الخائفة من الارتباط..!؟
السلام عليكم؛ أنا فتاة عمري (36) عامًا، ومقبلة على الزواج، وسبب تأخري هو الخوف من الارتباط حيث سبقت لي الخطبة منذ 10 سنوات، ولم يحدث توافق؛ نظرًا لظهور مؤشرات أن خطيبي يسب ويضرب فأنهيت الخطوبة، ومن وقتها وخوفي يتعاظم من الارتباط.
اسمحوا لي بذكر مشاكلي أو كوارثي في نقاط، وعذرا إن كان بها إطالة.
مرحلة الطفولة:
1- طلاق والدي ووالدتي وعمري عام ونصف، ولم أعش معه أو يتواصل معي، أو ينفق علي أبدًا طيلة عمري.
2- عشت مع والدتي حتى أصبح عمري 3 سنوات ونصف، وقد كانت حنونة جدًا معي وتربوية جدًا، لكن سرعان ما حرمت منها عند زواجها.
3- زواج والدتي جاء تحت ضغوط المجتمع وضغوط مادية، وسافرت للكويت مع زوجها، وعمري 3 سنوات، وتركتني عند خالتي مع وعد بأخذي بعد شهرين أو اقل، لكن استمر الوضع 6 سنوات لظروف خارجة عن إرادتها لم أعرف بها إلا عندما كبرت؛ حيث رفض زوجها وجودي، واتضح كذبه عليها في وعده أن يكون والدًا لي (حيث كان يحبها قبل والدي فكنت أنا ابنة غريمه فكرهني) وبسبب عدم عمل والدتي، ووجودها في غربة، وكذلك تهديده لها بأنه سيطلقها فتصبح مطلقة للمرة الثانية وعلى حد قوله (مين هايتجوز بنتك وأمها مطلقة مرتين) فرضخت، وتركتني عند خالتي، فكبرت وأنا أظن أن والدتي تخلت عني، ورغم حسن معاملة خالتي وأسرتها، وحبهم لي، وتعلقي بهم، إلا إنني لم أشعر أبدًا بأنهم أسرتي، وظهرت لدي وقتها حالة الاستغراق في أحلام اليقظة.
وكنت أذهب لوالدتي في الإجازة الصيفية، فأظل طوال الوقت حزينة؛ لفراقي لخالتي وأسرتها وقرب نهاية الإجازة يبدأ تعلقي بوالدتي، وأعود لمصر فأظل حزينة؛ لفراقها واستمر هذا التمزق 6 سنوات.
4- ذهبت للعيش مع والدتي في عمر التاسعة بعد أن بدأت تعمل، وأصرت على وجودي، لكن كنت أعاملها بندية وعدائية، وكان زوجها يعاملني بود ويطالبني بالجلوس معه لمشاهدة التلفاز، وعند عودة والدتي من عملها مساءً يوقع بيني وبينها دون أن أعلم، ويشكوني لها، ويدعي أني لا أذاكر فتغضب مني، وتعاقبني فيزداد غضبي منها، وحتى بعد أن كبرت، وتفهمت أن زوجها هو من منعها من العيش معي، بل كان يضربها لتنسى طلبها هذا، ولكن مازال داخلي غضب شديد نحوها، لا أعرف لماذا؟! ودائما ما أختلف معها وأؤذيها بكلامي رغم أنه عندما خيرها زوجها بيني وبينه اختارتني وطلبت الطلاق.
5- منذ الطفولة لا أحب أن أصلي، وأتظاهر بالوضوء والصلاة بشكل تمثيلي، واستمر بعدي عن الصلاة حتى الآن.
6- منذ طفولتي لاحظت استمتاعي بالألم (الخفيف وليس المبالغ فيه)... كغرز دباببس في يدي أو التلاعب في اللثة، أو الضغط على أي مكان به التهاب أو جرح.
7- كنت في طفولتي أسرق الخبز من ثلاجة خالتي، وآكله بنهم، وكذلك الحلويات، وكنت أسرق مبالغ مالية صغيرة أيضًا، وأشتري بها حلويات.
8- والدي رأيته في حياتي 3 مرات (في عمر 6 سنوات و15 سنة 24 سنة) ولم ينفق عليّ قرشًا واحدًا؛ حيث اشتهر وعائلته بالبخل الشديد، ورغم طيبته فإن والدته وأخواته كانت لهم طباع عدائية للغاية، وقد تكررت مأساة أمي في جميع زيجات أعمامي وعماتي فجميعهم مطلقون عدة مرات.
