ماذا أفعل لأستعيد خطيبتي
السلام عليكم
أنا شاب في أواخر الثلاثينات، طول عمري أحلم بالزواج، ولكن لم يكن بمقدوري إكمال نصف ديني لظروف مادية، أما الآن فالأمر قد اختلف، فأنا الآن أبحث عن زوجة وأستطيع الزواج والحمد لله.
رشحت لي أمي وأختي فتاة ممتازة فذهبت لرؤيتها حيث هي في بلد آخر وارتحت لها أحببت شخصيتها وأشعر معها بالانسجام والسرور وأحادثها بلا تكلف كصديقة. وطلبت منها أن تخبرني بما تريد في زواجها فأخبرتني بثلاث أمور وكذلك أنا فعلت. أخبرتها أني سأعود بعد أسبوع ولكن ظروفي لم تسمح لي في العمل ومرضت وهي لم تقصر بل اتصلت تطمئن عني وبعد تعارفنا عن بعد عن طريق الإنترنت كي لا نقع في أية محظور فأنا ملتزم وأخاف الله طلبتُ منها أن أرى صوراً لها؛ لأني نسيتُ ملامحها، فوضعت صورتها عبر الفيسبوك لأراها دون إرسالها، وحين دقَّقتُ النَّظر في ملامحها لم أشعُر بارتياحٍ ولا قبولٍ لشكلها، أريدُ أن أعدلَ عن الخطبة، ولكن يمنعني خجلي من أهلها، وما لاحظته من تعلُّق الفتاة بي، وذلك خلال حديثي معها أثناء تلك الفترة. وكانت أموري معها يسيرة ولم أوفق مع غيرها في الزواج في كل مرة
أثناء ذلك تعرفت على فتاة جميلة جدا في مكانٍ العمل وصارت بيننا مكالمات هاتفية ثم تطور الموضوع إلى أكثر من ذلك وقمنا بالوقوع في الخطأ دون الوصول إلى الزنا، وحدثت مشاكل كثيرة بسبب هذه العلاقة في العمل وبعد ذلك تبت إلى الله، وطلبت منه أن يسامحني على كل ما فعلت من أخطاء، وخطبتها بعد ذلك كي أكفر عن ذنبي بالإضافة لأنها تعجبني.
اكتشفت عند شجاري مع زميلتي أنها رأت مراسلتي مع الخطيبة الأولى وقامت بإبدال الإيميل والتراسل معها باسمي ثم فسخت الخطوبة بيننا. غضبت جدا لما فعلت فأنا لم أكن قررت ترك خطيبتي بعد والثانية كذبت علي.
استشرت الدكتور عمرو خالد في أنني لا أقبل الكذب أبدا من زوجتي وأيدني في قراري حيث أن الثقة هي الأهم في العلاقة الزوجية وهي التي تخلق الاحترام
أريد أن أترك خطيبتي الحالية دون أن أفضحها أمام أهلها وأهلي فهي قد عاندت الجميع لإتمام الزواج برغم صغر سنها وخطابها الكثر ومتعلقة بي فقط وكذلك أريد العودة لخطيبتي الأولى ولا أعرف كيف أفعل ذلك بعد انزعاج أمها وأبيها من تصرف زميلتي باسمي. أنا نادم وأريد الرجوع بطريقة ودية وأخشى الفشل برغم تصميمي فخطيبتي الأولى لديها الكثير من الصفات التي أريدها وأحبها فمثلا بيننا صراحة وبوح وصداقة
مع العلم أنا غيور جدا وانتقادي وكسول والمشكلة هي أني لا أستطيع أن أُعبر عن مشاعري بالكلام عادة وأجبر من حولي على فعل ما أريد. أنا عاطفي ولدي نقص ثقة بالنفس وخطيبتي الأولى تحبني وعقلانية ولكني مقتنع بها رغم اختلافاتنا. أنا متخوف من كلمة الارتباط، وأنا أعني مجرد الارتباط ولا أعني المسؤولية؛ لأنني أتحمل المسؤوليات، وأشعر في بعض الأحيان أنه ليست لي رغبة في الزواج من فتاة بسيطة لا أشعر بأني أتباهى بها أمام الناس وكما أشعر بأنني لا أهتم بما يسميه الناس العادات والتقاليد. مع العلم أن خطيبتي الأولى محجبة ولا تنزع حجابها حتى في سفرها أما خطيبتي الثانية فهي غير محجبة ولكنها تحاول تحسن من دينها لترتبط بي فقط. تقدمت لخطبة 14 فتاة ولم أفلح معهن من خوفي.
