك عزيزتي العروسة حياة سعيدة هانئة.

اقرأ أيضاً على مجانين:
المرحلة (4) ( ما قبل الزواج ) الجزء الأول  / المرحلة (4) (ما قبل الزواج) الجزء الثاني للذكور / مرحلة البلوغ  /  المرحلة الثالثة: مرحلة البلوغ (2) / التربية الجنسية (1) / التربية الجنسية (2)
الجنس في حياتنا  /
مفهوم الإسلام للجنس



الكاتب: د.هالة مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/02/2005