تري كيف ستكون صورة مصر في عيون المصريين في 25 يناير 2041 أي بعد ثلاثين عاما حين يقترب شباب 25 يناير 2011 من سن الكهولة أو التقاعد. لقد اختفي جيل ثورة 1919 وأصبحت وقائع تلك الثورة سطورا في كتب التاريخ تختلف فيها وجهات النظر بعد أن رحل بحكم الزمن شهود العيان، وتوشك بقايا جيل يوليو 1952علي الرحيل بعد أن شاهدوا القاهرة تحترق ثم استمعوا للبيان الأول وشاهدوا صور الملك فاروق يرحل، وتحولت وقائع يوم 23 يوليو بدورها إلى وثائق تاريخية يرويها من صنعوا ذلك اليوم من الضباط الأحرار ويرويها أيضا من عارضوا ما جرى. كذلك فإن من شهدوا كارثة 1967 ثم حرب 1973 يتناقصون بحكم الزمن وتذوي معهم ذكريات الهزيمة والانتصار. اقرأ المزيد
في الصباح كان أهم شيء هو التأكد من سلامة المعتصمين الذين ناموا في الميدان وكان مفرحا ومشجعا أنهم سلموا وأنهم يزدادون عددا وتنوعا بسرعة...... فرق البلطجية ما تزال تحيط بمداخل الميدان وتتجمع حوله في ما أصبحت شبه متأكدٍ من أنه حرب نفسية ليس أكثر، أو هم كانوا قرروا أن يجهزوا بوحشية على المعتصمين في التحرير ثم تعليمات أمنية للمراسلين الصحفيين الأجانب بمغادرة الفنادق المحيطة بميدان التحرير....، ليفعلوا ما دبروه بليل لكن هم والحمد لله لم يفعلوا..... هم ربما أرادوا فقط نوعا من إرهاب الموجودين في داخل الميدان عل يرحلون، ومن ترويع وإرهاب للآخرين خارج الميدان من مجرد فكرة الالتحام بهم أو مساندتهم بشكلٍ أو بآخر كل هذا يصل الناس في اقرأ المزيد
بدا يوم الخميس مختلفا فمنذ الصباح الباكر وأنباء الهجوم البربري في الفجر على جموع المتظاهرين في ميدان التحرير وضربهم بشتى صنوف الأسلحة الخفيفة وصولا إلى الرصاص الحي.... ثم انتصار المعتصمين عليهم واستعادتهم السيطرة على الميدان.... هؤلاء الشباب المرابطون في ميدان التحرير وفي كل ميدان يقول لا في مصر، هؤلاء الشباب الذين بقيت وبقي كثيرون من جيلي يتهمونهم بالسطحية والتفاهة وضحالة التكوين هؤلاء هم نفسهم الذين فاجئونا فمنحونا شرفا لم نتوقع يوما أن سننال،..... أصبح لدى المصري ما يفتخر به بعدما ظل ثلاثين سنة بلا. اقرأ المزيد
تعالوا نسبق الزمن ونتخيل نجاح ثورة 25 يناير, تلك الثورة الشبابية البيضاء النقية الطاهرة التي أيقظت وعي المصريين وبثت فيهم روح الحرية والكرامة الإنسانية, وأنها تخطت كل المراوغات ومحاولات القفز على مكاسبها من أصحاب المصالح الشخصية, وأن الحياة الطبيعية قد عادت إلى الشارع المصري, ونتخيل أن مجلس الشعب المزور قد تم حله واستبداله بمجلس نظيف وشريف من خلال انتخابات نزيهة (بحق وحقيق), وأن الدستور الذي عبثت به أيادي ترزية القوانين من العهد البائد اقرأ المزيد
