دكتور وائل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية مشكلتي بدأت عندما كان عمري 18سنة ومستمرة حتى الآن وأنا في 24 الآن وقبل أن أقول لك المشكلة أذكر لك صفاتي التي يرونها بي من هم من حولي مثقف كريم خلوق مؤدب اجتماعي ذكي وجريء ومرح وحنون كما أني أتابع دراستي في كلية الحقوق ومهتم بالسياسة والصحافة والأدب والشعر وأعمل محاسب.. ثقتي بنفسي الحمد لله جيدة وأعتبر نفسي شخصا جيدا وطيبا والحمد لله وعلى قدر من الثقافة والذكاء والاطلاع
عندما كنت في 18 من عمري ونتيجة بعض الضغوطات أصبت فجأة بنوبة هلع وقلق استمرت حوالي ثلاثة أشهر تناولت زولفت حبة 50 مدة ستة أشهر وأفادني كثيرا فتوقفت عنه بالتدريج عاد القلق والاكتئاب والوسواس ذهبت لطبيب عصبي وصف حالتي أنها وسواس وأعطاني الزولفت بجرعة 100 منذ ست سنوات وأنا أعاني من نفس الحالة أتحسن على الدواء وأعود وأتركه لدرجة أن الزولفت لم يعد يأتي بنتائجه السابقة..
مع مرور السنوات وازدياد عمري بدأت أشعر أن حالتي تطورت وأن القلق دفين ومتعمق داخلي، بالإضافة إلى ما سبق منذ سنة تقريبا سنة ونصف بدأت أعاني بفترات متقطعة من الغربة عن الذات (بحسب ما فهمت) تأتيني بصورة استغراب من صوتي من نفسي ومراقبة ذاتي وكيفية تفكيري المعاناة الأكبر في حالتي هي أني أخاف أن أجن أو أصاب بالفصام هذا الخوف من الجنون والفصام جعلني أدقق في حديثي إن كنت أتكلم بمنطقية أم لا (فترات متقطعة)
الخوف من الجنون يرافقني منذ 5 سنوات أفكر في ذاتي أنتبه لما يدور بعقلي من أفكار ويوميا أقنع نفسي بأني عاقل وأن ما بي هو قلق وخوف واضطراب تفكير إلى أن أنشغل بشيء آخر وأنسى هذه الأفكار أو يخف تدريجيا هذا الاضطراب في التفكير أو الوسواس مقترنا بخوف وقلق أحيانا أتحسن ولكن أعود وأخاف من الإصابة بالفصام أو الجنون مع عودة القلق لي ونوبات الهلع والوسواس
ومنذ فترة سنة تقريبا أعاني من حصار معرفي هذا ما وجدته أثناء بحثي في الإنترنت هي عبارة عن حالة غريبة تحدث لي عند بداية النوم وأحيانا قليلا أثناء اليوم وعند التفكير وهي فجأة تخطر ببالي فكرة ليست لها علاقة بما أفكر وتكون غير منطقية فجأة وبدون إرادتي تأتي مثلا عندما أكون أفكر بشخص ما تظهر فكرة مثلا تافهة جدا مثلا الملح أخضر أو التلفزيون يعمل ساعي بريد أو أي شيء تافه وغير منطقي وليس له علاقة بما أفكر أو اسم شخص أو مكان ليس لهم علاقة بما أفكر به وتلقائيا يظهرون ضمن تفكيري دون إرادتي أفكار لا إرادية
والمشكلة أن عقلي أحيانا يتفاعل مع الفكرة ويمتد التفكير فترة قصيرة وتصبح أفكار ملخبطة وغير مرتبة أو عشوائية حتى أعود وأستعيد تركيزي وأحاول تجاهل الأفكار ولكن حينها أبدأ بالقلق والخوف بأني مجنون أو سأصاب بالجنون وهذه هي بداية الجنون أو الفصام...
هذه الأفكار المتداخلة وبدون معنى والسخيفة قرأت عن هذه الحالة اسمها حصار معرفي وسواس أو أفكار ديناميكية وهي من أعراض القلق ولكن سببت لي أزمة حيث زاد خوفي من احتمال إصابتي بالفصام أو الجنون أنا أعلم ما بي ولكن أخاف أن تتطور حالتي أخاف أن تكون هذه الحالة التي أنا بها هي مقدمات للفصام
منذ فترة ذهبت لطبيبة وأخبرتني أن ما بي هو قلق عام ونوبات هلع أعطتني سيروكسات 20مغ يوميا وزانكس عند الحاجة وقالت لي لا تخاف لن تصاب بالفصام أو الجنون ولو أنك ستصاب به لما بقيت 6 سنوات بهذه الحالة ارتحت قليلا على السيروكسات خفت الأعراض قليلا رفعت لي الجرعة إلى 30 وقالت لي بأني سأتحسن وأن الأفكار سوف تنضبط وتختفي خفت من الزانكس وأن أدمن عليه فأصبحت أتناول أحيانا deanxit أرتاح قليلا عليه
أرجوك أخبرني هل ممكن أن تتطور الحالة؟ هل ممكن أن أصاب بالفصام مع العلم أبي وأمي لم يعانوا من هذا المرض ومن طرف أبي لا يوجد تاريخ مرضي لكن من طرف أمي هناك خالي قد أصيب به وهذا ما زاد شكوكي ولكن معاناتي منذ زمن وأنا على بصيرة لما يحصل لي وواعي تماما ولم يحصل معي أي هلاوس لا سمعية ولا بصرية طوال فترة مرضي أبدا فقط خوف من أن يحدثوا لي أرجوك صارحني
وسؤال آخر هل هناك أدوية تؤخذ للوقاية من الفصام أوميغا 3 أو أي دواء آخر أو سلوكيات لعدم الإصابة؟ وهل الاستمرار بعلاج حالتي يقيني من الإصابة بالفصام والجنون وعدم تدهور حالتي بما معناه مضادات القلق والاكتئاب تحقق الصحة النفسية والعقلية وتمنع التدهور وسؤال أيضا هل أنا مصاب بأحد أنواع الفصام؟
هل هناك طبيب ممتاز برأيك في بيروت ممكن أن أراجعه أم أن تشخيص طبيبتي صحيح ولا أحتاج لمراجعة غيره وأبقى على العلاج أم أن لك رأيا آخر ودواء آخر ممكن أن أطرحه على طبيبتي يفيد حالتي أكثر من السيروكسات؟
ملاحظة.. أنا لاجئ في بلد غير بلدي والاستقرار النفسي والاجتماعي غير موجود هي مرحلة وستمر لكن أريد أن أعرف مآل هذا المرض وهل سأصاب به وهل يعقل أن معاناة 6 سنوات هي مقدمات له أم ممكن أن أصاب بالجنون؟ أم هي غربة عن الذات وقلق ووسواس وسأشفى منهم أنا مستعد أن أبقى على هذا الحال مدى العمر من القلق والخوف المهم أن لا أصاب بالفصام أو الجنون...
