إغلاق
 

Bookmark and Share

منمنمات مجنونة تعرفي أكتر من المستر يا ماما؟ ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/06/2005

 

فاجأني ما كانت تحكيه مريضتي عن ابنها الصغير في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي، كانت تتكلم عن غيظها وتوترها الشديد بسبب ما كان منه في اختبار الرياضيات،  وقلت : لماذا ولدك باسم الله ما شاء الله ذكي ولماح أنا أعرفه، فقالت: يا دكتور عنده مشكلة في حل المسائل الكلامية، بصراحة سألتها ماذا يعني مسائل كلامية؟؟؟ وشرحت وفهمت أنها مسائل امتحان الرياضيات التي تتكون من عدة عبارات لتقود من خلال سؤالها الأخير إلى عملية حسابية أو أكثر مطلوبة من التلميذ لكي يصل إلى الناتج المطلوب، كأن يجمع أو يطرح أو يضرب أو يقسم وهكذا....

وسألتها لكن الولد ذكي ويفهم بالتأكيد ما تطلبه منه المسألة الكلامية ولكنها قالت : المشكلة أصلا من مدرس الرياضيات في السنة الثالثة، فقد علمهم ألا يعتمدوا على قدرتهم على فهم المسألة ككل وإنما علمهم الاكتفاء ببعض المصطلحات اللغوية المعبرة عن العملية الحسابية المطلوبة، فتجد الطفل يقرأ المسألة الكلامية بعينيه بسرعة أو ببطء لا يفهمها، وإنما ليبحث عن ألفاظ لغوية مثل الباقي فإن سبقتها كم أو مثلا كم يتبقى فإن المطلوب في المسألة هو الطرح، وإن وجدت كلمة مجموع ما حاصل إضافة أو دمج فإن المطلوب هو الجمع!، وهكذا أصبح ابني يتعامل مع المسائل الكلامية بأن يبحث بعينيه عن كلمات ولا يشترط أن يفهم، وطبعا كثيرا ما يقع في أخطاء، وهنا سألتها وكيف لم تناقشوا الأمر مع المدرس؟ أليس مدرسه الخصوصي، فأجابت أنا أذاكر له قلت لها يعني قصدك أن ذلك المعلم كان يشرح هذا الهراء في المدرسة فأجابت نعم! قلت لا حول و قوة إلا بالله يعني فصل بحاله كان يتلقى هذه الآليات المعرفية الخاطئة فأجابت نعم فصول !!

وقلت لها ولم لم تشتكوا أنتم والأهالي فأجابت أنا لا أستطيع زيارة مدرسته كثيرا، ولم أكتشف الأمر إلا عندما بدأ يحل امتحانات في آخر السنة الثالثة، وغيروا له المدرس في السنة الرابعة، وحاولت تصحيح هذه الطريقة التي أنا متأكدة من خطئها، ولكنه كان يقول لي "تعرفي أكتر من المستر يا ماما؟؟" وكان تحت إصراري وأحيانا تعصبي عليه كان يحل المسائل بطريقة سليمة، ولكنه دائما في الامتحانات يخطأ  بسبب أنه يفكر بطريقة أستاذه لأنه المستر ربما وهذا امتحان، هو غير مقتنع الظاهر إني مدرسة أنا ماما ! المهم أنه هذه السنة أيضًا أخطأ ولنفس السبب، تعصبت جدا عليه هذه المرة ولم أعد أدري ماذا أفعل الحمد لله على أي حال، أعندك حل؟؟ لابني أو لعصبيتي؟؟

قلت لها عندنا جميعا الصبر وكظم الغيظ والإصرار على تصحيح ما تلقنه ابنك خطأ، وهو عابر بالضرورة لأنه ذكي، واصبري وثابري معه بارك الله فيك، ......
 ورحت أنا في فلاشات ذهنية مشحونة بمئات الصور في حياة مجتمعاتنا والتي لقنت كثيرا من الأخطاء المعرفية في طريقة التفكير، ثم كم مدرسا كهذا المدرس يعلم تلامذته التسرع وعدم التأني؟ وكم مدرسا يعلمهم وهدفه الأول والأخير كيف تنجح في الامتحان أو كيف تتفوق في الامتحان وأنا أسأل نفسي وأنا أود اختتام هذه المنممة المجنونة هل إذا أجاب طفلي إجابة صحيحة على مسألة كلامية دون أن يفهمها كوحدة متكاملة، ألا يكون كاذبا عليَّ ألا يكون يتعلم الهلوسة لا الصدق أغيثونا يرحمكم الله هل مثل هذا  يحدث !! 
أو سيستمر حدوثه ولم يعد في البلد حائط لخبط رؤوسنا فيه سوى الهوان

اقرأ أيضاً على مجانين :
إياك من الأدوية النفسية!
التزنيق في المواصلات هل أصبح ظاهرة؟
يوميات مجانين: في مستشفى الجامعة
 



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/06/2005