إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   محمد 
السن:  
29
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: الاستبيان قبل الختان : مكرمةٌ أم هوان؟! 
تصنيف المشكلة: جنسي زواجي Marital Sexual برود جنسي 
تاريخ النشر: 12/04/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
البرود الجنسي
السادة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

تحية طيبة أنا متزوج حديثا ومشكلتي تكمن في عدم رغبة زوجتي ممارسة الجنس وإن فعلت ذلك فإنه إشباعا لرغبتي فقط أما هي فلا تشعر بأي إحساس لذلك الأمر مع العلم أنها تعشقني لدرجة الجنون، ولكنها إحدى ضحايا الختان الذي معه فقدت كل الأحاسيس التي تشعر بها المرأة أثناء المعاشرة الزوجية، وهذا الأمر يقلقني ويقلقها أيضا فهي تريد أن تكون امرأة مثلها مثل غيرها ولكن الختان يحرمها من ذلك فما هو الحل برأيكم.
أفيدوني في هذا الأمر وجزاكم الله خير الجزاء
23/3/2004

وبعد أربعة أيام أرسل صاحب المشكلة يستعجلنا في الرد:

السادة الكرام:
السلام عليكم سبق أن أرسلت لكم معاناتي أنا وزوجتي من كونها إحدى ضحايا عملية الختان ونبحث سويا عن العلاج حيث أننا نعاني من هذا الأمر أشد العناء أرجوكم المساعدة إن كان يمكنكم ذلك.والله يحفظكم
27/3/2004

 
 
التعليق على المشكلة  

 
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، ونشكرك على ثقتك ونسأل الله أن يمكننا من مساعدتك وزوجتك إن شاء الله، لقد اخترت لمشكلتك عنوانا هو البرود الجنسي، والحقيقة أن مفهوم البرود الجنسي ليس مفهوما محددًَا ولا واضحا حتى بين العلماء، كما بينا ذلك في مقال سابق على الموقع بعنوان البرود الجنسي في النساء، حيث ستعرف منه أن التعبير يمكنُ أن يطلق على حالات كثيرة ولا نستطيع من خلاله أن نفهم أي الحالات هو المقصود.

ولكنك أشرت إلى أن زوجتك لا ترغب في ممارسة الجنس وإن رغبت فإشباعا لرغبتك أنت فقط لكنها لا تشعر بأي مشاعر جنسية، وحين تقول زوجتك الفاضلة أنها لا تشعر بأي مشاعر جنسية فإننا لا نملك إلا أن نصدقها ونحاول البحث معها عن السبب، وأما أن نرجع السبب تلقائيا إلى الختان فهذا أمرٌ نحتاج فيه إلى تدبر وفهم وتروٍ لكي لا ننجرف نحو ما يروج له في وسائل الإعلام (والأبحاث والدراسات الطبية مع الأسف) من أن الختان يقتل المشاعر الجنسية لدى المرأة وأنه ظلم كبير وأنه وأنه إلى آخر ما دفعك إلى القول بأنها -أي زوجتك- واحدةٌ من ضحايا الختان، مع أن مثل ذلك التعميم هو أبعد ما يكونُ عن العلمية والمحايدة، ولعل لقائليه مآرب أخرى.

جسد الأنثى يا أخي الفاضل يحوي طاقات لا حد لها، وهي أي الأنثى بوجهٍ عام متطورة من ناحية مشاعرها الجنسية وقدرة جسدها على التأقلم أكثر بكثير من الرجل، ربما لأن علاقة الجسد الأنثوي بعملية الخلق أوثق من علاقة جسد الذكر، كما بينا في رد سابق لنا بعنوان : الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده ! متابعة، ولعل أفضل ما سمعته في التعليق على سيل الاتهامات التي توجه لختان الإناث قول إحداهن "لقد جعلوني أتخيل أن البظر هو أهم عضو في جسد المرأة" والحقيقة ليست كذلك.

كما أن لختان الإناث يا أخي الفاضل أنواع تتدرج ما بين خفض واستئصال البظر إلى الختان الفرعوني وهو استئصال لجميع البظر والشفرين الصغيرين أي لكل الأنسجة القابلة للانتصاب عند الإثارة لدى المرأة، وأحيانًا تصغير لفتحة المهبل، وهو عادة حبشية قديمة ويقال إنها فرعونية الأصل، وبعض المصادر تقول إنها تأتينا من قبل العصر الفرعوني من القبائل الهمجية التي كانت تسكن قلب وجنوب أفريقيا، وهناك ما بين هذين النوعين أنواع وأشكال من الختان.

