العيش في الماضي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أردت التحدث في موضوع لم أستطع الحديث فيه من قبل لأي شخص حتى الطبيب النفسي الذي أتعالج عنده من الوسواس القهري علماً بأن لدي وسواس قهري في العبادة استطعت التخلص لوحدي من بعد أمر الله من جزء كبير منه وانتكست حالتي فذهبت للطبيب والآن تحسنت كثيراً بأمر الله..
واستشارتي بخصوص أمر آخر فأنا أعيش في الماضي. وليس في الحاضر مثلاً: أحب الملك فهد - الله يرحمه - جداً لدرجة أنه وبرغم موته إلا أنني يوميا أفكر به على أساس أنه ما زال على قيد الحياة وأنا أعيش بقربه ومقربة منه مثل بنت من بناته.
حاولت إيقاف التفكير في الماضي واستطعت لفترة وعدت لا أعرف كيف أستطيع أن أفكر في المستقبل فأنا أصنع لي أمجاد وهمية في الماضي، وهذه الحالة تتكرر مع من أحب لا أعلم علاجها فقد تعبت كثيرا، ولا أعلم هل تحتاج لدواء أم لا؟ ولماذا؟ وإلى الآن أحاول الاقتراب من كل شيء متعلق به وأريد التقرب من المقربين منه لتنتهي حالتي وأشغل نفسي، ونجحت كثيرا ولكن عدت مرة أخرى.
أتمنى منكم مساعدتي للعيش في الواقع وليس في الماضي وما اسم هذه الحالة..
وأتمنى منكم أن تكون استشارتي سرية..
02/06/2015
رد المستشار
المسؤول عن سرية المعلومات، هو الموقع وليس المستشار يا ابنتي..
أما ما تحدثت عنه يحتاج مني أن أوضح لك أولا جزءً من طبيعة مرض الوسواس القهري؛ فهو عبارة عن فكرة تظل في حالة إلحاح مستميت بداخل رأس صاحبها وحده؛ فالفكرة تخص صاحبها ولم تأتي له من الخارج، وتظل هكذا وكلما حاول صاحبها التخلص منها ومقاومتها كلما ازدادت شراسة وإلحاحا!، فينتقل المريض من مرحلة المقاومة لمرحلة تنفيذ الفكرة رجاءا منه أن يتخلص منها حين يفعل ما تلح عليه بها؛ فتكون المفاجأة وهي أنها لا زالت موجودة ولا زالت تلح..
فالفكرة الوسواسية جاءت من رأس صاحبها وحده، وتزداد مع مقاومتها، ومع تنفيذها؛ فلو كانت فكرة تخص النظافة مثلا؛ تظل تلح على صاحبها ليقوم بنتظيف يده من الميكروبات والقاذورات التي تملأ يديه ولا يراها وكلما قاومها كلما زادت؛ فيضطر للقيام لتنظيف يده مرة ومرات ومرات ومرات تصورا منه أنها ستسكت، ولا يحدث أبداً..
وهناك ما يخص هذا المرض ويجيب على تساؤلك وهو أن الوسواس القهري مرض متقنع!، أي يخفت في مساحة بعد فترة ما تطول، أو تقصر تتوقف على عوامل نفسية وبيولوجية وظروف وغيره ثم بعد صمتها في تلك المساحة تظهر بنفس الأعراض ولكن في مساحة أخرى!؛ فقصتك يا ابنتي واحدة؛ الوسواس القهري كما شخصك طبيبك هو هو لم يتغير ولكنه تقنع ولبس لباسا جديدا؛ فكما ذكرت كان واضحا في البداية في العبادة ثم خف ثم عاد ثم ظهر الآن في شكل فكرة تدندن حول الملك فهد؛ فهي فكرة لا تتمكني من تركها وكلما حاولت زادت في إلحاحها، والآن تفعلين ما تمليه عليكي رغبة في الخلاص منها فتجعلك تقتربين من كل ما يمت له بصلة كما تفعلين الآن..
لذا أول ما أطلبه منك هو:
أولا: أن لا تجعلي شيئا في نفسك لا تحدثين به طبيبك لأن الخاسر الوحيد هو أنت؛ فعلاجك هكذا سيكون ضعيفا، أو غير متناسق في جرعته أو نوع أدويته بناء على ما تتحدثين عنه فقط وهذا يضرك.
ثانيا: من الضروري أن تلتزمي بالجرعة والفترة التي يحددها لأن علاج الوسواس القهري بفضل الله تعالى يحقق درجات شفاء عالية جدا تصل لـ 100% أو أقل قليلا عند الالتزام بالجرعة والمدة المحددين، ونفس أدوية الوسواس القهري تعالج الاكتئاب الذي يصاحبه والحمد لله..
ثالثا: أرجو أن تطلبي من طبيبك وإن صعب عليه؛ فلتقرئي في العلاج النفساني السلوكي للوسواس القهري ليساعدك كثيرا. دمت بخير وصحة..
التعليق: لكن هذه ليست استشارة سرية.