استشارة عاطفية
السلام عليكم
أحييكم على هذا الموقع
لقد بعثت نفس الاستشارة ولكن لا أعرف إن وصلت أو لا
هناك شخص وهو زميلي بالعمل اتصل بي وعبر عن حبه لي وقال أنه يريد التعرف فرفضت وقلت من يريدني يأتي البيت بعدها لم يتصل وأصبح سيء المزاج لم أفهم ولكن بعدها فهمت أنه يريد التسلي وبعد 5 أشهر ظهر ثانية وهو ينظر لي من بعيد لم أفهم ولم أنظر له أريد أن أفهم ما يريد مني
R03; أرجو ردكم السريع
13/04/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرحب بك "نور" على موقعنا وأشكر ثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لك لمشكلتك، استشعرت من طرحك لمشكلتك أنك تعانين من حيرة في اختيار شريك الحياة أتمنى أن يوفقني الله في مساعدتك فيها، إن اختيار الزوج المناسب هو أول خطوة من الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، فعادة ما يتقدم للفتاة عدد من الشباب الخاطبين، تختار من بينهم مَن تعتقد بأنه الأنسب لها طالما أمكنها ذلك،
وخير ما تختار هنا، هو ما أشار إليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، والحياة بتجاربها الواسعة التي نراها أمام أعيننا يومياً، أثبتت أهمية عامل الدين في اختيار الزوجة للزوج، والزوج للزوجة؛ إذ أن صاحب الدين والخلق يحافظ على زوجته ويحسن معاملتها ولا يظلمها، فالدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهو أمر تستقيم معه معظم الأمور الحياتية، ومن الأمور المهمة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوج المناسب،
توفر التكافؤ بين الطرفين والذي يتمثل بالتوافق والتقارب الاجتماعي والتقارب العلمي والثقافي والنفسي أيضاً، الانسجام الفكري مهم كذلك، ويمكن اكتشاف مدى توافق الزوجين الفكري خلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بحياتهما المستقبلية (الأمور المالية – إنجاب الأطفال – العلاقات الأسرية والاجتماعية – قضايا العمل وغيرها) كما أن هذه النقاشات تفسح المجال للتعرف على مدى تقبل كل منهما لآراء الآخر، خاصة مع وجود اختلاف في وجهات النظر،
عنصر آخر مهم رغم تهميش الكثيرين له إلا أنه أساسي، وهو الجانب المادي، وهو من الأمور التي يجب أن تلتفت لها الفتاة عند اختيارها الزوج المناسب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة نفقات الزواج وإمكانية إعاشة الرجل للمرأة، والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة الرجل على الإنفاق، فليس محموداً أن تقبل الفتاة بأي شاب يتقدم لها مجرد اقتناعها بفكرة الزواج، أو وجود مزايا جانبية أخرى،
فيجب أن يكون لديه على الأقل ما يكفيه ويكفي زوجته، وهو ما يوفّر الكثير من الخلافات التي قد تنشأ بعد الزواج، ولا نقصد على أية حال أن يكون الزوج ميسوراً وغنياً، فيكفي القدرة على النفقة ليكون كفؤاً للزواج، ولنا في الآية الكريمة موثقاً من الله في ذلك، حيث يقول _تبارك وتعالى_: " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (النور/32)، فالزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر مصيره في كثير من الأحيان الفشل؛ لأن الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي.
كما يعتبر العثور على شريك الحياة واحدا من عدة مقاييس للصحة النفسية Mental Health Measures حاله حال الشعور بالأمان، الحالة الاقتصادية، فرص العمل، الصحة البدنية، التعليم، الحياة الروحية، والسكن. لكن العثور على شريك الحياة والحياة معه هو بلا شك أهم هذه الاحتياجات،
ومعه يأتي الشعور بالأمان والخروج من العزلة. من جراء عدم سد هذا الاحتياج يبدأ الصدأ يزحف ببطء نحو الاحتياجات الأخرى، في الرسالة إشارة إلى فشل العمل والتعليم والحياة الروحية في التخلص من الشعور بعدم السعادة، والسبب في ذلك هو أن شريك الحياة، كاحتياج، أقوى من غيره من الاحتياجات وأكثر فعالية في توفير المناعة ضد الاكتئاب.
أتمنى لك التوفيق في اختيار شريك حياتك مستقبلا وأن تستمري في تواصلك معنا من خلال موقعنا لنطمئن عليك.
واقرئي أيضًا:
العنوسة شبح يخيم على عقول بناتنا
بعض حياتنا هاجس العنوسة والإشارات الحمراء
36 عاما من التعميم: على مشارف العنوسة م
خائفة من العنوسة زيادة حبتين م1