إغلاق
 

Bookmark and Share

التربية الجنسية (1) مرحلة الطفولة1 ::

الكاتب: د.هالة مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 31/05/2004

المرحلة العُمرية الأولى..
هذه المرحلة تبدأ من سن ثلاث سنوات وهي السن التي يبدأ فيها الطفل أو الطفلة تَحسس أعضائه التناسلية للتعرف عليها حتى سن سبع سنوات وهي بداية سن التعليم والتوجيه والتدريب على أمور الدين كالصيام والصلاة.

ولكن هناك مرحلة أولية سأشير إليها هنا رغم أنها لا علاقة لها بالحياة الجنسية ولكن هي مرحلة نظلم فيها المرأة من أجل جنسها"مرحلة المرأة وهي جنين"
نعم مازلنا حتى الآن ننظر إلى الذرية وامتداد الأصل وإلى الذكر، مازلنا نسعى وراء الولد،"الذكر" وبرغم أن العلم أثبت أن بويضات المرأة كلها تحمل نفس الجنس "وأن سائل الرجل هو الذي يحدد نوع الجنين ذكرا كان أو أنثى إلا أننا إلى الآن تشير أصابعنا إلى من تنجب الإناث على أنها هي السبب، ولأن أول نظرة تكون لهذا المخلوق الضعيف هي نظرة السخط والرفض بمجرد رؤية عضوها التناسلي بعد ولادتها أردت أن أهمس هذه الهمسة في أذن كل من يرغب في الإنجاب ومنحه الله قبل ذلك بنتا أو أكثر"، إذا كنت تشترط على الله نوع المولود الذي ترغبه، فأولى بك أن ترفض الهبة التي يمنحها الله لك.

كن عدلا مع نفسك ومع من تنجب وقل لا أريد بناتا فإذن سأمنع الإنجاب فإما أن ينصلح حالك مع الله وترضى بما قسمه لك وتستقبله بحب ورضا وفرحة وإما أن تكفي نفسك إثم ظلم مخلوق تعهد الله أن يكرم من كرمه ففي الحديث عندما تولد الأنثى يستقبلها ملك ويقول ضعيفة خرجت من ضعيفة وحق على الله أن يكرم من أكرمها.

والآن نبدأ أول مرحلة عمرية للمرأة الصغيرة  من 3 – 7 سنوات:
كما أسلفنا أن بداية تعرُف الطفلة على أعضائها التناسلية يبدأ عند عمر 3 سنوات وهي عندما تعبث بها لا يكون بهدف تحريك الشهوة أو غيرها ولكن فقط من حب الاستطلاع والمعرفة ولهذه المرحلة الدور الأساسي لعلاقة المرأة بالجنس بعد ذلك لأنه إذا ما قوبلت بالعقاب والنهر الشديد من جانب الأم أو المحيطين بها تعلق في ذهنها أن لمس هذا المكان والقرب منه يتعلق بعقوبة وسخط الله وهو ما تفعله الأم عندما تفاجأ طفلتها بذلك وكأنها تفعل ذنبا عظيما والطفلة المسكينة لا تدري شيئا عما تفعله.

أثناء هذه المرحلة تبدأ الطفلة في اكتشاف الفرق بينها وبين أخيها الولد، أو الأولاد المحيطين بها لذلك تبدأ الأم من هذه المرحلة في غرس صفات الأنوثة في البنت لتعلم أن هناك فرقا بين الذكر والأنثى، بأن تبدأ بتغيير ملابسها عن ملابس أخيها الولد وأن لها أشياء خاصة ليست لأخيها الولد كبنس الشعر والإكسسوارات الخاصة بها ولا داعي للتشديد في نوعية اللعب التي تلعب بها الطفلة لأنها لابد لها أن تكون من العرائس فقط ولكن لا مانع من التنويع لها، فتارة تلعب بالعروسة وتارة تلعب بسيارة وتارة تلعب ببندقية، فكم من الإناث حملن البندقية والسيف.

