لا ضمانات في هذه الحياة
السلام عليكم؛
كنت أرسلت استشارة وقد وضعتم لها عنوان (لا ضمانات في هذه الحياة). أنا صبرت ولم أتسرع في ترك الفتاة اللي خطبتها.
أصبحت العلاقة أفضل بل نعيش سويا في جو رومانسي، رغم أني أحس أني أتقبلها فقط قبول عادي.
أعلم وأحس أنها تحبني ومتعلقة بي جدا، لكن أنا لا أدري هل أحببتها كما أقول لها؟ أم هو ارتياح وتعود؟ أم هو هو بدافع جنسي بحت على أساس أني سأتزوجها قريبا.
أنا لم أفهم نفسي وهذا سبب الاستشارة. هل فجأة أحببتها كما أدعي وأقول لها أم كما قلت أحبها بدافع جنسي خصوصا أني أنزل بشهوة ما يسمى بالمذى كلما حدثتها بالتليفون؟ أم ارتياح؟ أم أم؟؟؟...الخ
أرجو النصيحة لأني أخشى أن أظلمها وأنا لا أدري لأنه ربما يكون حب مؤقت يزول بزوال السبب.
ملحوظة: أنا عاهدت نفسي أن لا أتركها حتى لا أكسر بخاطرها بعدما أحبتني وتعلقت بي وشعرت هي أيضا أني أحبها.
30/04/2015
رد المستشار
أهلا بك مرة أخرى. تذكرت وأنا أقرأ سطورك مقولة الشيطان يكمن في التفاصيل. لماذا الحيرة والانشغال في تحليل مشاعرك. بداية ليس الحب أساس الارتباط الأوحد أو الأمتن فالاقتناع العقلي أساس أفضل للاختيار في أمور الحياة ومنها الزواج. وإذا أضفنا للاقتناع العقلي القبول النفسي يكون لديك أساس قوي وجيد لعلاقة ناجحة.
لا أريد أن تقبل على زواجك منها بشعور الشفقة عليها الذي تعبر عنه بقولك كي لا ينكسر قلبها، ذلك يخفي وراءه شعور بتفوقك عليها، وهو أمر إن لمسته زوجك سيتغير إقبالها عليك وفرحتها بك كزوج. لماذا لديك هذا الشعور بالتفوق وقد سبقت بالقول أنكما من بيئة متشابهة وبقيم أسرية متقاربة وطباع منسجمة، هل هو التفاخر الذكوري فقط أم أنه انعكاس لشعور داخلك بالنقص ينبغي أن تواجهه كي تتجاوزه.
لا يستطيع أحد أن يخبرك عن مدى صدق مشاعرك سوى نفسك، وبدرجة أقل المتلقي لتلك المشاعر. لتعرف صدق مشاعرك نحوها، لا بد أن تعرف ما يعني الحب بالنسبة لك، الحب وإن كان نفس الانفعال إلا أن معانيه وأسسه تختلف بين البشر.
قد يساعدك على اختبار مشاعرك منها تخيلك أنها أرسلت في هذه اللحظة رسالة أو شخص يبلغك بإلغاء ارتباطها بك، نعم فهي شريكة في هذه العلاقة وقد تقرر في لحظة ما إنهائها لأسبابها الخاصة. إذن كيف سيكون شعورك، إن فرحت فأنت لا تحبها فعلا بل هي الألفة التي تجمع بينكما وتبقى أساس جيد للارتباط، إن انزعجت فأنت تحبها فاحرص عليها كي لا تكون من الناس الذين لا يدركون قيمة ما لديهم إلا بعد فقدانه.