الحمد لله أصلي جميع الفروض، وأصوم رمضان، وأخاف الله في جميع معاملاتي. إذا أردت أن أتعرف على أي بنت بالحرام لا أواجه أي صعوبة في ذلك، حتى أن أصدقائي يحسدونني على ذلك، ولكن أنا لا أريد الحرام،
أريد زوجة على سنة الله، وأريد التخلص من التعارف الحرام
27/06/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرحب بك أحمد على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لك لمشكلتك، استشعرت من طرحك لمشكلتك أن لها شقين أتمنى أن يوفقني الله في مساعدتك فيهما، ألا وهما الشق الأول يتعلق بثقتك بنفسك وهذا الشق استنتجته من كلامك (ولدي نقص ثقة بالنفس)
الشق الثاني وهو الخوف الذي ينتابك عند التقدم للخطبة، على حد تعبيرك (تقدمت لخطبة 14 فتاة ولم أفلح معهن من خوفي)
بادئ ذي بدء سأتناول معك الشق الأول من مشكلتك وهو ثقتك بنفسك وكيفية تنميتها، لأنها ستنعكس إيجابيا عليك بإذن الله في حياتك المستقبلية، فتذكر قول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (سورة الرعد:11).
وتعال نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، لاحظت في كلامك أن لديك نظرة متدنية لذاتك ومفهومك لذاتك أيضا متدني حيث تعبيرك (وثقتي بنفسي مش ولابد).
فمن خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه وفق تعبيرك (لا أستطيع أن أُعبر عن مشاعري بالكلام عادة وأجبر من حولي على فعل ما أريد. أنا عاطفي ولدي نقص ثقة بالنفس)
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به وهو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصل عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبع العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحث داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فأنت وصلت إلى مرحلة التعليم الجامعي فلست فاشل دراسيا وتخطيت مراحل التعليم حتى أصبحت مهندسا، فأنت لديك القدرة على الإنجاز.
وليس هناك إنسان عنده ثقته كاملة بنفسه، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر.
الشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعاً ما، عندما يكون أمام تحدّ جديد، كلقاء الناس الجدد عليه.
هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، ومنها ما يلي:
حاول أن تتعرف إن استطعت على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو بوجود من يكثر انتقادك، لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحياناً مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعاف.
تذكر بأنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاول أن تتعلم بعض الدروس من أخطائك، وتجنب الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحياناً لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل.
مما يعزز الثقة بالنفس كثيراً موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها، وهل أنت تتقن بعض الأعمال، أو هل تتحلى بالروح المرحة، أو تتقن هواية من الهوايات؟
أشكر الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك، كما قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم" (سورة إبراهيم : 7)، فحاول أن تكون إيجابي مع نفسك، ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وأن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.
ساعد الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبل هذا المدح، واشكر الله عليه، وانظر في المرآة، وابتسم لنفسك، وقول الحمد لله على ما وهب!
حاول أن تعبّر عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، في بعض لحظات الضعف، لا بأس أن تتصنع أو تتظاهر بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، تصرف وكأنك أكثر رجل لديه ثقة بنفسه، ولماذا لا؟!
أما بالنسبة للشق الثاني المتعلق باختيار شريك العمر؛ إذ إن اختيار الزوجة المناسبة هو أول خطوة من الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، والحياة بتجاربها الواسعة التي نراها أمام أعيننا يومياً، أثبتت أهمية عامل الدين في اختيار الزوجة للزوج، والزوج للزوجة؛ إذ أن صاحب الدين والخلق يحافظ على زوجته ويحسن معاملتها ولا يظلمها، فالدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهو أمر تستقيم معه معظم الأمور الحياتية، ومن الأمور المهمة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوجة المناسبة، توفر التكافؤ بين الطرفين والذي يتمثل بالتوافق والتقارب الاجتماعي والتقارب العلمي والثقافي والنفسي أيضاً، الانسجام الفكري مهم كذلك، ويمكن اكتشاف مدى توافق الزوجين الفكري خلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بحياتهما المستقبلية (الأمور المالية –إنجاب الأطفال –العلاقات الأسرية والاجتماعية –قضايا العمل وغيرها)
كما أن هذه النقاشات تفسح المجال للتعرف على مدى تقبل كل منهما لآراء الآخر، خاصة مع وجود اختلاف في وجهات النظر، عنصر آخر مهم رغم تهميش الكثيرين له إلا أنه أساسي، وهو الجانب المادي، وهو من الأمور التي يجب أن تلتفت لها الفتاة عند اختيارها الزوج المناسب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة نفقات الزواج وإمكانية إعاشة الرجل للمرأة، والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة الرجل على الإنفاق، ولنا في الآية الكريمة موثقاً من الله في ذلك، حيث يقول _تبارك وتعالى_: "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (النور/32)، فالزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر مصيره في كثير من الأحيان الفشل؛ لأن الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي، أتمنى لك التوفيق في اختيار شريكة حياتك مستقبلا وأن تستمر في تواصلك معنا من خلال موقعنا لنطمئن عليك.
اقرأ على موقع مجانين:
أرشيف عن تأكيد الذات