السلام عليكم ورحمة الله.
R03;
ببساطة أنا من عائلة تلبي احتياجاتي والحمد لله ومستقرة إلى حد ما في المراهقة شخصت باضطراب شخصية هستيرية من قبلكم. أعتقد بأني الآن لست كذلك ومشكلتي الآن أو لنقل مشاكلي:
1- الأسئلة الوجودية الملحة وكنت في فترة سابقة وأنا أصلي أتخيل الله بصور غير لائقة "أستغفر الله" وأسب النبي.. إلخ، نعم أرجع الأسئلة الوجودية كلما بحثت وقرأت أزداد شكا حتى أنك لو تسألني فأنا أحفظ الأدلة عن ظهر قلب ولكن حين أقرر أن أكون صادقة مع نفسي أرى بأني لا أدري ربما أنا لست مؤمنة بالفعل أنا أشك في إيماني أصلا.
2- أتسائل عن كل شي في هذا الوجود وأستغرب منه وكأنني أراه أول مرة ومثال بسيط عندما أرى الماء أقف حائرة أمامه وأقضي وقت طويل جدا وأنا ألمسه وأحركه وأتسائل ما هذا؟ حتى اعتقدت أنني قادمة من كوكب آخر - لست فصامية - وطبعا أنا متعلمة وأعرف ما هو الماء وما حالات المادة وخواصها الكيميائية والفيزيائية وو...إلخ ولكن كل هذا لا يفيدني في شيء أمام هذه الدهشة والاستغراب وطبعا هذا يسبب لي اكتئاب.
3- حينما أتوضأ أو أغسل يدي في أي حالة دائما أشعر بأن في يدي زيت، اعتقدت بأني عندما أستحم لا أغسل الصابون جيدا واستحميت دون صابون ولكن نفس الشيء هل هناك مرض يفرز فيه الجسم زيت؟
4- الأسئلة أيضا أعود لها أنا دائما أتسائل من أنا وكيف أنا ومن أين أتيت؟ وماذا لو مت؟ ... إلخ وأشعر بأنني لست أنا التي هي أنا في الداخل أشعر بأني لا أعرفني، بأني شخص أقحم في جسد لا يعرفه وعالم لا يعرفه وحتى صفاتي أتسائل كيف أصبحت ما أنا عليه ومن هي أنا هذه وهذا يقودني أيضا لاكتئاب جسيم أفكر فيه جديا بالانتحار لأني ماعدت أفهم شيئا وأظن أن كل شيء هو لا شيء وأعتقد أن كل العالم لا يملك إجابات هذا إذا فكر مثلي من الأساس لذا فأنا اخترت موتا بطيئا لكي لا أسبب لنفسي ومن حولي أذى وإحراج،
لا أدري ما الذي حداني إلى أن أكتب هنا؟
لا أعلم شيئا عن نفسي؟
30/05/2015
رد المستشار
صديقتي
1- لست أدري قصدك تحديدا وإذا كنت تقرأين كثيرا فقد يكون أنك تعرضت للأزمة الوجودية التي تواجهنا جميعا وهي أنه ليس هناك معنى واحد محدد يتفق عليه الجميع .. فمثلا جملة "الأسئلة الوجودية الملحة" قد تعني مئات الآلاف من الأشياء لأنها تختلف من شخص لآخر بالرغم من أن شكلها العام قد ينحصر في:
لماذا نحن هنا؟ ماذا نفعل هنا؟ ماذا بعد؟ من نحن؟ لماذا يحدث كل هذا؟ من الآخر؟ ما هو الموت؟ ما هي الحياة؟ لماذا الموت؟ لماذا الحياة؟
هذا ما دفع الوجوديين إلى أهمية البحث عن المعنى الشخصي لحياة كل منا وانبثقت منه مدرسة علاجية تسمى العلاج بالمعنى أو Logo Therapy ، كل منا يصنع مصيره بنفسه عن طريق المعاني التي يختارها والأفكار والقرارات والأفعال التي يقدم عليها، إن كان هناك معنى كبير، تهون المعاناة، معنى الدفاع عن الوطن أو الأحباب أو الدين أكبر من الحياة الدنيا وأكبر من حياة أي شخص واحد فينا وبالتالي يصبح الاستشهاد أو ترك الحياة طواعية شيء وارد ومتكرر.
أيا كانت تخيلاتك لله أو الرسول أثناء الصلاة فهي مجرد تخيلات، من المستحيل منطقيا لعقلك المحدود أن يحوي الله اللامحدود، إذا كانت قراءاتك تزيد من شكوكك فهذا جيد ومعناه أن لديك عقلية نقدية ومفكرة، وقد يكون معناه أيضا أنك لا تقرأين ما فيه المعان أو الأفكار التي تبحثين عنها، أو أنك لا تفكرين بالمنطق السليم باستمرارية كافية عند تناول أي فكرة مما يحيرك، وبالتالي لا تصلين إلى معنى مريح أو مقنع لك.
