العنف المنزلي
أنا متزوجه ولدي 3 أطفال زوجي مريض نفسي ولا أعرف مرضه بالضبط فهو إنسان منطوي لا يحب الخروج والاجتماعات، قليل النوم، متقلب المزاج، شرس في التعامل معي ومع أطفاله، كثير المشاكل في البيت وفي عمله،
يضربني باستمرار لا يردعه شيء عن ضربي وضرب أطفالي، لسانه سليط، يطردني من بيتي باستمرار وأنا متمسكة بأطفالي، يحاول حرماني من جميع متع الحياة، منعني من عملي وفصلني منه، لا يريدني أن أجلس على الهاتف ولا يريدني أن أجلس على الكمبيوتر، ولا يريدني أن أخرج من البيت، منعني من الاجتماعات العائليه إلا في الضروره لا يحترم أهلي، يتفنن في تعذيبي ولا أستطيع السيطره عليه إطلاقا، لا يعترف بمرضه ويسقط ما به علي.
أرجو مساعدتي بالحل وكيفيه التعامل معه فهو يهدم بيتي وأسرتي ودمر نفسيات وشخصيات أبنائي
رجاء المساعدة
11/11/2014
رد المستشار
شكراً على استشارتك الموقع وتمنياتي لك بالأمان.
العنف المنزلي هو مشكلة اجتماعية تطرق أبواب الصحة النفسية من مختلف الطرق القانونية والرعاية الاجتماعية وتتطلب تدخل عدة فرق اجتماعية وأمنية وطبية نفسية هدفها الأول حماية البالغ المستضعف Vulnerable Adult والذي يتم تصنيفه بالضحية.
استمرار العنف المنزلي بحد ذاته في غاية الخطورة وإن كان اعتداء اليوم كلامي وجسدي بسيط فاعتداء المستقبل قد يكون في غاية الخطورة ويكفي أن يحدث مرة واحدة ليسبب تدمير صحي جسدي ونفسي دائم يترك بصماته على الضحية طوال العمر. على ضوء ذلك لا بد من أن تسألي نفسك إن كان وجودك معه تحت سقف واحد اختيار حكيم أم لا؟ والأهم من ذلك ما هي قدراتك على حماية نفسك إن تجاوز سلوك زوجك العدواني عتبة معينة قد تقضي عليك أو على أحد الأطفال؟
عدم الإجابة أو الانتباه إلى هذه الزاوية شائع جداً في الممارسة المهنية ويؤدي دوماً إلى كارثة في المستقبل وخاصة ضرب الأطفال. على ضوء ذلك فسلامتك وسلامة الأطفال في غاية الأهمية ولا بد لك من البحث عن حلفاء لمساندتك وليس هناك غير الأهل أولاً في المجتمع العربي وبعد ذلك الجهات الرسمية إن كان ذلك ممكناَ في المجتمع الذي تعيشين فيه.
بعد تأمين سلامتك ووجود الحلفاء لك لا بد من أن تسألي نفسك ثانية هل من الممكن أن تعيشي مع زوجك تحت سقف واحد وتغير مشاعرك نحوه حتى وإن توقف العنف المنزلي؟ إن كانتإجابتك بنعم فلا بأس .. أما إن كانت الإجابة بالنفي فعليك أن تتركيه. حياتك كمطلقة أفضل لك ولأطفالك بعيداً عن رجل يهوى العنف المنزلي للتعبير عن نزواته العدوانية الخبيثة.
لكن السؤال الذي تطرحه الضحية أكثر من مرة هو التركيز على إصابة زوجها باضطراب نفسي قد يستجيب للعلاج والبحث عن وسائل للتعامل معه وربما سيؤدي ذلك إلى حدوث تغيير جذري في سلوكه ويتحول بين ليلة وضحاها إلى إنسان آخر.
هذه الأمنية يصعب تحقيقها ولكن الذي يحدث أحياناً بأن الزوج يتقدم في العمر ويصبح أقل عدوانية مع اقترابه من العقد الخامس من العمر ولكن مع كل ذلك لا تتحول العلاقة الزوجية إلى علاقة حب ومودة ولا بد من الإشارة أيضاً بأن الزوجة تصبح مغلوبة على أمرها ولا حول لها ولا قوة.
صفات المعتدي في العنف المنزلي:
1- الغالبية العظمى من المعتدين لا يختلفون عن بقية البشر في تاريخ طفولتهم وإن كانت ملاحظة وجود تاريخ عنف منزلي عائلي سابق أكثر شيوعاً. تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أهمية الظروف البيئية في تعلم وممارسة العنف المنزلي في المعتدي ولكن هناك أدلة علمية لا تقبل الجدال بأن العوامل الوراثية والجينية هي أهم من ذلك، وأنا بصراحة أميل إلى أهمية العوامل الوراثية.
2- تكثر ملاحظة تعاطي مواد محظورة مثل الامفيتامين والحشيش عند البعض مع الإدمان على هذه المواد والكحول أحياناً.
3- أما تشخيص اضطراب عقلي جسيم مثل فصام فهو في غاية الوضوح عند البعض ونادر جدا وقلما يؤدي إلى عنف منزلي طويل الأمد وتشخصه الزوجة قبل تدخل الطبيب النفسي.
التوصية:
رد عليك الموقع بصراحة علمية دون إطلاق المواعظ. سلامتك من الزوج المعتدي أهم من كل شيء وفيها سلامة أبنائك. ابحثي عن الأمان والحلفاء وعليك أن تتخذي القرار الحاسم بطلاقه إن تطلب الأمر.
وفقك الله.