قلق ورهاب اجتماعي
هل أنا أفقد عقلي؟
السلام عليكم، تحية إلى طاقم الموقع على التفاعل الجدي مع الوضعيات التي يطرحها الأعضاء .
يبدو أن مشكلتي تشبه إلى حد كبير اضطراب اختلال الآنية Depersonalization لكنني أعاني من بعض المشاعر الأخرى التي لم أجد بأنها من أعراض هذا الاضطراب فمثلا في البداية (حوالي أربعة أشهر مضت) كنت أشعر بأن بعض التطورات في مستواي الدراسي تثيرني وتجعلني أشعر بالرضا لكن تلك المشاعر كان جد مبالغ فيها وكانت تشغل تفكيري بشكل وسواسي رغم محاولاتي المتكررة لكبحها,
ثم بدأت شيئا فشيئا أشعر بغرابة البيئية التي أكون فيها (كيفما كانت تلك البيئة وأيا كان كذلك الظرف الزماني) خاصة عندما أكون لوحدي أو عندما أكون مقبلا على وضعية مقلقة بالنسبة لي, فكنت أنغمس في تحليل ومقارنة مكتفة لوضيعتي الحالية وأوضاعي السابقة وترقب الأوضاع المستقبلية,
من هنا بدأت أشعر بأنني غريب عن نفسي رغم أنني أعرف نفسي أكثر من غيري, وأشعر بالنفور من نفسي ووجودي رغم أنني كسائر الناس أحب نفسي أكثر من أي شيء آخر وينتج عن ذلك خوف من هذه الغرابة ومن هذا النفور فأندفع في محاولة فاشلة رغم أنها منطقية للتراجع وذلك بتذكير نفسي أنني أنا هو أنا رغم كل شيء,
هنا أعود إلى نقطة سابقة وهي الدراسة, فأنا أدرس بنظام مدرسي صارم وجد صعب لا يسمح بولوجه إلي من طرف التلاميذ المتفوقين, لنقل أنني من هؤلاء التلاميذ, لكنني كنت أجزم منذ البداية بعدم قدرتي على التأقلم مع هذا النظام خاصة وأنني أعاني من مشاكل جمة إزاء المواجهات والوضعيات التي تتطلب مرونة وطلاقة في الوضعيات الاجتماعية
إلا أنني مع ذلك قررت بأن أخوض التحدي, على أي فالتطور الذي أحرزته في دراستي كان تطورا قسريا واضطراريا بسبب قلقي المتزايد من انتقادات الآخرين خاصة الأساتذة (يبدو أنها حيلة نفسية لاشعورية اعتدت عليها منذ سن العاشرة).
أما الآن فالمشاعر الغالبة لدي هي بأن كل ما أراه ليس حقيقيا وأنه وهمي أو على الأرجح أشعر أنه ينقصني شيء ما لكي أحس بالواقع بشكل صحيح ولكي أتفاعل بشكل عادي لأن ردات فعلي إزاء المشاكل اليومية تكون جد محملة بالخوف والقلق إضافة إلى المبالغة في التخطيط لها, فالأمر مختف تماما عن الشعور بأنك في حلم أو ما شبه كما يتم وصف اضطراب اختلال الآنية Depersonalization .
بماذا تنصحونني لتجاوز هذه المشكلة؟
يمكن للمستشار الذي سيدرس حالتي الإطلاع على استشارتي السابقة لاستكمال المعلومات حول مشكلتي : قلق ورهاب اجتماعي وشكرا.
17/04/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع ثانية.
راسلت الموقع قبل عامين وأشرت يومها إلى المعاناة من القلق والسلوك التجنبي المصاحب له كذلك تطرقت في الاستشارة السابقة إلى عدم التفكير والاكتراث بظاهرة الانفصال التي يتم وصفها عن طريق استعمال مصطلحات قد تثير القلق أكثر مما تصف الحالة وتؤدي إلى الطمأنينة.
ما نسميه الانفصال أو اختلال الآنية أو اختلال الواقع هي مجرد وسيلة نفسية يستعملها الإنسان لتجاوز القلق وصرف النظر عن ضغوط اجتماعية أو شخصية أو مهنية يمر بها يركز الطبيب النفسي على الاضطرابات النفسية الأخرى المصاحبة لهذه الظاهرة مثل القلق والاكتئاب.
لا أبالغ إن قلت لك بأن أعراض اختلال الآنية تظهر في جميع الاضطرابات العقلية (وغير العقلية كذلك). على ضوء ذلك فإن قيمتها التشخيصية تعادل الصفر.
ما ألاحظه في استشارتك اليوم بأن حالتك النفسية أفضل مما كانت عليه قبل عامين وأثبت قدرتك على مواجهة التحديات لا تزال تشعر بالضغوط البيئية بين الحين والآخر ومن جراء ذلك تستعمل عملية الانفصال بدون وعي منك وخارج عن إرادتك إلى حد ما.
التوصيات:
• لا تراجع طبيباً أو معالجاً نفسياً.
• الشكوى من هذه الأعراض الحميدة وكثرة التفكير بها قد يدفعك نحو مراجعة طبية وينتهي الأمر بوصف العقار بعد الآخر لك، ولا يوجد
دليل علمي يسند استعمال العقاقير للتخلص من هذه الأعراض عن طريق العقاقير أو الكلام.
• إن كنت تشعر بالاكتئاب أو تعاني من نوبات هلع فعليك بمراجعة طبية.
• تذكر دوماً بأن هذه الأعراض تختفي بين ليلة وضحاها.
• وأخيراً أقول تجنب المراجعات الطبية.ويتبع >>>>>>: قلق ورهاب اجتماعي م1