هل لوم الآخرين هروب من الذات أم ضعف..!؟
السلام عليكم ورحمة الله بسم الله قبل كل شيء، أسعد الله أيامكم وبارك في أوقاتكم يا رب، آسف لإضاعة وقتكم وشكرا لاهتمامكم.
لقد واجهت العديد من المشاكل والعقبات والهموم واكتئابات وضيق سواء كان جراء فقدي لأحد والدي أو احتراق منزلنا واحتراق بعض أحبتي أمامي وإن كان جراء حب طائش وانكسار قلبي أو إهمال صلواتي ودراستي... الخ لا يهم مدى حجم الألم فبفضل الله أصبحت شخصا أقوى وأكثر عقلانية.
أما سبب لجوئي لكم بعد الله فهو شعوري الدائم بالإحباط ممن حولي لم أجد حلا لهذه المشكلة، فأنا أشعر بأني شخصية غير مقبولة أبدا وغير محبوبة فأنا مهمشة جدا بأسوأ مما تتصورونه، قد تصل بي لدرجة أن الأشخاص لا يلاحظون وجودي لا يستمعوا لحديثي لا يفسحوا لي في مجالسهم..! وأسوأ، وليس أشخاصا معينين بل جميع من أقابلهم في حياتي، حاولت أن أغير من نفسي وقرأت كتبا كثيرة ولكن لم أستطع أن أغير شيئا لأن لا أحد يستمع لحديثي من الأساس هههه، هذا هو المضحك المبكي، ثقتي انعدمت تماما من الوجود جراء تصرفاتهم واستنفارهم مني، هاه؟ لالا أعتقد السبب رائحتي هههههه.
أرجوكم لا تفيدوني بروابط فلقد قرأت معظمها ولكن كيف سأطبق ما تعلمته ولا يكترث لوجودي أحد فأنا بمثابة مزهرية متحركة بل حائط فالمزهرية ملفتة للنظر قليلا مقارنة بي هههه، حاولت الاحتكاك بهم والتعمق بعلاقاتي وإرسال الهدايا والاحتفال مع الجميع حاولت أن أتعرف على العديد والعديد من الأشخاص ولكن..... شيء محبط لأبعد الحدود..!
إن الإنسان مخلوق حقير وضعيف يحتاج إلى ربه وإلى من يسانده ويملأ قلبه فبغير الاكتفاء العاطفي والاهتمام المتبادل بين الناس ستكون الأيام رمادية خالية من الذكريات التي تبكينا حنينا يوما ما.
ساعدوني أو ادعوا لي أن يسخر الله لي أشخاصا تتقبلني فأنا أعيش بغربة بين الأحباب،
فالمحبة من الله فعلت ما بوسعي والله أعلم بذلك ولكن لاشيء إلا الإحباط والوحدة المؤلمة. فهل ألوم نفسي أم الآخرين!
08/03/2014
رد المستشار
هل تريدين أن تعرفي كلمة السر؟، كلمة السر هي "أحبي نفسك أولا"؛ فما تعجزين عن تقديمه لنفسك لن تحصلي عليه أبدا من أي شخص!، ولا تتعجبي؛ فحين نقترب من أنفسنا ونتعرف عليها بود وحب ونتقبلها ونهدهدها ونسامحها عن حماقاتها، وزلاتها، ومرات فشلها بحب؛ لا بشتم وبصق وتهديد وعقاب ستتنفس وتعيش وتعبر عن جمالها الذي تم دفسه عن سبق إصرار وتعمد جعلها مخنوقة لا تخرج إلا فشلا وحماقات ومزيدا من البؤس والإحباط!،
وفكري معي لو لديك طفلة تبدأ في التعرف على نفسها والحياة والبشر ولا زالت قليلة الخبرة فتتصرف أحيانا بتلقائية، وأحيانا بتهور، وأحيانا بسخف؛ وكنت دوما حولها تنتقدين كلامها وتصرفاتها وتنهريها وتوبخينها وتكررين عليها أنها غبية فاشلة مرفوضة.. هل تتصورين أنها ستحبك وستطيعك؟، لكن حين تتفهمين أنها تلقائية وليست غبية، وأنها تجرب لتتعلم وليست متهورة، وأنها طيبة وليست سخيفة؛ ستتعاملين معها بطريقة مختلفة، وستنجحي في التفاهم معها وستطيعك وستبذل جهدا أكبر لتحبيها أكثر وأكثر؛ فهذه نقطة البداية.....