9- رغم تميزي في العزف والغناء والرسم والرياضة والأشغال الفنية اليدوية، إلا إن خجلي منعني من إظهار معظم مواهبي فكنت أتحسر عند اختيار طالبات أخريات لتمثيل المدرسة، ففي قرارة نفسي كنت أعلم أن لدي قدرات تستحق الظهور، فعوضت ذلك بالتفوق دراسيًا، حيث تميزت بذكاء شديد بحمد الله.
10- أنا إنسانة متكلمة وعشرية وودودة معظم الوقت، والكل يظنني لا أعاني من أي مشاكل ويظنون أني واثقة جدًا من نفسي، فهذا ما يبدو للعيان لكن الحقيقة أن ثقتي في نفسي منعدمة ولدي خوف شديد من الإقبال على أي شيء جديد، واقتناع تام أنني سأفشل فيه، لكن إذا خضت التجربة أفاجأ بتفوق شديد فيها مما يثير تعجبي وكذلك من حولي.
11- قامت فتاة قريبتي أكبر مني بإيلاج قطعة صابون في فتحة شرجي_ وأنا طفلة دون ال 6 سنوات _وأقنعتني أن هذه لعبة، وأذكر يومها أن أحاسيسي كانت متضاربة بين الخوف والألم والخجل والاستمتاع.
12- بدأت بعدها بفترة قليلة ممارسة العادة السرية، وأذكر أن البداية أني قمت برش عطر وأنا نائمة في السرير على منطقتي الحساسة، ففوجئت بألم وحرقان شديدين، فوضعت وسادة بين ساقي ظنًا أن الألم سيهدأ، ووجدت نفسي أتحرك جيئة وذهاًبا، ثم شعرت بإحساس ممتع، وصدقوني فأنا حتى الآن أتعجب كيف خطرت لي من الأساس هذه التصرفات؟! وكيف بدأت؟!
13- كثيرًا ما أشتاق للصلاة وقراءة القرآن وبمجرد أن أأخذ هذا القرار أفاجأ بأنني حائض.
مرحلة المراهقة والشباب:
1- كانت لدي قديمًا أحلام وخيالات جنسية معظمها بيني وبين والدتي، وبيني وبين مدرستي المفضلة، وكنت دومًا في هذه الخيالات أقوم بدور الرجل أو الفاعل. وكنت ومازلت أشعر بالإثارة عند تخيل ممارسات جنسية سادية، ولكن ليست شديدة الإيلام أو بها إيذاء شديد للغير.
2- كنت متفوقة دراسيًا جدًا ومحبوبة من مدرساتي وزملائي، ولي قدرة على الحصول على اهتمامهم، وعلى مكانة خاصة لديهم بدماثة خلق وخفة ظل شديدة، واستمر ذلك حتى نهاية الثانوية العامة، لكن حدث لي فشل ذريع بعد دخول كلية الصيدلة؛ حيث ظلت أمي في الكويت، وسافرت أنا لمصر، ورسبت 4 سنوات بسبب الدخول في علاقة غير شرعية وغير سوية، سببت لي الاكتئاب وعدم القدرة على تذكر المناهج وقت الامتحان، رغم أني كنت أكتب ملخصات رائعة يذاكر أصدقائي منها، وينجحون، وكنت كثيرًا ما أتغيب عن الحضور للكلية، وأتاخر على الامتحانات بسبب الخمول الشديد.
3- أثناء سكني في دار الطالبات كنت أحيانًا أسرق أطعمة زميلاتي خلسة، وأترك لهم ورقة بها اعتذار دون الإفصاح عن هويتي، وأترك لهم أموالا تفوق ثمن ما سرقت لإحساسي بالذنب.
4- الهوس بفكرة التضحية، والموت من أجل الرجل الذي سأحبه، أو التضحية من أجله وتحمل فكرة ظلمه لي، وفوجئت بنفسي أحاول لعب دور الضحية، فأروي لزملائي قصة وهمية عن محاولة اغتصاب زوج والدتي لي، وتحرشه بي رغم أن هذا لم يحدث.
5- التوحد مع شخصيات بطلات الأفلام والمسلسلات المفضلة، والميل للإعجاب والتركيز على شخصية البطلة ونادرًا ما أنجذب لبطل رجل.