2- بالنسبة للماء أو أي مادة أخرى، أنت تعرفين ما يقوله العلم عن هذا من الناحية الظاهرة والظاهرية (ظواهر الطبيعة) ولكن هناك أيضا ما هو شامل جامع ومحير وبسيط في نفس الوقت، كل ما ترين في الكون مصنوع من نفس الطاقة ولكن يأخذ أشكالا مختلفة بسبب ذبذبات مختلفة، مثل ألوان الطيف، ذبذبات مختلفة تعطي ألوانا مختلفة، إن اتحدت كونت اللون الأبيض (الواحد). طبعا هذا يزيد الدهشة والاستغراب ولا مانع من أن يزيد الفضول والرغبة في البحث والفهم.
واضح أن لديك الرغبة في الفهم ولكنك تيأسين بسرعة لاعتقادك بأن ما توصلت لفهمه عن شيء ما هو كل ما يمكن معرفته وفهمه، هناك درجات لا نهائية من العلم ونحن لا نعلم منها إلا القشور. سوف نعلم المزيد إذا ما أقبلنا على الحياة كهبة تعليمية مستمرة ومتجددة ولا نهائية وعملية إنضاجية للبشر حتى نصل إلى الحكمة التي سوف تؤهلنا في الدار الآخرة لشغل منصبنا الأساسي وهو "خليفة الله في الأرض"، وليست بالضرورة هذه الأرض التي نعرفها... هناك من الكواكب في هذا الكون (الذي قد يكون واحد من أكوان متعددة) ما يقدر بـ(4X10 (23 أي أربعة وثلاثة وعشرون صفرا بجانبها... أي أربعمائة ألف مليار مليار كوكب (مائتين ألف مجرة ومائتين ألف نجم لكل مجرة ومتوسط عشرة كواكب لكل نجم مثل المجموعة الشمسية).... في نفس الوقت، عدد الوصلات العصبية الممكنة في مخ بشري واحد أكثر من عدد ذرات الكون بعشرة مليار ضعف.. "وتحسب أنك جرم صغير وفيك اجتمعت الأكوان"
3- الزيت في يديك قد يكون بسبب أن الغدد الدهنية في جسمك (والتي لا توجد في راحة اليد أو في أسفل أو راحة القدم) قد تكون نشطة قليلا وبالتالي عند مسحك لشعرك أو وجهك أو ذراعيك أو المنطقة العليا من القدم أو ظهر القدم، تمسحين الإفرازات الدهنية (الزيت) الزائدة فتبدو وكأن يديك هما اللتان يفرزان زيتا.
4- أنت من سوف تجدين وتصنعين إجاباتك بنفسك، إن لم تجدي من المعلومات ما يمكنه أن يساعدك في دائرة من الدوائر أو صحبة ما، فعليك البحث في مكان آخر وبطرق أخرى. ما أنت عليه وما سوف تكونين عليه هو رهن إشارتك. نحن لا نتحكم بطريقة مباشرة في الأحداث الحياتية ولكننا نمتلك المقدرة على التعامل والتحكم المباشر فيما سوف نفكره ونحسه ونفعله حيال الأحداث الحياتية.
لست أدري ما هو الموت البطيء الذي اخترتيه ولكن ليس لهذا فائدة، فكلنا ميتون إن عاجلا أو آجلا لا محالة، فلم الاستعجال؟
استمتعي بحياتك وإن لم تكوني قادرة على هذا فهذا معناه أنك تصرين على معان كئيبة تسلبك احتمالات السعادة والاستمتاع. السعادة ليست اختفاء المشاكل والاستمتاع ليس اختفاء للتعب.
تقولين أنك لا تعلمين شيئا عن نفسك، أحد أسباب وجودك هي أن تعلمي وتكتشفي نفسك... وفي النهاية، "إعرف نفسك، تعرف الله"
أنصحك بمراجعة معالج أو معالجة نفسية لمناقشة هذه الأشياء وبالذات الاكتئاب والرغبة في الموت، وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
التعليق: الموقع لم يشخص الحالة باضطراب الشخصية الهستيرية وإنما على العكس حذر من تشخيص مثل هذا الاضطراب في حالتك وكان يميل إلى إصابتك باضطراب ذهاني وتوصيته كانت مراجعة طبيب نفسي.
أعراض اضطراب ذهاني كثيرة الوضوح ومزمنة المسار فتوجهي نحو استشاري للعلاج وإلا تفسخت شخصيتك وبسرعة.