وسواس قهري
السلام عليكم؛بعد شكركم على مجهودكم الرائع أود إجابة سؤالي سريعا وأن يجيب عليه د.وائل أبو هندي، باختصار شديد أنا مريضة بالوسواس القهري من أول ما ابتديت أحس بوجودي في الدنيا يعني ما يقرب من 15 سنة....
الوسواس هذا ابتدى بسبب المقدسات الأول كنت بعادل الفكرة بنطق الشهادتين بس بعد كده نسيته وكان بيرجع على طفيف وبقيت مش بعادل الفكرة بسيبها كده وما أهتم بيها.
بعد كده جاء لي وسواس العقيدة قعدت أحلله شوية وبعدين بقيت بعانده وأقول لنفسي مهما حصل مش حسيب الدين ده أنا بحب الإسلام، الوسواس لسه موجود ولكن أول مايجي بحاول أضحك عليه بيني وبين نفسي أو أتفهه وأعانده، بعد كده جالي وسواس في الالتزام وإن كل حاجة حرام وكفر وأن كل كلمه كفرية، ده عذب نفسيتي ولكن بعانده بنفس الطريقه ابتدى يقل جامد.
كذلك جاء لي وسواس في الطهارة والصلاة وده كان شديدا على نفسي جدا لدرجة أني كنت أشك هل قرأت الفاتحة في كل ركعة ولا لا ولكن كنت بصلي الصلاة مرة واحدة وأقول لنفسي حتى لو ناقصة ربنا حيعذرني وده أقل كتير برضه، المشكلة أن في وساوس مش بأدرك أنها وسواس إلا لما أنشغل بغيرها ساعتها تقييمي للفكرة بيختلف.
ودلوقتي دخلت على وسواس شديد جدا على نفسي وهو أني شاذة، أنا قيمته أنه وسواس لأني من جوايا إحساسي أني طبيعية، مع العلم أني بنجذب للرجال عادي بس بغض بصري، وساعات لو شفت مشهد رومانسي في مسلسل أحلم بالممثل بعدها مش الممثلة أو كده، بس الموضوع ابتدى لما زاد الكلام عن الشذوذ فبدأت أفكر في إحساسي، لقتني ساعات بأعجب بشكل وجسم البنات فقولت لنفسي ده طبيعي لأنهن الأجمل ولكني طبعا ماقتنعتش وبدأت أقول هل بحس بإثارة فعذرا على ما سوف أقوله ولكني بدأت أحس بشعور خلفي في المؤخرة وخوف من نزول إفرازات ولكني لا أجد شيء ومجرد تنبيه بالمنطقة الأمامية مش ما يشبه الإرجاز اللي ممكن يتحس لو شوفت مشهد رومانسي واللي بصرف نظري عنه عشان الفتنة أو يمكن خوف من وسواس تاني؛
وأصبحت أخاف من أن أقبل أمي أو صحباتي ولكني أعاند ذلك بأقول إني طبيعية وما هذا إلا وسواس ولكن يراودني خوف من كوني غير طبيعية خاصة أني لاحظت أني لو وجدت رجل بجانب امرأة أحيانا أنظر للمرأة ولكن أقول أني طبيعية لأن النساء هن الأجمل... ولكن لعلي أصبحت أخاف من التعامل مع النساء ولكن أعاند خوفي.
مع العلم أني لم يخطر ببالي أي حب أو تخيل لعلاقة جنسية مشوهة وكل علاقتي بالجنس أن أحلم بأن فارس أحلامي يحتضنني أو ما شابه ولكن منذ ذلك الوسواس وعقلي يريد أن يتخيل شيء مشوه ليختبر نفسه ولكني أعاند نفسي وأصرف تفكيري، هل أنا طبيعية أم شاذة؟
مع العلم أني أحب زميل لي ولكننا لا نتعامل بشكل مستمر حتى لا يكون حرام وننتظر أن يصبح وضعنا مناسب للخطبة إن كان نصيب لذلك أو بغيره على حسب النصيب المهم أني أحبه وأفكر فيه كثيرا فأحاول أن أتخذ هذا مبررا لنفسي بأني طبيعية ولكن مايقلقني أني منذ وجود الفكرة وإعجابي به أصبح قلق وما يخيفني كذلك أني أرتاح في التعامل مع النساء أكثر في حل مشكلاتي لأن تربيتي محافظة ولا أتعامل بشكل صداقة مثلا أو بشكل مستمر مع الرجال فأخاف أن يكون هذا دليل على كرهي للرجال ومنذ هذه الفكرة وولعي بأن أكون عروسة قل هل ذلك من القلة أم أني غير طبيعية؟
أود تفهم ماوراء كلامي لأني أعاني معاناة حقيقية.
وشكرا
08/03/2014
وتحت عنوان "رجاء شخصي" أرسلت تقول:
دكتور وائل، سلام عليكم؛
أنا بعت مشكلتى وعنوانها وسواس قهرى ولم يتم الرد عليها أنا عارفة أن ده نظرا لضيق وقت حضراتكم وطبعا مقدرة مجهودكم ربنا يجعله فى ميزان حسانتكم، بس أرجوك أنا محتاجة رد سريع لأن فعلا حالتى النفسية صعبة، وظروفى كمان، أنا عارفة أن علاجى لازم يبقي فيه مضادات اكتئاب ولكن مشكلتى الكبيرة أن أهلى مش موافقين وفكرت أشتريه من وراهم إلا أنه مينفعش لأن الاتنين دكاترة وحيفهموا معنى الدوا وكمان أنا معنديش وقت لآثاره الجانبية. أنا في كلية الطب وممكن الأدوية ذي تعطلني عن مذاكرتي وحضرتك عارف أن الكلية صعبة، أنا كنت مستحملة كل الوساوس بس وسواس أني والعياذ بالله شاذة ده هو اللي مش قادرة أتحمله حقيقي لأنه حارمني من حضن أمي أو أني أشتاق لواحدة من أصحابي.