6- رغبة عارمة في الزواج من رجل كفيف أو مشلول.
7- في حياتي قصة حب من طرف واحد؛ حيث أحببت زميلا لي حبًا شديدًا لمدة سنتين في الجامعة، ولم أفصح طبعًا عن مشاعري له، ثم أعجبت بشاب آخر أيضًا من طرفي فقط، وكان لدي انجذاب طبيعي للجنس الآخر. وبعد ذلك دخلت (اقتحمت) إحدى الفتيات حياتي، وانقلبت حياتي رأسًا على عقب، وبدأت علاقتنا الآثمة وسأذكرها لاحقًا.
8- تصيبني حالات من الاكتئاب مصحوبة بإهمال شديد في النظافة الشخصية في الجسم والمسكن، رغم أني أحب النظافة. وقد أصابتني حالة اكتئاب عندما سكنت في دار طالبات في الجامعة، وحالة خوف ورهاب من مغادرة غرفتي في وجود طالبات في خارج غرفتي، ترتب عليه عدم الخروج من غرفتي إلا عندما ينام الجميع فتسبب ذلك في تبولي في غرفتي داخل زجاجات فارغة وأكياس والاحتفاظ بمخلفات القمامة.
أزمتي ومصيبتي الكبرى:
تعرفت على فتاة في الدار، وهي نقيضي في كل شيء، فأنا خجولة متفوقة، ورغم أني لا أصلي إلا قليلا لكن لدي حب شديد لديني، فحدثت مصادمات معها بسبب سلوكياتها التي لم تعجبني، ثم فجأة حدثت حالة من الانجذاب نحوها، فقد كانت شيقة جنسيًا، ويظهر عليها ذلك بوضوح خاصة عند مشاهدة أي لقطات رومانسية أو قبلات في أي فيلم، ورغم اختلاف شخصياتنا 180 درجة بدأت أشعر بانجذابٍ شديدٍ لها، ورغبةٍ في إقامة علاقة معها، وفي المقابل وكأنها شعرت بما أريد فحدث تجاوب منها، ومن ثم ممارسة شذوذ جنسي قمت فيه بدور الرجل (ملحوظة: أنا عذراء).
وقامت هي بدور الأنثى، وحدث إيلاج كامل سواء بأصابعي أو بأدوات أخرى بعد اعترافها لي بأنها ليست عذراء، فقد تعرضت _حسب قولها_ لاعتداء متكرر من خالها في طفولتها، ثم أقامت علاقات جنسية في شبابها، وكنت في قرارة نفسي أشك أحيانًا أنها تتوهم ذلك فقد روت لي أكثر من حادثة تحرش حدثت لها من أقاربها وجيرانها وأناس عاديين في الشارع في طفولتها وشبابها بشكل متكرر وغير منطقي.|
وعمومًا فعدم عذريتها أعطانا الحرية في الممارسة، فكنت دائمًا أقوم بدور الفاعل أولا؛ لأن هذا يمتعني، وثانيًا لأني عذراء. ومجددًا اكتشفت أن الممارسات السادية الخفيفة وسماع تأوهاتها (تأوهات إثارة أكثر منها تأوهات ألم) تثيرني لكن دائمًا ما كنت أشعر بذنب شديد بعد ذلك، وأحاول التوبة والصلاة، وكنت أبكي وأعاهد الله ألا أكرر ذلك أبدًا... وأشعر بالاشمئزاز من نفسي، بعكس فرحتها هي.
استمرت علاقتنا لسنوات استنزفتني خلالها ماديًا وعلى جميع المستويات، وكلما حاولت أن أقطع علاقتنا تهددني بالانتحار، فأصبحت علاقتنا علاقة إجبار أو ابتزاز عاطفي. بعد ذلك اتخذت قرارًا بقطع العلاقة تمامًا معها، وانتهزت فرصة زواجها، وقطعت علاقتي تمامًا بها، وبعد طلاقها حاولت التواصل معي فرفضت.
لا زلت أمارس العادة السرية أحيانًا مرة يوميا أو كل عدة أيام. وأكثر ما يثيرني تخيل هذه الفتاة، لكن لم أحاول أن أتصل بها، ولم أقم بأي علاقة أخرى طوال 9 سنوات، وحتى الآن والحمد لله.
أقوم أحيانا بمشاهدة مقاطع إباحية أثناء ممارسة العادة السرية، وفور الانتهاء أشعر بندم ورغبة في عدم العودة لممارستها أبدا.
