الخجل مشكلة حياتي كلها..!؟
أولاً: أشكركم على فكرة الموقع، أنا فتاة 22 سنة، تخرجت من كلية من كليات القمة، خجولة جداً لدرجة أنني لا أستطيع التفوه بكلمة واحدة ولا أستطيع أن أتناقش فى أي موضوع غير المواضيع العلمية.
تزداد هذه المشكلة عندما أتحدث إلى أشخاص غير خجولين ويستطيعون التحدث بطلاقة ومرحين أشعر بأنني قليلة أمامهم وأشعر بالخجل الشديد ولا أستطيع الاندماج معهم أو حتى التحدث فى أي مواضيع وعندما أجلس مع نفسي وأفكر في الموقف أحيانا أجد أنني أفضل منهم في أشياء كثيرة مثلا: أنا متفوقة دراسيا وأعمل بمرتب عالي ومستواي ماديا واجتماعيا عالي فأنا لست بأقل منهم كي أشعر بكل هذا النقص!! لدي القليل من الأصدقاء حتى أنني لا أستطيع أن أطلق عليهم أصدقاء لقلة الكلام معهم.
أيضا أشعر بأن لدي فوبيا من الهاتف حيث أنني عندما أقرر أن أتحدث إلى صديقاتي أو أي شخص في الهاتف أشعر بخوف شديد وترادوني الكثير من الأفكار (هتكلم فى إيه وهقول إيه) وأحيانا لا أرد على من يتصل بي لخوفي أن لا أجد ما أقوله. أصبحت وحيدة وصديقاتي لم يعدن يتصلن بي لأني لا أرد عليهم أو لا أتصل بهم.
أيضا لدي مشكلة كبيرة حيث أنني أحيانا أشعر بعدم الاقتناع بشيء ما. فمثلا أنا تخرجت كما قلت من كلية كبيرة ولكني أثناء الدراسة تعلمت (الجرافيك ديزاين) وأصبحت ماهرة للغاية وأصبحت تصميماتي مميزة وتفوقت على من هم درسوا هذا المجال وأصبحت أعمل مع الأجانب عن طريق الإنترنت وأتعامل بالدولار وعندما تخرجت استمريت فى العمل وأصبح مرتبي يفوق أضعاف ما يأخذه زملائي الذين عملوا في مجال الدراسة ورغم ذلك أشعر بالنقص وأشعر أنني أقل منهم وأشعر أنني أتمنى لولم أعمل في هذا المجال لكي أستطيع أن أعمل فى مجال دراستي.
أيضا خطيبي فأنا أحبه كثيراً وأشعر بالارتياح معه وأرى فيه زوجا رائعا وأب ممتاز سيفتخر به أبنائي في المستقبل ولكنه ليس وسيما وإذا اجتمعنا مع أحد من أقاربي أشعر بالانتقاص أيضا لأن قريباتي كلهنّ إما متزوجة أو مخطوبة من شخص وسيم بالرغم أنني لا أرى في شخصيتهم ما يعجبني وعندما أتخيل أن خطيبي مثلهم (وسيم بلا رجولة) أشعر بالنفور وأحمد الله على خطيبي ولكن عندما أجتمع معهم تراودني مشاعر النقص يشعر من حولي أنني لا أحبه وهذا ما يحزنني كثيراً لأنني أشعر أنه لا يستحق مني هذا فهو أعظم من ذلك بكثير أريد أن يشعر من حولي أنني فخورة به وأنه مثالي وأنا سعيدة معه لكن لا أستطيع ذلك.
باختصار رغم معرفتي الشديدة بمن أنا ورغم تميزي في أشياء عديدة لكن خجلي يشعرني بالنقص دائما. فأنا لدي الكثير لأفتخر به (أخلاقي - مؤهلي الدراسي – تميزي في مجال عملي – خطيبي – عائلتي – كما أنني جميلة بشهادة الكثير) ومع ذلك كله أجد نفسي ضئيلة أمام أي شخص لأني خجولة ولا أستطيع أن أتصرف كأي بنت طبيعية في الكلام والمرح مع الأصدقاء والتعرف على الناس والاندماج معهم.
أنتظر ردكم دام فضلكم،
وألف شكر.
