الأدوية النفسية - زولوفت
السلام عليكم ورحمة الله؛
أود المساعدة في موضوع متعلق بحياتي وبالمرأة التي أحب حباً لا يوصف. تعرضت خطيبتي للاعتقال في سوريا لمدة عام تقريباً. تعرضت في بداية الاعتقال لتعذيب ليس شديداً ولم تتعرض لاحقاً لأي تعذيب وحافظت على قوتها داخل السجن وبقيت على تواصل مع أهلها ومعنا دون أن تنهار. بعد خروجها ساءت حالتها كثيراً وانهارت بسبب الظروف العائلية السيئة وعدم الراحة. أصيبت بانهيار عصبي حاد ونقلت إلى المستشفى حيث قضت أسبوعاً ثم خرجت. وصف لها الطبيب "زولوفت" عيار 50 ولمدة 6 أشهر وقد أثار الأمر استغرابي لطول المدة.
أعلم أن "الزولوفت" دواء له آثار جانبية كثيرة وهو ما بدأ يبدو عليها الأمر الذي أثار قلقي عليها كثيراً وأعلم أن الانقطاع المفاجئ عن "الزولوفت" له آثار جانبية خطيرة أيضاً. ستنتقل إلى بيتي قريبا ونتزوج وسأكون إلى جانبها لمساعدتها على التعافي، وسؤالي هو: كيف لنا أن نوقف الزولوفت تدريجياً؟ وهل بمقدرونا ذلك؟ هل من برنامج يمكننا اتباعه؟ تتغير طبيعتها وأعرف أن الأمر مؤقت خاصة مع هذا الدواء وتناولها للكحول بعض الأحيان.
أرجو المساعدة وتقديم الاستشارة كما عودنا موقعكم الموقّر.
خالص شكري وتقديري لجهودكم.
نوري
20/05/2015
رد المستشار
السلام عليكم؛
"الزولوفت" هو أحد الأسماء التجارية لعقار "السيرترالين" وهو أحد مثبطات التقام "السيرتونين" الانتقائية م.ا.س.ا، وهذه المثبطات تمثل واحدة من أشهر المجموعات الدوائية وأكثرها شيوعا في علاج اضطرابات القلق والاكتئاب بأنواعها المختلفة حيث تربط الأبحاث بين هذه الاضطرابات وبين انخفاض مستوى السيروتونين (أحد الموصلات العصبية الكيميائية) في المخ.
ومن المعتاد والمرجح طبيا أن يتم وصف هذا النوع من العقارات لمدد طويلة نسبيا لا تقل عن ستة أشهر بل قد تزيد عن ذلك. والهدف من ذلك هو وقاية المريض من الانتكاس وظهور القلق والاكتئاب أو التوتر مرة أخرى. ولا يترتب على تناول "الزولوفت" بجرعته المعتادة (من 50 إلى 200 مجم) عادة أية أعراض جانبية خطيرة حيث تقتصر الأعراض الجانبية الشائعة عادة على فتور بسيط في الرغبة الجنسية وتأخر القذف عند الرجال وهزة الجماع عند الجنسين.
أما الأعراض الجانبية الأخرى كزيادة الميل للنزف واضطراب ضربات القلب فنادرا ما تحدث إلا في المرضى الذين يتناولون مضادات التجلط أو يعانون من أمراض في القلب أصلا. ولا ينصح باستخدام "الزولوفت" حال الحمل لارتباطه بزيادة معدلات الإجهاض. أما بالنسبة للأم المرضعة فقد أظهرت الدراسات أن "الزولوفت" آمن إلى حد كبير ويمكن استخدامه من قبل المرضعة دون مشاكل تذكر.
ولا توجد خطورة من احتياج المريض لجرعات متزايدة من العقار - كما يحدث في بعض الأدوية النفسية الأخرى - لعدم حدوث ظاهرة الاستيعاب (tolerance). كما أنه لا يترتب على إيقاف "الزولوفت" أعراض انسحابية شديدة ولكن ينصح بسحبه تدريجيا في حالة استخدامه فترة طويلة وبجرعة كبيرة. أما في حالة الاستخدام بجرعة 50 مجم ولمدة أشهر فلا حاجة لسحبه تدريجيا.
وحتى في حالة توقف المريض عن العقار في أي وقت وقبل إكمال مدة الأشهر الستة فلا توجد مخاطر كبيرة مترتبة على ذلك، وأسوأ ما يمكن أن يحدث غالبا لا يتجاوز انتكاس المريض إلى نفس الأعراض السابقة على استخدام الدواء كأعراض القلق أو التوتر أو الاكتئاب وذلك لعدم إكماله مدة العلاج.
وشكرا