هذه مشاركة مستشار د. علاء مرسي في إجابة : الحب + الاستقرار = السعادة
حياتي
أنا شاب عمري تقريبا تسعٌ وعشرون سنة من أسرة متواضعة طبيعتي حساس ذهنيا ونفسيا وفي نفس الوقت لدي قدرة كبيرة ولله الحمد على تحمل المتاعب وقلما أشكو لأحد، كنت في صباي ومراهقتي أعاني من التبول اللا إرادي، أبي رجل مسن وعمله بسيط جدا فكنت من صغري أجد حرجا من سنه وفقره، كنت أرى نفسي في الطفولة والمراهقة أقل من الآخرين على مستوى اللباس وحتى شكل شعري لم يكن يعجبني كنت في المراهقة أقف أمام المرآة طويلا بسبب ذلك، وكون هذا عندي ضعفا في الثقة بالنفس واهتماما مبالغا فيه بالناس، الشيء الذي سيكون سبب المشاكل فيما بعد.
كنت أرى الفتيات فأحب أن أثير انتباههن لكن أخجل منهن فلم تكن لدي صداقات مع الجنس الآخر بسبب الخجل حينها. في طفولتي تقريبا وفي السنة الخامسة أو السادسة تعرضت لتحرش جنسي طفيف من أطفال أكبر مني سنا كان الأمر على شكل لعب أطفال لكن بعد ذلك انتقلنا للسكن في مكان آخر وهناك تعرفت على ابن الجيران كنت أحس بلذة وأتعمد الاحتكاك من وراء معه وأنا في التاسعة من عمري لكن لم يكن الأمر إلا احتكاك مع لذة بضع مرات ثم تناسيت الأمر؛
لكن حينما وصلت السنة الثالثة عشرة رأيت بعض الأصدقاء يقومون بالعادة السرية ويتحدثون عن المتعة التي يجدون ولم أكن أعرف عنها شيء فجربت الأمر وكنت بالغا فاستمتعت بها ومن ثم بدأت بالتعود عليها وفي نفس التوقيت بدأت أدخل البيت مع ابن الجيران مستغلا فرصة غياب الأهل فأبدأ معه بحركات أدعي أنها "رياضية" لم يكن يفهم الأمر في البداية لكن بعد ذلك صار يحس بالمتعة فبدأنا ننزع ملابسنا ونحتك ببعضنا البعض "غفر الله لي وله" كنت حينها في الثالثة عشرة وهو في الحادية عشرة.
وتكرر الأمر مرات لكن ولله الحمد ظل الأمر في حدود المداعبة ولم يكن هناك إيلاج واعذروني على صراحتي فأنا أستغفر الله من ظلمي. وقدر الله أن أغير السكن مرة أخرى فابتعدنا عن بعضنا البعض ولله الحمد وبعد ذلك تناسينا الأمر فكنا نلتقي في الحي عادي صار الأمر مجرد ماضي ومن فضل الله أنه لم ينحرف أحدنا جنسيا بل كنت ولا زلت أحس بأنني رجل طبيعي وما كنت أشعر به من لذة من وراء مجرد نزوات عابرة نتيجة التحرش في الطفولة، ولذلك بعد الذي حدث لي مع الصديق انتهى هذا الشعور نهائيا فكنت لا أنظر إلا إلى الجنس الآخر منذ أن بلغت.