وهنا أشرنا إلى أهمية تنشئة الطفلة على أنها أنثى لأن هناك من ينادي بأن تربى البنت كالولد منذ الصغر حتى لا تشعر بالظلم، وهذا هو الظلم عينه للأنثى ولكننا نريد أن تربى الطفلة على الاعتزاز بأنوثتها وكيفية التعامل مع هذا الجسد برقة تحفظ له جماله وبهاءه دائما، وهذا لا يعني أن نهمل اهتمامنا بها أو نحصره على المنزل والمطبخ وشئون الأولاد...

ولكن لا مانع من أن تتعلم هذه الأمور وتجيدها وتتعلم أيضا فنون الحياة الأخرى مثل الرسم والشعر والكمبيوتر وغيره، وكذلك الولد يجب أن يربى على احترام البيت والقيام بشئونه الخاصة دون الاعتماد على أمه أو أخته كأن يرتب سريره ويساعد في إعداد طعامه وترتيب ملابسه، فهذا لن ينقص من رجولته في المستقبل شيئا وكفاه فخرا أن أفضل الرجال وأعظمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحيك بنفسه ثيابه، وتحته من الزوجات من تتمنى شوقا لتلبية أمره ولكنه صلى الله عليه وسلم كان لابد أن يغرس هذا في نفوس الرجال..

ونعود ثانية إلى كيف تتعامل الأم مع طفلتها في هذه المرحلة عندما تبدأ في لمس أجهزتها؟... وقلنا ضرورة ألا تُهاجم الطفلة عندما تكتشف الأم هذا الأمر ولا تُضرب أو تُهان حتى لا تنشأ داخلها فكرة أن هذا المكان حرام القرب منه وهو يمثل شيئا خطيرا و عقوبة من يحوم حوله هو دخول النار فتكبر هذه الفكرة مع الطفلة فإما أن تنشأ كارهة لكل ما يتعلق بالجنس حتى لو كان حلالا من خلال الزواج وتجد أن هذه العملية، عملية ميكانيكية من أجل الإنجاب فقط فإذا ما تحقق الحمل لها نجدها ترفض الزوج وتشعر بالاشمئزاز منه ولا ترغب فيه وتقوم المشاكل بين الزوجين بسبب هذا وإما أن تكتم الطفلة رغبتها في حب الاستطلاع داخلها حتى تكتشف ما تريد في الخفاء ثم تكبر الفكرة مع الطفلة فتبدأ بالبحث عن كل ما يتعلق بهذا الأمر الذي نهرته أمها بهذه القسوة فتنشأ شخصية شغوفة بما يتعلق بالجنس منذ صغرها، تبحث عنه في كل مكان ممكن أن تجده فيه من خلال مشهد في التليفزيون أو من خلال صورة أو التلصص على حجرات النوم لمعرفة ما يدور بداخلها، فتنشأ الطفلة لها عالمها الخاص الذي فيه الكثير من الأغلاط والخروج عن العرف بل ومما يدفعها إلى أكثر من ذلك كأن تمارس هي في سن صغير الجنس فتتعوده.

أيتها الأم كوني حكيمة مع طفلتك وأنت تعلميها كيفية التعامل مع هذا العضو الخاص من جسدها وتذكري دائما أن طفلتك هذه ستصبح امرأة وزوجة في المستقبل فابدأي طريقك معها بالصدق والمعلومة الصحيحة إذن ماذا تفعل الأم؟

بداية يجب علي الأم أن تعلم طفلتها اسما صحيحا لهذا المكان يظل معها عندما تكبر اسما لا تجد الطفلة تشابها بينه وبين أشياء حولها لاتمت له بصلة مثل كذا أو كذا وما شأن ذلك من المسميات التي تخترعها الأم لطفلتها/ ولا أدري لماذا نلجأ لهذا ولغتنا العربية غنية بالكلمات لماذا لا تخبري طفلتك بأن هذا المكان اسمه عورة؟ولقد ُسمي بهذا الاسم لأنه لا يجب أن يراه أحد أو"فرج" اسم صحيح يظل في ذهنها ويعني شيئا واحدا، وهو جزء من أجزاء جسمها مثل اليد والعين.

