مشكلتي أتعبتني كثيراً
مرحباً، لا أدري كيف أبدأ بوصف مشكلتي، لا أدري حتى إن كانت مشكلة أو أكثر من مشكلة، بدأ كل شيء منذ كان عمري 4 سنوات حيث أتى خالي للسكن معنا بحجة العمل، كنت أنا من أجمل الفتية في عائلتنا كلها وكنت معروفاً بقوة الذاكرة أيضاً، المهم أنه في السنة التي أتى فيها خالي أتذكر بضعة أشياء فقط ولا أستطيع تذكر أي شيء آخر.
أتذكر اليوم الذي أتى فيه خالي، أتذكر يوماً استيقظت فيه مبكراً قبل الفجر لأشرب الماء ووجدت خالي واقفاً في غرفة الضيوف المجاورة لغرفتي وهو عار تماماً وقضيبه منتصب حيث أصبت بالدهشة وجريت مباشرة لغرفتي وأنا أسمع خطوات خالي تلحق بي وهو يناديني بصوت منخفض أتذكر وقوفي أمام نوافذ المنزل بعد تأكدي أن لا أحد فيه، ثم أنزل ملابسي الداخلية وأكلم نفسي وأقول "اسكت وإلا قتلتك، اسكت وإلا ذبحتك" ثم أقول "يوجع حرام عليك" وأبكي، في ذلك الوقت لم أكن أفهم ماذا يعني هذا الكلام، ولكنني الآن أعتقد أن خالي قد اغتصبني.
عندما دخلت إلى المدرسة، كان أبي يحذرني من الطلاب الكبار وأنهم إذا لمسوا أجزاء من جسمي فعلي أن أعلم المرشد الطلابي أو أحد المدرسين أو أن أضربهم، فعلت ما أراده أبي وكنت أضرب الطلاب اللذين يلمسون مؤخرتي أو أي جزء من جسدي خرج خالي من منزلنا إلى منزل والده ويبدو أن العلاقة بينه وبين أبي ساءت ولا أدري لماذا رغم أنهما أصبحا يتحدثان سوياً الآن.
نسيت كل شيء، بكل ما تحمله كلمة نسيت من معنى حذفت كل شيء من سنتي الرابعة من حياتي، حتى أصبحت في 14.
بدأت حياتي هنا تأخذ منحنى آخر، كنت أنظر إلى مدرسي وهو شاب متخرج جديد، وأشعر بشعور غريب في صدري ولكنني ظننت أنه مجرد شعور لأن مدرسي طيب ولكنني كنت أتذكر أنني كنت أنظر إلى شعر صدره الذي كان باستطاعتي رؤيته إذا فك الزرار الأعلى في ثوبه، ويبدو أنه لاحظ ذلك فأصبح يغلقها بالكامل.
في إجازة تلك السنة ذهبت إلى منزل جدي لأمي، وبينما كنت جالساً لوحدي أتى خالي ووضع يده من تحت البلوزة التي كنت أرتديها وبقي لدقيقة وأنا لا أدري ما كان يفعل، ثم بدأ ينزل بيده حتى وصل إلى البنطلون الذي أرتديه ثم أنزل يده وأحسست بها، ولكنه توقف عندما دخلت خالتي للغرفة حيث سحب يده ثم ذهب.
عندما أردت الدخول للثانوية كنت أسمع بأن هناك طلاباً شواذ، وكنت أشعر بالخوف وبالذات من جمالي، كنت خائفاً من التحرش وبدأت أتذكر كل ما حصل عندما كان عمري 4 سنوات، وفسرت نظراتي لمدرسي على أنني بدأت أتحول لشاذ!!
خفت، خفت، خفت، لم أدري ماذا أفعل، أردت تدمير شكلي وطلبت من الله أن يحولني لمخلوق كريه المنظر حتى لا يتحرش بي أحد،، أتذكر أنني كنت أقف تحت الشمس في وقت الظهيرة ليتحول لون بشرتي،، أتذكر جرح وجهي بمقص وهو ما ترك ندبة بجانب عيني، أتذكر حلاقة شعري الطويل ليظهر شكلي أقبح؛
لم يمر الفصل الدراسي الأول في سنتي الثانوية الأولى إلا وقد تشوهت تماماً لم يعد هناك أي رابط بين وجهي السابق ووجهي الحالي، وهنا بدأت مشكلتي الثانية،، وهي أنني وقعت فيما كنت أتجنبه، وقعت في حب أحد زملائي، هذا الحب الذي استمر معي حتى هذا اليوم وأنا في سنتي الأولى من الجامعة.