كما أدمنت العادة السرية خمس سنوات من الثالثة عشرة إلى الثامنة عشرة وكنت أمارسها يوميا، وللذكر فأنا كنت أعتقد أنها حرام لذلك حاولت مرارا تركها لكن لم أستطع فكل مرة أعود إليها وكنت أقسم ثم أحنث وأعد الله ثم أخلف عشرات المرات ولأنني كنت أمتلك وعيا دينيا فقد كنت أحاسب نفسي كثيرا وألومها كثيرا وظل الأمر على ذلك خمس سنوات فتسبب ذلك بتكون ثلاث عقد نفسية الشعور بالذنب وانعدام الإرادة فقد ماتت إرادتي وعزيمتي بسبب الفشل في ترك العادة السرية وأيضا عقدة جلد الذات وأيضا كثرة الحوارات الداخلية مع نفسي ولا زالت هذه العقد تصاحبني حتى الآن ومعها عقدة الشعور بالنقص التي ذكرت سابقا في مرحلة الطفولة؛
وقبل أن أترك العادة السرية بسنتين وفي السادسة عشر من عمري بالضبط بدأت أقرأ الكتب الإسلامية فصرت أعرف عن الدين الشيء الكثير وأتحدث في هذه المواضيع ولأنني كنت ذكيا فقد كونت نفسي جيدا وصارت عندي ثقة كبيرة في قدراتي العقلية والفكرية وفعلا ازدادت مع الوقت قوة التفكير والتركيز والتدقيق في المعارف عندي وكنت كثيرا ما أتأمل الكون ونفسي والحياة وأستغرق أوقاتا في ذلك وأطرح الأسئلة المعقدة وأجيب عليها وحين أقرأ أو أسمع بعض الشبه حول العقيدة الإسلامية أتصدى لها بالتحليل والنقد والتفنيد وتعجبني قدرتي على ذلك وكنت أسرف في التفكير في شيئين: الكون وأسراره من جهة والشبهات حول الإسلام من جهة أخرى وقد تسبب لي التفكير في الكون مشكلة حقيقية كنت أفرط في التعمق في طبيعة الكون والموجودات والبحث عن ماهيتها؛
وكنت أرى كل شيء مثل كائن غريب يثير الدهشة كما كان يقع لبعض الفلاسفة حتى صرت لا أقدر على التوقف عن التفكير في ذلك وكنت أشعر بالرهبة من الكون وعظمته وأحس بخوف يتملكني بسبب ذلك ولأنني مبتلى بالعادة السرية وأشعر دائما بالذنب فإن خوفي يزداد وتقريبا سنة وأكثر وأنا أفكر بهذه الطريقة حتى بدأت أخاف على نفسي من الجنون وأشعر بغربة ووحشة نفسية كبيرة ثم تناقص الأمر حتى زال بالتزامن مع ذلك. كانت معاناتي مستمرة وتزداد استفحالا مع العادة السرية التي قهرتني نفسيا وجعلتني محبطا حتى أنني كدت أيأس من تركها ولا أخفي أنني أحس بشهوة كبيرة إلى النساء وأعتبرها من نقاط ضعفي وهي ربما أمر وراثي فأبي مع أنه قريب من الثمانين لا زال حريصا على العلاقة الحميمة مع الوالدة تقريبا كل أسبوع.
أيضا من الأمور التي عانيت منها في حياتي شيئان الأول: أن أهلي كانوا كثيرا ما يغيرون مكان الإقامة فأضطر إلى مفارقة أصدقائي الذين أحببتهم مرة وأنا طفل ومرتين بعد البلوغ وهذا تسبب لي بألم نفسي خاصة وأنني إنسان عاطفي أقدر العلاقات الاجتماعية كثيرا. الأمر الثاني: أنني كنت قد قررت حينها في الدراسة ثلاث سنوات؛
وفي السنة الأخيرة قبل تركي للعادة السرية وأنا في الثامنة عشر عشت سنة دراسية صعبة حيث كنت فيها منطويا على نفسي في المدرسة وأشعر باكتئاب طيلة السنة المكررة وعانيت كثيرا آنذاك بسبب الفشل الدراسي والبعد عن الأصدقاء الذين أحببتهم والعادة السرية التي تلازمني ومع نهاية هذه السنة المؤلمة وبداية سنة جديدة ستحدث لي حادثة ستغير مجرى الحياة برمتها لتزداد تدهورا وتعقيدا ومعاناة، حادثة أجبرتني على ترك العادة السرية نهائيا؛
ففي التاسعة عشر من عمري وفي يوم من الأيام بالليل وأنا أشاهد التلفاز وكالعادة بدأت أعد نفسي لمباشرة العادة السرية إذ بي أحس كما لو أنني سيغمى علي فظننته الموت قد أتى قمت سريعا من الفراش توضأت وصليت وأجهشت بالبكاء وبدأت أشعر كما لو أن الموت فعلا يعصرني وشعرت بحسرة على ما فرطت وفعلا كتبت وصية لا زلت أحتفظ بها حتى الآن وبت بلا نوم ليلة مفزعة لم أرى لها مثيلا في حياتي؛
وفي الصباح بدأت أستعيد عافيتي وأحمد الله على أن أمد في عمري مع خوفي من أن تكون هذه علامة على قرب الأجل فتركت العادة السرية لكن حل محلها وسواس الموت فقد بدأت مرحلة جديدة من الألم والمعاناة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، حيث كنت أعتقد أنني سأموت في كل لحظة وبخاصة عندما أكون وحيدا بالليل قبل النوم وكلما سمعت أحدا يتحدث عن الموت أو أمر على هذه الكلمة في القرآن أو في كتاب أفزع وأظن أن ذلك رسالة لي بقرب نهايتي فيزداد توتري.