أرجوك دكتور وائل أبو هندي ثقتي بك كبيرة ورأيك الأهم لأنك بالنسبة لي شخصية كبيرة جدا والأكثر منطقية بين الموجودين في مجالك. اشرح لي ماهية مرضي ومآله وإن كنت سأصاب بالفصام أو الجنون وكيف أقي نفسي؟ وماذا يعني أن القلق والوسواس هي دفاعات ضد مرض الفصام..
أعتذر على الإطالة ولكنها بحجم ثقتي بحكمتك..
29/05/2014
وبعد حوالي أسبوع أرسل يقول :
أرجوك
لو سمحتم أنا أرسلت مشكلتي من فترة طويلة ولحد الآن لا يوجد رد عنوان مشكلتي س وإيميلي ..........@................
8/06/2014
رد المستشار
الابن العزيز "وسام" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، أنت بالفعل تعاني من اضطراب القلق المتعمم، ونوبات هلع متفرقة كما تشي إفادتك ببعض علامات الوسواس القهري أو الحصار المعرفي كما كتب مستشارنا الفاضل د. سداد جواد التميمي على نطاق الوسواس القهري، ولعل بداية علاقتك مع أعراض القلق والوسواس كانت مع نوبة الهلع الأولى وطالت معاناتك حتى أصبحت تعاني أحيانا من فترات اختلال الإنية العابرة وهي شكل من أشكال الانفصال عن الذات أو كما تصفها أنت فترات متقطعة من الغربة عن الذات وهي أيضًا من الأعراض الموجودة لدى كثيرين من مرضى الهلع.... وبشكل عام تعتبر حالتك نموذجية لما يحدث مع المتابعة الطولانية لأغلب مرضى اضطرابات القلق على مدى السنوات حيث تظهر أعراض لاضطرابين أو أكثر من اضطرابات القلق وربما غيره، وربما –بل لعله الأغلب- تحدث أعراض الاكتئاب.
لا أحسب تشخيص وعلاج طبيبتك العقاري إلا صحيحا وصائبا وإن لم يكن كافيا نظرا لحاجتك إلى العلاج المعرفي السلوكي وحقيقة لا أعرف من يقدمه للمرضى في لبنان، وكل من أعرفهم من الزملاء أطباء النفسية اللبنانيين أميل إلى التوجه التحليلي في العلاج النفسي وهو توجه علاجي لا أستطيع أن أكون متأكدا من نفعه لك فأنصحك به، وإنما أدعوك إلى البحث والسؤال عن من يستخدمون العلاج المعرفي السلوكي في لبنان الشقيق.
لا يوجد ما يستدعي الخوف من الفصام، ولا خبرة لدي أكيدة بوجود عقاقير وقائية ضد الفصام لدى المهيئين له ولستَ منهم، بالتالي ليس صحيحا أنك مصاب بأحد أنواع الفصام؟... كما يجب أن أنصحك بعدم الإفراط في استخدام عقار الديأنكسين deanxit حتى لو كنت ترتاح عليه.
تقول أنك خوفا من الجنون تنتبه لما يدور بعقلك من أفكار ويوميا تقنع نفسك بأنك عاقل وأن ما بك هو قلق وخوف واضطراب تفكير...إلخ، وقد عرفت كل مرة أنك لا تكسب من هذا إلا مزيدا من التوجس والتشكك والخوف... فإن كنت مستعدا لاتباع نصيحتي بشراك فقد أفلحت إن حاولت بجدية لا أن تهمل أفكارك ولا أن تتلهى عنها وإنما أنصحك بأن تدرب نفسك على مراقبتها تخطر على البال ثم تمر مرور الكرام دون أي محاولة منك للتدخل في مسارها أو محاربتها فقط راقبها مقررا ألا تفعل أي شيء تجاهها فإذا أحسنت ذلك التدريب جرب أن تهمل فكرة أن عليك تقييم أفكارك باستمرار كما تستطيع إهمال الأفكار المقتحمة التي لا معنى لها دون اكتراث بكونها بلا معنى أو بمعنى ....
باختصار حاول أن تفصل نفسك عن أفكارك واتخذ وضع المتأمل لها ... تدرب على ذلك وتابعنا بأخبارك.