أنا معنديش أي دليل عليه ومعرفش ليه بيجيلي أصلا حتى الخيالات الجنسية المشوهة مش بتجيلي، بس مرة كنت بسمع أغنية ونفسي قالت لي دي لبنت قلت لها لا ومن ساعتها ودماغي مش رحماني.
أرجوك رد عليّ بسرعة حضرتك عارف أن مفيش أغلى على البنت من حلمها بعريسها وأنا أساسا مقتنعة بده بس حاسة أن حياتي متنغصة وطبعا شاكة في اقتناعي ده، أنا حتى لا أملك أني أروح لدكتور نفسي لأن أهلى مانعين وهم صعبين جدا!
أرجوك اعتبرني بنتك وساعدني أنا كان ممكن درجاتي تطلعني معيدة بس أفكارى بتعطلنى شوية بشوية مع العلم أني ملاحظة أني بنجح في أني متجنبش الوسواس بس المشكلة في القلق الذي يصاحبه! يعني هل ممكن حالتي تنفع بالعلاج السلوكي بس لأني مريضة ده زود اكتئابي أـصلا.
آسفة على الإطالة ب
س أتوسم أن حضرتك تكون فاهم مدى معاناتي وخوفي على مستقبلي اللي كان ممكن يكون محترم :)
10/3/2014
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
تم تحويل الاستشارة من زميلي الأستاذ وائل أبو هندي وسأجيب عليها.
في بداية الأمر لابد من حسم إطار الظاهر النفسية أو الأفكار التي تداهمك.
1 - الاحتمال الأول هي اجترار وسواسي obsessional ruminations والتي تمثل جزءًا من اضطراب الوسواس القهري (obsessive compulsive disorder (OCD. بداية هذا الاضطراب والأعراض المشار إليها في الاستشارة يصعب تفسيرها بهذا الاضطراب الذي قلما يبدأ بالإناث في عمر قبل 11 عاماً ويؤدي إلى تدهور الأداء التعليمي والاجتماعي والمهني. الشك في الطقوس شائع ولا يعني إصابة الفرد بالوسواس القهري.
2 - الاحتمال الثاني هو معتقدات أو قناعات وسواسية obsessional convictions وهي مجرد أفكار تداهم الفرد من جراء الضغوط الاجتماعية والنفسية والشخصية وبالطبع التعليمية. هذه الأفكار يمكن القول بأنها مصدرها القلق وعدم القابلية على حسم عدة أفكار متنافرة في عقل الإنسان لا يقوى على مواجهتها. يمكن أن أضيف كذلك بأن هذه الأفكار طالما يكون مصدرها سعي الإنسان للبحث عن إجابة لمعنى الحياة والوجود وهذا في غاية الوضوح في رسالتك الأولى حول الصراع العقائدي وإشارتك بعد ذلك إلى علاقة حب مع زميل والالتزام الديني والشك في توجهك الجنسي.
ليس هناك أدنى شك أنك غيرية التوجه.
المعتقدات أو القناعات الوسواسية مجرد أفكار تصاحب القلق في الغالبية العظمى من الناس. إذا لم يتم حسمها، وفي ظل ظروف بيئية غير ملائمة، قد تتحول إلى أفكار وهامية يتم اللجوء إليها للتخلص من التنافر الفكري وعندها يحدث تغيير في الشخصية يصعب عكسه بعد عدة سنوات.
التوصيات:
أفضل أن تراجعي طبيبت نفسيا للإشراف على العلاج. العلاج سيكون بالعقاقير أو بجلسات كلامية. إذا كان ذلك غير ممكن فعليك بالاستعانة بالأهل للإشراف على ما يلي:
1 - هناك إشارة واضحة إلى الشعور بالقلق والاكتئاب والكرب من جراء هذه الأفكار. لابد من استعمال عقاقير قد تساعد في تخفيف قسوة هذه الأعراض.
2 - العقار الذي أحبذ استعماله في حالتك هو الكلوميبرامين Clomipramine ومن أجل عدم تأثيره عليك سلبياً في المذاكرة لا بأس من البداية بجرعة 10 مغم ثلاث مرات يومياً. بعد أسبوع ترفعين الجرعة إلى 25 مغم ثلاث مرات يومياً.
3 - إذا حدث تحسن مقبول في الأعراض تستمرين على نفس الجرعة. إذا كان التحسن جزئياً يمكن رفع الجرعة تدريجياً إلى 50 مغم ثلاث مرات يومياً.
4 - يمكن تعاطي الجرعة اليومية الكاملة للعقار مرة واحدة ليلاً.
5 - إذا حدث تدهور في الأعراض فعليك توقيف العقار ومراجعة طبيب نفسي لأنك بحاجة إلى عقار مضاد للذهان.
6 - حاولي عمل توازن معقول في التزاماتك الدينية والشخصية والاجتماعية والتعليمية. العبادة أسهل بكثير ويجب حصرها كاحتياج روحي يساعد الإنسان على الاسترخاء.
7 - راجعي المواقع بعد 6 أسابيع.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: اجترار وسواسي أم قناعات وسواسية م