إذن
الخطوة الأولى هي تعليم الطفلة الأشياء بمفهومها الصحيح بما يتناسب مع عقلها الصغير وكلما كبرت الطفلة تكبر معها المعلومة السابقة دون خداع أو تزييف.

وعندما تجدي الطفلة تضع يدها وتعبث بنفسها لا تظهري الانزعاج والدهشة فتشعر أنها عملت إثما كبيرا وهو ببساطة بالنسبة لها كأنها تضع إصبعها في فمها فهي تكتشف نفسها بنفسها فقط، اجلسي بجانبها وأخبريها أن ما فعلته يعرضها للأذى وربما تمرض بسبب هذا ولا تستعملي كلمة حرام أو عيب أو تلمحي بالعقاب إذا اقتربت من هذا المكان، قولي لها أن هذا المكان خلقه الله في المرأة كي تتبول منه وتخرج الأطفال منه عندما تكبر، فالطفل الصغير ينمو داخل البطن ويخرج بعد أن يكبر من هذه الفتحة والله أمرنا أن نستر هذا المكان ولا يراه أحد حتى يميزنا عن الحيوانات انظري إلى الكلاب والقطط في الشوارع هي لا ترتدي ما يسترها ولكن الله لأنه يحب الإنسان خلق له ما يستر به عورته حتى لا يراها أحد.

ثم قومي بغسل يدها بعد ذلك لتعلم أنها تلوثت وأن لمس هذا المكان يوجب غسل اليد بعده حتى لا تنسى وتضعها في فمها فتصاب بأمراض هكذا إعطيها معلومة هادئة عن ماهية هذا المكان ووظيفته وكيفية التعامل معه إنك تعلميها لأنك تخافين أن تؤذي نفسها لا لجرم ارتكبته هكذا تفهم الطفلة فتبعد عن العبث مرة ثانية حتى لتؤذي نفسها ثم إنك رسخت فكرة ستر هذا المكان وأنه لا يراه أحد وتبدأي تنفيذ ما فعلته معها، فلا تخلعي ثيابك أمامها ولا تخلع بقية الأطفال ملابسهم أمام بعض وأن تظهري الحياء والخجل عندما تفتح عليك الباب فجأة وأنت ترتدين ملابسك الداخلية فتنشأ في داخلها قدسية لهذا المكان وينغرس الحياء فيها فتشب عليه.

ومن أهم المشاكل التي تواجه الطفلة في هذا السن هي الالتهابات الفطرية التي تصيب الفرج لذلك يجب على الأم أن تعلم طفلتها كيف تحافظ على نظافة هذا المكان بما يحفظ له سلامته وخلوه من الأمراض فكما أخبرتها أن هذا المكان من وظائفه إخراج البول فعلميها كيف تتطهر من آثار هذا البول وضرورة استخدام الماء لتنظيفه وضرورة تجفيفه من الماء لأن البلل يزيد من نمو الفطريات التي تحدث الالتهابات وتعلمها الأم ذلك بنفسها وتساعدها عليه بوضع منشفة صغيرة في متناول يدها تستعملها كل مرة تدخل فيها الحمام، وتتابع بنفسها ملابسها الداخلية فإذا وجدت أي آثار للبول تخبرها بأنها لم تنظف نفسها كما ينبغي وأنها يجب عليها الاهتمام أكثر لأن ديننا الحنيف يحب الطهارة والنظافة وقد أجد كثيرا من الأمهات يكتفين بتغيير ملابس الطفلة أكثر من مرة.

