زوجي والعادة السرية
زوجي يشاهد الأفلام الإباحية ويمارس العادة السرية عندما كان يشاهدها. في بداية الأمر كنت أشك فيه وتحدثت معه ولكنه نفى ذلك ولم أتحدث معه حتى أمس تأكدت من ذلك ولم أتحدث معه وأشعر بالاشمئزاز منه ولا أريد الحديث معه ولكني أوضحت له معرفتي
وهو دائما يتشاجر معي بسبب أنه لا يمارس العلاقة معي إلا قليلا.
01/04/2015
رد المستشار
أشكرك على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، باديء ذي بدء مجرد شعورك أن لديك مشكلة وتسعي لحلها فهي خطوة جريئة وصائبة وتشير إلى أن لديك رغبة صادقة في التغيير والبحث عن حلول، أسأل الله أن يصلح لكِ زوجكِ وأن يقذف الإيمان في قلبه وأن يعينه على غض بصره.
إدمان الأفلام الإباحية بين الرجال بالتحديد أصبحت آفة سريعة الانتشار كالطاعون وصعبة العلاج كأي نوع من أنواع الإدمان كالمخدرات والسجائر.
والإدمان على الإباحية المصورة أو الإدمان على الجنس المرئي، هو الحالة التي فيها تسيطر على الإنسان الرغبة لمشاهدة المرئيات المثيرة للغريزة الجنسية، سواء كانت تلك المرئيات عبارة عن صور أو أفلام أو مواقع إنترنت، يتميز المدمن برغبة شديدة إلى النظر إلى الأعضاء التناسلية للجنس المفضل له أو مشاهدة العملية الجنسية بشكل مصور وعادة ما يقضي المدمن ساعات طويلة بشكل يومي أو شبه يومي في المشاهدة. وقد اختلفت بعض المصادر فيما أن هذه الحالة تعتبر إدماناً حقيقياً أم لا إلا أن بعض الباحثين أكدوا على خطورة هذا النوع من السلوك بوصفه شديد الخطورة على الدماغ البشرية.
أسباب هذا الإدمان تختلف وإن كان أهمها:
1- ضعف الوازع الديني لدى من يتعاطى هذه الصور, وإن كان بعضهم مواظب على الصلاة ولكنه ممن اتخذوا الصلاة كعادة وليس كعبادة، ولم يكن ممن يستشعرون لذة الصلاة وقرب الله, (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت:45).
2- الفضول وقلة الثقافة الجنسية أو انعدامها، وهذا يدفع بصاحبها إلى البحث عن هذه المعرفة بطرق قد تكون خاطئة وقد تصل إلى هذه المواقع.
3- الانبهار بهذه التقنية وعدم الوعي بسلبياتها واتخاذها وسيلة للترفيه فقط، وهذا يجر إلى مالا تحمد عقباه ..
سأبدأ معك في مناقشة كيف تنشأ مثل هذه العادات؟؟
يكتشف الإنسان النشوة الجنسية في سن مبكر ودائما ما تكون التجربة الأولى بالغة الأثر على جهازه العصبي المسئول عن سلوكياته الواعية واللاواعية فهو المدير الداخلي الذي يدير سلوكياتنا ويوجهها، فكل تجربة أولى في حياة الإنسان تؤثر في جهازه العصبي بشكل أعمق من التجارب التالية، فما المقصود بهذا الحديث؟؟؟، المقصود به أن كلا منا لا يستطيع أن ينسى الحبيب الأول بحياته، وهناك مقولة تقول وما الحب إلا للحبيب الأول، ليس لأنه الأفضل بل لأننا اختبرنا معه لذه مشاعر الحب الأول.
وبالتالي فإن أول مرة مارس الفرد فيها الجنس، أيا كانت تلك الطريقة تبقى تلك المرة راسخة، فإن من بدأ ممارسة العادة السرية على أثر مشاهدة الصور والأفلام الإباحية وإن كان أدمن على ذلك لفترة طويلة، فإنه بالتالي يجد صعوبة تختلف في شدتها من شخص لآخر عند معاشرة زوجته، فمنهم من لا يشعر بإثارة نهائيا نحو زوجته لأنه تبرمج برمجة تامة على الأفلام كمثير، ومنهم من يتأقلم فورا مع العلاقة الجنسية ولا يبقى من الماضي إلا الذكريات التي لا تكاد تؤثر فيه تأثيرا واضحا.
وكيف تحدث هذه البرمجة؟؟؟
1- يبدأ الشخص بالرغبة في إشباع نفسه جنسيا، فيميل إلى العادة السرية ولكنه بعد فترة يريد أن يحصل على مثير ليزيد من وتيرة الإثارة أو الرغبة، فيلجأ إلى الصور الإباحية أو الأفلام.
2- وبعد أن يستخدم أدواته يحصل على النشوة الجنسية حيث يبدأ جهازه العصبي في حفظ التجربة.
