أسباب الارتباط الشرطي
ما هي أسباب حدوث الارتباط الشرطي وكيفية تجنبه؟
30/04/2015
وتحت عنوان الارتباط الشرطي أرسل يقول:
السلام عليكم، ما الفرق بين الارتباط الشرطي المرضي والارتباط الطبيعي، يعني كيف أعرف أن الخوف بداخلي خوف شرطي مرضي فأقاومه، أم أنه خوف طبيعي ينبغي أن لا استجابة له؟
وهل الأفضل مقاومة الخوف والاستمرار في الفعل مع البحث عن سبب هذا الارتباط أم التوقف عن الفعل حتى نعرف السبب ويزول الارتباط ويزول الخوف ثم نمضي فيه؟
ولو كان الأفضل الاستمرار هل هذا في الأفعال الضرورية التي توقف الحياة أم في كل الأفعال الضرورية والثانوية؟
30/04/2015
رد المستشار
أشكرك يا "عبد المجيد" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، بداية أجيب على استفسارك عن أسباب الارتباط الشرطي، حيث أن الاستجابة الشرطية أو التعلم الشرطي هي نظرية في التعلم الترابطي اخترعها الطبيب الروسي إيفان بافلوف، وتعني رد الفعل التكيفي للكائن تجاه منبه خاص ويكتسب هذا التكيف من وضع الكائن مكررا في الموقف نفسه فعلى سبيل المثال: لا يسمح الإنسان البالغ لجسده بلمس النار بشكل مقصود أبدا على الرغم من جمالها الأخَّاذ!! بينما يقبض الصغار بتلهف على الأشياء المشتعلة بأيديهم الصغيرة لأنهم لم يمتلكوا بعد حماية المنعكس الشرطي ويكتسبون قدرة الابتعاد عن النار بعد أن يجربوا فقط، قليلا من الاحتراقات الشديدة وتسمى هذه القدرة: المنعكس الشرطي.
هل يتعلم الصغير أي شيء في العملية؟ نعم يتعلم الكثير، ويكتسب آلية حماية تتكون من الخوف من الاحتراق فيتعلم كيف يبتعد عن النار. مع هذا يستطيع الكائن الحي تطوير منعكسات شرطية في حالات غير طبيعية إن جاز التعبير: أي يمكن إحداثها على مدى واسع بالوسائل الصناعية كما فعل إيفان بافلوف في تجربته الشهيرة والتي نجح بها في تطوير منعكسات شرطية.
ثم أجيب عن استفسارك الثاني وهو الفرق بين الخوف الطبيعي والخوف المرضي؟؟؟
مثل غالبية الناس قد تشعر في لحظة من اللحظات بالخوف. قد تكون شخصا غير طبيعي إذا لم يداهمك هذا الشعور، والقلق يمثل جزء من الطبيعة البشرية. ولكن هناك فرق بين الخوف الطبيعي والخوف المرضي. ولدينا جميعا مخاوف، وفي معظم الحالات تكون المخاوف واقعية وتمكننا من اجتناب إحداث مخاطر حقيقية.
ومثالا على ذلك الناس يخافون اجتياز الشارع أثناء اقتراب السيارات، ويحفزهم خوفهم على عدم المشي أمام سيارة مما يجنبهم خطر الدهس ومن ثم خطر الموت، ولكن هناك أشخاصا مخاوفهم غير واقعية. والخوف يحفز سلوك الاجتناب (أي الابتعاد) الذي يمنع تعلم أن الرهاب غير واقعي. وفي حالات كثيرة لا يكون الحدث الذي أدَّى إلى تشكل الرهاب واضحا بسهولة فقد يكون الشخص نسي الحدث غير السار وبقي الأثر مما يجعل هذا الشخص يخاف من أشياء الخوف منها غير واقعي ويتطور إلى أن يتحول إلى الخوف المرضي.