مع أن الأسهل هو تعليمها كيف تحتفظ بنفسها نظيفة وجافة، فإذا ما حدث وسبقها البول تنظف أولا ما نزل منه ثم تغير لها ملابسها هذا وحده كاف جدا لأن يقي الطفلة أي التهابات فإذا لاحظت الأم تكرار هذه الالتهابات للطفلة رغم مراعاة ما ذكرناه فيجب أن تفطن الأم أن الطفلة ربما تعبث بنفسها أو تضع أشياء صغيرة داخلها وهنا يجب استشارة الطبيب مع التنبيه على الطفلة أن هذا يؤذيها ويعرضها للخطر ومراقبتها من وقت لآخر.

ربما يكون تكرار هذه الالتهابات وراءه شيء خطير تغفل عنه الأم وهو أن الطفلة تُستعمل جنسيا من قِبل أحد أفراد الأسرة أو الجيران هنا يجب على الأم التقرب من الطفلة وملاحظتها وعدم غيابها عن عينها فترات طويلة وعدم تركها تلعب مع أولاد أكبر سنا في أماكن بعيدة عن المراقبة لأن هذه الأشياء وارد حدوثها بين الأطفال الصغار وربما يؤذي بعضهم بعضا وهذا بسبب غفلة وإهمال الكبار، فإذا كان هذا هو السبب أخبري طفلتك أن ما فعلته ليس صحيحا لأننا قلنا أن العورة لا يراها أحد فكيف فعلت هذا، وتراقبيها من وقت إلى آخر وربما يكون الأمر أخطر من ذلك كأن يكون استعمال الطفلة جنسيا من جانب الكبار فكثير من الشخصيات غير السوية والنفوس الضعيفة والأهواء الطائشة تعيش بيننا وربما نترك أطفالنا عندهم أو معهم بحسن النية لفترات طويلة كالجيران والأقارب والخادمات.

وقد جاءت لي أم مرة وهي في دوامة من البكاء لتطمئن على طفلتها التي عمرها عشر سنوات حيث كانت تذهب للعمل وتتركها مع عمتها وزوجها وبالطبع كانت تخرج العمة لشئون بيتها وتترك الطفلة مع الزوج الذئب والصدفة وحدها هي التي عادت بالأم لتفاجأ بطفلتها الصغيرة في هذا الوضع المخجل مع زوج العمة.

وكانت الفاجعة عندما رأت أن غشاء البكارة قد تمزق بالكامل مما يعني أنها ليست بالمرة الأولى وبسؤال الطفلة المسكينة التي دخلت عالما لم تكن لتدخله ورأت ما ليس وقته أن يُرى أجابت في خوف أنها كانت مرات كثيرة ولكنها خافت أن تخبر أمها... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أيتها الأم الفاضلة؛
اغرسي في طفلتك معنى العفة منذ طفولتها وأن هذا المكان يجب ألا يراه أحد وإذا حاول أحد خلع ملابسها بالقوة يجب أن تصرخ فيه وتدافع عن نفسها وألا تخجل من أن تصارحك بهذا احمي طفلتك من دخول عالم لا يجوز لها دخوله ولا تكوني متساهلة في ترك الطفلة في أي مكان، دون مراقبتك اطلبي منها أن تقص لك ما فعلته في المدرسة أو أثناء خروجها للنزهة مع أصدقائها واسأليها عن نوعية اللعب الذي يلعبونه وراقبي نظرات عينيها ثم صححي الخطأ دون ردود أفعال سريعة وطائشة تؤدي إلى الخوف والكتمان من جانب الطفلة.

