أريد أن أكون طبيعية
السلام عليكم؛ أنا فتاه في 19من عمري، الصغرى في أخواتي، لي أختان وأخان أكبر مني، علاقتي مع والدتي ليست سوى ابنة وأم، لا أتحدث معها سوى في أمور أو مشاكل عامة، ولم أشكو لها أي مشاكل تواجهني في حياتي أبداً ولا تعطيني أي حنان، ولم أذق معها طعم حنان الأمومة وهي لا تسألني وتلتزم الصمت دائما، ووالدي لم أشعر بوجوده في حياتي، يعمل ليجمع لنا الأموال.
عندي 3 مشكلات:
الأولي: بدأت وأنا في التاسعة من عمري، فقد تعرفت على فتاة كانت تكبرني بعام تقريبا، كانت تعطيني بعض أسماء المواقع الإباحية "وأطلع عليها بالتأكيد" وكانت نهايه المطاف أني علمت أنها شاذة جنسيا، فكنا نمارس الشذوذ (الجنس الفموي). مكثنا معا على ذلك سنتين، وغادرت المدرسة ولم أعد أستطيع التواصل معاها.
الثانية: أني في هذه الفترة أدمنت العادة السرية وخاصة بعد رحيليها عني. ونتيجة عدم لقائي بها مارست الشذوذ مع 3 غيرها وأنا في 12 من العمر. وأنا في 12 بدأت أدرك حرمانية ذلك الفعل فحاولت أن أكف عنه عن طريق (الاسترجاز) وكنت أشعر بعدم الرضى بالنفس والتأنيب المستمر وتركت ممارسة الشذوذ إلى الآن.
إلا أنني إلى اليوم لا أستطيع السيطرة على تفكيري تجاه البنات إذ تجذبني الفتيات ذوات الملابس الضيقة أو الجميلات عموما ولم أعد أحتمل ذلك. حتى قررت أن أتخلص من حياتي وجرحت نفسي في يوم بقطعة زجاجة دواء مكسورة في أرض فضاء، إلا أنه كان جرحا سطحيا وأنقذتني صديقتي ذلك اليوم.
ومرة أخرى تعمدت جرح نفسي بالقلم في أصابعي وكان جرحا سطحيا أيضا. أتمنى أن أنتهي من ذلك التفكير في العلاقات الشاذة التي مارستها وأن لا أتأثر أو أشعر بأي مشاعر أو أحاسيس تجاه الفتيات، وأخشى أن أقع فيها ثانية والشيء الوحيد الذي يوقفني حرمانيه ذلك الفعل.
الثالثة: أكره الرجال كثيرا ولا أريد أن أتزوج أبدا، وأخاف منهم. فقد تعرضت إلى 3 حالات تحرش جنسي:
1- وأنا في سن 10 من رجل عندما كنت أمشي في الشارع وكان خاويا فأمسكني بيده وتحرش بي في الطريق، فأخذني منه رجل كان يعرف والدي ويعرفني وأنقذني من حدوث حالة اغتصاب محتمة.
2- في نفس السنة تقريبا أو أول سن 11 من جار لنا في نفس العمارة وهو موجود إلى الآن وأنا أكرهه ولا أطيقه.
3- وأنا في 17 .
فأنا أكرههم ولا أطمئن لأي رجل في العالم.
أريد أن أكون طبيعية مثل جميع الفتيات، أرجوك ساعدني؟!
19/3/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
نظرة عامة للاستشارة:
تبدأ الاستشارة بالحديث أولا عن الأب الغائب المشغول بعمله من أجل العائلة وغياب التعلق كلياً بالأم. هذه المقدمة أشبه بالاستنتاج الذي يصل إليه الإنسان بعد مراجعة تاريخ حياته في مرحلة ما باحثاً عن تفسير انحراف سلوكي أو أخلاقي. وضع هذا الاستنتاج كمقدمة هو إعلام الموقع بأنك لا تبحثين عن تفسير وتعليل وإنما حل لمشكلتك فقط وهي التفكير بالإناث والتوجه المثلي الجنسي.
الاستشارة خالية من أعراض نفسية وبيانات شخصية أخرى ولا يوجد دليل على إصابتك باضطراب نفسي جسيم. الحديث عن الوالدين ربما فيه بعض الاستقطاب في الرأي ويخلوا من عبارات ودية وقد يشير ذلك إلى صفات شخصية حدية تم اكتسابها بسبب ظروف بيئية عائلية وبيئية تعليمية دون الحد الأدنى لتعليم وتهذيب الطلبة.
بعد ذلك تطرقت إلى علاقاتك المثلية قبل سن البلوغ وقرارك بالابتعاد عنها لأنها غير مقبولة أخلاقياً. رغم ذلك لا يزال توجهك المثلي كما هو ولا أظن بأن هذا التفكير سيتغير بعملية علاجية نفسية أو تسطير قائمة من النصائح لك لقراءتها. ليس هناك ما يغير أسلوب تفكيرك سواك. أنت صاحبة القرار اليوم وغداً.
التوصيات:
1- حدث السلوك المنحرف في عمر مبكر بسبب ظروف بيئية مرضية. كنت طفلة أيامها ولا يحاسبك المجتمع أو الضمير على ذلك. أما الآن فقد تجاوزت سن البلوغ وتعرفين ما هو الصواب وما هو الخطأ. لك مطلق الحرية في الاختيار برفض أو قبول أية فكرة.
2- حاولي الابتعاد عن استعمال مصطلح الشذوذ فالشذوذ في حالتك هو شذوذ البيئة والمجتمع وليس شذوذ الفرد. عليك القبول بأن الكراهية في داخلك لعبت دورها في انحرافك وقت الطفولة ولا تزال تلعب دورها الآن في تفكيرك الجنسي نحو الإناث. يتم وضع الكراهية في إطار جنسي غريزي بحت وعندها نطلق مصطلح انحراف جنسي على اللوحة بأكملها. إذا لم يكن هناك بعد للدخول في علاقة حب حميميه في تفكيرك الجنسي نحو النساء فأنت لا تزالين تعانين من عاطفة حقد وكراهية وعليك التخلص منها. أما إذا كان انجذابك المثلي في إطار حب والدخول في علاقة عاطفية فبصراحة لن تتغيرين أبد الدهر.
3- الانتباه إلى عواطف الحقد والكراهية في داخلك في غاية الأهمية للتخلص من تفكيرك الجنسي. أول ما يجب أن تفعليه هو التقرب من الوالدة والعائلة مهما كان الماضي. متى ما تخلصت من الكراهية في داخلك تخلصت من عقدتك في توجه مثلي تم اكتسابه في طفولة منحرفة.
4- حاولي التوسع في الاتصال الاجتماعي السليم مع الآخرين والانتباه إلى تحقيق أهدافك التعليمية وتطوير شخصيتك.
5- وأخيراً تذكري الخطوات:
- طفولة منحرفة وذكريات تضعيها في سلة المهملات.
- توجهك المثلي الجنسي إطاره الكراهية.
- ابحثي عن إطار حب تضعين في داخله الأهل والأصدقاء والحياة والطموح.
- تبدأين بتطوير شخصيتك معرفيا وثقافيا وعلميا.
- بعدها تكتمل لوحة تحميلها ولا نفور منها.
وفقك الله.