لا أشعر ولا أصدق أنني سحاقية فأنا لا أنجذب لأي فتاة جميلة أو مثيرة، بل إنني حين أشاهد الراقصات في التلفزيون، أو أي فتاة تتصرف بشكل غير أخلاقي أو أي فتاة شاذة، أشعر بالاشمئزاز والخوف والقشعريرة، وكذلك قد تعرضت لمعاكسة تليفونية من فتاة شاذة فشعرت باشمئزاز شديد وخوف وحالة بكاء.
مشاكل أعاني منها منذ الطفولة وحتى الآن;
1- عدم الصلاة.
2- قضم الأظافر.
3- الأرق ليلا والنوم نهارًا والخمول ... فاستيقاظي أحيانًا يكون معركة مع نفسي.
4- الاستغراق معظم اليوم في أحلام اليقظة.
5- عدم إكمال أي شيء لنهايته وإن أخفقت في شيء حتى لو أخطأت في كتابة كلمة أثناء تلخيص كتاب فإنني أمزق الورق وأعيد كتابة كل شيء من البداية.
6- مواهبي وهواياتي متعددة جدًا بشكل يؤدي لتزاحم في عقلي، وعدم قدرة على ممارسة أي هواية لنهايتها، فأتنقل بين الأشياء، وأقفز دون إنجاز شيء لنهايته، ولكن عندما أنجزه تكون النتيجة رائعة ومميزة ومبهرة للآخرين.
عقلي دائما يقفز بين فكرة وأخرى بشكل يرهقني.
7- عندما أنام أستيقظ دون الشعور بأي استرخاء أو راحة، وكأن عقلي يعمل أثناء النوم أيضًا، ولا يهدأ.
8- وزن زائد وزيادة شهية مع أي توتر.
9- أكره جسدي وشكلي لكثرة عيوبه (تساقط شديد في الشعر - وزن 110 كجم - حبوب - جلد الاوزة)
10- قولون عصبي.
11- صعوبة في التعبير عن المشاعر خاصة مشاعر الحب، فحين أتعرض لهذه المواقف أحولها لمزاح أو تصرفات وكلام طفولي، رغم أنني في أحلام يقظتي أكون رومانسية بشدة ومعبرة جيدا عن مشاعري.
12- خمول شديد وكآبة ونوم يصل ل 12 ساعة يوميًا أو أكثر، لكن عند وجود هدف أو نشاط محبب إلى نفسي تكفيني 4 ساعات يوميًا من النوم.
13- محبوبة جدًا من الآخرين، ومأخوذ عني فكرة بأنني شخصية أقرب للمثالية، وقريبة من الله، وهذا يعذبني لأني أشعر أنهم مخدوعون.
14- أحب الله، ولكن شيء بداخلي يبعدني عنه.
15- أفكار انتحارية هاجمتني مرات معدودة وعلى أبعاد تمثلت في الرغبة في إلقاء نفسي أمام السيارات أو القفز بسيارتي من أعلى جسر لكن سيطرت عليها.
16- عدم القدرة على الالتزام بأي شيء روتيني (كورس علاجي - كريمات لعلاج مشاكل البشرة ... الخ).
17- نسيان وتوهان وعدم تركيز في أمور أساسية رغم تميزي بذاكرة فولاذية وقوة ملاحظة في أمور تافهة كتذكر موسيقات وأعمال درامية لم أشاهدها منذ سنوات.
18- رغم عدد من يعتبروني صديقتهم الصدوقة وحلالة العقد وصوت العقل، ورغم أن نصائحي دائما صائبة وأسلوبي مقنع لكن أفشل في حل مشاكلي.
19- أميل للجلوس وحدي لأيام وأسابيع طويلة دون خروج طالما معي كتب أقرأ فيها. أو حيوان أليف أربيه.
20- أحلام يقظة يوميا تمتد أحيانا ل 5 ساعات في فراشي وحتى الفجر، معظمها إما تراجيدي وتضحية أو حلم العودة للطفولة، وأن أكون طفلة معجزة ومشهورة.
21- التركيز على أشياء غير مفيدة، والاستغراق فيها كتجميع صور من النت، وتصنيفها في ملفات أو تجميع زجاجات وخامات أملا في استخدامها في الأشغال الفنية اليدوية، لكن لا أفعل... بل فقط أخزن الأشياء.