3- وحفظ هذه التجربة في صورة متكاملة، أي أنه يعتبر السعادة والنشوة التي يحصل عليها سببها النظر إلى صورة إباحية أو فيلم إباحي، إن الشريك الأفضل الجنسي المعتاد هو ذلك المثير (الأفلام الإباحية).
4- يصاحب كل عملية إشباع جنسي ثورة هرمونية هائلة، تلك الثورة الهرمونية كفيلة بإحداث تغيرات كبيرة في الجهاز العصبي الجنسي للشخص مما يسبب إدمانه لمثير جنسي بعينه.
5- بعد الزواج يأمل الشخص في أن يتمكن من إقامة علاقة جنسية طبيعية مع زوجته فيحاول ويكتشف إما أنه عاجز عن التفاعل معها، أو أنه بارد وغير متحمس كما أنه كان متحمس قبل الزواج، ويحاول أن يقاوم هذه المشاعر السلبية عدة مرات ولكنه للأسف لا يفلح ويزداد الأمر سوء عندما يكتشف أنه لا يحصل على ذات النشوى التي يحصل عليها من رؤيته للأفلام الإباحية.
قبل العلاج؟؟
1- من الضروري جدا أن تكون نيتنا خالصة لوجه الله (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).... يجب أن نتسلح جيدا بالقرآن الكريم... (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30)
2- اجعلي خلفية سطح مكتبك خلفية إسلامية, فلعل هذا يجعل بعض الأثر في نفسه.
3- اجعلي ملف على سطح المكتب، اجمعي فيه روابط أشرطة إسلامية وفلاشات إسلاميه مثل برنامج الذاكر... منبه الذاكرين
أساليب العلاج:
أولا: يجب أن يكون زوجك لديه الرغبة الصادقة والأكيدة في العلاج والتغيير.
ثانيا: الإنترنت في مكان عام، كأن يكون في الصالة أو مكان عام يكثر فيه أهل البيت, بالنسبة لمن وضعوه في أماكن خاصة مثل مكتب خاص فمن الضروري أن يكون هناك اتفاق مسبق بأن لا يقفل الباب (هذا كله يكون باتفاق بين الزوج وزوجته خصوصا لمن هم في بداية وضعه في المنزل (أسلوب وقائي)
ثالثا: من الأفضل في البداية عدم إخباره صراحة أنك تعلمي بإدمانه، ولكن بإمكانك أن تعالجي هذا بأسلوب غير مباشر، سواء الحديث اليومي بالقرآن أو بالأحاديث أو بالقصص المماثلة من خلال أخذ رأيه كرجل عن هذه المشكلة التي تعاني منها إحدى صديقاتك مع زوجها، وربما عن طريق مسح الملفات التي ينزلها على جهازه بدون علمه... لكن تأكدي أنها ملفات جنسيه... أيضا حاولي أن تساعدي زوجك على المحافظة على الصلاة؛ أيقظيه من نومه بلطف ولين لصلاة الفجر وبأسلوبك الخاص...
رابعا: لعله من المفيد وضع برنامج للحماية من المواقع الإباحية.
خامسا: الإنترنت وسيلة للتعليم الذاتي، تسلحي بالمعرفة دائما وابدأي ولا تحيطي نفسك بدائرة مغلقه من الجهل حول النت وحول برامجه تعلمي علم مفيد، اجعلي زوجك يرى نتاج عملك عبر البرامج، اجعليه يرى الجانب المشرق للنت فلعل هذا يوجهه وجهة صالحة... تعلمي على برامج مفيدة مثل الفوتوشوب... الفلاش أو السويش.
سادسا: من أغرب ما سمعت من حلول لهذه المشكلة أن إحداهن تقول (افتحي المواقع التي يتصفحها وشوفي الصور اللي بيشوفها حتى تعرفي ماذا يعجبه فيهن ثم افعلي مثلهن) فهذا الحل يولد مشكلة أعظم فبدلا من أن يكون لدينا مدمن واحد أصبح مدمنين والمدمن الآخر هو الأعظم أم ومربية أجيال, ثم أين الله من هذا الحل؟؟ ألا يراها الله.. ألم تعظم المشكلة بهذا الحل..
إن من ترى هذا حلا إنما هي ممن غضب لنفسه وغارت غيرة النساء ولم تغضب لله...
لذلك أختي الحبيبة بمجرد علمك أن زوجك يتصفح المواقع الإباحية احذري كل الحذر من أن تتبعي المواقع التي فتحها لأنه كما قيل كثرة المس تميت الحس وإن استطعت أن تمسحيها دون فتحها فهذا أمر ممتاز...
كل المرحلة السابقة كانت كما قلنا بدون إخبار الشخص أنك لا تعرفين عن تصرفه أو لم تصارحيه بعد... لكن ماذا لو استمر على حالة ولم يتغير؟؟؟
من المناسب أن تتمالكي أعصابك فترة أطول في المرحلة السابقة وحاولي تجنب المواجهة قدر الإمكان... لأن المواجهة ستجعلك تفقدين أقوى سلاح وهو خوف زوجك من علمك بما يفعل، ولأن النصح بشكل عام قد يعطي نتيجة أفضل من النصح بشكل خاص مع بعض الأشخاص...
