أريد أن أفهم
أشعر بوحدة فظيعة دائما ربما لا يؤنسني فيها سوى أمي وأحيانا لا تستطيع ليس لدي أصدقاء أو أقرباء ولا حتى أخوة..
بدأت لدي هذه المشكلة منذ الثانوية انفصلت عن آخر صديقاتي ولم أقدر ولم أرغب أيضا بتكوين صداقات جديدة جلست السنوات الأربع للجامعة في بيتي يؤنسني أخي (قلت ليس لي أخوة لأنه ابتعد عني كثيرا وأكون حذرة جدا لدى كلامي معه حتى لا يغضب ويقطع حديثه عني حيث أنه لا يهتم إن ظلننا نتحدث أو لا)
أذكر في أحد سنوات الجامعة وكانت آخر محاضرة لي تقريبا أحضرها أني شعرت بخنقة بشكل فجائي وظللت أبكي في المحاضرة بحرقة حتى تركت المدرج ولم أحضر مرة ثانية سوى في المحاضرات التي لا يمكن لي عدم حضورها ومرة أخرى لا أدري أيهما تسبق ولكن رتبت موعد مع بنات جامعتي من على موقع لنا على الإنترنت لنلتقي وذهبت إليه بالفعل ولكن فور أن تجمعنا أحسست بخنقة وعدم رغبة في وجودي معهم لدرجة أني اخترعت قصة وهمية لأعتذر منهن وأغادر .. أصبحت وحيدة بالفعل.
انتهت دراستي وبدأت الحياة العملية واجهتني الكثير من المشاكل في العمل لم أستطع أن أتقبلهم ولا هم أيضا وظلمت كثيرا ما عزز لدي عدم الرغبة في الاختلاط بالناس .. أغلب الوقت لدى وجودي في مكان جديد أكون اجتماعية وأتحدث وأحب أن أكون مرحة ولكن في نفس الوقت يظل كل شئ في حدود الأمور السطحية فقط.
تعظم لدي الشعور بالوحدة أحب أن أجلس وحدي ولا أحب أن يكلمني أحد.. أتكلم فقط عبر الانترنت حتى أصدقائي عبر الانترنت والذين أتكلم معهم طويلا لا أحب أو أتخيل أن أجلس معهم في مقابلة واقعية طويلا.
تعبت وأنا أعاني الوحدة وأشتكيها دوما ورغم ذلك لا أريد أن أتقرب أو يتقرب إلي أحد فقط أكتفي بعلاقات سطحية عبر الانترنت، لا أخرج الا للضرورة وكأني لا أحب أن أري الناس أو أن أمشي بالشوارع فكرت كثيرا أن أنزه نفسي ولكن لدى التنفيذ أتراجع .. لا أحب أن أرى تجمعات الناس وأنا وحدي.
لا أعرف كيف أكره، وأشعر بالوحدة وفي نفس الوقت لا أريد تكوين علاقات أو صداقات حقيقية مع بشر حقيقين .. تعبت وأنا أبحث عن إجابة لهذا السؤال وآمل أن أجد إجابته لديكم.
مشكلة أخرى شعرت أنني حقا لدي أزمة حين حدثت ضجة إعلامية بسبب ضرب أطفال أحد دور الأيتام وشاهدت الفيديو الخاص بالواقعة كما غيري ولكن لم أستطع أن أكلمه حيث تشنج جسمي كله وشعرت بضيق شديد ووضعت يداي على رأسي ودخلت في نوبة من البكاء بشكل هستيري .. جربت في مشاهد عنف أخرى وكانت لدي نفس النتيجة.
أرجو منكم مساعدتي لا أشعر حالتي خطيرة، ولكنها فعلا تتعبني جدا وأفقدتني لذة الحياة فما عدت أريدها ولا تهمني وأستغرب كثيرا حين أرى الناس تخاف من سيرة الموت وتحرص على الحياة.
أثق بالله وفي قدرتي على مساعدة نفسي ولكن أريد أفهم أولا.وشكرا لكم
11/09/2014
رد المستشار
ابنتي.. قد أحتاج لارتداء واقي من الرصاص لأحتمي به من غضبك حين أقول لك أن الوحدة اختيار! وكذلك الوحدة ليست مشاعر، ولكنها فكرة؛ وببساطة شديدة الفكرة نتمكن بسهولة من مناقشتها وتغييرها وتعديلها بالإضافة، أو الحذف، بينما نعجز عن ذلك في المشاعر؛ فالمشاعر لا يمكننا مناقشتها، ولا تقبل شيء من الحذف، أو الاضافة، فهل يجوز أن أقول لك في الشتاء كيف تشعرين بالبرد وأنت مؤمنة؟؟
لذا نخطئ خطأ شديدا يربكنا حين نتعامل مع الفكرة وكأنها مشاعر؛ فتعاملك مع وحدتك على أنها إحساس يجعلك لا تتمكنين من نقاشها، رغم كونها فكرة فيمكنك معالجتها والتخطيط لحلها، كذلك ما تتحدثي عنه يشير بقوة أنك تخافين القرب في العلاقات، وهذا واجبك الفوري وهو أن تفتشي بصدق وهدوء لماذا تخافي من العلاقات؟ هل تخافي من مسؤولية العلاقة؛ فهي تحتاج لجهد ومتابعة وعليك واجبات كما لك حقوق فيها، أم تخافين من الهجر؟ فتسبقين أنتي أولا بالبعد حتى لا تتعرضي للهجر؟ أم تهربي منها في الواقع لأنك غير واثقة من نفسك ولا قدراتك من كسب تلك العلاقات؟ أم تتصورين أن العلاقات عموما خطر؛ فهي تجرح، وتكشف الضعف والفشل، وتؤذي المشاعر... إلخ، لن أقول لك الآن تشخيصا كما تتمنين.
فقط ابدئي بتلكما النقطتين وعيشي معهما بصدق وهدوء ثم تابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضا:
ساسو والوحدة والصمت الأسري
الوحدة، وما أدراك ما الوحدة
الوحدة وما أدراك ما الوحدة مشاركة
الوحدة
الأسرة المثالية: كيف وأين؟