لا أريد العيش مع عائلتي
السلام عليكم
عائلتي الجميلة حقا، مكونة من خمس أفراد، أنا وأمي وأبي وأختين أيضا، أخت أكبر مني والأخرى أصغر مني، على أنها صغيرة هذه العائلة ولكن مزعجة جدا، لا أستطيع أن أتحملها أصبحت أتمنى أن أكون بنت أم صديقتي
من أول وهلة ستتوقع أيها الطبيب أن المشكلة تكمن في الأبوين! لا ولله الحمد أبي وأمي جدا لطيفين معي ولكن هناك شخصية غريبة تعيش معنا ألا وهي أختي الكبيرة...! هي صحيح (من لحمي ودمي) أنا أعتبرها غريبة لأنها بالفعل ستجلب لي الجنون، لم أعد أتحملها وسخافتها
1- نحن نعيش في نفس العمارة التي يعيش بها أقارب أبي
2- أهل أبي في العمارة جدا لطيفين ما من مشكلة
3- أبي سعودي، أمي غير سعودية، وهذا أساس المشكلة
أختي الكبيرة (لكنها في نظري صغيرة) تكره الناس، ليس لديها أصدقاء، تكره الناس لأنها تسيء الظن وتشك فيهم، السنوات السبع السابقة كانت تكره زيارة الأقارب بل وتقول عنهم ما لا ينطبق عليهم، ولكن زاد الحال أصبحت تشك في أبي وتكره أبي وتكره أهله، وتريده أن يطلق أمي، هكذا لأنها تشك أن أبي يكره أمي،
ولكن هذا غير صحيح، وتشك أن هناك عنصرية في التعامل وهذا أيضا غير صحيح الشاهد أنا وأختي الضغيرة، ودائما تسب أبي، وتدعي عليه بالموت، وأبي يصبر عليها ولا يرد بل ويدعيلها، أختي زاد أمرها، أصبحت تحط اللوم في أمي أنها غبية ولما تتزوج أبي الشرير العنصري؟ وتضربها وتتعدى على ممتلكات المنزل، كذلك تعلق أوراق في المنزل، وتكتب عليها سأعيش أنا وأمي وإخوتي في منزل لوحدنا من دون أهل أبي الأغبياء!!
تقريبا أغلب الأوقات حضرتها تضيع وقتها في هذا الموضوع، دائما تجلس مع أمي وأبي في العصرية وتتناقش بأسلوب جاف عن أهل أبي وتتناقش عن الطلاق بل وتقنع أختي الصغيرة أن أبي يجب أن يطلق أمي، وأصلا أبي يحب أمي!
صدقني لا يوجد هناك موقف يجعل أختي تكره أهل أبي، أساسا أختي تشك في أستاذتها وفي راعي البقالة وفي أنا، تشك أنهم شريرون وأنهم يكرهونها، وأني أكرهها وأحب أختي الصغيرة، وهكذا
صعب التعامل معها جدا أنا أريد أن أساعدها، لا تستطيع أن تذاكر دروسها كل خمس دقائق تخرج من غرفتها وتذهب عند أبي وتناقشه عن أهله وتسبه وتقول لا أستطيع المذاكرة أريد أن أهاجر، لا أريد العيش في هذه العمارة؟
الشيء الذي جعلني أتشتت وأكتئب ولا أريد العيش معهم إن أبي يذهب زعلان وأمي متضايقة طوال الوقت بسبب نقاش أختي وأبي وأصبحت أخلاقهم معي جافة وكل شخص يصرخ على الآخر، أبي يقول لأمي هذه تربيتك، وأمي تخاصمني، لأني لم أنظف، (وهو المنزل كله على رأسي)، ليس لدي من يعاونني أختي الكبيرة لن تساعدني لأنها متبرية من البيت أصلا؟ وأختي صغيرة مدمنة نت....... لذلك العيش في جزر المالديف وحدي لكان أفضل!؟
10/10/2014
رد المستشار
أولا : أشكرك على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، ولجوئك إلينا لنشاركك مشكلتك ونساعدك بإذن الله في إيجاد حلول لها، كما أود أن أُحيي فيك تلك الروح الطيبة التي لمستها فيكِ والمتجلية في رغبتك البالغة في إصلاح الأحوال وعدم ترك زمام المشكلة بينك وبين أختك الكبرى وأفراد عائلتك، لأنه إذا لم تكن لديك هذه الرغبة بالإصلاح ما كنت لجأت إلينا، وهذه إيجابية منك أن تسعين لطرح المشكلة على متخصصين رغبة منك في الوصول لحل، بادئ ذي بدء أذكرك بقول الله تعالي: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) "الإسراء: 23"، فطاعة الوالدين أمر إلهي ومعاملتهم بإحسان والقول الكريم.
