عدم القدرة على إتخاذ القرار المناسب
أرجو من سيادتكم أن تكون هذه الرسالة سرية وأن يكون الرد عن طريق الإيميل وشكرا لجهودكم الرائعة وأعتذر عن الإطالة مقدما.
أنا شاب أبلغ من العمر 33 عاما منذ 10 سنوات وعندما التحقت بعملي بدأت المشكلة عندما أبحث عن زوجة وشريكة حياة فتقدمت لإحدى الزميلات ولكن علمت منها أنها تمت خطبتها -فأشار عليّ بعض الأصدقاء في زميلة لنا بالشركة كانت جميلة وذكية ومتدينة وكانت علاقتنا تقتصر على كونها مجرد صداقة ليس أكثر، فبدأت بالتفكير فيها وأحببتها جدا، وفاتحتها في أمر الخطبة فرفضت بشدة حيث أنني أصغر منها بعام تقريبا وقالت لي أنها لن تقبل بالزواج بشخص أصغر منها بيوم واحد، واستمرت المعاملات بيننا في حدود الزمالة وبدأت العلاقة تتقارب أكثر وأكثر حتى أخبرتني أنها تحبني جدا وبالرغم من ذلك لا تستطيع الزواج بي بسبب مشكلة العمر ولو أنني أكبر منها بساعة واحدة لتزوجتني على الفور، وجاءها عريس فبكت بكاءا شديدا لأنها لا تريده وتحبني ولا تريد الارتباط بغيري؛
وفي ظل ذلك أجبرها والداها على الخطبة ولكن لم تدم طويلا حيث أنها فسخت الخطبة بعد أسبوع واحد وهذه هي المرة الثانية التي تفسخ فيها خطبتها، وبعد ذلك بفترة فاتحتها في موضوع الزواج فوافقت بعد إلحاح من جانبي ورفض من جانبها في البداية حتى رضخت ووافقت في النهاية بعد خمس سنوات من المحاولة، وعرضت الأمر على والدي الذي رفض الموضوع بشدة لأنه كان يعرف والدها ويعرف أن هناك مشاكل داخلية بين أبيها وأمها وصلت للطلاق، وكان يعرف أنه تم خطبتها مرتين وفسخ الخطبة، فرفض بشدة وعرض عليّ ابنة زميل آخر وطلب مني رؤيتها وتم تدبير لقاء بدون علمي ورأيت الفتاة ووجدتها مخطوبة فأخبرت والدي بذلك وانتهى الأمر، وتحدثت مع أبي مرة أخرى في موضوع حبيبتي، ولكن أبي قاطعني وخاصمني هو ووالدتي لمدة عام كامل؛
وفي هذا العام وقفت هذه الفتاة بجانبي حتى أنني كنت أنوي ترك المنزل فرفضت بشدة أن أغضب ربي وأبي وأمي بقطع رحمي، وإستمرت تدعمني حتى هدى الله والدي ووافق على الخطبة وقمت بخطبتها في عام 2010، وإستمرت الخطبة مدة سبعة أشهر، وفي هذه الفترة رأيت أفعالا كثيرة من خطيبتي تتلخص في أنها مزاجية جدا، في يوم تقول إنها تحبني جدا وتريد البقاء معي لآخر العمر ولا تريد الاستغناء عني، واليوم الذي يليه تقول إنها تريد إنهاء العلاقة، واستمرت المسألة على هذا الحال وكانت تفتعل مشاكل بلا سبب فسألتها عن الأسباب فأخبرتي أنها تريد إنهاء العلاقة وقالت إنها تحبني ولكنها لا تريد الارتباط بي فأخبرتها أن تصلي استخارة أكثر من مرة فكانت تقول إنها بعد كل صلاة تشعر براحة وتقبل للموضوع ثم إذا خلت لنفسها تقوم بالرفض بدون سبب،
وبدأت في افتعال المشاكل وتدخل والدها ووالدي لحل المشاكل ولكن للأسف تمسكت برأيها وتم فسخ الخطبة، وعلمت بعد فترة أن أحد أصدقائي تقدم لخطبتها ووافقت علىه، وبعد فترة فسخت خطبتها للمرة الرابعة، فاتصلت بها لأطمئن علىها، وبدأ بيننا الحديث في حدود الصداقة ولكن سرعان ما عادت مشاعر الحب بيني وبينها، وكلمت والدها أكثر من مرة خلال الخمس سنوات الماضية، كانت تقولي إنها موافقة ولما أبوها يسألها ترفض، وفي كل مرة تختلق أعذار حتى تبرر رفضها، وتقدم لها عرسان كثيرين ورفضتهم، وطلبت مني أن أحلف على المصحف وأعدها ألا أتزوج قبلها (وقالت لي أنت ملكي وأنا لن أسمح لك أن تتزوج أبدا) وحلفت على المصحف بذلك، فصارحتها في يوم من الأيام وأخبرتها أن كل ما تقوم به ما هي إلا أعراض حالة نفسية ويجب مراجعة طبيب نفسي مختص للوقوف على الحالة ولكنها رفضت؛
واستمرت العلاقة فترة على ذلك الحال حتى فاجأتني منذ شهرين بأنها ترغب في إتمام الأمر في غضون شهر فأخبرتها أني قد استثمرت جزءا من أموالي في البورصة وخسرتها، ويجب أن أنتظر فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر حتى أستطيع تعويض جزء من الخسائر، فقالت لي لو لم أنهِ كل إجراءات الزواج في شهر فستقطع صلتها بي فطلبت منها مساعدتي وأخذ قرض على حسابها وسأسدده لها عندما تتحسن الظروف فرفضت، فأخبرتها أن على الانتظار لمدة ثلاثة أشهر وفاتحت والدها في الموضوع وكلمها فيه ورفضت، واتصلت بها لأسألها عن السبب فقالت لي ألا أكلمها مرة أخرى وأن الموضوع قد انتهى، ومضت فترة ووجدتها تتصل فسألتها عن حالها وكان كلاما عاديا، وبعدها بفترة اتصلت بي للاطمئنان على، ولم نتصل منذ ذلك الوقت، وأشهد الله أني أحبها جدا وأتمنى رضاها لكن لا أعرف ماذا أفعل لها.