22- الإسراف في شراء أشياء أعلم أنني لن أستخدمها.
23- منذ طفولتي وإحساس الأمومة عندي قوي، وأستمتع بأن أحتوي الآخرين أكثر من احتوائهم لي، فأنا أستمتع بأن أحتضن طفلا أو صديقة تبكي، ولا أستمتع بأن يحتضنني أحد.
24- حساسة جدًا وممكن لكلمة أن تصيبني باكتئاب لفترات.
25- آرائي الدينية ومعتقداتي تميل للاتجاه المتمسك بتعاليم وقيم الإسلام، وأشمئز مما غير ذلك، ورغم هذا فممارساتي الشخصية عكس هذا، ولذلك أقرع نفسي أحيانا فأنا متأكدة أنني أفضل من هذا.
26- أحيانًا أتمنى الزواج من رجل ماسوشي شاذ، وأن أكون أنا الرجل أثناء علاقتنا.
27- أفرح بأن أسعد الآخرين، وأتفاني من أجلهم، وأضحي، وأشتري لهم الهدايا، لكن إن فعل أحد معي ذلك فلا أحس بالفرحة... فلا شيء ينجح في إسعادي بل أتظاهر بالسعادة.
28- أحب الحيوانات جدًا وتربيتها، ولا أتحمل رؤية حيوان يتألم أو يتعذب، وأتأثر بشكل كبير عند موت حيواناتي ... وأصبحت أتعاطف مع الحيوانات أكثر من البشر.
29- مهملةجدًا في صحتي... فيمكن أن أهمل مشكلة بسيطة في أسناني حتى تؤدي لفقدان ضرس أو سنة.
30- أعاني من أعراض جسدية أحيانا كطفح جلدي أو ألم انزلاق غضروفي، لكن عند الذهاب لطبيب يتضح أن السبب نفسي وليس عضويًا.
أخيرًا أعتذر للإطالة، لكن أشعر أن بداخلي شخصيتين، إنسانة منهما تستحق أن تحيا سعيدة وقريبة من الله ومستقرة نفسيًا. فكل ما حكيته لكم أشعر أنه دخيل علي.
أشعر أنني أكثر احتراما وأخلاقا مما بدر مني. فهل من حل يريحني من ضياعي؟
07/06/2015
رد المستشار
آه يا ابنتي، تحدثتِ كثيرًا عن آلامك على مدار سنواتك الماضية، فأنتِ بالفعل تتمكنين من سرد ما بداخلك بوضوح ورشاقة، ورغم أنك تحدثتِ في نقاطٍ كثيرةٍ، وبتفاصيل تتصورين أنها متنوعة ومن العيار الثقيل، إلا أن أي متخصص نفساني سيقرأ حقيقة مشكلتك بوضوحك في نقطتين، أو ثلاثة على الأكثر، وإن أخذت معك كل تلك التفاصيل؛
أولها بوضوح شديد هو أنه بداخلك يستقر بعمق شعور بأنك لا تستحقين الحب والاهتمام؛ ففراقك لأمك تحديدًا كرس ذلك المعنى بداخلك، ومَنْ يشعر في أعماق نفسه بأنه لا يستحق الحب، ولا يستحق الاهتمام، وأنه "مش مهم" سيقع في الكثير من الأمور التي مفادها أنه يستحق كل الأذى والقسوة؛ لأن وجوده في حد ذاته "ذنب"؛ فوقوعك في العلاقة السحاقية، واستمتاعك بدرجة من الأذى في أنحاء جسدك، ودخولك في علاقات لا ترتضينها وترفضينها هي دليل على ذلك، ووجود درجة من العنف الموجه لنفسك، أو لغيرك من خلال رغباتك السادية تشير لذلك، وسرقاتك الخاطفة التي يتبعها ندم وتعويض هو دليل على رغبتك في أذى غيرك، ورغبتك في الشعور بأنك موجودة، وكذلك وجودك في بيت ليس هو بيتك الأصلي جعل لديك قلقًا كبيرًا وتوترًا يشهد على وجوده مخاوفك حين كنت في دار الطالبات، وقصصك الوهمية،
وكذلك يا ابنتي هو سبب ما تعانيه من قلة التركيز ونسيانك لأمور لا تتسق مع ذاكرتك الحقيقية، فكل ذلك من فعل القلق الذي يؤثر بقوة على عمليات وقدرات العقل من الاستيعاب والحفظ والتذكر... إلخ، فمشوار تغيير ما لديك بدايته في أن "تصدقي" وليس"تعرفي" بل "تصدقي" وضعي تحت تصدقي عشرين خطًا؛ بأنك تستحقين الحب والبذل، وأنك مهمة ووجودك فارق في حياة آخرين؛ وإلا ستظلين تعطلين نفسك بنفسك كما تفعلين في هواياتك؛
وعدم إتمامك لشيء حتى النهاية، وستعينين نفسك على هذا التصديق بأن تتأكدي من أن كونك ابنة لأم ضعفت أمام تهديد زوجها، وكانت مرتبكة في اتخاذ قراراتها المصيرية في حياتها وبالتالي حياتك، ليس معناه أنك لست مهمة، ولا أن تظلي في دائرة مفرغة، وأسيرة للحصول على الأهمية من أبوكِ وأمكِ تحديدًا؛ فهما ليسا نهاية العالم؛ فلقد تأكدت تمامًا بأنك مختلفة ومتميزة، ويحبك مَنْ حولك، ويقدرونك.
