أعاني من نقص في كيماويات المخ منذ 11 سنة
منذ 11 سنة أيام امتحانات الثانوية العامة بدأت أفقد تركيزي تدريجيا، لدرجة أنني داخل الامتحان لا أستطيع التركيز، وبدأت أتوهم أفكار غريبة معظمها عن فترة الطفولة وأحكيها، وأتكلم وأضحك مع نفسي، ورسبت في مادة الكيمياء، على الرغم أني كنت طالبة متفوقة،
ترددت على العديد من أطباء النفسية والعصبية وكنت أتحسن مع الدواء، وأيام امتحانات الكلية أسوء وأعود لما كنت عليه، ورسبت سنتين في الكلية بسبب ذلك، وذهبت لدكتور يدعى...... وهو حاصل على ماجستير نفسية وعصبية ودكتوراه مخ وأعصاب، أعطاني دواء كلوزابكس 100 مللجم، ولوستيرال 50 مللجم، وأكينتون، ووصف مرضي بأنه ليس مرض نفسي بل نقص في كيماويات المخ تعوضه الأدوية، حيث كانت هناك نصائح من أهلي بترك الدواء لأن الأمراض النفسية ليس لها علاج، وكنت كلما تركت الدواء ساءت حالتي،
وتحسنت حالتي كثيرا وبدأت أنجح دراسيا حيث حصلت على تقدير جيد جدا في البكالوريوس، وأكملت دراسات عليا وحصلت على دبلومتين، ومنذ شهر ناقشت الماجستير وحصلت عليه بتقدير ممتاز.
ولكن المشكلة قائمة في حالتين، قبل الدورة الشهرية أعود للكلام مع نفسي وتأتيني دوما أفكار خاصة بمرحلة الثانوية العامة بداية المرض، حيث لدي هاجس أن شيئا ما حدث في تلك الفترة أدى للمرض وكلما ناقشت تلك الفكرة ورفضتها أقول لنفسي إذا لم يكن هناك شئ فما الذي أدى للمرض، وتراودني أفكار عن مشاجرات تمت مع زملائي في تلك الفترة، ولا أدري مدى صحة تلك الأفكار ربما حدثت وربما لم تحدث ولكنها أمور تافهة، مهما كانت وانقضى عليها فترة طويلة وعلى الرغم من ذلك تراودني دوما وربما انفعلت مع تلك الأفكار وتكلمت مع نفسي أو ضحكت.
كذلك أعاني من التوهان وعدم التركيز، ولكن ليس في الدراسة فأنا أركز جيدا، ولكن عندما يطلب مني عمل شيء ولو بسيط، وكذلك في المواقف الاجتماعية، كذلك أعاني من أحلام اليقظة المفرطة، أعلم أن أحلام اليقظة شئ طبيعي في مرحلة المراهقة ولكني تجاوزت تلك المرحلة.
كما أعاني من القلق والخوف من المستقبل ومن أني لن أستطيع الحياة بشكل طبيعي أتزوج وأنجب، أعمل، أحصل على وضع يلائم مستواي الدراسي كل ذلك بسبب مرضي وكذلك حالة التوهان التي تصاحبني وربما تم رفضي في أعمال قبل ذلك بسببها،
فماذا أفعل فأنا مستمرة على العلاج ورغم ذلك أعاني من تلك الأعراض؟
ولكم الشكر
14/3/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح والسعادة.
استشارتك تحتاج إلى مناقشة ما يلي:
١- ما هو الاضطراب النفسي أو العصبي النفسي الذي تعانين منه؟
٢- ما هو العلاج؟
الاضطراب النفسي:
رسالتك تتطرق إلى أعراض نفسية ومسار اضطراب مزمن.
بدأ الاضطراب في النصف الثاني من أعوام المراهقة أيام ما كنت تعانين من ضغوط نفسية تعليمية. كانت حدة الاضطراب مرتفعة وأثرت بصورة سلبية على أدائك التعليمي. الأعراض التي تتحدثين عنها بصورة عابرة هي ضعف التركيز، ذكريات وهامية وربما الاستماع إلى أصوات والحديث معها.
استمر مسار الاضطراب المزمن وهناك إشارة إلى أعراض أخرى في الفقرات الثانية والثالثة والرابعة. هناك أفكار تتسلط عليك بين الحين والآخر لا يمكن وصفها بالوهامية الآن لعدم وجود تفاصيل كافية. هناك قلق وخوف من المستقبل وضعف في التركيز ورهاب اجتماعي مع فقدان الثقة بالنفسة.
زيادة شدة الأعراض وقت العادة الشهرية لا يعكس إلا ملاحظة واحدة وهي وجود أعراض نفسية مترسبة تصبح أكثر وضوحاً وقت الضغط النفسي أو البيولوجي وأنك لا تزالين تعانين من اضطراب لم يدخل مرحلة الشفاء التام. هذه الأعراض يمكن وضعها في إطار وجداني اكتئابي بحت أو تصنيفها كأعراض سلبية ناتجة عن اضطراب ذهاني مزمن وبالتحديد اضطراب الفصام.
العلاج: تتعاطين الآن ثلاثة عقاقير:
العقار الأول: هو مضاد للذهان وهو الكلوزبين بجرعة ١٠٠ مغم يومياً (وربما أكثر من ذلك).
العقار الثاني: هو مضاد للاكتئاب وبجرعة ٥٠ مغم يوميا.
أما العقار الثالث: فهو يساعد أحياناً على التخلص من الأعراض الجانبية للعقار الأول فقط ولا قيمة علاجية له ويحتاج إلى مراجعة.
الحقيقة التي تقرين بها بأن العلاج ساعد على تحسن حالتك النفسية وبدونه تتدهور حالتك الطبية النفسية. أخبرك الطبيب بأنك تعانين من نقص في المواد الكيمائية في المخ. هو بلا شك لا يصدق هذه المقولة وخاصة أنه وصف علاجا لتخفيض فعالية مواد كيمائية في المخ. أظن أن قصد الطبيب أيامها تشجيعك على تناول علاج أنت بحاجة له وحاول تجنب استعمال مصطلح الفصام للتشخيص. يمكن القول بأن الطبيب كان معذوراً وقصد كل الخير في حديثه معك ولكنك لو تحدثت معه الآن لفسر لك خطته العلاجية بصورة مختلفة تماماً.
عقار الكوزبين مرخص فقط لعلاج الفصام وأمره شديد ويحتاج إلى متابعة طبية منتظمة. جرعة العقار العلاجية لا تقل عن ٢٠٠ مغم يومياً في معظم الحالات ولابد من مراجعة طبية منتظمة.
توصيات الموقع:
١- عليك أولاً مراجعة استشاري في الطب النفسي بصورة منتظمة.
٢- ليس هناك حرج من أن تسألي الطبيب وبدون تردد عن التشخيص والإجابة بدون مراوغة. علاجك الآن هو علاج لفصام ولكني لا يمكن للموقع أن يجزم بأن هذا هو التشخيص ولا أحد يمكن أن يستبعد تشخيصاً آخر.
٣- يجب الحديث مع طبيبك حول خطة علاج بعيدة المدى تشمل العقاقير والتأهيل النفسي والاجتماعي والمهني. أما الذي يبشر بالخير هو أن لديك درجة إدراك عالية لمرضك وأعراضك وليس هناك ما يعيق أن تمضي في حياتك تواجهين تحديات الحياة حالك حال أي إنسان آخر.
وفقك الله
ويتبع>>>>>>>: نقص في كيماويات المخ : غالبا فصام م