الاعتداء الجنسي وصدمات الطفولة هل هي سبب معاناتي
أولا أشكركم على هذا الموقع،
مشكلتي بدأت سنة1998وبالضبط في الثلث الأخير من الدراسة ونظرا للظروف الأمنية التي كانت تعيشها بلادنا فجأة أحسست بخوف شديد من الأمن مثلا صاحبه نعاس شديد رغم محاولة أصدقائي تهدأتي إلا أن الخوف ظل يلازمني إلى غاية الانهيار العصبي وقبل ذلك بدأت أكتب الشعر كما كتبت قصة والدي ونسيت دراستي تماما.
هذه القصة التي إطلع عليها أهلي بعد أن فتحوا حقيبتي تحكي كيف تزوج أبي زواجه الأول من امرأة كان يحبها كثيرا وقيام عائلته بتطليق زوجته عندما أخذت حقيبتها وهو ينظر إليها دون أن يستطيع أن يفعل شيء وقال لزوجة عمه بصوت مرتفع وحزين "فلانة رحلت" أي زوجته بالإضافة إلى الوفاة الغامضة لابنته بعد أن رحلت أمها.....الخ المهم أنه بقي مصدوما لعدة سنوات ليتزوج بعدها بأمي وهي ابنة عمته لكن أي زواج خاصة أنه قال لجدتي لو تشاهدين البحر أخذ لها لا تتكلمي.
ومع ذلك أنجبت أمي10أولاد أنا الثاني بعد أختي الكبيرة لكن لما عرفت هذه الدنيا وجدت أبا مصدوما لا تزال كلماته وضرباته القاسية محفورة في ذاكرتي المفجوعة فقد حاول قتلي عدة مرات وأتذكر جيدا عندما أنقذتني امرأة وحملتني على كتفيها وقالت لأمي إذا لا تريدون طفلكم أعطوني إياه وتكرر المشهد وأنقذني رجل بنفس الطريق....الخ وكتبت عن الحادثتين شعرا كذلك.. "دق أنك الضحية المنتظر يا من أنجبك القدر..." الصراع بين أبي وأمي المغلوبة على أمرها لم أفهمه وأنا صغيرا رغم أنني فككت بعض طلاسمه الآن.
لكن كما ذكرت لك يا أخت داليا تربيت مع أب ذاكرته أسيرة الماضي وأم لم أحسا بأمومتها يوما وقد ذكرت لي مؤخرا أنها تريد هذه المرأة في المنزل؟؟ رغم مرور أربعين سنة من فراقها عن أبي الذي يذكرها إلى اليوم؟؟ وأعاني اليوم من الخوف أو الرهاب الاجتماعي كما أنني لم أنسى الاعتداء الجنسي العنيف من طرف3 أشخاص وعمري11سنة بعد مطاردة في الجبل أمام أعين أحد أقربائي وقد ذكرني أحدهم اليوم بطريقة لم أفهمها قائلا لي "هل تعرفني من أكون" مما زاد في جراحي وهو من عائلة معروفة بالغدر ولا تربطنا علاقة مصاهرة منذ عشرات السنين.....الخ.
الآن يا أخت داليا أعاني كما قلت لك من الاضطراب والخوف خاصة بعد أن فقدت عملي في التعليم وقد عولجت عند طبيب سألته عن رأيه في مرضي فقال لي دون أن يسألني ليس لديك شخصية ومضطرب أما الآن فأنا أعالج عند طبيب آخر وأتناول أدوية "رسبيردال وديروكسات" كما أنني دخلت مستشفى المجانين 3مرات آخرها سنة 2010 والآن لا أزال أعاني من الأعراض التي ذكرتها بالإضافة إلى الشعور بالضعف وفقدان الأمل خاصة بعد أن أوقفت عن العمل مرة أخرى بحجة حالتي النفسية كان هذا سنة2009 بالإضافة يا أخت داليا لا أشعر بالراحة في المنزل وإخوتي مضطربون نوعا ما خاصة الأخت الكبيرة التي يصيبني الفزع عندما تتكلم أو تصرخ أو تتشاجر مع إخوتي الجامعيين في غالبيتهم.
"الأسرة تتكون من 6بنات واحدة متزوجة و4ذكور"، وأشعر أحيانا بالمسئولية تجاههم رغم أنني ساهمت في بناء المنزل بوثائق لجدي رحمه الله للإشارة تركت وفاته أثر في نفسي حيث تربيت معه وكانت علاقتي معه كأب وفهمت منه كثيرا من الأشياء حتى أنه قبل وفاته أحضر لي الوثائق كلها وقال لي تصرف أنت لكنني قلت أتركها عندك.....الخ الآن يا أخت داليا أفكر أحيانا في الانتقام رغم أنني لا أحس بقدرتي على ذلك وقد طلبت من جدي أن أرتدي البندقية أقصد الانتقام من الذين اعتدوا علي جنسيا.
كما أعاني كذلك من اضطرابي مع الجنس الآخر حيث أشعر بالخجل أحيانا رغم تقدم الكثيرات منهن إلي ومحاولة فهمهن لي أريد منك أن أفهم حالة أبي وأمي كذلك حتى أعاون نفسي وأسرتي كما أريد معرفة أسباب الخوف والاضطراب الذي أعاني منه وهل يعود إلى الطفولة التي أرجع إليها أسباب مرضي كما أريد أن أخبرك أن أحدهم أصابني بجرح عميق في رأسي كما أريد منك خاصة معرفة كيفية التغلب على الخوف الذي أحسست به قبل الانهيار العصبي حتى أني سرقت زورقا عسكريا في البحر وعندما قال لي قاضي التحقيق لماذا سرقت الزورق فقلت له التحق بفلانة والتي رأيتها لمرة واحدة؟؟؟
كما أريد أن أذكر لداليا أنني كنت أدرس بمعهد الإعلام وأتذكر أنني كتبت مقالا عن تدويل الأزمة الجزائرية وقال لي أحد الضباط المتقاعدين أنت مستهدف وإذا صعدت إلى القرية فقد تفقد كل دراستك؟؟...الخ
أرجو أنك قد فهمت رسالتي وأنتظر ردا خاصا منك فقد تحيي نفسا وتنقذينها من الضياع.