إذا احسست أن الفترة طالت فمن الأفضل مواجهة هذا الشخص بعمله ولكن اختاري الوقت المناسب ولا تجعلي ردة فعل عكسية لأمر أغضبك (يعني مثلا: تغضبين منه إذا لم يجعلك تذهبين لأهلك فتواجهينه بعلمك بما يفعل وتضعين هذه التهمة في جملة من التهم الآخرى)
الأمر أعظم من هذا!!!
ولعل الأمر يحتاج إلى دبلوماسية أكثر وحكمة أكثر...
استخدمي أسلحتك السابقة لكن بشكل علني أمام هذا الزوج وبشكل صريح, لكن الحذر من استخدام ألفاظ نابية أو ذات لهجة شديدة أو التسفيه منه (أنا أحبك لكني أكره فعلك)
وإذا كانت لدى الزوج الرغبة الأكيدة والنية الخالصة ليبدأ علاجه من هذا الإدمان فأقترح عليه هذا البرنامج اليومي لعلاج إدمان الصور والافلام الاباحية:
1- ابدأ يومك بذكر الله، والتوكل عليه.
2- اطلب من الله العون، والتوفيق، والهداية، واعلم أن الله سيوفقك إذا علم صدق نيتك، ورأى بداية جهدك.
3- اجعل صلتك بالله قوية، واذكره دائماً، ليطمئن قلبك، وتتخلص من دائك، وتصفو حياتك، قال تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
4- إن كنت قد رجعت، في توبتك سابقاً، فاجعل في هذه المرة، إصراراً أكبر، وخطة أحكم، وادعو الله بقلب صادق، أن يبارك لك في خطوتك هذه، ويجعلها خطوة هداية.
5- عليك بالمجاهدة يومياً، وذلك عن طريق: مقاومة المثيرات، وملء وقت الفراغ سواء بممارسة الرياضة أو الإنشغال بهواية مفيدة، واستثمار الوحدة، والابتعاد عن أصدقاء السوء.
6- تخلص من أدوات النشاط المرضي، ونقصد بذلك الصور العارية، الأفلام المثيرة، المجلات الخليعة، المهيجات. وإذا كنت من مدمني المواقع الإباحية، فاشتراك الإنترنت من ضمن أدوات النشاط المرضي، لأن الأدوات إذا كانت متاحة فستفشل حتماً.
7- احسب كم من المال يمكن أن تعطي لنفسك عن كل يوم تنجح فيه، ثم ادخر المبلغ الذي حددته، لمكافأة كبيرة.
8- هدفك المرحلي، أن تتوقف عن الفعل المرضي (مشاهدة الصور والأفلام والمواقع الخليعة) لمدة مائة يوم، وإذا نجحت في ذلك، كافئ نفسك، بالأموال التي ادخرتها، بشراء شيء محبب لنفسك، أو رحلة سفر، أو نزهة.
9- ثم كرر ما سبق فعله، ولكن لمدة 250 يوم، واجمع مبلغ محدد، عن كل يوم، لتكافيء نفسك على النجاح.
10- ثم كرر ما سبق فعله، ولكن لمدة عام، وهكذا، في ذكرى عام على عام آخر، كافيء نفسك.
لكن ماذا لو فشلت؟؟
تبرع بالأموال التي جمعتها، وادخرتها لنشاط خيري نافع وسيكون عليك أن تبدا من جديد:
1- تخلص من أدوات النشاط المرضي.
2- توجه إلى الله سبحانه وتعالى، واسأله العون، كما في المرة السابقة وأكثر.
3- راجع خطتك السابقة، وابحث عن الخلل، وادرسه جيداً حتى تتلافاه في هذه المرة.
4- حدد مقدار مكافأتك المالية.
5- كافيء نفسك عن كل يوم، وادخر المال لمدة مائة يوم، وفي نهاية المائة يوم نفذ المكافأة وتمتع بها.
6- إذا نجحت كرر ما سبق ولكن لمدة 250 يوم، ثم كافيء نفسك ثم واصل لنهاية العام، ثم كافيء نفسك في نهاية كل عام من النجاح.
أما إذا فشلت تبرع بالمال لنشاط خيري أو جمعية خيرية، وابدأ من جديد وستنجح حتماً إن لم يكن في المرة الأولى ولا الثانية وربما ليست الثالثة أو الرابعة، ولكن ستنجح في المرة الخامسة. فلا تيأس، وليكن لك أمل بالله عز وجل، لا تنسى دائما الأمر يحتاج إلى صبر وهناك فرق بين الصبر والسكوت والاستسلام.... أليس كذلك؟؟؟
تابعينا بأخبارك والله والموفق.
واقرئي على مجانين:
زوجي والمواقع الإباحية!
الصور العارية... والبصبصة!
مشاهدة أفلام الجنس..مشاركة من طبيب
إدمان المواقع الإباحية: هل له علاج؟
أفلام Sex وقلق مدى الحياة
إدمان أفلام جنسية + استمناء قهري