أسراري والمتطفلين مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
R03;
غاليتي الدكتورة حنان، بارك الله مسعاكِ، نصائحك فتحت عيوني على نقاط مهمة، وهنا أريد أن أفضفض لكِ قليلا عما حدث من أحداث خلال الشهر الماضي، شكوت لكِ حيرتي في انكشاف أسراري، رغم أن جهازي محصن حصنا منيعاً، فأنا متمكنة باستخدام الجهاز ولا تخفى علي فيه خافية، لذلك أصبت بالصدمة والحيرة عندما عرف أن أسراري متداولة بين أمي وأخي، رغم حرصي وحذري..!
أخي المجنون، أستطاع الوصول إلى الملفات المهمة عن طريق تفكيك اللابتوب واستخراج الهاردسك ووضعه في جهاز آخر عن طريق قطعة تباع بالسوق قيمتها 80 ريالاً، بهذا الطريقة لن يقف أمامه لا عائق ولا كلمة مرور جبارة..!
بحثت في الدوافع التي دفعته للشك بي، اقتنعت بأني لن أجد الجواب الشافي إلا عندما أنقب بجهازه، لذا استخدمت سياسة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، وقمت أنا بالتجسس عليه، كان هدفي قبل فتحي جهازه هو استرداد ما أخذه مني من مذكرات ومحادثات ومسحها مسحاً نهائياً لأنه كان يهددني بها بين الفينة والأخرى..!!!
وخلال بحثي بجهازه اكتشفت الصاعقة التي هزت كياني، معنوياتي تدمرت تماماً، انهرت، بكيت، بل قولي جُننت....! المدافع عن الأخلاق الفضيلة والشاب المتفاخر بدينه وإيمانه سقط من عيني سقوطاً نهائياً..!
في جهازه رأيت صور الفتاة التي يحبها، وأنا كان اعتقادي أنه يحادثها على الماسنجر والتلفون فقط ولم يرها بحياته..!!، وكذلك أعطته صور أمها وأخواتها وهن بكامل زينتهن..!
وكان لها صور مقطعة، يعني صور شعرها، عيونها، شفايفها، وصور لصدرها، أغراضها الخصوصية وأيضاً مرسله له مقاطع فيديو مصوره بكاميرا الجوال، تعلمه كيف يعرف الطريق لبيتها..!
الفتاة تم عقد قرانه عليها، أي أصبحت الآن زوجته أمام الله وأمام الناس، والآن توجد برأسي أسئلة كثيرة، هل سيبارك الله هذه الزواج؟ فقد بدأ بمعصية..!
رأى مفاتنها من خلال الصور قبل عقد شرعي..!، في المستقبل ألن يشك بها؟ إذا أنا عشت جحيم شهرين متتالين فقط لأنه اعترض على سطوري الإلكترونية والتي اعتبرها كارثة وخطيئة من الخطايا السبعة التي لا تغتفر..!.. فماذا عنها هي؟ أفعالها مباركة وحلال..!
هل حبهما عبارة عن نزوة؟ حُب مراهقة؟ أو شهوة للجسد؟ علماً أن الفتاة تبلغ من العمر 17 ربيعاً وهل سيكون زواجهما ناجحاً؟ أراهما معاً وهما سعيدين، وغارقين في العشق ومتفاهمان بدرجة عجيبة، فهل هذه سعادة وقتية؟!!
حاولت التقرب منه، دائما أكرر عبارة (اكسبيه، تقربي منه) داخل نفسي، فحاولت استغلال هذه النقطة ومعرفة مشاعره تجاه الفتاة، هل تزوجها لأنه خاف علينا نحن أهل بيته من غضب الله، أم تزوجها عن قناعة.
فأخبرني أنها يحبها حباً جما، يعبدها عبادة، يعشقها، مهووس بها، سلبت عقله تماماً، وهي تبادله نفس الإحساس..!.. تزوجها عن قناعة ويفتخر لأنه عاش قصة حب قبل الزواج في مجتمع كمجتمعي..! ويمتدح عقليتها المتفتحة وثقتها به لدرجة الغرور..!