مما يجعل هذا الشخص يشك في قدراته حيث أنه يحس بالخوف من أشياء وهو يعلم أن الناس لا تخافها لماذا؟! لأنه تعرض لموقف خوف في مرحلة زمنية معينة ونسي الموقف وبقي معه شعور الخوف من ذلك الموقف وتجربته المريرة، وصار هذا الشعور ينتابه أحيانا في بعض مواقف الخوف العادية التي تعترض سبيلته ويسأل نفسه لماذا أنا هكذا؟!
أكيد أنا إنسان غير طبيعي ويدخل في متاهات التحليل اللامتناهي ولو علم أن السبب هو ذلك الشعور الذي علق من ذلك الموقف الذي حدث له ونسيه لانتبه وعاد لحالته الطبيعية.
ولكن لو أن أحد تناقش معه وشرح له أن هذا الذي يحس به ويعتقد أنه مرض جنون أو غيره (هو ذلك الشعور المترسب من ذلك الموقف المخيف الذي تعرض له في مرحلة ما من عمره مما تسبب له بعقدة الخوف أو السلوك الرهابي كما يسمى طبيا). (أنا على ثقة تامة أن أي شخص لديه هذا النوع من الخوف سوف يتخلص منه إذا راجع نفسه)، وكلما أحس بهذا الشعور تذكر أنه ناتج عن ذلك الموقف وأنه إنسان طبيعي وعود نفسه على عدم الخوف وتذكر أن ذلك الموقف انتهى إلى الأبد.
ولكي نتجنب سوء الفهم وخلط الأمور لنعطي تعريفا للقلق والخوف وبعض المصطلحات المرتبطة به:
* القلق: هو إحساس غير سار يرتبط بإحساس المرء بخطر لا يلاحظه الآخرون.
* الخوف الطبيعي: هو إحساس قريب الشبه ولكنه يظهر كردة فعل لخطر أو تهديد حقيقيين.
* الذعر: هو الاشتداد المفاجئ لحالة خوف حداه.
* الرهاب أو الخوف المرضي: نوع خاص من أنواع الخوف لا يتناسب مع الشيء المخيف وكذلك لا يمكن تفسيره أو تبريره. وأيضا لا يستطيع المرء التحكم به والسيطرة عليه، والمرضى المصابين بالرهاب يدركون جيدا أن مخاوفهم هذه غير منطقية.
إذن الخوف الطبيعي كأن نخاف حيوان مفترس، أي شيء طبيعي أن يخافه كافة الناس..... والخوف المرضي هو خوف من شيء في الأصل لا يخيف. وأكثر أنواع الرهاب انتشاراَ الرهاب الاجتماعي أي الخجل الاجتماعي.
وهناك أنواع عديدة للمخاوف المرضية سأذكر بعضها:
- الرهاب الاجتماعي.
- الخوف من الأماكن المرتفعة.
- الخوف من الأماكن الضيقة.
- الخوف من الحشرات.
- الخوف من الأماكن البعيدة.
- الخوف من الأماكن المفتوحة.
- الخوف من رؤية الدم.
- الخوف من بعض الحيوانات الأليفة.
- الخوف من ركوب الطائرات.
- الخوف من الأماكن المغلقة ............الخ
ومظاهر الرهاب بكافة أنواعه تكون كالتالي:
تعرق - سرعة ضربات القلب - شحوب الوجه - الرعشة - وقوف شعر الجسم - توسع حدقة العين - ارتفاع ضغط الدم - جفاف الفم - سرعة التنفس - شعور غير مريح بالمعدة – غثيان - انقباض المثانة - خدل اليدين والقدمين. وغالبا يتكون هذا الخوف نتيجة مواقف قديمة مليئة بالخوف والذعر، وقد تكون هناك أسباب أخرى. وعلاج الخوف المرضي يكون عن طريق العلاج النفسي وخاصة بالعلاج المعرفي السلوكي.
أهلا بك صديق دائم لموقعنا وتمنياتي لك بالتوفيق وتابعنا بأخبارك.