أنا صاحب هذه الاستشارة: الأولى وسواس والثانية والثالثة وساوس !
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أسعد الله أوقاتكم دكتورنا الفاضل وائل
أشكرك أولاً دكتور على تجاوبك، أسأل الله أن يجزيك عني وعن من تساعدونهم خير الجزاء، أظن ما اقترحته علي للعلاج أسلوب استهلاك الفكرة الوسواسية صحيح دكتور؟
عموما أتمنى أنك وُفقت بالتشخيص يا دكتور، لكن يؤسفني أن أخبرك أن الحل لم يجدي نفعاً! أو بالأصح تطبيقه بالنسبة لي غير ممكن وفيه صعوبة.
بالنسبة لقبول الفكرة وكونها مرضية ولو أنه فيه صعوبة قليلاً لكن أتفق معك فيه وممكن بإذن الله تطبيقه، لكن الإشكالية أنه بسبب الجهد والتعب الذي أعانيه يومياً في الوضوء الذي يستغرق مني 9 دقائق تقريباً، وقضائي لحاجتي الذي يستغرق وقتاً أيضاً بسبب بقاء قطرات قليلة في مجرى البول بعد ما أنتهي من التبول (تأكدت من نزولها حقيقة وليس توهما أو وسوسة) بالذات عند الانحناء أو الجلسة وغيره؛
أضطر لإفراغها من ذكري بالمنديل أكرمك الله حتى يتوقف خروجها لا يبقى شيء منها وأضمن إن شاء الله عدم خروج شيء منها، بالإضافة إلى مشكلة الغازات (وبالمناسبة مشكلة القطرات والإحساس بحركتها) كانت أول شيء بدأ عندي الوسواس بسببه لكن اكتشفت حل التفريغ متأخراً...... كل ما سبق أهلكني وأتعبني لك أن تتخيل هذا الروتين اليومي!
جميع ما ذكرته لك يعزز ويضطرني للتحاشي والتوجس وتجنب تلك المواقف بسبب رغبتي في المحافظة على طهارتي مما يجعل حل التكيف صعبا، فلا أدري ماذا أفعل يا دكتورنا الفاضل، هل يوجد حل آخر؟ ماذا تقترح؟
سؤال إضافي: عند رغبتي في الوضوء والصلاة يضطرب القولون عندي ويزداد خروج الغازات عندي، ماذا أفعل؟
ولا تسألني عن التوتر الذي أعانيه إلى أن أنتهي من الصلاة خوفاً من خروج الغازات، قد تقول ما المشكلة لو خرجت تتوضأ مرة أخرى؟ المشكلة أن الوضوء يتعبني ويجهدني بسبب الوسواس كما ذكرت لك سابقاً وهذا سبب التوتر والخوف من الوضوء وبالتالي اضطراب القولون! وهلم جرا
ماذا أفعل للسيطرة على أعصابي والتخلص من هذا الخوف والتوتر؟
وأخيراً هل الڤافرين دوره التخفيف من حدة الوسواس فقط؟ لأنني أستخدمه من مدة طويلة والحال كما ترى !
أعتذر على الإطالة، جزاك الله خيراً وجعلك الله سبباً في شفائي وتفريج كربتي.
09/01/2015
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "عبد الله" أو يا "...." كما تسمي نفسك في المتابعة... شكرا على متابعتك، إن ما تصفه لنا عن حياتك المليئة بالوساوس من الصباح إلى المساء وإلا ما قلت (لكن الإشكالية أنه بسبب الجهد والتعب الذي أعانيه يومياً في الوضوء الذي يستغرق مني 9 دقائق تقريباً، وقضائي لحاجتي الذي يستغرق وقتاً أيضاً بسبب بقاء قطرات قليلة في مجرى البول بعد ما أنتهي من التبول -تأكدت من نزولها حقيقة وليس توهما أو وسوسة- بالذات عند الانحناء أو الجلسة وغيره، أضطر لإفراغها من ذكري بالمنديل أكرمك الله حتى يتوقف خروجها لا يبقى شيء منها وأضمن إن شاء الله عدم) وكأنك تصف حياة مسلم تقي يحرص على طهارته وهي للأسف حياة مريض يوسوس حتى الثمالة، وفعله الوسواسي مكروه شرعا...
كل ما بين القوسين مكروه شرعا للموسوس حتى ولو تأكدت من نزولها حقيقة! تخيل! لأن في فعلك تعمقا ينافي الأمر النبوي الصارم بالنهي عن التعمق والتنطع في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام "هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون" صدق صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه مسلمُ والبخاري، فرغم أن المذكور في كتب الفقه هو أن الاستبراء مندوب أو مستحب إلا أن ذلك مشروطا بألا يصل إلى الوسوسة، والاستبراء واجب عند المالكية، ولكن هناك تحديدا للموسوس بعدد مرات لا يتعداه.... والتفاصيل ربما تضيفها أ. رفيف الصباغ.
إذا كان هذا الحال الذي أنت فيه هو ما وصلت إليه بعد قراءتك المتأنية لما أحلتك إليه في ردي السابق:
وسواس المذي؟ افرحي بدلا من الخوف!
ماء الرجل: المني والمذي والودي
علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي إسلامي Religious CT
فلا معنى لذلك إلا ضرورة أن تستعين بمعالج معرفي سلوكي يستطيع تدريبك بعد التأكد من استعدادك للتعاون، فلابد بعد الحديث مع المعالج أن تبدأ في تغيير أفكارك وسلوكياتك فيما يتعلق بالوضوء وبالتطهر والاستنجاء وغير ذلك مما قد يظهر أثناء العلاج.
