لست شاذا كما تعتقدون..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أود أن أشكركم على هذا الموقع الجميل المفيد
مشكلتي تتلخص في أنني أعاني من فرط التفكير في كوني أنثى ولست رجلا وهذا ينبع من جسمي المختلف عن الرجال فهو نحيف وليس هناك أي ملامح رجولية وكذلك العقل وطريق تفكيره بكل مايرتبط بالأنثي (أكل -ملابس -ذوق -إحساس بالطرف الآخر -الرجل -طريقة الكلام والنوم) لكن جسمي به الشعر مثل الرجال والعضو التناسلي أيضا إلا أنني لا أشعر باللذة الجنسية من خلاله فإن أردت أن أمارس العادة السرية أجد نفسي مستثارا من عند الخصيتين وأسفل قليلا .
أنا كنت طفلا أيضا لا يجد أي علاقة له بالأولاد بالرغم من توافرهم من طفولتي تفكيري هكذا أذهب مع رفيقاتي البنات وألبس مثلهن وأتكلم وألعب معهن وكان الأولاد يضحكن كثيرا علي ما أفعله.. أحضر الأفراح العائلية وأود أن أضح المساحيق وأرقص مثلهن
لم أعش قصة حب ولا حتى حلما إلا مع شاب وكان جاري أو زميل في الدراسة فأنا دائما أفكر أنني فتاة لا أتعامل إطلاقا مع الشباب ولا أكترث لأنشتطهم
لا يوجد لدي مساحات شخصية ذكورية ولا قدرات جسمية أو عقلية
لم أحاول أهب إلى طبيب نفسي من قبل هذه أول مرة أتحدث عن مشكلتي لأجد حلا إنني أعاني كثيرا في حياتي أشاهد الأفلام الإباحية الجنسية وعندما أشاهدها أيضا على أنني الفتاة لكنني أغضب من نفسي لأنها تغضب الله
أصلي كل يوم وأدعو الله تفريج كربي وأن أجد لي حلا فقد وصل بي الحال أني أدعو أن أحول لأنثى لا أعلم إلى متى سأظل هكذا أريد أن أحب وأتزوج وأنجب أطفالا كامرأة لأنني لست صالحا كرجل بل امرأة
آسف للإطالة
وشكرا لكم ولجهدكم مقدما
15/04/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرحب بك على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لك لمشكلتك، ما تعاني منه حسب وصفك هو ما نطلق عليه اختلال الهوية الجنسية .
واضطراب الهوية الجنسية (بالإنجليزية: Gender identity disorder ) اختصارا يعرف بـ( GID ). وهو تشخيص يطلقه أطباء وعلماء النفس على الأشخاص الذين يعانون من حالة من عدم الارتياح أو القلق والمزاج السيء ( Dysphoria ) حول نوع الجنس الذي ولدوا به. وهو يعتبر تصنيفا نفسيا، يصف المشاكل المتعلقة بالتغير الجنسي وهوية التحول الجنسي والتشبه بالجنس الآخر. وهو تصنيف تشخيصي ينطبق بشكل عام على "المتغيرين جنسيا".
ويبدأ هذا الاضطراب عادة منذ سن مبكرة، من عمر سنتين إلى أربع سنين، حيث يميل الطفل الذكر إلى اللعب بألعاب الإناث مثل الدمى (باربي وفلة وغيرها) والاهتمام بمظهر شعره وثيابه بما يشبه الإناث من خلال التسريحة والشرائط وغير ذلك.. إضافة لتقليده لحركات الإناث وأساليبهن وتصرفاتهن المتنوعة. وفي حال الطفلة الأنثى التي تعاني من هذا الاضطراب نجدها تميل إلى الألعاب الجسدية الخشنة والمضاربات واللعب بألعاب الذكور مثل المسدسات والسيوف وغير ذلك، والظهور بمظهر ذكوري في الشكل والسلوك والاهتمامات..
وجوهر هذا الاضطراب هو انحراف في تمثل الطفل لهويته الجنسية الطبيعية، وهو لا يتقبل جسده وأساليب السلوك العامة المرتبطة بجنسه، وهو غير راض عن جسده وهويته الطبيعية، وهو يسعى باستمرار لتقليد الجنس الآخر وتمثل صفاته ورغباته وأساليبه. وفي مرحلة البلوغ والمراهقة والشباب يستمر الاضطراب عند نسبة كبيرة منهم، وتزداد معاناتهم داخل الأسرة وفي المجتمع.. وبعضهم يلجأ إلى استعمال أدوية هرمونية للتأثير على جسمه ومظهره بما يتناسب مع شكل الجنس الآخر.. كما يلجأ بعضهم إلى طلب تغيير الجنس جراحياً.. وتزداد في هذه الفئة عموماً الخيالات الجنسية المثلية وكذلك الممارسات الجنسية المثلية.
