وسواس قهري
أنا معي وسواس قهري في الغسل فكل واحد يقول طريقة غسل مختلفة وفي الصيام عندما أصوم أتذكر رمضان الذي قبله ما فعلته من أخطاء قد تفسد صيامي وأقول لو فعلا صيامي باطل لعرفت حينها. وأيضا في الصوم عندما أكلم أحد أحس بأنهم يتفلون ويخرجون اللعاب أثناء الكلام ومن بعيد أو حتى عن قرب يصل إلى فمي ذلك الشيء الذي يخرج من فم البعض أثناء الكلام لا أعرف كيف أتجنبه وماذا أتصرف حياله وأخاف أيضا ألا أكون نظيفة وأذكر الماضي الذي لا أستطيع أن أصحح أفعالي الرمضانية فيه وأيضا ولأتفه سبب أظن أن أحد قد يكون صيامه باطلا لأجلي.
بدأت معاناتي مع الوسواس القهري العام الماضي قبل رمضان بشهر أو شهرين ولم أكن أظن أنه وسواس قهري بل ظننته وسواس وفقط ورغم أن أبي رقى لي لم أستفد أبدا وأفسد علي دراستي بحيث أن العام الماضي كررت السنة بسبب تهاوني لكن هذا العام بسبب الوسواس. أنا أخجل مما أقوله الآن لكن خوفي من أن أفقد عذريتي حتى لو لامست شيء صغير ولأتفه سبب فعلى سبيل المثال لو داعبت أبناء أختي أبعدهم عني وأداعبهم مداعبة طفيفة ودائما أتأكد في المرحاض وقد ظننت أن الزواج هو السبيل الوحيد لأتخلص من هذا الخوف مع تيقني أنني لم أفعل شيء ويؤلمني أنني أشك في نفسي وأنا لم أفعل شيء.
وأيضا عند الصلاة يأتيني بول يخرج عن غير إرادتي ماذا أفعل بشأنه أم أن الريح لا يأتيني في باقي الأوقات إلا نادرا ماذا أتصرف بشأن البول اللاإرادي هل أكمل الصلاة وبعد كل صلاة أغير أم ماذا؟ أتعرفون أن رمضان قريب وكنت خائفة لكنني طمأنت نفسي وقل خوفي وبعون الله سأتجاهل كل الأفكار بإذن الله, كما أنني أخاف أن أدخل مواقع ويترتب علي دين من حيث لا أدري وأنا خائفة أن تكون استشارتي هذه غير مجانية
أرجوكم أفيدوني أختكم بحاجة لمساعدتكم
25/06/2014
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "نبيلة"، وكل عام وأنت بخير، وأسأل الله لك راحة البال والشفاء التام من الوساوس وغيرها...
ذكرت عددًا من الوساوس: غسل –النظافة –الصيام –العذرية -انتقاض الوضوء بخروج البول -انشغال الذمة بدين.
*وسواس الغسل: دخل عليك هذا الوسواس من الاختلاف الذي تسمعينه في شرح الغسل... وسواء كان الاختلاف بسبب اختلاف المذاهب، أو بسبب جهل من يشرح لك، فإن الركن الأساسي في الغسل والذي لا خلاف عليه: إفاضة الماء على الجسد بحيث يعمه بشرة وشعرًا. هذا هو الغسل فقط!! فلو نزلت –مثلًا -في حوض سباحة بنية الغسل وخرجت منه فقد طهرت. وسائر التفاصيل التي يختلف فيها العلماء والمشايخ، إنما هي اختلاف في السنن، وقد يكون أمر ما واجبًا في مذهب غير واجب في غيره، وهذا لا تخشي منه فإنك وإن قصرت فيه، فغسلك صحيح عند مذهب من المذاهب، ولا يطالب الموسوس بالأخذ بالأحوط، بل إتيان الرخص به أليق.
وقريب من وسواسك هذا، خوفك من ألا تكوني نظيفة، ولكنك لم تعطي أية معلومة عن هذا الموضوع، وعن شدة وسواسك فيه.
*وسواس الصيام: ومختصره لديك: الخوف من أن تكوني أفطرت، أو تسببت بإفطار أحد وأنت لا تعلمين بهذا، وخوفك من الإفطار بسبب ما قد يتطاير من فم بعض الناس من رزاز اللعاب وهم يتكلمون.