وبالفعل أنت كما تقولين أنك اثنتان؛ وكل منهما أنت بالفعل؛ فلا تلغي أحدهما حقيقة وتصدقي الأخرى؛ فأنت واثقة وغير واثقة، وأنت تحبين الله جدًا سبحانه، وتعصينه بطرق متعددة، وتغضبين من أمك جدًا وتعذرين ضعفها ومخاوفها، وتقدرين اختيارها لك وقت الاختيار بينك وبين زوجها؛ فلتقبلي التناقض دون أن توافقي عليه؛ ليصمت التشويش بداخلك.
وحين يصمت التشويش بداخلك؛ ستجدين نفسك الحقيقية بلا ظلال متناقضة؛ ستتمكنين من الحديث مع أمك عن احتياجاتك التي لم تلبها، ليس للشجار ولا اللوم ولكن للبوح؛ فالبوح شفاء نفسي كبير، وستتمكنين من رؤية أمك كامرأة وليست كأم فقط، فتقدرين بصدق كم كانت متخبطة ضعيفة خائفة، وستتمكنين من التواصل مع غضبك من الله سبحانه، والذي يجعلك تعصينه رغم حبك له، ولا تنزعجي من جملة غضبك من الله؛ فالله سبحانه كبير وواسع، تحتمل العلاقة الصحية والحقيقية معه كل أطياف المشاعر؛ فلتعبري له سبحانه عن غضبك منه؛ وستجدي حينها أن غضبك ليس منه سبحانه، ولكن مما فعلته أيدينا بأنفسنا؛
فأمك تزوجت دون تفكير ولا سؤال من رجل لا يستطيع أن يتجاوز احتياجاته المادية فقط، ولم يكن هذا قسمة ونصيب، فالله تعالى أمرنا بالتفكير حين نتزوج، فارجعي للآية 21 في سورة الروم، وستعلمين أن الله سبحانه حين تحدث عن الزواج الذي يجد فيه الزوجان السكن والمودة والرحمة، فيه يحتاجان للتفكير "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، وحين تزوجت الآخر غلب ضعفها وخوفها كل احتياج لها ولك، وكانت شماعة "قبول المجتمع" جاهزة، ولعب عليها زوجها الجديد واستخدمك كورقة ضغط، وقبلت هي الضغط بأنك لن تتزوجي حين تطلق هي مرتين كما زعم وصدقته؛ لأنها أرادت أن تصدقه!
وهذا ما أدعوكِ إليه أنت الآن لا تتزوجي إلا من رجل يحبك بصدق، ويحترم كيانك، ويرغب في إكمال مشوار حياته معك، يحب الزواج والأولاد؛ لأنه امتداد لرؤيته، وظنه في الحياة، ينوي أن يكون زوجًا وأبًا حقيقيًا، ولا تتزوجي قبل أن تقومي بتلك الخطوات السابقة أولا، وأنا متأكده من قدرتك على تجاوز ذلك؛ لأنك تستطيعين بجدارة، ومسألة السادية، ورغبتك في الزواج من رجل ماسوشي ليس بالأمر الكبير كما وصلني من سطورك أنت تحديدًا، فهو ليس لكل القراء ولا أصحاب نفس المشكلة؛ فقدر من السادية غير المؤذية لا تعكر العلاقة الزوجية مادامت في حيز موافقة ورضا الزوج.... دمت بخير.