وبالطبع فإن الأساس الطبيعي لنمو وتطور الهوية الجنسية السليمة هو تمثل النماذج الموافقة جنسياً بدءاً من الاسم إلى الشكل والمظهر والسلوكيات والاهتمامات والصفات العامة..
والحقيقة أن عمليات النضج والنمو التي يمر بها الأطفال تمر بعدة مراحل وهي تستمر في مرحلة المراهقة وما بعدها.. ونظرة الفرد عن نفسه وتقييمه لها تمر بتطورات وتغيرات وقلق وتناقضات متعددة، وتلعب ظروف التنشئة التربوية والاجتماعية دوراً رئيسياً في الوصول إلى درجة صحية كافية من الثقة بالنفس، وبالجسد، وبالمكانة وبالتقدير المناسب له، وبما يتناسب مع الذكورة أو الأنوثة.
يفيد العلاج النفسي والسلوكي في تعديل نظرة الفرد عن نفسه، وفي تبنيه لهويته الجنسية الطبيعية.. وتمثل الجهود العلاجية نوعاً من إعادة التعلم وبشكل تدريجي.. وينصح بوجود معالج رجل في حالة الشاب الذي يعاني من الاضطراب مما يساهم في تبنيه لصورة المعالج الإيجابية والمتفهمة من نفس الجنس مما يسهل عملية إعادة تمثل الهوية الجنسية الطبيعية، وفي حالة الشابة الأنثى ينصح بوجود معالجة أنثى لتسهيل إعادة التمثل.
كما لابد من علاج تربوي وشرعي، يتمثل في تعليم المريض خلق الرضا بما كتب الله له، وأنه لا ينبغي له تمني جنسًا مخالفًا لما هو عليه؛ فقد تمنى بعض النساء على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لو كنّ رجالًا يقاتلون في سبيل الله، فنزل النهي عن ذلك في قوله - تعالى -: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء: 32] فإذا كان هذا في التمني فكيف الحال بالفعل.
كما ينبغي للمعالج وللمريض أن يعلما أن الله - سبحانه - قد خلق عبادَه على الفطر السوية؛ كما في حديث "الصحيحَين" عن أبي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: "مَا من مولودٍ إلاَّ يُولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمةُ بهيمةً جَمْعَاءَ، هل تحسُّون فيها من جَدْعَاءَ؟!"، ثمَّ يقول أبو هُرَيْرة - رضِي الله عنْه -: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30].
فالله فطر عبادَه أسوياء ذكورًا وإناثًا، ومن انحرفت فطرته لسبب مما سبق ذكره عولج، وقوِّم بالأدوية الجائزة حتى يصحَّ، لا أن يستسلم لهوى صاحبها، ونحث له عن جراحة تحوله للجنس الآخر، نعم ما من شك أن الغريزة قويَّةٌ جدًّا، وأن الإنسان خُلِقَ ضعيفًا -ولكن هذا لا يبرر التشبه الفعلي بالجنس الآخر؛ فمعلوم أن الخُلُق والقيم والمشاعر، منها ما هو فطريٌّ، ومنها ما هو مكتَسَبٌ، وقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأَشَجّ عبدالقيس: "إنَّ فيكَ خَصْلَتَيْن يحبُّهما الله: الحِلْمُ والأَنَاةُ"، قال: يا رسول الله، أنا أَتَخَلَّقُ بهما أَمِ الله جَبَلَنِي عليهما؟ قال: "بل الله جَبَلَكَ عليهما؛ ر"واه مسلمٌ، وأبو داود، واللفظ له، مع قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "ومَنْ يسْتَعْفِفْ يُعِفَّه الله، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، ومَنْ يتصبَّر يُصَبِّرْهُ الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ منَ الصَّبر"؛ متَّفقٌ عليه.
فلو أنَّ هذا المريض عُولِجَ نفسيًّا وإيمانيًّا؛ بأن يتعلَّم كيف يرضى بما قسمه الله له - لوفَّقه الله وشفاه؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، وكذلك يتعلم أن يصبر وكيف يصبر.
والله الموفق
واقرأ على مجانين:
خلل الهوية الجنسية Gender Disorders