نصحتك نصيحة يا "عبدالله" في ردي عليك وقلت لك أن فيها إن اتبعت شفاؤك من هذا الوسواس إن شاء الله، عليك أولا القبول بحدوث هذا الوسواس الجنسي الذي لا يد لك فيه، ويجب ألا تتحاشى أي شيء أو نشاط بسببه، لكن عندما يحدث لا تحاول صده ولا نفيه ولا تحييده، إنما حاول تدريب نفسك على مراقبته من بعيد يأتي ويذهب وكأن لا علاقة لك به، إن فعلت هذا ستكتشف أنه بالتدريج ستقل مرات حدوث هذا النوع من الإثارة حتى تنساها... لم تفعل أنت ذلك حتى وإن تخيلت أنك فعلت!
لا أدري من أين جئت بتعبير استهلاك الفكرة الوسواسية؟ إن ما كنت أقصده هو تتفيه للفكرة أو تدرب على عدم الاستجابة لها رغم الوعي بوجودها أو الاستجابة بالرضا، أو بالأحرى تتفيه لفكرة أن المشاعر الجنسية أو الأحداث التسلطية الجنسية التي تدهمك لها معنى يسيئ لك ولابد أن تطردها أو تنفيها... لا بل ارض عن وجود المشاعر دون تقييم... هذا فحوى ما كنت أطلبه معك للتعامل مع موضوع استشارتك الأولى الأساسي...
فإذا كنت من أول الطريق ستقول لي (بالنسبة لقبول الفكرة وكونها مرضية ولو أنه فيه صعوبة قليلاً)... فاعلم أن الصعوبات الأكبر ستأتي في طريق العلاج وأنه ليس يسيرا أن تتخلص من وسواس قهري يبدو منذ إفادتك الأولى أنك منقوع فيه جميعك دون أن تكون مستعدا لتخفيف معاييرك الانضباطية بشكل عام، أنت لا تبدو من نوع المريض الذي يسهل عليه الشفاء لأنه يفرح بالحل ويطرب لانتهاء الوسواس.. بل أنت من النوع المتعمق الذي يتعب نفسه ومعالجه، وعليك أن تبحث عن معنى التعمق في الموسوسين خاصة في الأمور الدينية وستجد كتابات كثيرة في كتب الأولين... وأيضًا ستجد على مجانين.
وأما أهم ما وضحته إفادتك هذه فهي تركيزك على (مشكلة القطرات والإحساس بحركتها)... فأنت تتكلم عن أحد مشكلات الموسوسين بإحسان الاستنجاء أو حفظ الوضوء فأنت تعيد الإشارة إلى ما نسميه الوساوس الحسية الجسدية Somatosensory Obsessions وتظهر في الانشغال المزعج من قبل الشخص بالعمليات الفسيولوجية الجسدية أو الأحاسيس الجسدية الطبيعية حيث من الواضح أن لديك خبرة حسية متميزة بفرط الوعي الحسي Sensory Hyper-Awareness بإحساس هو في الأصل تلقائي لاواعٍ أو عابرا يكون الوعي به أوم عادي نادرا ما يعتبره الإنسان الطبيعي سببا للمشكلات.... لكن أنت أمرك بدأ مختلفا واستمر كذلك.
ليست حالتك مستحيلة العلاج ولا هي صعبة حتى إن رضيت بأن تتنازل عن بعض من وساوسك وقهوراتك المتماشية مع الأنا Egosyntonic Obsessions & Compulsions أو ما ستعتبره في البداية مبادئ صحيحة ومنطقية... ثم نكتشف بالعلاج المعرفي السلوكي سويا أنها ليست كذلك أو ليست الوحيدة كذلك وربما أفضل منها يكون ذلك!....
انتظر أو اقرأ ما ظهر إن شاء الله على الموقع تحت عنوان: الوساوس الحسية الجسدية والخارجسدية: العلاج ع.م.س فسوف يفيدك جدا إن شاء الله...
وأخيرا تسألني عن عقار الفلوفوكسامين Fluvoxamine وتأثيره وهو التخفيف من حدة إلحاح الوسواس فإذا لم يستمر المريض في أداء أفعاله القهرية أي استطاع أن يستغل قدرته التي أنتجها العقار على إهمال وساوسه فإن الوساوس يمكن أن تنتهي أما إذا استمر كما في حالتك غارقا في قهوراته الاستباقية وأفعاله التحييدية، فإنه لا يستفيد من العقاقير كلها معا أكثر مما استفدت أنت من الفلوفوكسامين.
باختصار أنت لا تطبق العلاج المعرفي السلوكي كما تظن ولابد من طلب المساعدة من معالج متمرس... ونحن في انتظار التطورات الطيبة بعد ذلك، فتابعنا بأخبارك.
ويتبع>>>>>: الأولى وسواس والثانية والثالثة وساوس! م1
التعليق: السلام عليكم يا ولدي
بعد أن ظهر ردي هذا عليك صباح اليوم جاءتني من إحدى متصفحات الموقع المتميزات رسالة على البريد الأليكتروني تسأل فيها لماذا هذا العنف ؟
وكان ردي عليها:
لأن صاحبنا حاول أن يطبق ما قرأه على الموقع دون أن يحسن فهمه، لأنه من النوغ الذي يقرأ متسرعا
ولأنه لم يحاول طلب العلاج من طبيب كما نصحته. فكان ردها:
"أشكرك للرد سيدي لكن لا تنس أن اتخاذ قرار بزيارة الطبيب النفسي في بلادنا ليس بهذه السهولة".
ربما أحد أسباب تلكؤك إذن في طلب العلاج من مختص هو الحواجز التي تفصل بينك وبين الطبيب أو المعالج النفساني ... لكن الأمر أصبح ضرورة فاسع إليها عافاك الله.