وخاصة عندما أرتكب سيئة فبعدها مباشرة يأتيني وسواس الموت وأضطر لتغيير المكان الذي أنا فيه وهكذا بشكل شبه يومي على مدار ثلات سنوات وأنا في ضر وضيق واكتئاب وقلق ولأن عقدة الذنب تلازمني وأشعر دوما أن الله غاضب مني وأنني إذا مت سوف أعذب وأكون من أهل النار فإن الوسواس يزداد تمكنا وسيطرة وفعلا ظل الأمر هكذا ثلاث سنوات من التاسعة عشر إلى الثانية والعشرين من عمري.
وأهلي لا يعرفون شيئا من أموري لأنني متكتم عنها وأنا في حرب حقيقية والإيمان ضعيف فلم أكن أظن أن هناك من يتعذب مثل عذابي ولكن يقدر الله أمرا فيحل محل وسواس الموت وسواس العقيدة بصورة شديدة نعم كانت تأتيني وساوس في أمور العقيدة من قبل لكن عابرة وأتغلب عليها بمناظراتي الداخلية مع نفسي أما هذه المرة فقد اختلف الأمر تماما لقد تمكن وسواس العقيدة من قلبي تماما كان حول وحدانية الله تعالى وسواس واحد ووحيد جائني بصورة تحدي شيطاني فدخلت التحدي وكدت والله أخسر إيماني بالكلية.
لقد صار هذا الوسواس يلاحقني في كل دقيقة بل في كل ثانية حتى أني لم أعد قادرا على الأكل, نقاش حاد وجدال فكري مزمن بيني وبين نفسي لا يكاد يتوقف حتى وأنا نائم، نسيت وسواس الموت فقد انمحى بوسواس العقيدة ماعدا استثناءات قليلة انتابني فيها.
وهكذا استمر وسواس العقيدة في بعثرة أوراقي وتدمير حياتي طيلة سنتين تقريبا، لقد أصبح يشككني في إيماني من كفري لولا لطف الله تعالى حيث صرت أناقش يوميا تفاصيل دقيقة ومتشعبة وشائكة مرتبطة بهذا الوسواس وحيثياته من أجل إثبات عقيدتي الإسلامية وهذا الجدل والتعقيد في التفكير سيولد عندي مشكلة نفسية سيكون لها ما بعدها وهي مشكلة الشك والدقة في التعامل مع الأفكار والأشياء، حيث أصبحت كثير الشكوك الشيء الذي يرهقني حتى يومنا هذا، المهم أنني بدأت أجاهد نفسي بعدم التفكير في هذا الوسواس العقدي بشكل متدرج طيلة ستة أشهر ومع اكتمال سنتين من بداية الوسواس كنت قد تجاوزته بفضل الله فعدت أحس بحلاوة الإيمان التي افتقدتها لسنتين كاملتين وحينها كنت قد بلغت تقريبا أربع وعشرين سنة؛
لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل بدأت مرحلة جديدة من الوساوس وهي الآن في عامها السادس فمن الرابعة والعشرين وحتى هذه اللحظة وأنا في التاسعة والعشرين وساوس تتميز بكثرتها وتشعبها ودقتها حتى أنه يتعذر علي أن أعبر عن بعضها لشدة خفائها وتعمقها، وهي وساوس سماها أحد الباحثين في موقعكم الكريم "مجانين" بالوساوس الحسية وهي عندي بالعشرات ولكن سأكتفي بذكر أشدها علي حتى لا أطيل عليكم وهي آخر مراحلي مع الوساوس حتى الآن عافاني الله وإياكم وخطورتها جميعا في شيء واحد وهو التأثير علي جسديا حتى أنها تكاد أن تؤدي إلى هلاكي ووضع حد لحياتي وهو ما أخاف منه حتى الآن أسال الله السلامة؛