المشكلة:
أهلي حاليا يرون أني قد كبرت في العمر ولا بد لي من الزواج، وأنا أحبها ولا أستطيع الابتعاد عنها فكلما ابتعدنا أعاود الاتصال أو تعاود هي الاتصال ونعود لفترة ثم نبتعد مرة أخرى وما زالت تلك هي الحالة خلال العشر سنوات الماضية، وقد حاولت البحث عن غيرها ولكني لم أسترح لأي واحدة أخرى ولا أستطيع الابتعاد برغم أني لا أستطيع مسامحتها على عدم وقوفها بجانبي في النهاية.
أرجو النصيحة حيث أنني أخشى أن يمر بها قطار العمر وتظل وحيدة في هذه الدنيا إذا تركتها وتزوجت، وفي نفس الوقت أشعر أني سأظلم الفتاة الجديدة التي سأرتبط بها حيث أن قلبي معلق بأخرى.
ملحوظة: أنا وهي نصلي ونحفظ القرآن وهي مواظبة أكثر مني على الحفظ وتقوم بتحفيظ القرآن في المسجد للطلبة الجدد، وأنا ولله الحمد بار بأهلي جدا حيث أن أبي وأمي يدعون لي كثيرا، وهي أيضا بارة بأهلها ولله الحمد.
أرجو النصيحة هل أنتظر حتى تتحسن الظروف وأطلبها مرة أخرى، أو أنساها وأبحث عن غيرها وقد جربت هذا الحل كثيرا خلال العشر سنوات الماضية ولم يفلح الأمر وأنا في حيرة من أمري ولا أستطيع اتخاذ القرار المناسب في مثل هذه الحالة، أنا مشوش جدا بسبب هذا الأمر وقد انعكس ذلك على عملي وبخاصة في حالة اتخاذ القرارت في البورصة حيث أنني لم أقم بأي عملية شراء منذ فترة طويلة أشعر بغياب الدافع وعدم الثقة في النفس، وأحيانا في قراراتي.
وجزاكم الله خيرا
وشكرا.
11/01/2015
رد المستشار
السلام علىكم ورحمة الله وبركاته؛
أطلت يا سيد "هشام" ولكن للإطالة هذه المرة فائدة, تعكس خبرتك مع الفتاة الفاضلة اضطراب شخصيتها الواضح وأنانيتها، وليس من المستبعد أن ينتهي بها الأمر للمرض النفسي, وهو أمر لا علاقة له بتدينها.
بعيدا عنها وعن سواها من الفتيات حولك ما نمط الحياة التي تريدها لنفسك وأولادك؟، ماذا تريد أن تنجز وأين تريد أن تصل؟، ما هو روتين اليوم الذي تريده لحياتك؟.. اكتب جميع هذه الأمور على ورقة ثم انظر لكل تفصيلة منها إلى أي مدى تستطيع أن تحقق أهدافك مع هذه الفتاة.
قد يساعدك على اتخاذ القرار أن تتذكر أنها ليست مسئوليتك فهي راشدة مسئولة عن حياتها ولها أسرة تدعمها, كما قد يساعدك أن تتذكر أنها لا تستجيب سوى لرغباتها المتقلبة، إلي أي مدى تظن أنك تستطيع أن تتحمل هذا التقلب عندما يشمل أمور حياتكما ورعاية الأطفال بعد الزواج.
قد تبدو لك الحياة بجانبها ممتعة الآن ومتجددة بحكم تقلبها ولكن سمات الشخصية هذه تسبب المعاناة للمحيطين مع مرور الوقت، وقد بدأت ترى بنفسك تأثير سلوكها علىك بضعف ثقتك بنفسك وبقدرتك على اتخاذ القرار وعلى عملك، هذه مجرد عينة لما ستكون علىه حياتك إن ارتبطت بها.
إن قررت عدم اختيارها ادعم قرارك بالبعد عنها النفسي والمادي، غير عملك، احذفها من مواقع التواصل الاجتماعي، غير هاتفك.. بعد مدة ستصبح قادرا على رؤية مميزات غيرها من النساء.. الشريك الأفضل في الحياة ليس الأجمل أو الأكثر تعلقا بك بل ذلك الذي يدعمك ويساعدك في تحمل أعباء الحياة، عسى الله أن يلهمك الصواب.
واقرأ أيضاً:
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط ؟
فن اختيار شريك الحياة (5)