ويكثر في هذا السن أسئلة من جانب الطفلة عن كل ما يحيط بها لمعرفته ويهمني هنا السؤال الذي تهرب منه دائما الأمهات أو تجيب عليه إجابات سخيفة بعيدة كل البعد عن الحقيقة ثم تكتشف الطفلة عندما تكبر الحقيقة فتدرك ما أخفاه عنها الكبار... والأطفال في هذه الأيام سابقين لأعمارهم بما حولهم من وسائل إعلامية، وربما تشاهد الأم وطفلتها مشهدا في التليفزيون يحتضن فيه البطل البطلة ثم يدخلان معا حجرة ويغلقان عليهما الباب والأم لا تعلق ولا ينبغي أن تؤجل الأم الحقائق بكلمة عندما تكبري أقول لك، فالطفل زكي ويريد إجابات مقنعة لأسئلة لا تأجيل لها.

والأم الذكية هي التي تعرف كيف ترضي حب المعرفة لدى الطفل بما يتناسب مع عمره وإن لم تكن تعرف إجابة تهرب منه بذكاء بأن تقول سأخبرك بكل ما تريد بعد أن أنهي عملي حتى تعرف الإجابة السليمة.. ثم تفي بعهدك مع طفلتك وتجلسي لتجيبيها ولا تظني أنها نسيت السؤال لأن الأسئلة الملحة في الرأس لا يتجاهلها الطفل..

وأهم هذه الأسئلة التي تهرب منها الأمهات هو كيف أتينا إلى الدنيا وكما قلنا تحري الصدق في الإجابة هام. لذلك لا تحاولي نقل معلومة للطفل فيها جهل أو كذب، ابدئي مع طفلتك الحكاية كحدوتة مسلية كيف خلق الله آدم عليه السلام وكيف خلق الله له بعد ذلك حواء وهي المرأة الأولى في الكون حتى يكتمل الزوجين، وكل شيء خلقه الله زوجين ذكر وأنثى، فالزهور والأشجار والأسماك والحيوانات كلها أزواج ذكر وأنثى. والله جعل الذكر في جميع المخلوقات يحب أنثاه ويشعر بالمودة والعطف عليها، ألا ترين، كيف يحب بابا ماما وكيف أحبه أنا أيضا، والإنسان والكائنات الحية عندما تكبر لابد أن يتزوج الذكر من الأنثى فإن لم يتزوجوا مات كل منهم بمفرده وانتهت الحياة على وجه الأرض، لذلك أمر الله الذكور جميعا بأن يجتهدوا ويسعوا لتوفير العش الجميل.

وكذلك بابا ذاكر دروسه جيدا وتفوق في الدراسة ثم نجح في عمله حتى استطاع أن يوفر لنا هذا المسكن الجميل، كل ذكر في الدنيا يحمل في ظهره بذور صغيرة جدا وعندما يكبر ويستطيع أن يتزوج يبحث عن المناسبة لها ليتزوجها وكذلك بابا أتى ليخطبني ويقدم لي الهدايا الكثيرة وتزوجنا وجئت لأعيش في هذا البيت الذي أعده لي وعندما يتزوج الرجل المرأة يحب كل منهما الآخر ويتمنى أن يسعده فيضمه ويقبله ويحنو عليه فتنتقل البذور الصغيرة من الرجل إلى المرأة وتكبر هذه البذرة في كيس صغير خلقه الله للمرأة في بطنها حتى تصير جنينا ويكبر الجنين يوما بعد يوم لذلك ينتفخ بطن المرأة الحامل وعندما يحين ميعاد الولادة تشعر المرأة بآلام في بطنها فتعرف أن جنينها كبر ولابد أن يخرج، فيخرج الجنين من الفتحة التي في عورة المرأة والتي تكبر وتتسع أثناء الولادة حتى يخرج منها الجنين فتأخذه الأم وترضعه من اللبن الذي أنزله الله في ثديها لأن الطفل لا يكون له أسنان ليأكل، فيرضع الطفل اللبن حتى يكبر وتتكون له أسنان يستطيع الأكل بها ثم يتعلم السير حتى يصبح كبيرا مثلك هكذا...

