التردد يقتلني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
قصتي بدأت أنني أحببت قريبة لي تصغرني سنا. وهذه القريبة أعلم عنها أنها اغتصبت من الخلف أكثر من مرة وهي صغيرة من قريب لنا وأعلم براءتها وأن ذلك كان رغما عنها ولم يكن ذلك الأمر يشغلني.
لما صرت في سن الزواج نويت الارتباط بها ولكنني فوجئت بنفسي على غير عادتها تكره ما حدث لها ووجدت الفكرة تلح على ذهني مرارا وعشت أياما طويلة من التردد كانت شاقة جدا على نفسي ولكني تقدمت فقال لي أهلها أنهم لن يزوجوها في هذه السن الصغيرة وكانت في الثانوية فحمدت الله وقلت لعله خير.
لكنني وجدت نفسي متعلقا جدا بها فطلبت من أمي أن تطلب من أهلها مرة أخرى الارتباط بها فوافقت وأنا في غاية التردد بسبب التفكير في أمر اغتصابها ووافق أهلها وتمت الخطبة. وكنت استخرت وقررت الرفض ووافقني أهلي على ذلك لكن فجأة سار الأمر في اتجاه إتمام الخطبة.
مشكلتي الآن أنني منذ خطبتي لها وأنا في وضع نفسي سيء للغاية فيوميا أفكر في فسخ الخطبة ثم أكلمها فأرجع عن قراري وأتعلق بها والمشكلة أنني صرحت لها بالحب كثيرا فتركي لها سيكون فاجعة صادمة لها.
أنا معترف بأن كل ما حدث لها كان على غير إرادتها ولكن ماذا أفعل في نفسي ووساوسي التي تأتي رغما عني? كل ما أطلبه كيف أتخلص من هذه الأفكار المؤلمة فأنا لا أرغب في ترك خطيبتي.
29/3/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
حياك الله وشرح صدرك لما فيه خيركما. قد تكون المشكلة الأساسية في طريقة تفكيرك أو مستوى ثقتك بنفسك أكثر منها في ظروف الفتاة التي ذكرتها. موقفك قد يكون قلقا عاما من اتخاذ قرار هام في حياتك، ولهذا يجب أن تراجع أسس اختيارك لهذه الفتاة. ما الذي تريده من شريكة حياتك، ما نمط الحياة الذي تريده لنفسك ولأسرتك وما مدى قدرة هذه الفتاة على تحقيقه معك. اكتب المعايير التي تريدها وانظر كم منها ينطبق على الفتاة ولا تنسى من بين المعايير من فضلك معيار القبول النفسي والميل لها، إن وجدت أن فتاتك تحقق ما يقارب السبعين في المئة فاختيارك صحيح ويجب أن تثق فيه.
موافقة أهلك على قرار الارتباط بالفتاة يعني انطباق المعايير الاجتماعية في أسرتك عليها مما يجعلها زوجة مناسبة لك وفردا مرحبا به في أسرتك، مما ينبغي أن يزيد ثقتك في قرارك.
ليتك وضحت محتوى الأفكار السالبة التي تشغلك وتمنعك من السعادة باختيارك، هي ليست وساوس ولكن على الأغلب أفكار لا منطقية يكون التعامل معها بدحضها بالمنطق. يمكنك أن تفعل ذلك بنفسك، اكتب على ورقة محتوى الأفكار السالبة التي تراودك وانظر هل هي منطقية أم تحمل سمات التفكير اللامنطقي من التهويل والتعميم والمبالغة أو الاهتمام بكلام الناس.
لا ينبغي أن يكون قرارك بالاستمرار معها من باب الشفقة عليها فهذا خداع لنفسك وسيقلل من صبرك على ما سيواجهكما من مشكلات في الحياة، عدا أنه سوء تقدير لها لا تستحقه. ناقش أفكارك السالبة، وأسس اختيارك لها، وراجع قرارك لآخر مرة، وأنت تفعل ذلك تذكر أنه لا ضمانات في الحياة، ولا أحد كامل. إن عاودتك الأفكار بسوء اختيارك ادحضها بالمنطق أولا ثم تجاهلها ببساطة بالتركيز على إيجابيات فتاتك، وذكر نفسك بأنك أنت المسيطر والموجه لأفكارك وليس العكس.