حين مات عبد الناصر خرج أكثر من أربعة ملايين مصري يبكونه ويودعونه, فقد أحب المصريون عبد الناصر وغفروا له أخطاءه في هزيمة 1967 م وغيرها, وحين قتل السادات لم يتعاطف معه غالبية المصريين, وانقسم الناس حوله بين معجب وكاره, ولم يمش في جنازته غير نفر قليل من الشخصيات الرسمية المحلية والدولية التي حضرت كأداء بوتوكولي, وضن المصريون عليه بجنازة شعبية رغم أنه انتصر في حرب 73 واسترد لهم سيناء. إذن يبدو أن معايير الشعوب في الحب والكراهية وتقدير الرؤساء لها حسابات خاصة يتصل بعضها بالتركيبة الشخصية للرئيس والبعض الآخر بتلك العلاقة الخاصة بينه وبين الشعب ثم أخيرا إنجازاته أو أخطائه. اقرأ المزيد
لعل الأربعاء الثاني من أيام الغضب المصرية هو أشد الأيام ضراوة على الأقل حتى الآن..... لقد بدا واضحا أن ما يحدث منذ الصباح مختلف عما سبق لقد بدأت مؤامرة كبيرة لقمع الاحتجاجات بطريقة سيئة مثلما نسب إلى وزير الخارجية البريطانية أنه صرح..... بدأت الأحداث بالنسبة لي ظهرا فبعد صلاة الظهر وجدت سائقي عبد المنعم وقد حمل في يده لافتة كتب عليها: مبارك رجل يفخر به كل مصري..... مبارك الشجاعة مبارك التاريخ، اقرأ المزيد
اليوم رائحة الثورة في كل مكان في مصر..... أنوي إنهاء عملي مع صلاة العصر ثم أتجه إلى القاهرة... بمجرد وصولي إلى عيادتي في المنتزه وسط الزقازيق عرفت أن بث الجزيرة على العرب سات يتعرض لتشويش شديد بحيث أصبح الأفضل هو استقبال بثها عن طريق القمر الأوروبي "هوت بيرد"... واستغرق الأمر ثلاث ساعات حيث كان لزاما أن أشتري كاميرا مخصوصة ليتم تركيبها على الطبق، وللأسف كنت قد قاربت إنهاء عملي عندما أمكن استعادة بث الجزيرة في العيادة. اقرأ المزيد
(97) قلة أدب يصح برضه إن المظاهرات تتحول لشتيمة في السيد الرئيس، ويقعد كمان الشباب قليل الحيا يغني الأغاني الشعبية على الريس. واد من العيال إياهم عمل نفسه شكوكو ويقول السح إدح إمبو الواد خلع من أبوه الواد هرب على لندن طظ في أبويا خدوه السح إدح إمبو الواد طالع لابوه اقرأ المزيد
سريعة ومتلاحقة هي الأحداث في مصر يوم الاثنين، أيمان دستورية حلف بها ذاك وذاك.... وبدا وكأن جولة جديدة أخيرة من لعبة الكراسي الدوارة قد أجريت ولا شيء أكثر... ما أغبى هذا النظام أو ما أشد استهانته بالناس واستغفاله لهم، لكن هيهات.... هيهات لقد بدا واضحا أن الناس أفاقوا وأن هروب زين العابدين بن علي على وقع رفض الشارع لوجوده قد أعطى الناس جميعا أملا لا يناقش في إمكانية التغيير والتحرر، ثم أن غباء النظام منقطع النظير في التعامل مع الموقف جعل التطورات في منتهى الخطورة. اقرأ المزيد
في حوالي الحادية عشرة صباحا كلمتني أ.رفيف الصباغ لتسأل عن أحوالنا وأحوال مصر وأخبرتني أنها والناس الذين تعرفهم يدعون للمصريين قلت اللهم آمين.... كان من الواضح أن أنباء عمليات السلب والنهب المنظمة والتي تبدو وكأنما خُطِّطَ لها جيدا هي أكبر أسباب قلق الناس من خارج مصر على المصريين، كذلك يبدو أن استلهام التجربة التونسية لم يحدث فقط من قبل الناس وإنما أيضًا من قبل اللصوص المرخصين من قبل الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية، فهذا هو نفس ما حدث في تونس... مع فارق واحد هو أنه حدث في تونس بعد فرار الرئيس المخلوع لكنه في مصر يحدث والفرعون المخلوع ما يزال جاثما على صدور العباد. اقرأ المزيد