ولا نستطيع أن نقول أن كل أشكال الختان للأنثى مرفوضة خاصة وأن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام لم ينه عنه كما لم يأمر به، فقد روت أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: لا تنهكي- أي لا تبالغي- فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل. رواه أبو داود, وفي رواية للطبراني فقال لها: اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ونستطيع هنا أن نقول أنه إذا لاحظ الأهل زيادة في حجم أو طول البظر فإن بعض التقصير قد يكونُ أفضل، ولكن الجور منهيٌّ عنه، وهذا ما كان أجدادنا فعلا يفعلونه فكانت الأم أو القابلة مثلا تستبيِّنُ الأمرَ، فهذه تحتاج للختان وتلك لا تحتاج ، وهو تفسير ما كنا نسمعه من أن فلانة مثلا لم تختن لأنه لم يكن هناك داع لذلك ، وهناك الحديث الضعيف عن شداد بن أوس قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:"الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء"، ونستطيع أن نقول هنا أن الاستناد إلى هذا الحديث وجعل الختان أمرًا لابد منه لكل بنت إنما هو جورٌ نهينا عنه، وإنما تكونُ المكرمة لمن تحتاجها، وتكونَ ظاهرة الحاجة إليها عند ولادتها (لأن البظر يكون طويلاً) والله أعلم.


نحن لا ندري طبعا أي أنواع الختان أجري لزوجتك لكننا نقول لك أنه حتى ولو كان ختانها فرعونيا فإن ذلك لا يعني أنها ستصاب بالضرورة بما تسميه "البرود الجنسي"، لأن من رحمة الخالق عز وجل بخلقه أن أجسادنا عندما يفقد منها جزءٌ مهم من نسيج ما فإن الأنسجة المجاورة تتحور للقيام بدوره، إضافةً إلى أن إزالة البظر بالكامل لا تعني انعدام الإحساس في منطقة البظر، فأعصاب الاستثارة تبقى موجودة في نسيج قاعدة البظر، ومعنى هذا هو أن كل المطلوب هو بعض الدراية بالأمر، بحيث يستطيع الزوج استثارة مكان البظر لأن نهايات الأعصاب تكونُ موجودة فيه ونفس الكلام ينطبق على الشفرين الصغيرين إن كانا قد أزيلا فمكانهما يمكنُ أن يستثار أيضًا، مع ملاحظة أن استثارة البظر لا تكونُ بالضغط عليه لأن خلفه عظمة تسمى الارتفاق العاني Symphysis Pubis، أي أن الضغط عليه قد يكونُ مؤلما والأصح هو المداعبة الخفيفة برفقٍ ودفعه يمنةً ويسرة مثلا، كما تفضل الاستعانة ببعض المُزَلِّقَاتِ الطبية مثل "الجيل" أو "الفازلين" خاصةً إذا كانت الإفرازات التزليقية الطبيعية قليلة لديها، وذلك لاتقاء الألم الناتج عن احتكاك جلد الأصابع بالجلد الرقيق الغشائي لهذه المنطقة.

زوجتك ضحيةٌ أنا معك لكنها في الأغلب ضحية لغير الختان ومن ضمن ذلك احتمال أن تكونَ قد ختنت وهي كبيرة وربما دون تخدير وبكثير من القسوة، أي أن الختان في حد ذاته يمكنُ أن يكونَ بريئا بينما الظروف المحيطة والملابسات هي المسئولة عن مشكلة الأنثى الجنسية، ومن المهم أيضًا أن تنتبه إلى أن ربطها أو تفسيرها لما وجدته من فقد التلذذ أو الاستمتاع الجنسي رغم حبها لشريكها، ربطها لهذا الأمر بالختان يجبُ أن يبحثَ عن سببه فقد تكونُ بالفعل عملية ختانها أجريت بطريقة بربرية تركت ألما في نفسها، وهنا يبرز السبب الأهم وهو ما قولك في عائلة تسلك هذا المسلك؟ لابد أن البنت تربت على الخرس الشعوري والتعبيري فيما يتعلق بالجنس، فضلا عن الجهل بكل شيء يتعلق به، والخوف من كل شيء يتعلق به أيضًا.

وقد اكتشفت غير ذي مرة أثناء علاج حالات الشكوى من البرود الجنسي في الزوجة بعد جلسة أو أكثر أن الأمر يتعلق بالخوف من المشاعر الجنسية إلى حد كبتها تماما أو العجز عن الشعور بها، كما اكتشفت لدى بعض الحالات خوفا من البوح بالمشاعر الجنسية للزوج حفاظا على ثقته بها، وأحيلك هنا إلى ردين سابقين على صفحتنا استشارات مجانين لأن فيها ما يفيدك:
الخرس الجنسي لدى الزوجات !
البنات والعرقسوس : البنات وعلاقتهن بالجنس

إن من المهم جدا معرفة كثيرٍ من التفاصيل في كل حالات عدم التوافق الجنسي بين الزوجين أيا كانت نوعية الشكوى، وليست هناك حالات تستعصي على العلاج مادام الحب متوفرا بين الطرفين، فحاول إذن أن تصحب زوجتك إلى أقرب خبير أو خبيرة في الطب النفسجنسي، وتابعنا بالتطورات

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي