السلام عليكم؛
لا داعي للمقدمات النماقة لكن واجب علي شكر موقعكم ومستشاريه على الخدمات الجليلة التي يقدمونها للأشخاص في العالم العربي.
كنت قد ازددت بالبادية وشاءت الأقدار أن يموت أبي موتا مفاجئا بعد بلوغي بضعة أيام وكنت أصغر ابن وكان الفرق بيني وبين الأخ الذي يكبرني 15 سنة حيث أن أمي ولدتني حين كان عمرها 40 سنة ونظرا للظروف الصعبة لم يكمل إخوتي الدراسة واستدعى الأمر سفر إخوتي إلى المدينة من أجل العمل حيث كانت أمي الغالية تتكبد مشقة كبيرة خصوصا مع تراجع الفلاحة بسبب عوامل طبيعية وبيئية.
لكل هذه الأسباب عشت وحيدا مع أمي بالمنزل البدوي إلى غاية بلوغي سن 10 سنوات وكان إخوتي يرسلون بعض المال القليل كل بضعة أشهر رغم ذلك لم نكن مخصوصين والحمد لله خصوصا أنهم كانوا يرسلون الملابس وطعام المدينة كما كنت أقول له - المعلبات والمعجنات والسكاكر الخ - وكانت أمي تحرص على إعطائي المنتوجات الطبيعية كحليب الماعز والأجبان والبيض وغيرها.
كانت طفولة بريئة وسعيدة وجميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكانت أفضل لحظات حياتي حيث كنت ألعب مع أبناء الجيران ونعم الجيران. لا شذود ولا اغتصاب ولا تحرش في محيطي ونظرا لضعف الثقافة الجنسية كنت أظن إلى أن وصل عمري 11 سنة على أن الرجل يتكون لديه جلد في عضوه حينما يكبر وتتم إزالته بطريقة ما ووضعه في بطن المرأة فيكبر إلى أن يصبح حملا.
المهم بعد أن اصبح عمري عشر سنوات عثر أخي البكر على عمل جيد جدا بالمدينة فقرر اصطحابي أنا وأمي إلى المدينة وبالفعل حصل ذلك وحزمنا أمتعتنا وجئنا إلى المدينة. لم يتغير الكثير حيث أنني ظللت أعيش أنا وأمي أما أخي فكان يعمل وكان لا يأتي إلا مساء.
هنا لم أعد اخرج إلى الشارع لألعب، فقط المدرسة والمنزل وكنت أحب المنزل لأني كنت أشاهد فيه الرسوم المتحركة أحببتها حبا غريبا لدرجة الهوس والحلم بتلك الشخصيات الخيالية لدرجة أني كنت أحفظ أسمائها جميعا وكنت أشاهد الكثير لم أكن أذاكر، فقط مدرسة ورسوم متحركة وكنت أتوق للخروج من المدرسة من أجل الدخول إلى المنزل والدخول لمعرفة ماذا فعلت شخصياتي المفضلة هذا اليوم.
وهنا بدأ نوع من الانطوائية في شخصيتي ما عدا الحديث مع زملاء الدراسة. هذه الانطوائية كانت تعجبني رغم أنها اختفت، حصلت على شهادة الدروس الابتدائية وأكملت الدراسة هذا من حسن حظي فأنا الوحيد الذي أكمل دراسته وكنت نجيبا لكن لاحقا ازدادت انطوائيتي خصوصا مع تعرفي على الحاسوب والإنترنت وجدته جنة وبدأت أغوص في جميع المواضيع ثقافية نفسية اجتماعية والجنسية والطبية طبعا وهنا ثقفت نفسي كثيرا كنت أحمل الكتب والروايات والفيديوهات في شتى المجالات؛
وكنت أشكر في خاطري مخترع هذه الجهاز وهذه التقنية لكني للأسف أمام هذه الاستفادة تعلقت بالأفلام الإباحية وكنت أندم في البداية عند مشاهدتها لكن أمام التعود الدائم أصبحت شيئا عاديا ولم أعد أندم كما في السابق بل وقد أصبحت أرفقها بالعادة السرية، فرغم ذلك أعلم أن شخصيتي لديها القدرة على مواجهة الصعاب مهما كانت لكن في بعض الفترات فقط وهذه الفترات نادرا ما تأتي.
تغيرت كثيرا فيما بعد تعلقت بلأنمي الياباني وما يسمى بالهنتاي -رسوم متحركة إباحية- وأصبحت متبلد المشاعر رغم أنني ما زلت حنونا تجاه الآخرين وأحب الجميع لأني أعلم أن لكل شخص إيجابيات وسلبيات، المهم كانت هذه نبذة صغيرة عن طفولتي ومراهقتي جلها كان عاديا مع انطوائية خفيفة والتعلق الشديد بالأم والبحث عن الجديد.
الآن عمري 22 سنة طالب جامعي في التطوير البرمجي كما أنني أدرس تخصصات جامعية كثيرة مختلفة أخرى ولا أجد صعوبة في ذلك خلاصة أعراضي هي كالتالي:
- أحلام اليقظة الكثيرة، بحيث أصبحت كثير التخيل للمواقف وتكون غالبا غريبة مثل أنني ذهبت إلى سوريا وقبض علي تنظيم "الدولة الاسلامية"، وأصبحت حديث العالم أو أنني ذهبت إلى الشام وكونت جيشا قويا من الملايين وكلهم أتباعي ونصبت نفسي قائدا وحررت الكثير من المناطق ونشرت العدل وأزلت الشر ورغم تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا ومجلس الأمن لم يستطيعوا إيقافي وهزمتهم هزيمة نكراء.
وأحاول التفكير في اسم لدولتي الكبرى فتارة أسميها دولة الحق الكبرى أو أشياء من هذا القبيل هذه الأحلام تتكرر كثيرا خصوصا عند المشي في الشارع يقول لي البعض إنك تتحدث وحدك كالأحمق فأقول له ببساطة كنت أغني، بعض الأحيان حين تأتيني أفكار يغلب عليها طابع الحزن أبكي وقد تنزل قطرات من الدموع وكأني مررت بالموقف فعلا مع العلم أنني لا أبكي في المواقف التي تواجهني إلا نادرا جدا وآخر مرة بكيت فيها كانت قبل سنة ونصف، هذا خلق لي مشكال اجتماعية صغيرة بحيث حينما أكون أمشي لا أكترث بمن حولي لدرجة أن بعض الأصدقاء اتهموني أنني تجاهلتهم عمدا ولم أسلم عليهم لكنهم طبعا في منأى عن عالمي الخاص أود الإشارة أن الأمر ليس ذو طابع ذهاني بحيث أنني أعلم وضعي ومن حولي وغالبا أفعل ذلك في الأماكن الخالية لكي أبتعد عن مثل هذه المشاكل.
قد يأخذ الأمر طابع الموقف فأتخيل نفسي جالسا وحدي في الصحراء فوق كرسي فاخر وأمامي طاولة مزخرفة وأضع قدم فوق قدم أحتسي القهوة وأستمتع بالشمس وأراقب حولي أشجار النخل الشامخة وأسمع صوت الرياح وأنا في قمة النشوة مع العلم أن جوارحي كلها تتفاعل حتى أن الشخص الذي يراني سيرى تغير تقاسيم وجهي إلى وضعية البهجة, قد يحدث هذا في أي مكان حتى في أوقات اجتياز الامتحانات مع العلم أنه يمكنني التحكم فيه.
- الشيئ الآخر أنني أحب بعض الشخصيات التي يكرهها البعض حبا غريبا قد يصل بي إلى القيام بأي شيئ من أجله وكون هذه الشخصيات خلقت ضجة معينة وغالبا ما تكون شخصيات سياسية والشخصية التي بلغت عندي الذروة هي الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
كنت أحبه لدرجة كبيرة وقد وصل بي الأمر إلى تحميل خطبه والاستماع لها وكنت أحس بالأدرينالين يسري في جسدي. هناك طبعا عامل مشترك بين هذا والأنمي لأن الأنمي يتميز بشخصيات متميزة عن الأفلام، وجودها قليل في المجتمع يتفنن الكاتب في خلق تناقضات مثيرة في شخصياته يغلب عليها طابع التميز وهنا أقصد الشخصيات السينينية الناضجة والتي هي أصلا موجهة لمن هم أكبر من سن الــ30 وقدوجدت في شخصية القذافي الشخصية النموذجية التي تدافع عن بلدها ويصفه معظم الناس بالجنون؟ نعم الجنون إن كان هذا جنون! وذات مرة حين كنت في اجتماع عائلي على طاولة العشاء شاءت الأقدار أن يكون الموضوع حول هذا الشخص فدافعت عليه بما أوتيت من قوة مما أدى إلى استغراب البعض وقد نجحت في إقناع البعض الأخر.
- الانطوائية أو بالأحرى حب الانطوائية في فترات كثيرة بحيث أفضل أن أكون وحيدا وأن أعيش وحيدا وسعيدا وأن أشاهد الأنمي والأفلام فقط وأصلي وأتقرب من الله وأسير نفسي بنفسي وأعيش السعادة الفردية حتى أنني أكره شيئا اسمه الزواج وأجد أنه مجرد إطارا قانونيا لممارسة الغريزة الحيوانية وضرورة ملحة لعدم انقراض الجنس البشري وغالبا لا ينجح ومليئ بالخيانة وقليل منه الذي ينجح لكني لا أستطيع فعل ذلك حاليا - العيش وحدي - نظرا لأنني لا أعمل وأعتمد على أسرتي في كل شيء مادي. وفي فترات أخرى أكره الانطوائية وأحس بالاكتئاب، فأذهب إلى الأماكن المكتظة وأتعاشر مع الناس والنقاش والصخب ويحدث هذا الأمر بشكل نوبات حسب الطابع العام الذي يحيط بشخصيتي في تلك الفترة.
- تغير المزاج المستمر أقلق صباحا وأفرح مساءا أو أفرح فرحة عارمة شهرا وأقلق قلقا شديدا واكتئب شهرا أو شهرين فألاحظ أن المزاج يتغير بشرب القهوة فهل للأمر علاقة؟ كما أني أكون مركزا وهادئا جدا حين أكون وحيدا وصاخبا وكثير الكلام حين أكون في جماعة، حينها أكون حزينا أو مكتئبا يمكن أن أفعل أي شيء حتى الأشياء التي لم أكن أستطيع فعلها كتدخين السجائر والمخدرات والحشيش وأقراص الهلوسة وذات مرة قمت بتناول حشيش فسبب لي أعراض معوية شديدة لمدة تفوق 5 أشهر مما تسبب في وساوس مرض السرطان وخوف من الموت وقلق شديد لكني استنتجت أن هذا ابتلاء من الله وسرعان ما تبت إلى الله فارتحت قليلا.
لدي يقين أن الشر أصبح يطاردني أي أنني متبوع بالشر وهذا ما يتحقق فعلا فحين يختفي ألم البطن تأتي الغازات فتذهب الغازات فيأتي الزكام فيذهب الزكام وتأتي البواسير وتذهب البواسير فيأتي الشك بأن جهة أمنية ستقوم بالقبض علي - هناك سبب فعلا لهذا الأمر وهو اختراق نظم إعلامية من طرفي لكني لم أترك أي دليل - يذهب هذا فيأتي الوسواس أنني مصاب بمرض الإيدز قبل ثلاث سنوات لأني تذكرت أن الحلاق جرحني ومسح لي بشيء ربما لا يكون معقما - أما الأن فأشك كثيرا أن هذه الأعراض أعراض سرطان لدرجة أنه قد يصل بي الأمر إلى تصديق الفكرة ومحاولة التعايش معها وهذا ما يقع؟ المهم أنا في دائرة لا تنتهي منذ ما يزيد على سنتين لم يعد يمر وقت دون مشاكل صحية أو نفسية لكني أثق بالله أن له القدرة على إزالة هذا.
- المزاج بعد الاسيقاظ من النوم في معظم الأحيان متعكر، أتناول دواء البرازيبام أو ما يعرف هنا بليزانكسيا أعلم أنه دواء إدماني تعودي وهو من عائلة الزاء حسب مقالة للدكتور سداد هنا بمجانين لكن تم وصفه لي بمحض الصدفة عند طبيب عام رغم أنني كنت أشخص مرضا آخر، ربما لاحظت أن ضربات قلبي أثناء الفحص ارتفعت لا أعلم صراحة فقط قال لي أن هذا سيزيل عنك التوتر، لاحقا عرفت أنه ممنوع بدون وصفة والسلطات تشن عليه حملة فهل يسبب هلوسة أو فقدان للوعي عند فرط الجرعة؟ رغم أن جرعتي منخفضة وأتناوله مرتين في الأسبوع فقط.
