استشارة أسرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على قدر ما يشتكيه الإنسان من سوء حالته النفسية، قد تزداد حالته سوءا مع المجتمع الذي حوله وخصوصا وبشكل كبير الأسرة عندما تكون مضطربة، يبدأ الاكتئاب ينتشر إلى جميع أفراد العائلة.. صحيح أنني أعاني من وسواس، أراقب صلواتي وإلخ بتفكير سلبي شديد، الغريب مع ذلك التفكير السلبي أو السيئ يرافقني حتى في الجانب الاجتماعي أو قد لا يكون سيئا، لا أعرف قد يكون الأمر الذي أفكر فيه فعلا سيئا.
أفكر وبحزن وأتأمل بقهر (أمي) وموقفها في المنزل بالنسبة لأخوتي وأبي، وبالنسبة للناس في الخارج.. أنا أحب أمي كثيرا، وأتوقع أنني الوحيدة بين أخوتي تفكر بأمها وتخاف عليها.. الفترة التي أفكر فيها كانت منذ سنتين. لأنني بدأت ألاحظ التغيرات خلال هذه الفترة.
أي بمعنى أني أشعر أن أمي بدأت وكأنها تضعف يوما بعد يوم في شخصيتها، ليست أمي النشيطة، أشعر أن أصابها الاكتئاب، هي سيدة منزل، انقهر حين أدردش مع صديقاتي ويحكين لي عن أمهاتهم وكيف أنهم يجبرن أبناءهن للقيام بحقوق المنزل والاهتمام بنظافته والاهتمام بالنظام على أنهن سيدات منزل أيضاً، وهذا ما يعجبني، لكن أمي العكس. أمي لا تطلبنا أبدا نقوم بأعمال المنزل!! أنا أقوم بذلك بنفسي، أما أخواتي لا يعملن شيئا، لكن أحيانا أمي تطلبني أنا بالذات لأني الشخصية التي لا تحبها.
الشخصية التي لا تحبها أمي تكون عكس شخصية أمي "صارمة ومرتبة ومنطقية لا عاطفية"، ولكن أمي عاطفية لا تهتم كثيرا بالنظام والنظافة، العاطفة الزائدة لدى أمي تجاه أخوتي جعلتهم لا يحترمونها بل أحيانا يهينونها ومع ذلك أمي لا تخاصمهم. (فمثلا لو أمي رأت أختي تسمع أغاني بصوت عالي وأغاني ماجنة غير أخلاقية، تتضايق ولكن حدها تقول يا ابنتي لا تزعجيني! ثم ترد عليها أختي اذهبي وأغلقي الباب هيا، أمي بسرعة تغلق الباب فقط لا أكثر من ذلك، أليس ذلك مؤسفا؟!
أحيانا أقول لأمي: أمي لماذا لا تطلبين من أختي غسيل المواعين ولو مرة، تقول لا أريد أن أضايقهم، ثم أعبس بوجهي، ثم تقول أنتِ لا تحبي أخواتك أنت غير عاطفية تريدين تكليفهم بغسيل المواعين إلخ .. ثم تطلبني أغسلها، بالتالي أخواتي لا يشتغلون في المنزل إلا عند مجيء الضيوف، البيت كله على رأسي أنا وأمي، المشكلة أن أمي عندها الأمر جداً عادي!
غير ذلك.. أمي تنفذ كل طلبات أخوتي، فمثلا دائماً ما أسمع من أختي الكبيرة (تخيلوا): أمي جهزي لي الفطار! ثم ترد أمي: يا قلبي انتي جائعة الآن سأجهز لك.. في ذلك الوقت ألقي محاضرة لأختي عن احترام الأم ولكن لا حياة لمن تنادي.
لماذا يا أمي؟؟ أتمنى أن تكون أمي قوية وتطلبني وتطلب أخواتي بالتعاون معي، أهذا ناتج عن اكتئاب لأنها أغلب الوقت لا تبتسم ولا تتكلم كثيرا؟ أصبح عندها مشكلة في نطق بعض الحروف، هذا ما ألاحظه ولكن لا أحد تطرق لهذا الموضوع من أخواتي، عندها في الخارج (رهاب اجتماعي متلازم لمدة طويلة، مع تعرق في الكفين ورجفة كذلك عند مقابلة حماتها وهكذا)، أخواتي أصبحن يستغلن أمي كثيرا، كيف أجعل الأخوات الكريمات يشتغلن في البيت كباقي الناس؟؟ أصبحن لا يطقن، أنا خادمة عندهم.
20/11/2014
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف عرفت أنك تعانين من الوسواس؟ هل هو تشخيصك لنفسك، أم رأي مختص؟ لم ألمس في سطورك مظهرا للوسوسة. قد تعتقدين أنك موسوسة لتركيز اهتمامك وانزعاجك من قضية لا تستطيعين حلها ولا سلطة لك عليها وهي تقييمك لشخصية وسلوك والدتك وشقيقاتك.
شخصية والدتك هي تراكم لخبراتها واختيارها للأساليب التي تعينها على التعامل والتوافق مع متطلبات حياتها، وهو أمر خاص بها لا يمكنك تغييره مهما حاولت ما لم تكن هي مقتنعة بحاجتها للتغيير، أو طالما أساليبها الحالية تسير حياتها بالدرجة التي ترضيها، ولذا لست في حاجة لتقييم شخصيتها.
أقدر فيك اهتمامك بوالدتك وحرصك على مصلحتها، ولكن احذري من أن تؤذيها بدل من أن تكوني عونا لها. تحتاج الأم لتربية أبنائها مزيج من الحزم والعطف، وطغيان أحد الجانبين على الآخر ينتج خلل في التفاعل الأسري، ويبدو أن والدتك يغلب عطفها على حزمها في التعامل.
قد تتقبل والدتك استغلال شقيقاتك أو اعتماديتهن الزائدة عليها أكثر من تقبلها لانتقادك لها، فاحذري أن تكوني أنت أيضا مصدر للضغط عليها من نوع آخر. لا يعني هذا أن تقبلي أن تتحملي وحدك عبء مساعدتها، يمكنك الحديث مع شقيقاتك في التخفيف عن والدتكم بعض مسئولياتها من باب البر الشرعي المفروض بعيدا عن أسلوب المحاضرات. اقترحي على والدتك تقسيم الأعمال بينكم جميعا. إن لم تستطيعي إحداث تغيير في سلوك والدتك أو شقيقاتك كوني جاهزة أنت لمساعدتها بقدر استطاعتك ودعمها دون انتقاد من باب فضل ساقه الله إليك فاغتنميه حتى وإن تخلت أخواتك.
التعليق: طيب أنا آسفة، أستغفر الله بسبب انتقادي لها، أنا أخطأت في كلامي كان من المفترض أن لا أتكلم عن أمي ذلك الكلام، أستغفر الله وأتوب إليه.
أتمنى أن تحذفوا الموضوع