(1) قالت البنت لأبيها: لو كنت تحزن يا أبى بجد، كنت عرفتك أقرب؟، قال أبوها: نعم نعم!؟ ما هذا الذي تقولينه؟ أي حزن وأي قـُـرْب؟ قالت: أنت تعرف يا أبى أنني أحبك!. قال: تحبينني فتدعونني للحزن، أي حب هذا؟ قالت: أنا لا أريد أن أراك حزينا يا أبى بمعنى كئيب، بعيد الشر عنك، هذا الضجر الذي أنت فيه طول الوقت ليس حزنا، الحزن شيء آخر، الفرح أيضا شيء آخر يا أبى، لست متأكدة أنك..، أنني..،آسفة..، أقصد...، قاطعها بحسم: ما هذه التهتهة، أنا لست فاهما حرفا واحدا. اقرأ المزيد
.. نحن ننسى -أو نتناسى- باستمرار هذه البديهية التي هي القاعدة في كل شيء. نحن نعمى عن الثمن الحقيقي لأي قرار حقيقي. يتجلى ذلك أكثر حين يبدو لنا الثمن باهظا. النتيجة هي أننا ندفع ثمنا أفدح منه، ولمدة أطول، الأخطر أن ندفعه في السر، أخطر الأخطر أن ندفعه بلا وعي، فندفع أضعاف ما كنا سندفعه أولا. اقرأ المزيد
ماذا جرى؟ كيف جرى؟ قد كنتَ فينا رائحاً أو غادياً تخطو بنا نحو الذي قد صاغَنَا، وجعلتَ إيقاع الحياة له صليلٌ مثل نبض الكون سعيا للجليل، حتى حسبنا أنها لا تنتهي، وظللتَ تخطرُ هامساً كالطيفِ، كالروحِ الشفيفِ، كظلِّ رب الكون فيما بيننا، وجعلت تنحت جاهدا لتعيد تشكيل البشرْ: حُـلماً فحلماً: واقعاً منّا، لنَاَ، نسعى إلى عمق الوجود ليلتقي فينا بنا، "لتَعارَفُوا". اقرأ المزيد
من أهم ما يمكن أن نخرج به من تجربة الحرب الباهظة هذه: هو إعادة النظر في كل شيء. هل نحن جادون في حياتنا فعلا؟ هل آن الأوان أن نعرف أن وقتنا –فردا فردا- محسوب علينا فردا فردا؟ ثم على الأمة مجتمعة؟ في السلام كما في الحرب؟ هل آن الأوان أن نعرف معنى العمل، حتى نعرف معنى الراحة؟ نعرف معنى الحرب حتى نعرف معنى السلام؟ نعرف معنى الحياة حتى نعرف اقرأ المزيد
.. سألتني المذيعة الطيبة عن كيف نربى أولادنا على "ثقافة السلام؟، استفسرت منها عما تعني بثقافة السلام؟ وما علاقتها بثقافة الحرب؟ أرتج عليها، ولم تقل لي أن هذا تكليف من رئيسها؟ اعتذرت، وأكدت لها أنني لست ضد السلام، كما أنني لست ضد الحرب، فقط علينا أن نحدد ما نريد مما نردده. ثقافة السلام كما تسوّق لنا هي إيهام اقرأ المزيد
.... الحرب هي الحرب: "وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم، وما هو عنها بالحديث المرجم" وهى قبيحة مرعبة لها قوانينها الخاصة، متى تبدأ: "متى تبعثوها تبعثوها ذميمة، وتضرى إذا ضرّيتمهوها فتضرم"ِ لكنها إذا ما فرضت على المظلوم قدرا جاثما تصبح هي شرف الوجود، وطريق النجاة، حتى لو أفنت جيلا بأكمله لأنه تصدى لها بأقل من متطلباتها، فإنه يسلم الراية للجيل التالي حتى ينقرض الإنسان أو ينتصر الحق. اقرأ المزيد
خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وحتى الآن، حاولت أثناء ممارستي مهنتي أن أسأل أي شاب حاصل على الثانوية العامة ممن يتقدمون للحاق بالكليات العسكرية عن سبب رغبته تلك، فلم أجد إجابة واحدة –لا في الوعي الظاهر ولا في عمق الوعي الكامن– لا من أي منهم، ولا من أهله، تقو: إنه يفعل ذلك ليحارب فعلا، ليحرر ناسه، ليدافع عن بلده. أنا أتكلم عن الحاصل على الثانوية العامة وليس عن الذي يمكن أن يسمّع درسا في التربية الوطنية في الكلية العسكرية بعد ذلك. اقرأ المزيد
(1) "هذا طريق مسدود". هذا ما قاله أبوها وهو يراقبها من خلفها وهى تحاول أن تجعل الفأر في أقصى المربعات يصل إلى قطعة الجبن في المنتصف. احتجت غاضبة: لماذا قلتَ لي؟ كنت سأعرف وحدي، قال لها: ولكنكِ علّمتِ بالقلم فعلا في الطريق المسدود، ولا سبيل للرجوع، قالت له: من الذي قال لك إنه لا سبيل للرجوع؟ قال: لا أحد، ولكنني خفت عليك أن تفشلي. قالت: وحضرتك مالك؟ اقرأ المزيد
(1) قالت له: "كان علينا مِـنْ هذا بماذا؟" (كان علينا من ده بإيه؟) ، قال: "هي فرصة نخدم فيها البلد". قالت: "أية بـلد؟"، قال: "ماذا تقولين؟ بلدنا: "مصر!". قالت: "ما لنا نحن بالسياسة!؟، ألم نكن نخدمها بما نحن فيه؟ هذه البيوت المفتوحة بالآلاف، كل هذه المشروعات الممتدة طولا وعرضا؟ هل نحن ناقصون؟، قال:" نعم، ثم أردف: "ربما". قالت: "نعم؟" أم "ربما؟"، قال بيقين واضح: "بل: نعم". قالت: "ناقصون ماذا؟"، قال: لا أعرف. اقرأ المزيد
(1) مع أن البنت تتشاجر مع أخويها كلما استوليا على التليفزيون لمشاهدة الكرة، إلا أنها وجدت نفسها فجأة -تقريبا فجأة- وسط مباراة هائصة من الأعلام الراقصة بين رؤوس الشباب العارية والمغطاة بـ"كاسكتات" محمد أكاديمي. فرحتْ معهم أكثر منهم. كان اسم البلد "مصر" يتماوج بين الشباب هادرا وهو يحاول أن يجد طريقه بين السحاب إلى مكان مجهول. اقرأ المزيد