ندمت على كل شيء فعلته وتمنيت أن أرجع جميلاً كما كنت، ثم أناقض نفسي بأن ما أفعله محرم وأن علي ترك هذا الشيء، تعذبت كثيراً شعوري بالحب يزداد عمقاً وأصبحت لا أذهب للدراسة إلا لرؤية حبيبي وأحزن إذا كان غائباً ذلك اليوم، وفي نفس الوقت ما زال وجهي يتشوه أكثر وأكثر حتى أصبح مسوداً في حين كنت مثل اللبن أبيض قبلها.
علاقتي بأهلي جيدة، ولذلك أخبرت أبي والذي قال لي أنها مجرد وساوس شيطانية وأن علي أن لا أفكر بها وأن أقوي علاقتي بربي أكثر وأكثر، ما زلت أشعر بالحب لزميلي والذي شك في الموضوع ولم نعد نتحدث إلا قليلاً في المناسبات فقط.
مشكلتي الآن أنني ما زلت أحب زميلي هذا رغم أن شعوري بالحب خف بشكل كبير، لكنني أيضاً فقدت مشاعري تجاه النساء بنسبة أكبر، وليس كلياً أصبحت أكره الخروج مع عائلتي في المناسبات وحتى الأعياد لم أعد أخرج أصحابي في الجامعة بعضهم يناديني سرياً بالشاذ بسبب بعض أفعالي وصوتي.
ساعدوني، فكرت بالانتحار مراراً بسبب حياتي الجامعية الصعبة ومشاكلي الاجتماعية ولم أعد أتحمل.
08/03/2014
رد المستشار
صديقي؛
إن ما جاء في رسالتك هو صورة متكررة لما يحدث في الكثير من البيوت والعائلات الشرقية وإن كان لا أحد يجرؤ على ذكره مثلما تشجعت أنت وأفصحت... هذا هو أيضا سوء التفاهم الذي يجعل بعض الأطفال والشباب يعتقدون أنهم شواذ جنسيا وأنهم لا ينجذبون إلا لمن هم مثلهم في الجنس.
ذكرياتك ليست واضحة من حيث أنك متأكد منها وتصيغ الجمل وكأنك أنت وخالك شخصا واحدا، قد يكون كل هذا هو بسبب افتقادك لحنان الأب (الذي تعتقد أنه من الكافي أن تصارحه أنت ليكون الحنان حاضرا ويعتقد هو أن التدين يحل كل شيء)
الأوقع والأرجح في أغلب الحالات أن الطفل يفتقد حنان الأب ويعجب بقوة أو ضعف الأم ويمارس بعض الفضول الجنسي مع قريب أو جار أو صديق، إذا اجتمعت تلك العوامل مع شيء من الفضول والمتعة (الناتجة عن كل ما هو جديد أو غريب أو ممنوع) فيعتقد الإنسان أنه شاذ ويمضي في طريقه يفكر هكذا سواء بالوعي أو العقل الباطن، في كلتا الحالتين يصبح إحساسه عن نفسه وعن هويته الجنسية كنبوءة تحقق نفسها بنفسها، مثلا يعتبر الشخص أنه شاذ ثم يرى في الآخرين ما يريد أو يرغب كشاذ وأيضا يتصرف بما يجلب عليه من التعليقات من الآخرين بأنه شاذ وكلما حاول تغيير ذلك كلما تأكدت الفكرة وترسخت.
أنصحك بمراجعة معالج نفسي أو معالجة نفسية لمناقشة وبحث أفكارك عن هويتك الجنسية وتاريخك بالتفصيل.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا على مجانين:
قالوها فصدقها: بؤس الفهم الشائع للرجولة
الفهم الشائع للرجولة: الشذوذ المؤلم م مستشار
الذكورة عكس الأنوثة فهل الإنسانية= الرجولة: مشاركة
أحبه بجنون : نار التعلق المثلي!
صورته لا تغيب: التعلق المثلي
ساعدوني أنا تعبان؛ عواقب التحرش
تحرشات الطفولة وعواقبُ رغم الرجولة