وقد بدأت عندي مع الإحساس الداخلي بالفراغ حيث انتهت العادة السرية وانتهى وسواس الموت وانتهى وسواس العقيدة طبعا على سبيل الغالب فبدأت فعلا أشعر بالخوف من القادم وهنا بدأ عقلي يتحسس ما حوله بطريقة وسواسية فمثلا ذات يوم انتابني خوف بالليل وأنني سوف أقوم بقتل والدي أو نفسي بالسكين أو أنني سوف ألقي بنفسي من السطح أو سأسافر إلى مدينة بحرية وأدخل البحر ليلا حتى أغرق وكنت أخاف جدا ووالله لم أكن أطيق القرب من مكان عال هذا مثلا في البداية ثم خفت وبعدها جائني وسواس آخر فمرة سمعت صوت حديد ينشر بالمنشار فصار هذا الصوت يلازمني ويتكرر على عقلي فأحس بالقشعريرة كلما انتابني وهذا كان يؤلمني نفسيا وجسديا؛
وبعد ذلك حضر وسواس آخر فقد بدأت أفكر في التنفس شهيقا وزفيرا فكان هذا يؤذيني وأحس بآلام في صدري ودوخة لأن تفكيري يعيق عملية التنفس الطبيعي ثم ذهبت هذه الوساوس وجاءت أخرى فبدأت مثلا أركز بتفكيري على أماكن حساسة في جسدي كالقلب والرأس والمعدة والحلق والريق فيحدث أن هذه الأعضاء تتفاعل مع تركيزي الذهني عليها فأحس مثلا عند التفكير في نقطة معينة في قلبي أن تلك النقطة تتفاعل مع عقلي فأحس فيها بآلام حقيقية لا توهما فقد كنت أفكر وأركز تفكيري مثلا على عروق الرأس فأحس بصداع مستمر وألم كألم الإبرة على الجلد لأن الفكرة التي تستحوذ علي أن كثرة التفكير مثلا في رأسي وتحسس مواضع فيه قد تتسبب في خلخلة خلاياه أو إعاقة حركة الدم فيه وهذا قد يؤدي إلى موتي وبناءا على هذه الفكرة أخاف فأهرب من هذا التفكير في رأسي فإذا به يلاحقني رغما عني.
وبالنسبة للقلب كذالك فمرة وقعت لي حادثة غريبة قد لا يصدقها عامة الناس كنت في البيت جالسا مع الصباح فأحسست بوخزة قوية في قلبي فقال لي عقلي ماذا لو تكررت فقد تموت فبدأ عقلي ورغما عني يركز على مكان الوخزة بالضبط لكي تتكرر وفعلا مع دقة التركيز تكررت فانتابني الخوف وأحسست بالخطر فحاولت الهروب من ذلك التفكير في ذلك المكان لكن التفكير يزداد تركيزا فتحصل الوخزة مجددا ووالله لقد استمر الحال على ذلك طيلة اليوم والوخزات تتكرر حتى أصابتني برودة كاملة ورعشة في جسدي حتى كاد يغمى علي ويتوقف قلبي عن النبض فسارعت للطبيب وتكلم معي فهدأت وحفظني الله ذلك اليوم؛
لكن استمر تفكيري فيما بعد بدقات قلبي فكان الوسواس يقول لي لو تسارعت لانتهت حياتك فأخاف وأحس بها فعلا تتسارع حتى يكاد قلبي يقف لكن الله كان رحيما بي، كذلك يأتيني وسواس التركيز على حركة شفتيّ عندما أتحدث مع أحد ما وهذا يسسب لي إحراجا مع الناس لأنني ألاحظهم ينظرون إلى شفتيّ وهما تتحركان بطريقة غير طبيعية عند الكلام بسبب تركيزي الذهني عليهما وهذا يسبب لي مشكلة مع أختي لأنها لاحظت ذلك فبدأت تتجنب النظر إلي وهذا أرهقني كثيرا حتى أن بعض أصدقائي صارحني بذلك وبعضهم يبصق كثيرا وهو معي.