خلاص إذا عقليتها متفتحة في كشف مفاتنها وتخليها عن عفتها كأنثى ونجاحها في حصولها على عريس فلماذا لا أفعل أنا مثلها..!.. أستغفر الله وأتوب إليه، عالم عجيب مليء بالتناقضات..!.. اللهم استر علينا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً.
تفاهمت معه حول شكوكه، وضحت له طريقه استخدامي للإنترنت وأني لا أحب أحداً فيه ولا أنوي الارتباط بعلاقة إنترنتية ثم أحولها لواقع مثله، وبينت له كما يرفض هو أن يتجسس عليه أحد فأنا أرفض ذلك أيضا، دافعت عن نفسي وعن أخلاقي وحلفت له على كتاب الله المجيد أن لا أحد رأى ظفر مني وأني أخاف على سمعتي أكثر منه.
بعد عقد قرانه، استرحت منه ومن شكه، لم أعد أراه كثيراً ، لم يعد يدخل غرفتي ويفتشها ولا يترصد لأفعالي، تخلصت منه، استعدت حريتي، إحساسي بالذنب والدونية تبخر، انتهى الكابوس، أعيش بسلام نفسي هذه الأيام، وتقربت إلى ربي أكثر، أدركت الدنيا لا تساوي شيئاً عند التخلي عن الأخلاق والمبادئ الدينية.
2/05/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بنيتي أمل حياك الله ورزقك وإيانا السكينة والرضا. سأبدأ من نهاية سطورك حين تقولين أن الدنيا بعيدا عن الدين لا تساوي شيئا فأؤيدك في هذا وهو من الثوابت في ديننا بأن الحياة الدنيا عبارة عن زينة ولهو وتفاخر بالأموال والأولاد ولكن الآخرة خير للذين يعقلون جعلنا الله وإياك منهم ولا تنسي أن النار حفت بالشهوات ولكن من فضل الله علينا ورحمته بضعفنا أمام شهواتنا أحلها لنا تحت مظلات شرعية أحدها الزواج.
لقد ذكرتك سابقا بازدواجية المعايير وانتشارها في مختلف المستويات ولا أظنك غافلة عن التناقضات التي تملئ حياتنا وليس أهونها بالطبع ازدواجية المعايير الأخلاقية بين الذكور والإناث ولاحظي أن هذه الازدواجية وليدة عصور الجهل الديني والظلام فهي من ضمن القوانين الوضعية غير المكتوبة ولكنها سائدة ومقبولة في المجتمع ولأنها من صنع البشر فهي غير صحيحة وتستثير الغضب ولكن العاقل يختار معاركه بعناية فلن نستطيع مهما اجتهدنا أن نقنع والدتك أو أخيك حتى بأن الحلف على المصحف الشريف هو يمين وضعية يحرمها البعض وكذلك لن نستطيع أن نقنعهم بأن الله خلق الذكر والأنثى متساويين وإن فضل كل منهم ببعض الخصائص ولكن هذا التفضيل من باب التكليف لا التمييز.
ينسى المجتمع ويرفض أن يقر أن أمام كل مخطئة وخارجة عن العرف هناك من شجعها من الرجال أما لماذا تحمل هي عبء اللوم على الخطيئة وحدها فذلك من مخلفات الإسرائيليات التي وجدت طريقها لأذهاننا وإن كان هناك من يرى بأن العفة مسئولية المرأة.
لا نستطيع أن نتأبى على الله فنقول أنه لن يغفر خطأ أخيك وزوجه فيعاقبهم بنكد المعيشة فربنا الغفور ذو الرحمة لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويطلب المغفرة.
تذكري أنك ترفضين أن ينصب أحدهم نفسه وصيا على أخلاقك فلا تنهي عن فعل وتأتي مثله فدعي عنك التفكير فيما كان وسيكون من أمر أخيك وزوجه واستمتعي بحياتك وحريتك المستعادة في تحقيق أهدافك ولا يعني هذا تأييد سلوك أخيك أو زوجه فلعلها بريئة سترها الله بستره بأن أوقعها مع شاب جاد يبغي الستر كأخيك مالنا وتدبير الأمور فللملك رب يرعاه ويدبره وفي انتظار المزيد من حياتك وأفكارك.
ويتبع>>>>> : أسراري والمتطفلين مشاركة على المتابعة