تصفح الاستشارات والردود
| الأسئلة المتكررة FAQ   | طلب استشارة | بحث مفصل | تصفح الاستشارات بالتصنيف

تعليقات الأعضاء

العنوان: لكل منا طريق ورحلة
التعليق:
fiogf49gjkf0d
مهما كتب لمواساتك فلن يكون بقدر ما تشعرين، فلا كلمات ولا أشياء ولا أشخاص يعوضون افتقاد الأب خاصة إذا كان أبا فريدا, إلا أن الحياة والأقدار فيها حكمة لا ندركها بسهولة.
سأخبرك أمرا : عايشت بشكل مقارب ما تشعرين به، فلقد مات أبي بعد تخرجي من الجامعة في رحلة دراسة مرهقة بحوالي عشرة أشهر، كان مريضا وكنت أتمنى شفاءه.
أرى أبي نموذج يصعب تكراره فأراه الأب الوحيد الذي يعامل ابنته كالأميرة, فقد كانت علاقتنا في منتهى الرقي والروعة، أراه مصدر الأمان والراحة والهدوء والحب والحنان والرحمة والسكينة والاطمئنان و ....
مهما كتبت من مجلدات فلن أوفيه حقه و أسأل الله تعالي أن يجازيه عنا خير الجزاء وأن ينر قبره وجميع موتي المسلمين.
أردت أن أوضح لك مدي التفاهم والحب والود والرقي بيني وبين أبي، كان يحبنيي كثيرا من بين أخواتي مما كان يسبب غيرتهنّ, كان مصدر الدعم والأمان والراحة والاطمئنان بالنسبة لي, فشعرت بعد موته بخلل في كل هذا، بالرغم من محاولتي التقرب إلى الله, إلا أنني بعد ذلك اكتشفت أنه تقرب من طبقات النفس السطحية وبالتالي لم أصمد كثيرا أمام عواصف الحياة الشديدة فكنت أبكي أبي وأنهار.
أرسلت بواسطة: sorah بتاريخ 26/11/2014 08:10:45
العنوان: تكملة الرحلة
التعليق:
fiogf49gjkf0d
لن تنزعجي بعدم اهتمام أعمامك, فلا أحد لديه وقت أو جهد لأحد, و بعد فترة ستعتادين أن تعتمدي علي الله ثم نفسك, فمن يعامل ابنته هكذا ستكون فتاه مجتهدة لمصلحتها و دراستها و نافعة لأهلها, فأمك تحتاج قربك مثلما تحتاجين لها و أكثر, فلست قلقة علي مذاكرتك لأنني كنت دائما أري ابتسامة أبي في كل خطوة أنجزها و أعلم أنه ستسعده, و هكذا ستحققين طموحك في الطب و تهديه من الأجر و الفرحة إن شاء الله و ستشعرين بمشاركته بما زرعه فيكي و من الميراث الرائع الذي تركه لك من ذاكرة وفيرة بكلمات و أفعال و لحظات رائعة بينكم و هي ثروة لا تقدر بثمن, متعك الله بها. و سأكمل لأشاركك حتي لا تستوحشين بمفردك, بكيت أبي سنوات و سنوات, كنت أحتاجه بشدة و لا أستطيع أن أكمل حياتي بدونه كإنني فقدت البصلة و الدليل, خاصة عندما رحلت معه الدنيا النقية الجميلة التي عرفتها معه, و رأيت وجها آخر للحقيقة و أن الدنيا ليست المدينة الفاضلة كما كنت أراها, فقد كان أبي كجهاز الفلتر يفلتر المؤلم و الصادم و المروع و ...... فلم أكن أعرف إلا دنيا خيالية لمجتمع ملائكي مليء بالخير و لا أتعامل مع أشرار, و لكن ليست هذه هي الدنيا الحقيقية !
أرسلت بواسطة: sorah بتاريخ 26/11/2014 08:23:33
العنوان: تكملة الرحلة
التعليق:
fiogf49gjkf0d
أعلم أن حداد الروح لأكثر من عامين لا يكون إلا لـ "نموذج الأب الفريد".
عند موت أبي كنت كما قالت المستشارة أرتب لترتيبات الجنازة واتصلت بأصدقائه كما لو كنت من جيران المتوفى, ولكني انهرت تماما بعد ثلاثة أشهر ثم مررنا بعواصف الحياه فافتقدته أكثر وبكيته أكثر, وسأخبرك سرا "الله يبتلينا ليعلمنا لا ليعذبنا", كما لو كان كل منا يصنع حياته حسب قناعاته ودرجة وعيه واختياراته, فالفطام من الأب يصبح ضروريا في وقت يراه الله هو الأصلح, لنتعلم وننضج بشكل مكثف.
قد تقولين مثلي لا أريد أن أتعلم أو أنضج ,"مليش دعوة أنا طفلة وعاوزة بابا", إلا أن الله تعالى يدبر لحياتنا بطولها وليس للحظة فقط, فالمدير في الدنيا لا يخطط ليوم وإنما لسنوات ولله المثل الأعلى, وحتى هذه لم أكن أدركها فكنت أرى من زاوية أضيق من رؤيتي الحالية بعد أن تحملت بمسئوليات العمل وأصبحت رؤيتي أشمل.
كنت أمر بخبرة تلو الأخرى, ولأنني لم أتعلم من الأولى أدخل في الثانية إلى أن بدأت أفهم وأتعلم.
ثم مررت بتجربة فقد كبرى ولكنني بعدها كبرت وأدركت وأيقنت أنني سأكمل الرحلة بدون جسد بابا ولكن ميراثه بداخلي وهو إحساس غني جدا بحضوره في قلبي
أرسلت بواسطة: sorah بتاريخ 26/11/2014 08:49:58
العنوان: تكملة الرحلة
التعليق:
fiogf49gjkf0d
يا الله .. في رحلة الحياة هناك :
سحب وغيوم .. ونور وشروق.
طرق ممهدة .. ومنحدرات ومطبات.
والعنصر الإنساني به مزيج من الخير والشر فلسنا ملائكة ولا شياطين.
ستبهرك الرحلة, وكلما استوحشت استمعي لسورة القصص "إن كادت لتبدي بها لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين", تقربي لله تقربا عميقا على مستوى نفسك وروحك بفهم صحيح.
وحاولي أن تبدأي التعلم من الدنيا بدون حكم مسبق أنها سيئة ولا أنها المدينة الفاضلة.
قد يؤنسك أيضا كلامي هذا بعض الشيء, لأنني أشعر ما تشعرينه من ألم الفراق, ولذلك أقول لك أنك ستصبحين طبيبة رائعة لأن مثل هذا الأب يربي أميرة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق أهداف وإنجازات ومنها دراستك لما تتمنين, فأنت بإذن الله قادرة.
ترفقي بنفسك واحتضنيها ولا تحملي هم الغد.
ادع الله تعالى أن ينير قبر أبيك, وأن ينير قلبك وطريقك بنور من نوره سبحانه وتعالى, واستمتعي برحلة فيها ما فيها من أحلام وآمال وحب وفرح وسعادة وألم ورزق وفراق وهكذا هي الحياه.
أتمنى أن أكون شاركتك في رحلتك بجزء من رحلتي, وأنا على إستعداد للتواصل معك هنا لمشاركتك وحتى لا تشعري بالوحشة والوحدة.
أرسلت بواسطة: sorah بتاريخ 26/11/2014 09:10:44
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول أولاً أو الاشتراك إذا كنت غير مشترك

المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © Powered By GoOnWeb.Com