الدين.... هل هو عائق للزواج؟
عائق الدين للزواج !
فى البدء أحب أن أنوه إلى أنني ما زلت طالبا ومشكلتي ليست نفسية بالمعنى الذى طرحه موقع مجانين ولكن لها آثار نفسية سببت لي اكتئاب (بتشخيص طبيب معالج) مشكلتي أنني أحب فتاة مسلمة قريبة مني جداً ولا أعلم ماذا أفعل؟ وهل يحل في الإسلام الزواج أم لا؟
وقد فكرت فى الاتجاه إلى الإسلام من أجلها ولكن وقتها سأخسر أسرتي فأنا في حيرة تامة وقد اتجهت إليكم لأنه لا يوجد أحد آخر أتحدث معه في هذا الموضوع حتى طبيبب النفسي لما لها من عواقب.
وأريد أن أطلع على رأيكم فى عقار "بروزاك"؟
20/04/2015
** هذه مشاركة من المستشارة أ. رفيف الصباغ في إجابة: الدين.... هل هو عائق للزواج؟
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا يا "mina" على موقعنا، أحببت أن أشارك في الإجابة على سؤالك، فقد رأيت أن الدكتور سداد تكلم عن واقع الزيجات من وجهة نظر اجتماعية، وأنت سألت عن موقف الدين وليس عن عادات الناس، أضف إلى هذا أن عادات الناس وواقعها في مجتمعنا العربي لم تتجاوز قضية الدين في الزواج بعد، إلا في حالات فردية نادرة جدًا، ومن الصعب تجاهل هذا، أو تأمُّل إمكانية تجاوز الطرف الآخر لهذا إلا في العائلات التي لا تعرف من الإسلام غير أن أجدادها مسلمون.
تسأل عن حكم الإسلام في زواجكما.... الإسلام لا يضع الدين عائقًا للزواج، ولكنه يضع شروطًا لضمان سعادة الزوجين، بعض هذه الشروط يمكن أن تتنازل عنها الزوجة إن وجدت في نفسها قدرة على الصبر، كشرط التقارب في المستوى الاجتماعي بين الزوجين....، وبعضها لا يسمح لها التنازل عنها، لأنه مهما حاولت المرأة أن تصبر عليها لن تقدر، فتوفيرًا للجهد، وحفاظًا على الأسر من أن تهدم، أغلق الباب كله بجعل الشرط لازمًا، وخطًا أحمرًا.
من هذه الشروط أن يكون الزوج مسلمًا، لأن الإسلام أشار على المرأة أن تطيع زوجها -بما لا يخالف دينها-.... فطبيعة المرأة تجعلها تشعر بالسعادة والسكون عندما تفعل ما يحبه زوجها وتعيش تحت كنفه ورعايته يحميها ويشير عليها برأيه –دون إجحاف أو احتقار لرأيها-.
كيف ستطيعه عند اختلاف دينه؟ ماذا لو طلب منها شرب الخمر؟ أو الجماع في الدبر أو عند الحيض وهذا محرم عند المسلمين؟ ماذا لو طلب منها أن تطبخ له لحم الخنزير؟ حتى لو طبخ هو بنفسه، ماذا ستفعل بالأواني والخنزير أنجس ما خلق على سطح الأرض عند المسلمين، وشروط الطهارة منه قاسية جدًا؟ كيف ستصلي وتؤدي عباداتها، والطهارة لازمة عند الصلاة؟
هل من المعقول أن تعيش طوال عمرها لا هي تستطيع إرضاء شريك حياتها الذي أحبته، ولا هي تستطيع العمل بدينها الذي آمنت به؟ هل من المعقول إجبارها على تغيير قناعاتها من أجل أن تبقى مع زوجها؟ هل هناك امتهان للإنسانية أكثر من الحجر على العقول والإجبار على تغيير القناعات دون دليل وإرادة كاملة؟
ستتمزق المرأة في هذه الحالة، ولن يبقى منها سوى أشلاء باهتة لشخصية مشوهة قلقة، ولتفادي هذا: إما أن تخرب عشها وأسرتها، وإما أن تترك اعتقاداتها لا عن عقل ودليل وإنما بالاضطرار والإكراه.