كفي عن لومك وتأنيب نفسك والنظر لها بتلك العين المحبطة؛ وهذه المهمة ليست سهلة بالطبع؛ A271;نك أدمنت التعامل مع نفسك بتلك الطريقة الخاطئة لفترات طويلة، ولكن أنت قادرة وستنجحين في ذلك ودليلي على ذلك جهودك التي ذكرتيها لتنالي رضا من حولك واهتمامك.. وسأحاول أن أساعدك بعدة نقاط لتنجحي في مهمتك قدر الاستطاعة لأن المجال لن يكفي للحديث الطويل:
- كما اتفقنا.. لن يحبك ولن يهتم بك ولن يقترب منك أحد إلا بعد أن تفعلي ذلك أولا أنت مع نفسك؛ فأحبيها برؤية نقاط قوتها ونجاحها، واهتمي بها بأن تجنبيها الألم والدونية وطوريها بالتعلم والتدريبات والكورسات المتنوعة والعمل مع فريق والعمل التطوعي والأنشطة الاجتماعية وغيره.. مما أدعك تبدعين فيه.
- تحتاجين مراجعة فكرة أن "الجميع" لا يهتمون لك ولا يرونك؛ فكلما وجدت نفسك تقولين أن كل، أو جميع من حواك يفعلون كذا، أو لا يفعلون كذا فتيقني أنها فكرة خطأ كما أثبتتها الصحة النفسية أنها من أخطاء التفكير وتحتاجين لمراجعة أخطاء التفكير عموما، خصوصا وأنا أشتم رائحة التفكير النكدي لديك.
- كل يوم اكتبي أمور نجحت في فعلها حتى وإن كانت بسيطة وقدريها وتمتعي بها ودوني مشاعرك واقرئيها كل أسبوع وستجدي فرقا.
- هدف الحصول على رضا واهتمام وحب كل من نعرفه، أو نتعامل معه هدف غير منطقي ولم ولن يتحقق!، فإجماع البشر على حب شخص لا يحدث في عالم البشر حتى لو كان محمدا حبيبي رسول الله وصلوات الله وسلامه عليه، فهل تعلمين شخص هكذا؟.
- البشر يقتربون من بعضهم البعض حين يجدوا ما يحتاجون له عند هذا الشخص؛ وهذا يتطلب منك أن تريهم هم كما هم، وليس كما تتصورينهم أنت؛ فعلا من تتصوري احتياجه لهدية، أو اهتمام بشكل معين ليس هو ما يريده فقد يحتاج لبث الثقة في نفسه، أو أن يتم الاعتماد عليه في أمر ما مثلا، وهكذا؛ ولن أسمع كلامك وأطرح عليك قراءة مقالة دكتور محمد المهدي عن ضبط إيقاع العلاقات.
- الثقة بالنفس هو ميدانك الأول الذي تحتاجين لتطبيقه؛ والحديث هنا يطول وقلت أنك قرأت كثيرا؛ فما يمكنني قوله لك في تلك المساحة هي؛ أن هناك فارق كبير بين أن تعلمي، أو تعرفي معلومات وبين أن تصدقينها وتستوعبينها بصدق بداخلك حتى يظهر على سلوكك؛ فلتصدقي تملئي نفسك بالإيمان به حتى تتمكني من التغيير في فكرك وسلوكك.
هيا.... انطلقي..... ولا تستبعدي أن معظم ما تمرين به له علاقة بخصائص مرحلتك السنية... وأخيرا... أراك كاتبة أدبية رائعة