19/03/2015
رد المستشار
حزنت كثيرا حين قرأت رسالتك؛ وقلت من فعل بك هذا يا ترى؟! هل أهلك الذين ربوك. مثلا على أن المثالية، والدرجات النهائية، ومنتهى الأدب، ومنتهى الأخلاق، ومنتهى الصح هو الأمر الأفضل والشخص الأفضل والإنسان الأفضل بين البشر في تلك الحياة؟!!، أم مقارنتك المستمرة لغيرك بغض النظر عما تملكينه وإن كان جيدا هي مقياس رضا نفسك عن نفسك؟!، أم أشخاص مروا في حياتك في أيام مضت كمدرس مثلا، أو زملاء، أو مدرب، إلخ، جعلك تضخمين كل شيء وأثر على سلامة طريقة تفكيرك وأصابها بداء المبالغة في الاستقبال والتناول والتقييم؟!،
فالمثالية يا ابنتي في كل شيء "وهم كبير"؛ اخترعه البشر ليحفزوا أنفسهم ليظلوا في حالة ترقي ومنافسة شريفة تخرج من كل واحد منهم شيئا يثري ويضيف للآخر فيتكاملون، ويضيف كل منهم إضافته؛ فيحدث الثراء في النفس والحياة، وحين نسجن أنفسنا في سجن أبله اسمه "المثالية في كل شيء وحدي" تسود الحياة، ويرتبك النفس وكل حلو يغدو مر الطعم والأثر لأنه الوهم الكبير الذي لا يناله إنسان وحده أبدا ولن يحصل عليه إنسانا أبدا!؛
فلتستعيدي آدميتك وبشريتك التي قال عنها الله تعالى أنها "ضعيفة"، وأنها تترقى بمحاولات الجهد والتصحيح بعد الخطأ والتوبة بعد الزلل، وتقبلي عن صدق نفسك كما هي دون شروط، ودون عوائق أوجدها ووضعها ورسخها في رأسك أيا من يكون؛ فلا تفوق دراسي، ولا جمال الشكل، ولا النقود هي الشروط التي تجعلنا نحصل على قبول وحب أنفسنا، ولا قبول الآخرين لنا، ولا قبولنا نحن للآخرين؛ فلتتقبلي نفسك وتصدقي أنها حاضرة وموجودة كما هي دون حتى تسمية لما يتحدثون عنه بمميزات وعيوب، فقد نجد عيبا سماه الناس من حولنا عيبا ويأتي في يوم فارق يكون هو أكبر ميزة لدينا جعلتنا نصحح أوضاعنا للأفضل،
ولتجددي رؤيتك المحدودة هذة برؤية أكثر مرونة واتساعا تجعلك تصدقين أن خطيبك الأقل وسامة برجولته يناسبك أنت، وليس غيرك الذي يناسبه وسيما أقل رجولة، وتتمكني من تقييم عادل لما تملكينه فلا يذهب سدى أمام فجوة فقدان الثقة بالنفس الذي تسبب فيها طريقة تربية غير سليمة وإن أخذت شكلا راقيا من الخارج في حين ضربها في مقتل فكرة المثالية، والانتقاد والمقارنات التي لجمت لسانك للدرجة التى جعلتك لا تقوين على الرد على هاتفك!؛ فلتنفضي عنك خيابات الماضي وتدربي نفسك على الرؤية الأصح وتصدقيها حتى تؤتي ثمارها.. وتذكري أنني قلت كل ذلك بدافع من تقديري وتصديقي لله العظيم الذي قال لي ولك ولكل إنسان أنه "كرَّم الإنسان"؛ فهو إذن مهم وله قيمة ويستحق الحب والقبول بلا شروط، ويخفى على أهلنا ذلك المعنى الكبير وهم يربوننا..... فلم يكن حديثي لك بدافع التربية ولا بدافع التجمل الأجوف.
واقرأ أيضًا:
رهاب الاتصال التليفوني رهاب نوعي أم اجتماعي؟
مين كمال؟؟ حد يعرفه؟ م
الكمالية والإتقان بين السواء والمرض م
علاج و.ل.ت.ق علاج الكمالية الإكلينيكية1
التعليق: سارة .. للأسف الشديد أنت إحساسك صادق.
هم أفضل منك في حاجات حيوية وهامة أكثر من مجرد النجاح في العمل والتميز في كل شيء .... حب الناس والعطاء هما أكبر قيم هذه الحياة ... والحل بسيط وسهل والاختيار لك ..
عائلات كثيرة تربي أولادها علي التنافس .. وإحساسهم أنهم من الأوائل يعطيهم الثقة بالنفس .. ولكن هذه ليست الحياة ..
ليس الأول هو الأفضل والباقي في الزبالة .. بالعكس .. كلنا متميزون وكلنا الأفضل .. ولكن كل شخص أفضل في شيء هو متميز فيه ..