لذلك أحاول معكي أن أقترح عليك بعض الأمور التي قد تكون عونا لك في تضييق تلك الهوة والمسافة الموجودة بينك وبين أفراد عائلتك وهي كالآتي:
أولا: حاولي أن تجدي أرضية مشتركة للحديث بينك وبين أختك الكبرى والصغرى، حاولي أن تتخذي من مجال اهتمامات كل واحدة منهن مدخل للحديث، فمن المستحيل أن تكون درجة الاختلاف بينكما 100% فبالتأكيد هناك أرض مشتركة تجمعكما ولكنك لم تستكشفيها بعدُ، وعليه فإيجاد هذه الأرض ربما يساهم في إطفاء ولو قليل من الليونة على شكل التعامل بينكما.
ثانيا: تعرّفي على اهتماماتهن وحاولي أن تشاركيهن فيها، فإذا كانت أختك الصغرى مدمنة نت على حد تعبيرك على سبيل المثال حاولي أن تبادليها الأحاديث في هذا الشأن -قدر استطاعتك ومعرفتك بالطبع- فمثلا اطلبي منها أن تساعدك في عمل صفحة فيسبوك أو الاشتراك في الانستجرام أو برنامج الأسك حتى وإن كنت غير مهتمة بالنت وتتعرفي منها على كيفية استخدام هذه المواقع ومميزاتها وعيوبها، وتبادلي معها النقاشات في ذلك، لأن ذلك ربما يزيل عن ذهنها نظرتها تجاهك بأنك دائما ناقمة على اهتماماتها وبعيدة عنها، ومع تكرار اهتمامك باهتماماتها ستجذبينها بالتدريج لكي ولاهتماماتك وتحاولي أن تنسقي معها الأعمال المنزلية التي تسبب خلاف مع والدتك.
ثالثا: يجب عليك أن تحاولي إخفاء نقاط الاختلاف بينكما والتي ربما يكون لها دور في إشعال فتيل غضبهن أيا كانت، فتتخلين عن السيء منها -إذا كان هناك سيء- وتخفين الجيد منها وتمارسينه بعيدا عن ناظريه حتى تتغير شكل العلاقة بينكما وتنشأ علاقة أخرى تكون قائمة على النقاش والإقناع.
رابعا : فلتجربي أن تهاديهن بهدية ما ولتكن مناسبتها مثلا عيد ميلادهن أو بداية عام جديد فالسنة الهجرية قاربت على الانتهاء وهي فرصة لعقد اتفاق بين جميع الأطراف بأن نطوي السنة الماضية بكل ما تحمله من ضغوط وآلام نفسية للجميع ونستعد لاستقبال عام جديد سعيد بصفحة جديدة لا يشوبها شائبة، فالهدايا ترقّق القلوب ويكون لها بالغ الأثر في النفس مهما كانت نفس قاسية.
خامسا: حاولي أن يكون لك دور إيجابي في تنسيق المهام المنزلية بينك وبين إخوتك وابدئي بعمل جدول يومي تلتزمي به ويوافق عليه الأب والأم ولا تحاسبي إلا على المهام المطلوبة منك فقط، وأن تقومي بهذه المهام بدافع حبك لهذه الأسرة وأن هذا حقهم عليك، ولا تقارني نفسك بأخواتك إنك ملتزمة وهن غير ملتزمات، لأن غير مطلوب منك أن تفعلي أكثر من الأشياء المتفق عليها.
سادسا: حاولي بعد النجاح فيما سبق الإشارة إليه أن تقنعي أختك الكبرى باللجوء إلينا من خلال طرحها لمشكلتها مع الأسرة ومع أخواتها من وجهة نظرها حتى نستطيع أن نساعدها في المشاكل والصراعات التي تعاني منها وتنعكس سلبيا على علاقتها بجميع أفراد الأسرة وتحصيلها الدراسي.
وفي النهاية وإذا باءت كل محاولاتك بالفشل فلتعلمي أن الأب والأم لهما حصانة خاصة من الله عز وجل، ولا يمكن المساس بهذه الحصانة مهما كانت الظروف، وبالتالي أتعشم في هذه الحالة في عقلك الناضج -هكذا لمست من رسالتك- أن تستمري في حسن معاملته رغم الإساءة، أما المشاعر فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها... المهم أن تعامليه كما أمرنا الخالق وديننا الحنيف.. هدّأ الله سرّك وهدى والدك ووالدتك وأخواتك إلى الصواب.....
اقرئي على موقعنا:
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة...مشاركة
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا
قلبي وأبي وربي شباب للعرض فقط م
أبكي وأمي وأبي لا يبالون. مشاركة1
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين