تلميذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد التحية: أود أن أستشير سيادتكم في حالة تلميذ بالصف الثالث الإبتدائي وعمره 8 سنوات. المدرسون يشتكون من أنه عنيف جدَا مع زملائه وسريع الانفعال والغضب، ولكنه الآن أصبح أفضل ولكن زملاءه لا يريدون الحديث أو اللعب معه، وأصبح حزينا جدَا. وعندما تحدثت معه علمت بأن والده منفصل عن والدته، وهو يعيش مع والده وزوجة والده واثنين من الإخوة من الأب، ووالدته تعيش في بلد آخر ولا يراها.
وزوجة والده تعامله بطريقة قاسية وتقوم بضربه وتعنيفه وتكذيبه طوال الوقت، وأيضَا تفرق في المعاملة بينه وبين أولادها مما يشعره بأنه منبوذ. فأرجو التكرم بإخباري بكيفية التعامل معه، وعند مقابلتي لوالده ما التوصيات التي أطلبها منه، مع العلم أن الوالد على علم بما تفعله زوجته وهو أيضَا يقوم بضربه. وبالنسبة للمدرسة عندي.. عندها قلق من مقابلة الوالد لأنها خائفة من ردة فعل الأب.
أنتظر ردكم
ولكم جزيل الشكر.
9/12/2014
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ليس هناك ما يدعو الطفل في هذا العمر إلى الكذب ولا شك أن موقعه في الوحدة العائلية الجديدة غير مرغوب فيه على أقل تقدير. الطفل هو مسئولية الدولة في البلاد المتحضرة قبل أن يكون مسئولية وملك الوالدين. على ضوء ذلك تتحمل الدولة مسئولية حماية الطفل حتى من الوالدين إن كان هناك أدنى شك بتعرضه للأذى نفسياً وجسديا. ولكن لكل وطن حضارته وعليك بالتعامل ضمن حدود القانون في البلد وليس الأعراف الاجتماعية.
لابد أولاً من مقابلة الوالد والحديث معه حول سلوك الطفل وتعليمه والتعاون بين المدرسة والبيت لدفعه نحو الوصول إلى أقصى درجات مقدرته. هذا هو المدخل إلى الحديث وعندها ستتم الإشارة إلى تعامل الأم معه. لا أعلم ما هي اللوائح في المدرسة ولكن في عمر 8 سنوات من المتوقع أن يتم لقاء كادر التعليم مع ذوي الأمر كل 3 أشهر ويمكن أن تكون هذه هي الفرصة للحديث.
يؤدي الحديث مع الوالدين عن تعليم وسلوك الطفل إلى نتائج إيجابية دوماً ويذكرهم بواجباتهم الأبوية. بعد اللقاء الأول يتم الاتفاق على مواعيد منتظمة وتشجيع الوالدين على الاتصال بالكادر التعليمي. هذا يؤدي بحد ذاته إلى حماية الطفل بصورة غير مباشرة. ولكن إن كان هناك أي دليل على أذى جسيم يتعرض له الطفل أو أن اللوائح القانونية التعليمية تنصح بالاتصال بهيئة الشؤون الاجتماعية المختصة بحماية الأطفال Child Protection Agency فعليك الالتزام بها حرفياً.
قابلي الوالد والأم كذلك في المدرسة أولاً، واحرصي على لقاء الطفل شهرياً أو كل أسبوعين للحديث معه.
وفقك الله.