- المشكلة الأخرى وهو التفكير التحليلي الفردي وقد تستمر فكرة في رأسي ربما أحللها أكثر من شهر مثل كيف؟ ولماذا هذا الأمر وغالبيها تكون فكرة فلسفية آخرها كان عن سبب خوف الإنسان من الموت والمرض رغم أنه سيموت حتما؟ وتعجبني مقولة قرأتها سابقا وهي إذا رأيت طفلا صغيرا فلن تعرف أنه سيعيش طويلا قصيرا غنيا فقيرا سعيدا حزينا لكنك تعلم حتما أنه سيموت. تعددت الأسئلة والإطار وأنا هنا بمجانين لا أضع سوى مثال أو مثالين لتوضيح الأمر هذه الأفكار ربما قد أعرضها على بعض الأشخاص بطريقة ذكية جدا وغير مثيرة للشكوك كأن أحاول خلق موضوع عام تنبثق منه عدة أفكار فرعية ومن السهل حينئد إدخال الفكرة في الموضوع فقد أحول موضوع كرة بسيط -مع سبق الإصرار- إلى موضوع عن الفن أو السياسة وغيرها بسهولة وفق تسلسل منطقي وأنا بارع جدا في هذا خصوصا أنني أعتبر نفسي ذكيا في فهم الآخرين وطريقة تفكيرهم من خلال الحديث معهم، أصدقائي القليلون يصفوني بالموسوعة المتنقلة.
أنا فعلا أرى أنني قد أفقد السيطرة على أعراضي في المستقبل
دمتم بود
29/05/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
سؤالك هو إن كنت ستفقد السيطرة يوماً ما على الأعراض وتهبط في قاع اضطراب نفسي جسيم؟
الجواب هو كلا لأنك على مستوى عالي من الإدراك وتحاول أن تخرج من زنزانة غير مقفلة. ما يمنعك حقاً هو خوفك من العالم والمدينة التي انتقلت إليها في بداية أعوام المراهقة ولم تتأقلم على الحياة فيها وتشعر بالحزن على ماضي تشعر بالأمان فيه. هذا الحزن لا نستطيع التعبير عنه بسهولة، بل ولا يسمح للبشر أحياناً التصريح به.
استشارتك وأعراضك لا تختلف تماما عن أعراض طالب في مدرسة ينتقل أهله إلى مكان آخر وينتفل هو إلى مدرسة جديدة ولا يقوى على التأقلم فيها لعدة سنوات فكيف الحال إذا انتقلت من الريف إلى المدينة؟
يمكن تصنيف أعراضك النفسية الحالية إلى:
1- أعراض جسمانية نفسية.
2- أعراض نفسية عاطفية مثل القلق والاكتئاب.
3- صفات شخصية تتحاشى الاتصال السليم مع الآخرين وتلجأ إلى أحلام اليقظة والمشاكسة والمعارضة والتصريح عن آراء غير مقبولة رغم أنك لا تؤمن بها.
جميع هذه المشاكل يحصرها الطب النفسي في إطار واحد وهو:
تعامل الفرد مع أزمته وعقده النفسية عن طريق تعبيره عن غضبه بصورة رمزية من أجل السيطرة على عدائه للآخرين. لا أظنك تعمل بوعي منك ولكن أيضاً لا يمكن القول بأن كل ذلك مصدره عالم بدون وعي منك وإلا ما طرحت مشاكلك بهذا الأسلوب الذكي.
الصراحة هي أن فقدان سيطرة الإنسان على ظروفه وحياته هو الخوف الأساسي الذي يفسر جميع الأعراض التي تتحدث عنها. هذا الخوف يختفي خلفه أمنيات لا تستطيع تحقيقها وغضب لا تستطيع التعبير عنه إلا بصورة رمزية غير ناضجة تفسر السلوك أعلاه وبالتالي تشعر بأعراض جسمانية وخوف من هذا المرض وذاك.
ولكن ما هي رسالة الموقع؟
تعزيز إرادة الإنسان وإرشاده إلى الطريق الصحيح لبداية رحلة شفاء.
ورحلة شفائك قصيرة:
- تتخلص من عقاقير الزاء أولاً وتبدأ التواصل اجتماعيا بصورة سليمة مع الآخرين بدون عداء رمزي ومشاكسة فلسفية وتخلع ثياب المرض.
- تؤمن بنفسك وتؤمن بالآخرين من حولك وتتعامل مع الحياة ببساطة لترى ما أجملها لو تخلصت من غضبك.
هداك الله.