انظري في هذه القصة لتعلمي ما تعلمته الطفلة منها أنها عرفت أولا أن هذا الكون قائم على فكرة الزوجين(الذكر والأنثى) وأن وجود النوعين هو شيء أساسي لاستمرار الحياة ثم إن زواج الذكر من الأنثى ليس في أي وقت بل يشترط بعد وقت إعداد ونضج من الذكر والأنثى، فهو بعد دراسة وعمل وتعب كما أن هذا الزواج يأتي في وجود الكبار مثل الجد جاء ليخطبني كما أنه يستلزم تكاليف ومسئولية لأنه قدم الهدايا وأسس المنزل.

هكذا تتعلم الطفلة فكرة حقيقية وواضحة عن مفهوم الزواج وأن هناك واجبات يجب الالتزام بها، ثم هذه العلاقة التي تجمع بين الزوجين هي علاقة مودة وحب وفيها التقبيل والنعيم والحنان وهذا ما تشاهده في التليفزيون ثم نشوء الحنين من بذرة صغيرة تكبر في بطن الأم هذه كلها حقائق تدركها بعقلها وتكبر معها شيئا فشيئا فتجد ما تعلمته في الصغر كان حقيقة وليس أوهاما، ويكون لمفهوم الجنس لديها معني سامي وعلاقة طيبة أساسها الحب والمودة لا مكان فيها للخوف أو الألم أو الأذى وتسأل الطفلة أيضا عن الدماء التي تلاحظها في ثياب أمها أو عندما تشتري الحفاضات الشهرية والتي ترى إعلانها في التليفزيون فتسأل ما هذا وفيما تستخدم وتحب الطفلة أن تتعلم كل شيء عن جسدها والحكمة في خلق الله هكذا له.

فالدورة الشهرية من سمات الجسد الأنثوي وسؤال الطفلة عنه مبكرا ليس عيبا بل ربما تسأله بدافع الخوف على أمها لما تراه من دماء، فلا داعي أن تتحرج الأم من الإجابة وكما أخبرناها سابقا أن الله خلق كل جزء من جسدنا لوظيفة يؤديها وأن وظيفة هذا الجهاز في المرأة وظيفته حمل الجنين، فالله خلق كيسا بداخل الأنثى خاصا لحمل الجنين وعندما تكبر البنت يكبر هذا الكيس معها مثلما تكبر اليد والقدم حتى يصل إلى كمال النمو فيجب أن يؤدي وظيفته ولأن البنت الصغيرة لا تستطيع الزواج إلا بعد إتمام دراستها ونضجها يخرج هذا الدم من الكيس والمفروض أن يتغذى عليه الجنين فتنزل هذه الدماء حتى لا تؤذي أجسامنا وهذا يحدث كل شهر، حتى يأتي الوقت الذي تتزوج فيه البنت فيتوقف هذا الكيس عن إخراج الدم حتى يتغذى عليه الجنين وهنا ستعاجلك بسؤالها إذن لماذا تنزل منك هذه الدماء وأنت متزوجة وأجيبها ماما لا تريد أن يكون لها طفل يشغلها عنك لذلك هي تأخذ دواء حتى لا يتكون هذا الجنين في بطنها، وهي تستعمل هذه الحفاضات التي تشتريها حتى لا تتسخ ملابسها فتظل دائما نظيفة وأنيقة..

ويجب أن يعلم الطفل(الولد) أيضا هذه المعلومات حتى يطمئن على أمه وتكون لديه خلفية عما يحدث لأخته الكبرى أو أمه.
أرأيت معي كيف يكون الصدق مع أطفالنا في نقل الحقائق سهلا ومقنعا إذن حاولي تصحيح ما أفهمتِه لطفلتك الآن.

اقرأ أيضاً:
الجنس في حياتنا  / مفهوم الإسلام للجنس
 



الكاتب: د.هالة مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 31/05/2004