توفيق الجزائر
07/03/2014
رد المستشار
عزيزي.........
لا غرابة أن يؤثر الطفل الصمت طيلة حياته ويحتفظ بسر الإيذاء الجنسي، ويبقى سرا دفينا طوال حياته ما لم يكشف عن أذاه الجنسي في حينه وقد يكشف الطفل تعرضه للاعتداء الجنسي عندما يكبر لطبيبه النفساني مثلا والاعتداء الجنسي على الأطفال يمكن أن يتسبب في ضرر نفسي مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب والقلق، والرهاب الاجتماعي وربما اضطرابات الشخصية وغيره وتحاول الأسر إخفاء بل إنكار الإيذاء الجنسي بسبب المكانة الاجتماعية والوصمة والعار .
يكون اكتشاف الاعتداء في الأسر المفككة واليتامى والمشردين والمتسولين، وفي الأطفال العاملين وأطفال الشوارع، والأطفال المتخلفين عقلياً وتذكُّر الصدمة حتى ولو بعد حين من الاعتداء الجنسي يؤدي للشعور بالذنب يصحبه القلق واضطراب النوم أو أرق هذه الأعراض أو بعضها تظل لفترات طويلة تؤدي إلى الخجل الاجتماعي والانعزال والابتعاد عن النشاطات.... ويمكن أن تؤدي إلى اضطراب جسمي نفسي "الهستيريا" أو سلوك إدماني ومحاولة الانتحار............ وغير ذلك.
يبدو واضحا من رسالتك بأنك تعاني من القلق والاكتئاب ومسيرة القلق لديك تمثل بالخوف والخجل منذ طفولتك، والسبب واضح من أنك تعرضت للاعتداء الجنسي (لم أنسى الاعتداء الجنسي العنيف من طرف3 أشخاص وعمري11سنة) والقسوة من قبل والدك التي وصلت لحد القتل (لا تزال كلماته وضرباته القاسية محفورة في ذاكرتي المفجوعة فقد حاول قتلي عدة مرات وأتذكر جيدا عندما أنقدتني امرأة وحملتني على كتفيها وقالت لأمي إذا لا تريدون طفلكم أعطوني إياه وتكرر المشهد وأنقذني رجل بنفس الطريقة...الخ) وبالتالي نمى عندك الشعور بالخوف والخجل وظل هذا الخوف ينمو وينمو مع ما ترتب من خوف اجتماعي؛
وهناك آثار مرتبطة بالسلوك الجنسي مثل الابتعاد عن الجنس وضعف الرغبة الجنسية والبرود الجنسي (أعاني كذلك من اضطرابي مع الجنس الآخر) وفقاً لشخصية الطفل والبيئة الخاصة التي ينمو فيها، يمكن تجاوز الصدمة ولكنها تبقى ذكرى مؤلمة ومزعجة لسنوات طويلة (وقد ذكرني أحدهم اليوم بطريقة لم أفهمها قائلا لي "هل تعرفني من أكون"مما زاد في جراحي). تذكر في رسالتك بأنك تتناول أدوية من قبل طبيب نفسي، وأدخلت إلى مشفى للعلاج (وأتناول أدوية"رسبيردال وديروكسات" كما أنني دخلت مستشفى المجانين 3مرات آخرها سنة2010 والآن لا أزال أعاني من الأعراض التي ذكرتها بالإضافة إلى الشعور بالضعف وفقدان الأمل خاصة بعد أن أوقفت عن العمل مرة أخرى بحجة حالتي النفسية). أنت لم تذكر السبب الواضح لدخولك المشفى...
واضح، أنك عانيت الأمرين طفولة قاسية تخللتها القسوة والحرمان من حب وحنان والديك والنبذ وأذى جسدي ولفظي مع اعتداء جنسي... وربما حاولت أن تتناسى.... ولكن بيئتك والظروف المحيطة بك تجعلك حبيس ما ألم بك من ألم ومعاناة واكتئاب.... لا ألومك....... ألوم على المجتمع الذي يعاقب الضحية ويترك الجاني...... لا أريد أن أسترسل بالحديث ولا أريد أن أسير أغوار نفسك،، يكفيك ما أنت فيه............ لكن لا تقلق، فحالتك ليست من الخطورة في علاجه، وكما أنه يوجد علاج إذهب فقط إلى الطبيب النفسي المختص وسوف تجد الحل فكن كتابا مفتوحا أمام الطبيب، فعبر عن خلجات نفسك وما تعانيه، وسوف يرشدك للعلاج.
مع خالص الاحترام
ويضيف د. وائل أبو هندي المتصفح الفاضل الأخ "توفيق" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على الثقة، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أ.د نبيل نعمان إلا أنني أتساءل عن الأخت "داليا" التي توجه لها إفادتك أو استشارتك وهل المقصود د. داليا مؤمن أم كنت تكتب لموقع آخر في نفس الوقت؟ هذا مجرد تساؤل ..... أهلا بك.
واقرأ أيضًا على مجانين :
نفسجنسي Psycho Sexual Abuse : عواقب التحرش الجنسي
الطريق
اضطرابات وجدانية: هوس واكتئاب Bipolar I