الأم العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وأشكرك على مشاركتك الرائعة، أتفق معك تماما في أن لدى الإنسان دائما ما يدفعه ليكونَ أفضل وأفضل، وتجربتك مع ابنك ستكون مفيدة بالتأكيد لأمهات كثيرات، إلا أن من المهم الإشارة هنا إلى أن سلوك قضم الأظافر تعبيرا عن قلق عابر في طفل صغير، يختلف تماما عن قضم الأظافر المزمن كما في حالة صاحب مشكلة قضم الأظافر بالأسنان: وسواس؟؟، فهو شابٌ جاوز العشرين من عمره، وصحيح أن لتوتره أثناء فترات الامتحانات دورا في زيادة معاناته من قرض الأظافر، إلا أن الأمر يختلف كثيرا عن الحالة العابرة التي مر بها ابنك، ولهذا فإننا لا نحسب أمر صاحب المشكلة بسيطا إلى حد أن يصلح معه ما صلح مع ولدك العزيز.كثيرا ما يمرُّ الأطفال بسلوكيات كمص الأصابع أو قضم الأظافر أو حتى نتف الشعر، وكلها سلوكيات غالبا ما تكونُ عابرةً، وتنتهي بقليل من الاهتمام والرعاية التي تطمئن الطفل -وهذا ما حدث مع ابنك وقد أحسنت التصرف-، إلا أن تلك السلوكيات عندما تعززُ بشكل أو بآخر نتيجة لسوء تصرف الأهل، أو عندما تكونُ تعبيرا عن استعداد بنيوي لأحد اضطرابات نطاق الوسواس القهري، فإنها تكونُ مرشحة للاستمرار فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر وقد تدوم العمر كله إذا لم تعالج.إذن فقد يكونُ تحليلك لسبب ما تعرض له الولد صحيحا أي بسبب توتر علاقتك مع والده، ومن الواضح أنك أحسنت التصرف فعلا، مع كل من الولد وأبيه، فأنت تقولين أنك لو تعقلت أيامها، ولو استعنت بدينك وعلاقتك بربك سبحانه لحلت المشكلة، وهذا يعني أنك تتعلمين كثيرا من خبراتك وتستفيدين منها، وها أنت أيضًا تريدين تقديم الإفادة للآخرين من خلال استشارات مجانين , فأهلا بك وألف شكر على مشاركتك.