قد تقول لي: لن أطالبها بما يزعجها، هذا ممكن.....، ولكن ستجد مع الوقت أن هناك أمورًا مفصلية لن تستطيع مسايرتها فيها إلا إن تخليت عن دينك!!! هل ترضى أن تحجر على عقلك أيضًا؟
أما الحالة المعاكسة: أي أن يتزوج المسلم من نصرانية، فهذا جائز في الإسلام، الإسلام أمر المسلم أن يترك زوجته النصرانية وشأنها في عبادتها الخاصة، لكن سمح له أن يطلب منها مراعاة الوضع بحيث لا تضر بدينه أيضًا. إن طلب منها ألا تطبخ الخنزير في بيته مثلًا أو ألا تشرب الخمر، هذا لن يضرها، يمكنها فعل ما تشاء عند خارج البيت، لا هو يتضرر ولا هي....
عند الجماع عليه أن يتجنب أمرين –أثبت الطب الحديث ضررهما على المرأة- وهما الجماع في الدبر وأثناء الحيض، هو بذلك يعمل بدينه، ويحفظها من الضرر الصحي، ولا يضرها، إذ كل شيء ما عدا هذا مباح بينهما، وليس في تجنبهما ما يسبب لها الحرج الذي يضطرها لتقويض أركان أسرتها.
إذن ليس الدين عائقًا بقدر ما هو ضمان لسعادة الزوجين واستمرار الأسرة، الإسلام يريد لك أن تعيش سعيدًا بعيدًا عن المضايقات، والإحراجات لك ولمن تحب.
بقي أمر أخير: إياك أن تغير دينك بقرار عاطفي، على العقل دائمًا أن يكون الحاكم على العاطفة، والتصرف الذي يستند إلى قرار عاطفي، ينهار لقرار عاطفي أيضًا...
حدثتك نفسك أن تسلم لأجلها، قبل هذا اقرأ واطلع لأجل عقلك وبناء آرائك ومعتقداتك التي اقتنعت بصحتها، بعد أن تقرأ وتسأل عن معتقدات الإسلام، فكر هل هو صحيح منطقي متوافق مع العقل أم لا؟ إن وجدته كذلك، فكر: هل حبك لها من القوة بحيث يخفف عليك صعوبة التغيير والمواجهة مع الأهل والأصدقاء؟ أم أنك ستنهار عند أول اختبار؟ عادة العقل إن اجتمع مع العاطفة في صياغة مبدأ جعل صاحبه كالفولاذ في العمل بقناعاته رغم الصعوبات، وإن عدمت العاطفة، زادت المشقة، لكن إن عدم العقل فالإنسان حينئذ أضعف من قشة في ثباته وتحمله لنتائج قراراته...
الأمر عائد إليك لكن فكر بواقعية، واحسب الأمر بدقة، فكلاكما سيتمزق إن لم تتخذا الخطوات المناسبة الحكيمة المستندة إلى العقل قبل العاطفة....
أتمنى لك من كل قلبي ألا يحرمك الله منها، وأن تسعد معها.... لكن فكر بهدوء واتخذ قرارك، ولا تخف من اكتئابك، فالقرارات الجوهرية دائمًا يسبقها اكتئاب يولد منه ارتياح وسعادة، فهو اكتئاب مبارك وعصرة ولادة إنسان جديد.
واقرأ على مجانين:
أحب ولد مسيحي: حب ومراهقة وكاراتيه!
صديقتي مسيحية فهل أنا مذنبة؟
أحب أستاذي ولكنه مسيحي
أحب مسيحية : رأي مجانين
التعليق: على رغم من أن الاستشارة لم تكون قد تفيدني ولكن أنا أكون حريصة جدا من أي ردود تكون من حضرتك يا أ. رفيف الصباغ
فأنا أقتنع جدا بكل الأدلة التي تقولينها
أتمنى لك دوام التقدم