وأنا أفكر كثيرا فيما قد يسببه لي هذا التركيز على الشفتين من مشاكل مع الزوجة حين أتزوج ويفقدنا الارتياح إلى بعضنا البعض كذلك أنا هذه السنة الأخيرة صرت كثير التفكير في عملية بلع الريق والحنجرة ولقد أضر ذلك بصحتي حتى أنني أشعر بالغثيان وبآلام في صدري وغدتي الدرقية وأحس أن ذلك يؤثر حتى على قلبي وفعلا ففي السنتين الأخيرتين دائما ما يؤلمني قلبي حتى المشي أمشي قليلا وأتوقف فقلبي أحس أنه تعب ولم يعد يتحمل فكثيرا ما أحس بالإعياء الشديد وآلام في قلبي
أيضا أعاني من الخوف من أن أخاف لأن الوسواس يقول لي أنني إذا أصابني الهلع بقوة فسأموت ولذلك فأنا أخشى من الخوف وحين أخشاه ينتابني فيتسلط علي الهلع وكم من مرة قمت من مكاني مفزوعا بسبب ذلك. مشكلتي أنني أعتقد أن ما أفكر فيه منطقي ولذلك تزداد مخاوفي وتستمر الوساوس بملاحقتي وأريد أن أعرف أيضا رأيكم في دواء FLUOXAT 20 حبة في الصباح و ALPRAZ 0.5 نصف حبة صباحا وجبة ليلا فقد أرشدني الطبيب النفسي الذي زرته هذه الأيام إليهما؟ وهل تنصحوني بالبدء بهذه الوصفة؟ وما رأيكم أيضا في العلاج بالصدمات الكهربائية بالنسبة لحالتي وخاصة أن صحتي تدهورت فهل يمكن الاستفادة منها؟ لقد تعبت نعم تعبت كثيرا ووالله ما قلته قليل من كثير فمنذ أكثر من عشر سنوات وأنا أعاني من الوسواس بشتى أنواعه وأنا أريد مساعدة مفصلة أيها الكرام أريد من يوجهني وينصحني ويقويني ويعطيني الأمل بعد الله تعالى.
وشكرا لكم ألف شكر
وعندي طلب إذا نشرتم استشارتي فاحذفوا آخرها حتى لا يقرأها من هو مصاب بالوسواس فتتسلط عليه الوساوس التي ذكرت من فضلكم
01/04/2015
رد المستشار
صديقي؛
يبدو أنك تستخدم ذكاءك وقدراتك الإبداعية في غير محلها الصحيح، تركيزك الشديد على أفكارك أو ما نسميه بالوسواس يؤدي إلى أحاسيس جسدية حقيقية.
أتدري كم من البشر ينفقون المال والجهد والوقت ليتعلموا كيف يواجهون أحاسيسهم الجسمانية بواسطة الأفكار؟ الملايين يا صديقي! تأثير تركيز الأفكار أو العقل على الجسد أمر طبيعي ويحدث لكل البشر على مخلتف مستويات وعيهم به، ولكن هؤلاء الملايين يسعون إلى إتقان التحكم في نوعية وكمية الإحساس الموجه بالتفكير. هناك أبحاث وتجارب وحقائق علمية وحكايات عديدة عن أناس يتحكمون في إحساسهم بالألم والحرارة إلى درجات مذهلة، هناك من يتدربون على كتم النفس لمدة قد تصل إلى 15-30 دقيقة. إبحث في هذا الموضوع على الإنترنت وستجد الكثير.
