إغلاق
 

Bookmark and Share

منمنمات مجانين: ريقي ناشف ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/06/2005

أوجعني بصدقٍ ما جاء على لسان مريضي القديم، حين قال لي "ريقي ناشف" .....................كان يؤكدُ لي أنه ما مرةً مارس العادة السرية، وكنت أعلن عدم تصديقي محاولا استفزازه ليقرَّ لي بالحقيقة، وأكد أن العادة السرية "لا تمشي معه" وأنه"يا إما عادة سرية يا إما استحلام!، والعادة السرية تضر الجسم وتضعف القدرة الجنسية بينما الاستحلام طبيعي"، قلتُ له اسمه احتلام يا ابني، فأنت لا تطلبه وأنت نائم وإنما يحدث دون وعيك،

وسألته بعد كرِّ وفرِّ عن معدل احتلامه (وقليلون همُ مرضاي الشباب الذين يتذكرون آخر مرة احتلموا فيها)، ونسيت أن أسأله عن مدى استمتاعه الليلي بأحلامه الجنسية، وسألته عن مصدر هذه المعلومة التي عصمته من ممارسة العادة السرية، فقال لي "دكتور كان في خمسة لصحتك في التليفزيون سمعته وأنا صغير"..

هاجمته أنا "وهل كنت تعرف معنى العادة السرية وأنت صغير"، ففرَّ مني قائلا : "يمكن بابا كان قاعد وسألته لا أتذكر أنا عندي 31، وكنت صغير قوي أيامها"، لم أتركه ولم أزل عليه حتى قال:

"أخطأت مرة واحدة في حياتي وبعدها قررت أن أكتفي بالاستحلام، أو الاحتلام كما حضرتك قلت"...... فحسبته سيقرُّ بممارسته للعادة السرية لكنه أنكرَ ليفاجئني بأنه أخطأ في مراهقته مع الخادمة العجوز!
ولما بدوت متعجبا قال "حضرتك نسيت أنا حكيت لك زمان"، قلت اعذرني يا .......... لقد نسيت وأنت تغيبت طويلا علي في الفترة الأخيرة، وحين أعاد حكاية ما حصل، فهمت أن الأمر كان تحرشا من الخادمة العجوز به عدة مرات (وربما لا يفهم هو نفسه أنه كان تحرشا، كانت بالنسبة له خبرة جنسية مقرفة وممتعة في نفس الوقت)، المهم أنه توقف عن السرد وسألته لماذا توقف فكان رده: "ريقي ناشف"
وفسرتها أنا بداية بأنه "ريقه ناشف" بسبب القلق الذي صاحب اعترافاته الجنسية لي وما مارسته أنا عليه من كرٍّ وفر، وحملت قارورة الماء المجاورة وقلت: اشربْ.. القارورة ملآنة، وعندما مد يده بالقارورة لي لحظت أن أقل من ثلاثة ملي من الماء فقط هي كل ما شرب، بدوت مستغربا وقلت: "فقط"، فكان رده الذي أوجعني "ريقي ناشف مش عطشان"!
وكانت أول مرةٍ أفكر فيها في الفرق بين المعنيين فبينما جفاف الحلق أحد علامات العطش لخلق الله فهو للمرضى النفسيين كثيرا ما يعني فقط أثرًا جانبيا للدواء وهم يتعلمون أن لا حاجة لكثير من الشرب عند الشعور بجفاف الحلق، ولكي أكون صادقا فإن جفاف الحلق أثر جانبي للأدوية القديمة غالبا أي أدوية الفقراء وهم أغلب المرضى المزمنين، صحيح أنها عقاقير مفيدة وأثرها العلاجي ممتاز لكن آثارها الجانبية تزعج كثيرين، لكن للفقر أحكامه، وأوجعني أكثر تساؤل ملحٌ عن حالنا جميعا هل نحن في مصر عطشى فقط أم ريقنا ناشف ودون أدوية نفسية؟

للتواصل:
 
maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً على مجانين :
تعرفي أكثر من المستر يا ماما ، إياك من الأدوية النفسية! ، التزنيق في المواصلات هل أصبح ظاهرة؟ ، يوميات مجانين: في مستشفى الجامعة  



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/06/2005