زميلتي التي تعشينا أنا وهي وآخرون وجدتها تطرق الباب في الصباح الباكر لتخبرني بأن الموعد قد حان للسفر إلى حيث تدريب اليوم الأول لي، فتحت عيوني بصعوبة شديدة، والباب بصعوبة أكبر، وقلت لها: أكاد لا أراك... حلال عليك تدريب اليوم بالكامل، أما أنا فعائد إلى النوم ثانية لبعض الوقت!! اقرأ المزيد
كانت التقارير المصورة على الفضائيات العربية كلها تنعي عميد الرواية "نجيب محفوظ"، ولم أكن أتصور وقتها أنني سأجد نفسي بعد أيام أدخل إلي عالمه عبر"ثرثرة فوق النيل"، وكنت حين سمعت بخبر الوفاة قلت لنفسي: الآن أقرأ محفوظ، فمازلت أؤمن بما تعلمته منذ الصغر حول الإقتداء بمن مات لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة!! اقرأ المزيد
كان مفاجئا بكل المقاييس ما جاء على لسان الألماني "جوزيف راتسينجر" المنتخب لمنصب بابا الفاتيكان أو الكنيسة الكاثوليكية الرئيسية (بنيدكت السادس عشر)، فصحيح أننا عرفنا عنه من قبل كثيرا من التحامل ضد الإسلام والمسلمين خاصة عندما اعترض بشدة على انضمام تركيا لأوروبا الموحدة ووصف ذلك بأنه "خطأ فادح" و"قرار مخالف للتاريخ"، وغير ذلك من المواقف التي لا يمكن فهمها في غير إطار العداء للإسلام، إلا أن ما حدث هذه المرة بتوقيته وملابساته مختلف! فهو يذكرنا بتصريحات تسمعها أو تسمع عزفا على أوتارها من أحد الزعماء العرب صبيحة ما سمعتها بالأمس على لسان الرئيس الأمريكي بوش!، اقرأ المزيد
لازم نعترف إن المجتمع الشرقي له مفاهيم ومعتقدات اجتماعية وفكرية راسخة في وعيه وعقله من مئات السنين ومهما حاول يغيرها أو يهرب منها تطلع بدون ما يدرى وبدون ما يقصد، دايما يقولك الستات كلهم أو كلهن عجينة واحدة، أو كل الستات قطعية واحدة مفيش فرق بين حاملة الدكتوراة وحاملة الحلة، يقولك فلان أسود عبد، أو تلاقى تفرقة عادية ويومية بين الولد والبنت اقرأ المزيد
تألمت كثيراً قبل وأثناء كتابة هذا المقال، وكان الحل للتخلص من بعض الألم وإبراء الذمة أمام الله وأمام عذاب الضمير الذي انتابني لقلة الحيلة والإحساس بالعجز. فقد قرأت من أيام وربما أسابيع عن إحالة أحد ضباط الشرطة للاحتياط والتحقيق بعد حادثة تعذيب لأحد المواطنين عند الزعفرانة السياحية، وعند هذا الحد لم يذهب ذهني لما هو أبعد من التعذيب التقليدي لرجال الشرطة للمواطنين الأبرياء سواء في أقسام الشرطة أم السجون والمعتقلات، اقرأ المزيد
سأروي تجربتي الشخصية حول ليه مش بتمسك إيدي.. فعندما تقدم لي كنت حريصة جدا على ألا تتلاقى أيدينا أبدا ولا حتى بالمصافحة اقتناعا مني أن كله بمعاد، وكلما تأخر اللقاء كلما ازدادت حلاوته، بعد فترة لاحظ أنني أفعل هذا عن عمد وسألني لماذا فأجبته بخشونة "وانت مستعجل على إيه؟" حتى جاء يوم الخطبة وظللت متماسكة طيلة الليل ولكن عندما خلا المكان أعترف أن هذا التماسك اختفى وعند أول نظرة حب تلاقت أيدينا بصمت وهدوء. اقرأ المزيد
في مرة سألت مدرسة الموسيقى بعد طول حديث عن الأذن الموسيقية ودورها وجمالها كيف تكون الأذن موسيقية أو كيف تصبح كذلك فأجابت ضاحكة يجب أن تكون كبيرة جدا واضحة جدا أنها أذن مثل أذن الفيل!!! اسرد الحادثة خلال تفكيري لزوم ما يلزم كي تكون طبيبا نفسيا؟ فلو كانت الأولى تتطلب أن تكون أذن من الناحية الشكلية والتشريحية قادرة على السمع بدقة اقرأ المزيد
في حوالي الثالثة إلا قليلا بدأنا رحلة الخروج من بيروت وكنا في سيارة فخمة يملكها المهندس الميكانيكي اللبناني محمد الشيخ وهو أحد أصدقاء الشيخ أيمن عبد الوهاب، كان غاية في الأدب والشهامة والحزم والرغبة في تقديم الخدمة لضيوف لبنان حتى وهم عنها ذاهبون، تشعر منذ اللحظة الأولى أنه أخ لك وليس فقط صديق، تحدثنا كثيرا عن الوضع وحكى لنا أن بيته مطلٌّ على حديقة الصنائع التي كانت تعج بالنازحين، وكيف أعجبه تماسكهم وطاعتهم لأوامر السيد حسن نصر الله وكيف أنهم بمجرد أن طلب منهم الرجوع كل إلى مكانه قبل النزوح رجعوا وهم مستعدون لكل مصير ولم يتخلف أحد منهم! اقرأ المزيد
هذا الصباح كان منذ لحظاته الأولى يشعرني بأن هامًّا لم يتمّ.... وبأنني مضطرٌ لمغادرة لبنان وبعد لم أفعل كل ما يتوجبُ فعله، أغادر لبنان ولم يحدث بعد ما كنت أتوقع وأخشى في نفسي.... وكذلك كانت الأستاذة سمر، كنا نخاف من الدموع عند رؤية النصر الأليم، نخاف من رؤية عذابات الناس وهم أقوياء ومن رؤية الدمار ومن رؤية الطبيعة اللبنانية الجميلة الغنية وهي تجزُّ على جراحها وتبتسم ابتسامة المنتصر........ كيف لنا ونحن مدربو الدعم والمساندة النفسية كيف لنا أن تداهمنا الدموع؟؟؟ وربما مضى الأسبوع كله ولم تكد... اقرأ المزيد
بالفعل كان طريقنا إلى الضاحية مزدحما حتى ذكرني بـ "السرى" أيام كنت أحج غضا في طفولتي ومراهقتي في السعودية، جزءٌ من السبب هو الجسور المدمرة وجزء هو الوفود المتزايدة إلى الضاحية وأهلها، وجزء هو أعمال رفع الأنقاض التي ما تزال جارية هناك في كل شارع من شوارع الضاحية، وأوقف أيمن السيارة معلنا تعبه فأكملت سمر القيادة. اقرأ المزيد