لماذا لا توجه تفكيرك إلى الكون مرة أخرى ولكن بطريقة إيجابية، لقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون ونفخ فينا من روحه ويصلي علينا وعلى الرسول هو وملائكته (راجع سورة الأحزاب 43 و 56).. الله يعلم أننا سوف نخطئ وخلقنا هكذا: نتعلم من أخطائنا ولو بعد تكرارها مئات المرات ويتغمدنا برحمته ويغفر لنا فور تعلمنا للدرس وفهمنا لأخطائنا ومحاولتنا للإصلاح، بل ويحول السيئات إلى حسنات (راجع سورة الفرقان 70)..... ودعني أطرح سؤالا علينا جميعا: بما أن الله قد نفخ فينا من روحه (سورة الحجر 27 وسورة ص 29)، أي جزء من روح الله يشعر بالخوف؟ أليس هذا معناه أننا نحن من اخترع الخوف بتأويلاتنا وأفكارنا ومعتقداتنا عن كنهنا وكنه الحياة؟
نحن من نصنع الأفكار والمشاعر والأحاسيس (راجع سورة الإسراء 36)
الإحساس بالذنب جيد في حدود التعلم من الخطأ والحد من الإسراف والإفراط فيه ولكن لا يمكن منع الخطأ بالكامل، ولكن إذا زاد عن حده انقلب لضده وأرغمنا على فعل نفس الخطأ مرات أخرى رغم إرادتنا أو رغبتنا.
لماذا لا توجه تفكيرك إلى أننا جزء لا يتجزأ من هذا الكون الضخم المهول وأننا نقدر على أكثر بكثير مما نعلم، ابدأ بالتدريب على توجيه أفكارك لكي تحدث في جسدك أحاسيس أخرى مثل الاسترخاء أو المتعة بدلا من الوخز والألم. ابدأ بالتفكير في جزء غير حساس أو خطير في جسمك مثل إصبع قدمك، راقب ما تشعر به وغيره إلى عكسه ثم عد إليه ثانية وهكذا، مثلا إذا أحسست فيه بالألم أو التوتر فوجه أفكارك إلى أنه يسترخي شيئا فشيئا ويدفأ بدون سخونة شيئا فشيئا إلى أن تشعر فيه بشعور جيد أو عادي، ثم وجه أفكارك إلى أنه يتوتر ويبرد حتى يؤلمك قليلا ثم عد للاسترخاء والدفء وهكذا إلى أن تتقن هذا، جرب أحاسيس أخرى ومناطق أخرى غير حساسة. عندما تبرع في هذا سوف تجد أن أفكارك سوف تساعدك، وأحيانا تلقائيا، على أن تشعر بشعور مريح وجيد وربما ممتع.
من ناحية أخرى، هناك فائدة أخرى للوسواس أو الفكرة المسيطرة: لماذا لا تزرع في نفسك وسواسا إيجابيا مثل: التركيز على أي فكرة يصلني إليها وإلى ما شابهها، وبالتالي من الممكن النجاح في أي شيء.
الوسواس أو الفكرة المسيطرة هو علامة على موهبة الإصرار، وجهها إلى أهداف إيجابية وإنجازات بدلا من الخوف من الموت الذي محتم لا محالة والذي هو انتقال من هذه الحياة أو الفترة التعليمية إلى الحياة الحقيقية الأبدية التي فيها نقوم بدور خليفة الله في الأرض كما يجب وكما يليق بهذا المنصب.
أما من ناحية الأدوية أو الجلسات الكهربائية فعليك بزيارة طبيب نفسي لكي يقيم الأمر ويصف ما يرى، لا مانع من زيارة اثنين أو ثلاثة "لا خاب من استشار".
عليك أيضا بالمتابعة مع معالج نفسي لمناقشة تطورك وتحسن حالتك ووضع خطط للمستقبل.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
أحمد والوساوس الحسية الخارجسدية
ويتبع>>>>>: إنسان نفسي جسدي أم مريض ؟