كل واحد يا نبيلة مسؤول عن صومه وعن أعماله وبحسب علمه...، فصيامك صحيح تام كامل ما لم تتأكدي وتعلمي من نفسك حصول المفطر، ولست ملزمة أن تتذكري كل يوم أو كل ساعة مضت أثناء صيامك، ولا يجب عليك تفحصها هل كانت تامة أم لا؟ فالأصل أنك صائمة، ولا داعي للبرهنة على ذلك كل دقيقة.
وأما صيام الآخرين فلست مسؤولة عنه، أفطروا أم لم يفطروا هذه مسؤوليتهم هم وليست مسؤوليتك...، ولن يحاسبك الله عنهم، ولن يحاسبهم عنك...
وأظنك تبالغين جدًا، ولديك حساسية عالية جدًا جدًا بالنسبة للرزاز المتطاير من الفم أثناء الكلام...، فقلة من الناس من يخرج رزاز اللعاب من فمهم أثناء الكلام، وليس يحصل معهم دائمًا، وإن حصل فنادرًا ما يصل إلى فم القريبين منهم فضلًا عن البعيدين! فنسبة وصول هذا الرزاز إلى فمك يوميًا قد تكون معدومة، وربما لا ينالك من هذا كله في رمضان شيئًا، وفي أسوأ الأحوال قد يحصل معك مرة أو اثنتين في الشهر!!
وإن حصل... ما هي نسبة دخوله إلى حلقك؟!! أكاد أجزم أنها معدومة، وأن مثل هذا الأمر لا يمكن الإفطار به، لأنه إن فرضنا ودخل إلى الفم فآليًا يقوم الإنسان بالبصق فورًا عند ذلك، فلن يصل الرزاز إلى الحلق بحال من الأحوال...
*الخوف على العذرية: ما ذكرتِه من أمور تخافين منها على العذرية، ليس بينها وبين الغشاء إلا ارتباط سحري في مخيلتك أنت، فالغشاء لا يتأذى إلا بعملية اختراقية بجسم صلب... لهذا فكل خوف وكل تهيؤ وكل وسواس يتعلق بهذا لا دواء له إلا الإهمال التام، والتصرف على أنه غير موجود. (مثلًا: تخافين من زوال العذرية عند ملاعبة أولاد أختك، تعمدي ملاعبتهم والاقتراب منهم كأي بنت لا يأتيها هذا الوسواس).
*خروج قطرات البول عند الصلاة: أنصحك بوضع منديل ورقي بعد الوضوء، فإن وجدت شيئًا، فالحل عند طبيب البولية، وإن لم تجدي شيئًا فالحل هو متابعة صلاتك وعدم تغيير ثيابك مهما كان... ولعل ما تشعرين به من خروج القطرات ملتبس عندك بالمفرزات النسائية الطبيعية المهبلية، وهذه لا تحتاج إلى تغيير ثياب. ثم أراك ذكرت شيئًا عن الريح لكن العبارة لم تكن مفهومة لدي...
*الخوف من ترتب دين بسبب فتح بعض المواقع: استشارات الموقع مجانية 100%، والمواقع التي تفرض رسومًا تذكر ذلك قبل استخدامها، وتتخذ الإجراءات التي تضمن حقها، ولن تستطيعي استخدامها قبل أن تتأكد من قدرتك على الدفع والطريقة التي ستدفعين بها.
هذا بالنسبة للجواب الخاص بكل وسواس، أي ما يتعلق بالجانب المعرفي، أما الجانب السلوكي فهو أن تمتنعي نهائيًا عن الاستجابة للوسواس: من إعادة غسل أو تكرار تنظيف، أو قضاء صوم، أو ترك ملاعبة أولاد إخوتك، أو تغيير ثياب وغير ذلك...
عليك أن تواجهي مخاوفك مهما أصابك من قلق في البداية، وسوف تجدين نفسك تتحسنين مع الاستمرار والمحاولة، ولا تيأسي حتى إن فشلت في بعض المرات.
وأخيرًا، إنما هذه إرشادات، وعليك الذهاب إلى الطبيب للعلاج فورًا، فكلما تأخرت كان العلاج أصعب؛ وحبذا لو كان الطبيب ممن يتقن العلاج المعرفي السلوكي، فإن لم تجدي، فأكثري القراءة والتثقيف حول العلاج المعرفي السلوكي للوساوس، وبرامج العلاج الذاتي للموسوسين، وسوف تجدين منه الكثير الطيب على موقعنا.
عافاك الله وشفاك، وتابعينا بأخبارك.